مرحبًا! أنا عامر، كاتب مهتم بكتابة قصص حقيقية لأناس لم تسنح لهم الفرصة بكتابة قصصهم، لذلك أعلنتُ في العام 2016 عن رغبتي بنشر قصص لأناس لا يستطيعون البوح بها. وشاركتُ الناس بريدي الالكتروني، حساب موقع صراحة، وتشجع كثير من الناس على إرسال قصصهم. 

بعد يومين على بداية المشروع، وصلت إلى بريدي الشخصي رسالة فيها مجموعة من المرفقات جاء فيها جملة واحدة من غير تحية أو سلام.. أو وداع:

"هذه صور المحادثات بيننا"

لم أتمكن من التثبت أو التحقق من هذه الرسائل، كما لم أتمكن من متابعة أصحابها، لكنني سأنزل عند رغبة من أرسلها إلي وأنشرها هنا، ولا أنكر أنها رغبتي كذلك لشدة ما أعجبتُ بها

ملاحظة: ترتيب الرسائل اجتهاد شخصي مني، لا أعرف إن كانت هناك رسائل أخرى، ولكنني شعرت أنها رسائل مجتزءة من حديث طويل...

رسائل هاربة من الإنبوكس

هذه الرسالة مهداة لكل امرأة عانت في الماضي ثم قامت -رغم الجراح- أقوى مما كانت عليه.

كتابة: عبدالله الزيود 
صوت: تسنيم أبو ربيع
موسيقى: Forgotten by Vadim Kiselev

كل صباح أفركُ عينيّ الذابلتين، وأخطف نظرةً إلى هاتفي المحمول ما الذي يشغلك عَني؟ وكيف لي أن أبدأ يومي، دون أن أغسل وجهي برسالة منك؟ ها إنني أنكسر فوق هاتفي، كزهرةٍ ذابلةٍ، مرة أخرى، أما أنت! فلا شيء يوجعكَ يا فنجان الحبّ المرّ على طاولة الكون، ترتشفك الدقائق على مهلها، وتبردُ دون أن تقبّلكَ شفاهي، دون أن أشُدّ أذنك.
أجلس وحيدةً في بيتي، أضع ساقًا على الأخرى فوق الطاولة، وأبكي، أدخِّنُ ثم أبكي، ولا أشربك.. أنت تعلم، أن كل ما أجيده، أن أجهش بالبكاء..
لقد تركتني.. ولا حقّ لك في تعكير صفو الهواء، من أعطاك الحقّ في كسر الأواني بيديّ كلما مررت ببالي، وكيف لي أن أقنع العالم بأنك من فعلها، ومن كسر - ليدلّلني - عنق المزهرية! 
 لقد كسرتني، كسرتني، أنا التي طَلّقت الحياةَ وسخّرتْ نفسها في خدمة الهاتف المحمول..

لكنني، رغم كل ما فعلته بي، رغم ضعفي، فعلتها:
حين أنزلتُ قدميّ عن الطّاولة، ودون حاجةٍ للعون..

مشى الكون!

مشى الكون / رسائل هاربة من الإنبوكس - عبدالله الزيود

نص: عبدالله الزيود
أداء: محمود ترابي
موسيقى: My melancholy by Vadim kiselev

تدرين لا حول لي ولا قوة
لستُ قادرًا على دفع هذا القطار الهائل بيديّ، لا أنا بالذي يستطيع أن يحبكِ كما أنتِ، ولا أنا بالذي يريد أن يغيّرك.
بلى؛ أنا المربوطة ساقاه بحصانين يركض كلٌّ منها عكس اتجاه الآخر، أنتِ الآن أحدهما، والآخر حصان التّمنّي، والتردّدُ خيط (لو) يلتفُ حول عنقي الهشّة.

كلّما فكَكَتُ عقدةً من لساني عقدتِها بصدّك، وكلما صددتُ عنك، وأقنعتُ روحي باللاجدوى، تماديتِ بالجاذبية!
أحبك؛ وأخافُ أن أبوح فينفجر نبع الخيال في عروقك ويخضرّ قلبك.. ثُمّ يصفرُّ بانتظار الثّمار التي لا تجيء
أحبك
وتهتزُّ الرّغبة جوّاي
كاهتزاز الرّغبة في رِجل الكسيح في وصلة الرقص 
باسمك
باسم الغربة
والمرايا والتّشظي والظلال على الطريق
باسم المحبّة: 
لا أجيء.

تدرين؟! / رسائل هاربة من الإنبوكس - عبدالله الزيود

كتابة: عبدالله الزيود
أداء صوتي: تسنيم أبو ربيع
موسيقى: Un Bacio Ancora by: Paolo Buonvino

هنا، في هذه الأثناء، حيث تعمّ الاحتفالات العالم، أضيء ستةً وعشرين كوكبًا في مدار العمر المضطرب وأفكّر بك.. 
مثل حجر سقط عن جرفٍ في أعلى الجبل
ي
هـ
و
ي
العدّ التنازليّ:
عشر قُبلات غير مشبعة تتسلق ظهري، تسعة؛ الرقم الذي يشبه ركوعي فوق جثّتكَ الباردة، ثمانية سمانٌ يحملن سقف خيبتي، أسبوع الذل المارق في إطراقاتك المتعددة، ستُ محاولاتٍ للانتحار، خمس صلواتٍ دعوت بها عليك، غرفتي التي ذابت ذواياها زواياها لكثرة ما زرتها وبكيت ، والأثافيّ التي تحمل قِدرَ رغبتي الفائرة، كتفاي المحنيّتان كالإثنين؛ يوم التقينا.. وبلا شريك يمدّ يده الطويلة خلفي
أسقط عن جُرف الحادي والثلاثين من ديسمبر.

العد التنازلي / رسائل هاربة من  - عبدالله الزيود

هذه الرسالة إهداء إلى صديقي الشاعر خالد صدقة


كتابة: عبدالله الزيود 
أداء صوتي: محمود ترابي
Stranger by Marek lwaszkiewicz


لقد انتهت الحفلة الآن
وغادر الضيوف
وعاد مكيف الهواء إلى طنينه العالي..
الصالة في حالة فوضى
وكؤوس الشراب تطل من كيس القمامة..

أستطيع أن أسمع الصدى في صدري
لقد عاد كل شيء كما كان
الفراغ التّام والأبديّ.. من جديد.
وأنتِ لستِ هنا. 
لقد كان بيتًا نظيفًا قبل آخر محاولة للاستئناس بالبشر.
لكن ذلك لا يهم الآن
أستطيع أن أتخيّل انحناءاتك المتكررة لتنظيف الطاولات
وأن أسمع صوت احتكاك الشريطة التي تستخدمينها لتنظيف الأثاث.. 
بالأثاث
وهدير مكنسة الكهرباء..

أنا تعبان يا حبيبتي.. وأدخن، أستخدم كأسًا فاض عن كيس القمامة لأشرب
 أسمع نداءات النمل إلى وجبة العشاء
ولكنني لا أستطيع أن أقوم بالشيئين معًا
أقصد..
أنني لا أستطيع أن أتذكرك 
وأن أفعل أي شيء آخر، معًا.

أتنفس ببطءٍ وانسجام
 مسترخٍ على الصوفا
قدمي اليمنى ساقطةٌ إلى الأر ظهري يعرق قليلا
الهواء البارد يتسرب تحت إبطي
ويعلو طنين مكيف الهواء الفوضى تعمّ المكان
سيجارتي في يدي
ولا أستطيع القيام بأي شيء آخر..
أفكر فيك.. حتى تجيئي
 أو
أبقى كذلك إلى الأبد.

لقد انتهت الحفلة الآن / رسائل هاربة من الإنبوكس - عبدالله الزيود

رسائل هاربة من الإنبوكس

كتابة: عبد الله زيود 
صوت: تسنيم أبو ربيع 
موسيقىAmor destante by Patrick Contreras

هنا يا حبيبي ثمّة أشياء لا تقال ..

كأن أُفلّي صفحتك كلّ يومٍ بعيوني..
أحفظ أسماء النسوة اللاتي يضحكن معك
صورهنّ وأسماء العائلات
 وأحسب عدد الهاءات في ردّك عليهن
وأخربش بالفأرة 
على وجوههن القبيحة
أو أجرّهنّ من شعورهنّ إلى صفحة الـ (Paint) 
وهناك.. 
أتجلّى!

أُقلّب ألبوم صورك الشخصية كل يوم
أضع إعجابي على صورةٍ تحدثنا عنها قبل عمر
وإعجابًا آخر في مكانٍ ما قديم
قبل أن يُسمح لنا بإبداء إعجابنا
على التعليقات ..

حبيبي .. 
البارحة تعلّمت على الفوتوشوب؛
 مسحتُ اسم خطيبتك في خانة العلاقة
وكتبت أسمي ..

أحبك

هنا يا حبيبي - عبدالله الزيود

يلتهم نفسه.. بادئًا بقدميه.

رسائل هاربة من الإنبوكس

Abdallah zioud