"في صوتها شيء ما.. ‏يشبه انجراف الغيوم عبر الأفق" 

بقيت وحدي، لا حبايب، ولا كرامة في طريق المحاسيم، لا طموح ولا مدى، لا ضوء في نهاية النفق إلا الذي ما انفك يضيء كلما نفخ الموت في فحم العائلة.

قصة: عبد الله الزيود
أداء صوتي: آلاء أبو عرقوب
رسوم: راما يعقوب

للناس أسباب تجعلهم قادرين على النهوض كل يوم من جديد، للصباح تأثيره السحري على الهمم، وللليل ما يُفهم من إسدال الستار في المسرحيات، لقد فقدتُ أسبابي، وتملّكتني طاقة هائلة على اليأس صرتُ عبدًا لها، ووصلني من إسدال ستار اليوم مفهوم النهاية لا فكرة الفصول..
لقد هزمتني الحياة وجرّدتني أدواتها،
بقيت وحدي، لا حبايب، ولا كرامة في طريق المحاسيم، لا طموح ولا مدى، لا ضوء في نهاية النفق إلا الذي ما انفك يضيء كلما نفخ الموت في فحم العائلة.
لقد أخذت من الغرب احترام المغادرين لهذه الدنيا، وأخذت من مجلس الأمن وعودًا ماتت كل عائلتي بانتظارها؛ وأخذت من الاستبشار قدرته على نكث الوعود، ومن العزيمة ما يدخل قبعة الساحر ثم يخرج على هيئة آلام وجروح..
لقد كان لي -في بيتنا- أسباب كثيرة للعيش دُفنت تحت جنازير جرّافات جيش الاحتلال التي هدمت البيت.
ولا قدس في عيون منظمة التحرير، لا قداسة إلا لتنسيقها الأمني.
لقد انتهى كل شيء..
ليست لدي طاقة أصرفها في ضبط النفس، كل ما أحتاجه اليوم هو توفير ما ظلّ من أملٍ في حصّالة الرّحيل، عليّ أن أملأ هذه الروح بيقين يرى في دفن البذور فكرة جديرة بالتطبيق، فكرة ترى في الإيناع احتمال الحدوث، وترى بإنهاء الحياة شكلا من أشكال ابتداءها. 
يبدو أنه من الصعب أن تنتمي لأرض مقدّسة دون أن تكون قربانًا لها..
ولكنني لن أغادر وحدي، سآخذ أكبر عدد ممكن من الذين كانوا سببا بذلك.

* عبد الرحيم الحج صالح (٢٠ عامًا) أب لطفلين، دفن في قريته جنوب جنين بعد أن أقدم على طعن ٣ من جنود الاحتلال على حاجز أمني تقيمه قوات الاحتلال بين مدينتين في الضفة الغربية قبل أن يتمكنوا من إطلاق النار عليه.
*  استنكر رئيس السلطة الفلسطينية آن ذاك عمليات الطعن ضد جنود الاحتلال، وألحقها باعتذار رسمي.

مشروع ناس-Nas project\ محمد الحج صالح -عبدالله الزيود

يلتهم نفسه.. بادئًا بقدميه.

Comments

islam adel

محمود سيد احمد

حيدر

alia

emanelabd4

Med Michetaoui

Lana Eyad

salma ツ

روزا' نافز

ahmed