اقف على حافة الثلاثين واضحك
اين ذهبت حياتي 
اين اوراقي 
اين تراخيص الحياة 
ومستندات التوقعات 
لا شهادة لا اصدقاء لا اطفال لا سعادة 
مهمشه واعيش ع الهامش 
لا استطيع ان انمق ما اشعر به 
كنت انمق كتاباتي واستخدم مساحيق اللغه لتبدو جميله
 لكنني الان...  اريدها ان تبدو حقيقيه وبسيطه ومباشرة 
اريد ان يطفو وجهي على ملامحها 
لانها قدري...  هذا ما خلقت من اجله 
قري هو ان اكتب و اسافر و احدق في وجوه الماره 
الا اصبح شيئا مرغوبا او احدا مهما في حياة احد 
اريد ان امضي
ان اغادرني و امضي وكأني حقيبة سفر 
اضاعها صاحبها ومضى بحقيبة اخرى 
ان اتخلص من شعوري تجاهي 
هذا الشعور المستمر باني محطم و مهجور ومنسي
كبقايا غواصة المانية تستوطن قاع المحيط منذ الحرب العاملية الاولى
هذا الشعور بالاذدحام و باني ضيقة و مكتظه وغير مرتبة 
كحقيبة يد صغير..  كغرفة مراهقة كممر الطوارئ لعيادة و حيدة في منطقة حرب في اقصى الحدود
اتعرف ذلك الصوت الذي يصدره غصن يابس داست عليه قدميك بقوة وعلى عجل 
يشبه كثيرا صوت روحي..  روحي اليابسه المحطمه الهشه المثقوبه التي تجعلني اغرق باللحظه كلما بكيت 
فاخرج منها للدفاتر و الشراشف والزوايا 
و السفر في وجوه الناس لأجدني مرغم على البقاء معها كلما حاولت ان انام
التحف الصمت واتمدد على فراشي كالحطب المبلول
ترفضني النار و ابكي على الشجر
كنت دائما اقوم بتأجيل مشاعري و بمحاولة اختيار وقت افضل  للبكاء للتحايل غلى رغباتي
 وركلها كأنها قميص متسخ على ارضية الغرفه
احاول ان اهرب منها..  ان اهرب مني 
فتركض جميييع مخاوفي لتختبئ خلف صدري
كأنها قبائل من اليهود وقلبي شجرة الغرقد 
مخاوفي من النظر لوجه احلامي و رؤية تجاعيد الوقت التي ارتسمت على جبينها 
فاتمنى لو كنت املك القدرة على القتل،  كنت سأقتلها بدم بارد يااه كم تقتلني الرغبة في الخروج من حياتي كأن أذهب لشراء الخبز وأعود لأجدني بمنزلٍ آخر وبحياةٍ أجمل وبواقعٍ على مقياس توقعاتي أن يكون هذا الأمر بهذه السهوله وبهذه السرعه
يصاحبني دائما شعور عميق بالحزن و بالوحده و انا امشي و انا ااكل و انا استحم وانا اشاهد الافلام او استمع للموسيقى 
اشعر بالوحدة حتى في مدينة الملاهي
اخبرني كيف اغلق هذا الشق من روحي فلا الوقت صار ابره ولا الصبر بات خيطا 
اخبرني ما دمت اتحول لحائط كيف اصمد في وجه المسامير 
كيف اهرب نحو الخارج و اغلق ابواب الداخل الكثيرة 
كيف اهرب من كوني انا ومن صعوبة ما انا عليه 
انا...  انا تلك السمكة الزرقاء الصغيرة والتي لطالما رغبت بالانزلاق في صدرك 
وبالنوم تحت شعبك المزاجيه للوصول لعقلك والبقاء فيه لتشعر بالامان بعيدا عن قلبك 
تلك السمكه التي لن تراها الا في حوض متسخ بصالة الانتظار  في عيادة رخيصة للاسنان 
مجرد سمكة زرقاء صغيرة جبانه تشعر بالملل
وتصلي ان يشعر بها المحيط
مخلوق بسيط تخيفني الاسئلة و ترهقني اطنانا من الملل
اصبح كل ما اخشاه الان ان ينهار العالم او تقوم الحرب العالمية الثالثة قبل ان نتعانق



 


أقف على حافة الثلاثين

الفيل الأزرق

نسيان

أيام-Ayam

يجعلني مطمناً، ما يبعد عني خوف الليل ورعشة كائناته الغريبة ،أنني حين أنام أعلم أنني أذهب إلي يديك. لم أعد أضل الطريق إليهما. 

الرحلة طويلة وشاقة في المسافة بين النافذة والسرير; كنت أخاف لأنني لم أكن أعلم إلي أين يفضي بي النوم كل ليلة. كنت أعلم أنه ليس موتاً، ليس يقظةً، بل يقظة الموت في خرافاته الملونة.

إلي أين يذهب جسمي في النوم. إلي أين تذهب عيناي. لكنني الآن حين أصل إليه أعلم أنني قد وجدت وسادة لرأسي المتعب، لجسمي الضئيل.

صغيرتان يداك، لكنهما تتسعان لجسمي لشدة ما صار قليلاً، لشدة حضورك في غيابي. لا أخاف الآن أن يأخذني حلم رمادي إلي هاوية لا قاع لها، أعلم أن راحة يديكِ اليمني تفتح لي باباً إلي ضوءٍ قرين، وأن ملمس يديك اليسرى يحفظ وجهي كحريق .. 
هل كنت غائباً إلي هذا الحد، أعني انني لم أجد من يدلني إلي نومي.من يمسك بيدي، ويدلني بين صحاري الأرق الطويل. الآن أعلم أنني أغفو حين يخطر لي أن يداً لك، تلوح لي بصباح آخر.فأنهض بإشراقتها، حين تفتح لي النافذة وتمسح النوم عن عيني فأعلم أنني أخيراً أحيا لأنها توقظني كل صباح.
 ليست يدك. مروحةُ الأصابع الناعمة، لمسة خفيفة كالسماء، من التجاعيد التي في جبيني، إلي الورم الداكن تحت عيني. ثم دائرة الفم التي ترسمينها لابتسامة ما، ثم خط العنق حتي أعلي الصدر. أعلم الآن أن وجهي لا يضيع بين الوجوه، أنني، كلما أعود استرد قسماته كأن أصابعك إذ تتلمس الملامح تصنعها وجهاً أعرفه، وجهاً اعتدت عليه بعد أن أخذته المرآة في الصباحات السابقة، بعد أن ألغاه التعب.

يجعلني مطمئناً أن يديك تقتربان. وأن لمستهما تستيقظ الآن في جسمي الذي كنت أحسب أنه ميت. أو أنه استلقي لشهور في نوم مجرد. يمر به كل شيء دون أن يغادر حياده. جسم أصم. جسم أبكم. ثم أتت يداك. رسمت شكلا من طينة الضجر وكنت بعضاً من رقتها. من الحنان الذي يصنعنا ويجعلنا قابلين لأن ننكسر إن افتقدناه..
 الآن أعرف إلي أين أذهب، حين تضعني الحافلة علي رصيف الازدحام، أو حين تأخذني الغرفة إلي الأفكار السوداء. أعرف ما الذي افعله حين أحسب أن الوقت لا ينقضي، أنام وتأتي يداك في الحلم، أو يأتي الحلم في يديك. لأنني أحسب في نومي أن يديك تحلمان بارتباك من يجعل الطمأنينة لمسا، من يجعل اللمس يقظة الغياب.

هلا وضعت يدك الصغيرة علي قلبي لكي تزول عنه الصحراء. لكي تهرب الذئاب منه وصدي قفارها. لكي يرحل العنكبوت الذي يتنفس في رئتي، لكي يغادرني الخدر الذي ينتاب أشياء الرفوف والأدراج فأحسب أنني منها، لا يخلصني من الغبار إلا صباح الخادمة بأرياشها الاصطناعية ورقعتها البليلة الساحرة. هلا لمست بإصبعك صمت الغرفة، التي تغرقني بهوائها الفاسد وأشباحها التي تتدلي من السقف والجدران. أعرف الآن أنك إِذ تلمسين صخرة صدري يستيقظ نبض فأخرج من وقتي الحجري إلي وقتك الرطب. وأعلم أن يدك هي الخرافة  التي انتظرتها وصدقتها ولشدة ما صدقتها أصبحت تأتي إلي نومي وتسهر عليه. لذلك لم تعد تأخذني حفرة النوم. لم تعد تأكلني ذئاب النوم، حين أسير متعباً إلي سريري وأهبه جسمي، حين أستسلم إلي مجهوله.

لم أعد ابكي حين أراقب المطر يهطل في ليل العالم الذي يتسع وراء النافذة. لم أعد أرتجف خوفاً حين أستيقظ في الليل وأري أنني وحدي. بتُّ أري الليل ظلاً ليديك، يغمرني ولا أضل فيه والمصابيح ذكري من لمستهما الخفيفة. كأن ضوءاً يتبع إيماءة اليد التي تمسح نومي بماء الدعة. وأعلم أنني بت ابتسم كلما صادفت الوحش الذي كان يفترس في الحديقة حلمي الوحيد. الآن بتُّ أري أن أفلاكاً تتقاطعُ في الخطوط التي تتلاقي في راحتك الزهرية. كأن السماء يرسمها خطان في راحتك، سماء قليلة لكنها تكفي لكي لا يموت العالم من الوحشة، لكي لا تلسعه الأفعي. فقط  لو يدك كانت هناك.

الآن أعرف لماذا كنت أبكي ولماذا الهاوية التي أسقط فيها تشبه صفحة بيضاء وخطّان في أسفلها ونجمة بالحبر الصيني، ومع ذلك تلمع. ولمعانها كان يعذبني. كان يكفي أن ترفعي، بلمسة رخام النوم الثقيل. وأن تأخذني يداك، قليلا بمقدار ما أحيا. كان يكفي أن تمسحي شفتي بطرف سبابتك لكي لا يعذبني النطق.

(باريس-أيلول1986)

فقط لو يدك

انفصام-schizophrenia

اشياء كثيرة لا تدرك الحكمةَ منها وتقعُ فيها كما تقع في الخطيئة وتعلم أنّك هنا ولا مخلّص لك في الجوار القريب أو الجوار الأبعد. كأن تحبَّ وتصدّق أنّك شُفيتَ من الموتِ، وأنّك شُفيتَ من الفُقدان، ومن البئرِ التي في داخِلك ولشدّة ما تطمئن في داخلك تعتاد أن تكون وحدك، معهم، في الجوار الذي لهم وبينهم،  لكنك وحدك إذ تغمض عينيك فتنسكب الظلمةُ في جوفك كأنّها دَعةُ أن تعود الأشياءُ إلي جواهرها البسيطةِ وهي ليست تراباً ولا ماءً ولا هواء. سكينةُ الطين الراكِد لا تَقربه الحياةُ ولو علي هيئة الطحالب والأشَنات. 
مجرد تعب

كأن يكون الصداع انفجارا كونيا متواصلا في الرأس . والعياء رغبتا في التلاشي
تعب فقط ..  ليس علتا  و اوجاعا تروض جسمك عليها وتبرأ منها بعبوات الكيمياء الملونة و ارشادات الطبيب 
ليس الألم الذي يجعلك تشعر بشدة ما يؤلمك
كأن تصبح يدك مثلا هي اليدُ  التي تؤلمك ولا شيئ سواها
الرئة هي الرئة التي تؤلمك ولا شيئ سواها . والقلب مثلا هو القلب هو الذي يؤلمك ولا شيئ سواه.. 
فالمؤلم هو الماثل في جسمك . مستحوذا عليه .. ممتلكا اياه . ويجعل من روحك مجرد وعي له
ولكن التعب .. احسب انه مجرد فكرة 
كأن ترغب في الفكر وحده و أن تتلاشى..  ان تتخفف من الأحمال التي اصبحت فجأة ثقيلة .. فوق طاقتك .. فوق احتمالك .. حتي الخطوات تكتسب وزنا
ثم يأتي التعب .. يأتي ،
ويقول لك أحدهم : " إنّه مجرّد تعب . م.ج.ر.د.ت.ع.ب. أمر بسيط . فقط ستشعر لبعض الوقت ، أنّ كلّ شيء  في العالم من حولك ، صار له حجم وثقل .. لن ترى الشروق أو الغروب كما كنت تفعل في السابق .. وإن صادفت أحداً ، في الشارع أو المقهى أو في مكان عملك ، لن يكون كما أعتدت أن ترى أحداً في وقت آخر .
ولا بأس ..
" ولا بأس إن جَعَلْتَ تبكي ، بين الحين والآخر ، لأسبابٍ تافهة ، أو حتي بلا سبب ، هكذا تبكي ، لأنك أصبحت العبءَ الذي ستحمله طيلة العمر على كتفيك .. أو لأنك أحببتَ ولا تقوى على العيش لأجل من تحبّ ، لشدة ما أوهنك التعب ، لشدّة ما لاصشَاكَ وبدَّدك وغَيَّبك وجَعَلَكَ رُكاماً .
فكيف تقوى على العيش حفنةُ من الركام ..؟!!" 

تعبٌ كمِثلِ أن تنتبهَ فجأةً وتجد أنك في المكان الخطأ في اليوم الخطأ، وتجد أنك، نفسك، الرجل الخطأ. ومع ذلك تتظاهر بأن ما وجدته في هذه الأخطاء كلها هو الصواب الذي أتاح لك أن تحيا إلى الآن، وحين تنهار الأشياء من حولك، وتقيمُ على العتبة طويلاً وكثيرًا وبإفراطٍ ما بعده إفراط، تَحسبُ أنه مُجرد تَعَب... ليس الموت الذي يميتك بل الموت الذي يحيا في داخلك. الموت الذي يحيا بك. وتصدق أن كل هذا تعب."

مجرد تعب

هناك برد ما .!!
لا يهزمه الدفء أبدا !
برد يبقي في داخلنا مهما تدثرنا عنه
برد يهزمنا ولا نهزمه 
برد يحول أعماقنا إلي مغارات مهجورة
ويحول قلوبنا إلي كهوف ثلج مرعبة !!
يجمد أحلامنا 
يبنى قوالب الثلج علي أمانينا
يحولنا مع الوقت إلي تماثيل متبلدة الشعور 


بعض الانباء والمواقف الحزينه ترسم علي وجوهنا ابتسامة ما

فلبعض الفواجع ابتسامات ربما ابتسامة دهشه او سخريه او صدمه

لكنها ابتسامة يصاحبها من الصمت والهدوء الكثير

وبعض مرارة تستقر في القلب نستشعر طعمها علي السنتنا

وكاننا نتناول وجبة (حزن ) مسمومه
نلهث كي نصل 
ولا نصل أبدا..  مهما وصلنا .!

برد _ شتاء

كلمات : وديع سعادة 
إلقاء صوتي : حسن محمود

إستعادة شخص ذائب

في دقيقة يهذي طربا ،
و في التاليه يكتئب 

حسن محمود

Popular tracks