الخطبة الأخيرة



الجرح دام في الفؤاد وغائر والدمع هام في الشرون وفائر

شكت القوافي اطرقت في حيرة يا سيدي ماذا يقول الشاعر

والناس تلك عيونهم وقلوبهم دمع غزير والمخاوف اغزر

شيخي ابو اسحاق يخطب خطبة في اثرها نار الخطوب تسعر

كلماته بين القلوب فراقد هي حينما ذكر الوداع خناجر

كلماته تُبكي الجماد فكيف لا تبكي عليه مجالس ومنابر

فيها يبث شكاته ويغالب العبرات تخلق لحنه وتحاصر

هجم السقام عليا اوقف دعوتي ومضت على حرمان روحي اشهر

واليوم جئت وكنت غير مؤهل دائي يؤخرنى وما اتاخر

اليوم جئت الي النعيم ممتعاً روحا بذكر الله تحيا تذهر

ويقول ارجو انا اموت مجاهداً ادعوا إلي رب العلا واذكر

شرف الحياة وعزها في دعوة كل المناصب دونها فلتفخر

مت خادما للدين أشرف غاية يحيا لك الذكر الجميل العاطر

الشيخ يشكو عجزه عجبا له اوليس عند الله ليث يهدر 

بالحق يصفع كل لومة لائم فالناس تكتم والمحدث يجهر

فالصارم المسلول في وجه الذي يؤذى رسول الله سيف شاهر

ورؤوس اعداء الصحابة كلهم تحت النعال فهم اذل واحقر

ينهار كيد الناقمين على الحجاب نحورهم بحسام حق تنحر

زفرات مهموم تصيح بنا ألا فتشبهوا بالقوم حتى تنصروا

وتصيح فينا علموا اولادكم حب الصحابة عندها لن تقهروا

فاسمعوا له شرح الحديث حديثه درٌ على اسماعنا يتناثر

واقرأ له تحقيقه خد ماسه وعقيقه والمستهين الخاسر

يا شيخنا يا من انرت قلوبنا بحديث أحمد أنت بدر نير

إنّا لنرتقب اللقاء بلهفة والشوق من أعماقنا يتفجر

يسرت للناس الحديث فأقبلوا وكيف ترى المعين وتدبر

علمتنا ندعوا العباد بحكمة فيعم معروف ويبلى منكر

لا لست انسى حسن لقياك التي جعلت فؤادي للمكارم يبصر

اهلا بني يقولها الشيخ الأب الحاني فيأثرينى الحنان الغامر

ياليتنى يا سيدي لك خادم من لازم العلماء فهو الظافر

قم يا محدث عصرنا هيا اسقنا من علمك الفياض فهو الكوثر

قم يا ابا اسحاق ايقظ عزمنا فالعزم في جل الشبيبة خائر

عِظنا ولكن لا تودعنا ففي توديعكم كسر وأنى يجبر

أرواحنا في بعدكم معلولة والقلب منقطع غريب حائر 

ورجائنا الموصول تنعم صحة ودعاء قومى مرسل متواتر

وأكفنا مرفوعة بضراعة لله وهو المستعان الناصر

يا حي يا قيوم فاشف صدورنا بشفائه جل الكريمك الناصر

اليوم عاد الشيخ اشرق بيننا ما أبهج الدنيا ببدر يقمر

فالحمد لله تواتر فضله ويزيد من نعمائه من يشكر

الخطبة الأخيرة

Amr Salah 171