لُصوص بلا قُضاة !

لعابرةٍ على سطح المدينة:

هنا على حلم الحياة تربّعي
وزِني الحياةَ على رنين اللحنِ
ثم تبّسمي للعابرينَ ليُرزقوا منكِ الحياةْ
وتوسدي كتفَ الكمانِ
كصورة من أغنيات في أساطير الرعاةْ
وتوسدي شكل المكانِ
كلوحةٍ نُسجت عليها الأمنياتْ
وتوسدي سَيرَ الزمانِ
كرقصةٍ وُلدتْ لتبني الأغنياتْ
وتمايلي مع نفسكِ
وتوّردي كنغمة عبر الفصول الأربعهْ 

تحدّري جسدًا وخلّي فوق سطح مدينة الغرباء روحَك تحرسُ الأحلامَ 
وفتّشي عنّي .. وعن أسمائنا 
كي نكسر الأيامَ
وإذا رأيتكِ سوفِ أنشدُ واقفًا:
"ما كنتِ وحدكِ في الطريقِ
وإنما في ناظري قد كنت وحدكِ"
فاعبري كل المشاة إلى يديّ
لأنّ لي حلما نسيتُه قربَ ثغركِ
لي بلادٌ عبر نحركِ
قد نسيتُ عبورها 
فلتعبريني كي أرى وطنًا توسّدهْ يداكْ
فأنا وحيدٌ ها هنا
وحدي تحاصرني الشّراكْ 
ما أبعدكْ !
عن ناظري ما أبعدكْ !
ما أقربكْ !
في خاطري ما أقربك !
لكن هنالكَ بيننا 
مليونُ حلمٍ .. عابرونَ .. وأغنيهْ
فمتى أراكْ؟
متى تموتُ الأمنيهْ
حتى تصير حقيقةً؟ 
متى تموت الأمنيهْ؟

ليل المدينة باردٌ
والناس من حولي جماعاتٍ
ولكنّي هنالكَ واحدٌ
أمشي وأركلُ أغنياتٍ مزّقتني
ثم ألعنَ وحدتي .. 
لا صوتَ مَرّ لأسمعهْ. 

لا صوتَ سمّى أحرفي
لا صوتَ غنّى غير جرح ما بأضلاعي خَفيْ 
غنّى لينكسر المساءْ
و ثم أغفو فوق أرصفة المدينة بانتظاركِ .. فاركضي 
حتى أراكْ 
يا أيها الحلم الذي يمشي على سطح المدينةِ
أين من ألمي شِفاكْ؟
وأين لي من هذه الطرقِ الكثيرةِ والغزيرة بالمشاةِ محطّةٌ أرتاح فيها بانتظاركْ؟
وأين من ليلي ضياءٌ من نهارِكْ؟
وأين من شبّاك حلمي فتحة من حلم داركْ؟
وأين لي فصلُ الربيع من الفصولِ الأربعهْ؟

يا أيها الحلم الذي يجري على سطحِ المدينةِ والفضاءات الحزينةِ
أين لي منك الندى كي أجمعهْ؟

فوق المدينة وحدكِ
والأرض تجري
ويداك حبري
فوق المدينةِ
لا هواءٌ مطلقًا إلا هواكْ
ولا غناءٌ غيرَ ما غنّتْ شِفاكْ
والثلج يندفُ خصلة فخصلةً
ويذوبُ في الريحِ الحَيِيّة هادئًا
كي يلمس المعنى على خجلٍ
وتولدُ عندها من ضحكتكْ
أرضٌ وأفقٌ خاضعان
لما تشيرُ له يداكْ. 
فلتضحكي 
تأتي السعادة خاضعهْ

فوق المدينة ترسمين بلادنا
خضراءَ/حمراءَ
وتعيّنين بحكمة النخل المخضرم ها هنا ميلادنا
وتحددينَ بحكمة الطيرِ المحلّقِ واثقًا أسماءنا
فلتنجبي الأسماءَ
حتى تُضايقنا السعهْ

فوق المدينةِ
تُخضعين الريحَ
كي تنصبّ في الناياتِ لحنا
وترددينَ قصائدُ الموتى تمائمَ
كي يموت حنينا للراقدينَ الهادئينْ
فوق المدينة تنثرينَ الحلمَ للنومى 
وتولد من يديكِ دروبُ من تركوا السفينةَ والمدينةَ
غادروا نحو البداية في تفاصيلِ التلاوات القديمةِ
والنهايةِ في سجلّ شواهد الأحياءِ 
كوني يا صغيرة بلدة فوق المدينةِ
واحملي عبء الأماكنْ
فكل شيءٍ دون عينكِ كان ساكنْ
كوني بلادًا فوق ما تحوي المدينة من بلادٍ
واعبري من أضلعي مثل الحمامةِ للمدينهْ
فوق المدينةِ 
إنما لستِ لوحدكِ
معكِ الفؤادُ
وكانتِ الدنيا مَعَهْ

لعابرة على سطح المدينة

وعد

سَبَبيَّة

يطفو - من كتاب قشة أسميها قلبي

" أبحث عن حياة جديرة بالحياة "

قصيدة "أحتاجُ للعاديّ" / شعر وإلقاء: حاتم الزهراني 
— — — —
“In Need of the Ordinary” / A poem composed and recited by Saudi poet Hatem Alzahrani. 
— — — —
Music by: Miguel Merino:

https://otaakband.bandcamp.com/album/dunya-al-ushaq

يطفو - من كتاب قشة أسميها قلبي

زياد عوض

Recent comments

Abeer

Related tracks