Cold World

Draining

وراثة الخطية الجدية (الأصلية)

كان موضوع وراثة الخطية الأصلية  مسألة جدلية في القرون الأولى، إلى أن حسمها مجمع قرطاجنة المكاني 418 م. وأيده تماماً مجمع أفسس المسكوني 431 م.
 وبذلك، تم حسم كل ما سبق من حوارات و مجادلات  من خلال مجمعين أولهما مكاني وثانيهما مسكوني .. أصدرا حكماً على بدعة (بيلاجيوس) مثله في ذلك مثل أريوس، فهل سنعيد فكر أريوس و نجادل فيما قاله؟ 

علي مدي مقالات قادمة سنعرض عقيدة وراثة الخطية الجدية 
وحقيقة وجودها، كتابياً و أبائياََ و ليتوريجاََ، وقرارات المجامع الصادرة بشأنها. وسنرد على ما يثار من أفكار ضد تلك العقيدة الأصيلة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية .

ونبدأ في ذكر النصوص من الكتاب المقدس التي توضح أننا نرث الخطية الأصلية و لكن قبل ان نثبت ذلك ..علينا بمعرفة ما هي الخطية الجدية ا٦و الأصلية أو المعصية الأولى، بحسب التعليم الأساسي للإيمان المسيحي.
إن رأس الجنس البشري لم يثبت في حالة البر الأصلي التي خلق عليها. ولكنه إذ عصى وصية الله، فإنه سقط ( إنحرف - هبط - انحدر) عن هذه الحالة، و سقط معه كل الجنس البشري الذي تناسل منه. و هكذا فإن كل فرد من أفراد الجنس البشري، يحمل في ذاته بالطبيعة خطيئة آدم (رأس الجنس البشري). فعندما يولد الإنسان يوجد مذنباً و تحت قصاص الله. إن مثل هذه الحالة التي فيها- يحبل بكل إنسان، والتي هي حالة حقيقية من الخطيئة و لها أصلها و علتها في آدم- هي التي تسمي بالخطيئة الأصلية.

نبدأ في سرد الآيات الكتابية التي توضح تلك العقيدة 

من العهد القديم 
ـــــــــــــــــــ
(ا) [ هأنذا بالإثم صورت، وبالخطية حبلت بى أمى ] مز51: 5 (مز50 سبعينية وقبطى)
وهذا المزمور – وهو الذى قيل بإرشاد الروح القدس، على لسان النبى داود – لا يمكن أن يعنى أن الحبل به كان غير شرعى، لأن الله بنفسه يشهد بأن داود هو إبن شرعى لوالده يسـّـى البيتلحمى (1 صم16: 1 ) ، وهو ما يقرره الكتاب المقدس فى مواضع أخرى عديدة أيضاً ، مثل : 1صم17: 12 ، مت1: 6 ، إلخ .
كما أن داود نفسه يشهد ببرِّ أمه، إذ يتوسل بها أمام الله قائلاً: [خلِّص إبن أمتك] مز86: 16 ، [أنا عبدك وإبن أمتك] مز116: 16 .
كما أن عائلته كانت من نسل القديسين، بشهادة الكتاب المقدس، فجده بوعز وجدته راعوث التى يتسمى سفر راعوث بإسمها.
إذن فالمعنى الوحيد الممكن قوله – بإرشاد الروح القدس – بأنه حـُـبل به بالخطية، هو أن الإنسان يولد معجوناً بالخطية، منذ الحبل به، وليس فقط أنه قابل للخطية فيما بعد ولادته.
ومن يناقض شهادة الله ويقول بخلاف ذلك، سيجعل الأمر إفتراءاً وظالماً على داود النبى وأهله فى شرفهم، مخالفاً الله ذاته – مثلما ذكرنا – إذ يقرر أنه إبن شرعى ليسىَّ البيتلحمى.
إذن، فالمعنى الوحيد الممكن – لكونه بالخطية حُبل به – هو أن الإنسان، منذ الحبل به فى بطن أمه، يكون: “معجوناً بالخطية ”، قبلما يفعل أى خطية شخصية نهائياً، بل قبل أن يعرف الصح من الخطأ أصلاً.

(ب) [ يغفر الذنب… لكنه لا يبرئ، بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء ] عد14: 18. كلمة “يجعل” هنا –فى القبطية واليونانية- تعنى: “يجلب على أو يجازى”
(ج) [ غافر الإثم ..لكنه لا يبرئ إبراءً ، مفتقد إثم الآباء فى الأبناء ] خر 34: 6و7. الكلمة المترجمة: “يفتقد” هنا –فى القبطية واليونانية- تعنى: “يجلب” ، وليس لها أى علاقة بما قد يتخيله البعض من الإفتقاد الذى بمعنى الزيارة.
(د) [ الله يخزن إثمه لبنيه ] أى21: 19 .
(ه) [ نسل الأشرار ينقطع ] مز37: 28 . وهذه العقوبة ذكرها الكتاب المقدس مراراً كثيرة، فحدثت فى الطوفان وفى حرق سدوم وعمورة وفى إبادة الشعوب النجسة التى تقدم أبناءها ذبائح لأصنامها، وكذلك فى نسل قورح وداثان وفى نسل عخان بن كرمى وفى نسل آخاب الملك 1مل21: 21 و 2مل10: 17 … إلخ
نستكمل في المقال القادم ....
المراجع
ــــــــــ
كتاب الخطيئة الاصلية و الخطايا الفعلية _ للدكتور موريس تواضروس 
عقيدة توريث الخطية منذ آدم – المهندس مكرم زكي شنوده

وراثة الخطية الجدية الأصلية للباحث مجدي ناشد

رابطة حماة الإيمان القبطية الأرثوذكسية

Related tracks