مِنْ عَلامَةِ الاعْتِمادِ عَلى العَمَلِ، نُقْصانُ الرَّجاءِ عِنْدَ وُجودِ الزَّللِ.

الحِكمة الأولى (1) الحكم العطائية - شرح فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

إرادَتُكَ التَّجْريدَ مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ في الأسْبابِ مِنَ الشَّهْوَةِ الخَفيَّةِ، وإرادَتُكَ الأَسْبابَ مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ فِي التَّجْريدِ انْحِطاطٌ عَنِ الهِمَّةِ العَلِيَّةِ.

الحِكمة الثانية (2) الحكم العطائية - شرح فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

سَوَابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدارِ

الحِكمة الثالثة (3) الحكم العطائية - شرح فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

أَرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبيرِ. فَما قامَ بِهِ غَيرُكَ عَنْكَ لا تَقُمْ بهِ لِنَفْسِكَ.

الحِكمة الرابعة (4) الحكم العطائية - شرح فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لَكَ وَتَقصيرُكَ فيما طُلِبَ مِنْكَ دَليلٌ عَلى انْطِماسِ البَصيرَةِ مِنْكَ.

الحِكمة الخامسة (5) الحكم العطائية - شرح فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

#روض_الإلهيات_البحياوي
الدّيباجةُ الحَمديَّة (1) سلسلة روض الإلهيات لفضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

الحمد لله الذي جعل الغاية من خَلقِ الخَلقِ توحيدَ عبادته جلَّ وعلاَ، وأخذ العهد والميثاق على بني آدم وهم في عالم الذر بقوله " أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ"، وبعث الرُّسُل تترى برسائل الذِّكرى، لتجديد العهد بسابِق العَقد، وتصحيح الصلة بالله الأحد الفرد، تسبيحًا بحمده، وتقديسًا لمجده، وسجودًا لعظمته وجَدِّه، "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ"،  "فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ".

 وصلاة ربِّي وسلامه على من اصطُفيَ للمحبَّة والخُلَّة، ولجمع الأمة على أصُول المِلَّة، ولتصحيح الصلة بالله الأحد الفرد، فجعل صلى الله علي وعلى آله الشُّكر عنوانًا للتوحيد، والذِّكر سرًّا للتفريد، وقال فيما صحَّ عنه: "سَبَقَ المُفْرِدُونَ"، قُلنَا: "ومن هُم يا رسولَ الله"، قالَ: "الذَّاكِرونَ لله كثيرًا"، أو "الذَّاكرونَ الله كثيرًا والذَّاكرات".

ومن مأثور مناجاته صلى الله عليه وسلم بين يدي صلاته في سَحَرِ القُرب، تَعَرُّضًا لفيض الوَهب، مُنوِّهًا بالوجود الأجلى والمثل الأعلى، والقَدَرِ الأوفق، والمَثَلِ الأصدَق، حيث قال صلى الله عليه وسلم وعلى آله في مناجاته، "اللهم لكَ الحمد أنت قيُّوم السماوات والأرض، ولكَ الحمد أنتَ مَلِكُ السّماوات والأرض، ولكَ الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولكَ الحمد أنت الحقّ، ووعدك حقّ، وقولكَ حقّ، ولقاؤك حقّ، والجنّة حقّن والنّار حقّ، ومحمد حقّ، والساعةُ حقّ".

 وأثني وأُشيد بالأصحاب الأنجاب، الذين اختِيروا لصحبة النبيّ الأواب، صلى الله عليه وعلى آله، ففازوا بمعيّته، وسعِدوا بمحبته ومتابعته، وكانوا في الحقيقة دلائل نبوءته، إذ الظل دليلُ الأصل، وإن كان من فيئه، ووهو بحسبه، وإن كان بسببه، والمشكّكون في الظلال هم من أهل الضلال بلا جدال، "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ".

 اللهم هب لنا من شُهُود العِرفان بك ما نحوز به حلاوة اليقين، ومن سِرِّ الإخبات إليك ما يُرَقِّينا للدخول في ضمانِ التَّحصين، "إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَـزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ"

الدّيباجةُ الحَمديَّة (1) سلسلة روض الإلهيات لفضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ. وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُريدُ.

الحِكمة السادسة (6) الحكم العطائية - شرح فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

من لوائح التوفيق أننا هذه المرة نجتمع لتدارس الأصول، ولست أعني مناهج النظر في فقه الاستنباط، وإنما معاقد العقائد التي عليها الاعتماد، لأنها تؤسس لليقين الذي بدونه لن يُفتح لك ولا عليك، فالمدخل إلى العبادة: المعرفة، وهي الغاية من خلق الخلق وتنزّل الأمر، واستمعوا لقول الله جل في علاه: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا"، شمول القدرة وإحاطة العلم الإلهي: مراجع الكمال العليّ الذي تفرّد به الله، وهو المراد هنا بحفظ الأصول ومعرفتها.

 فإذن حين نجتمع هنا، لا نجتمع لنبدأ شيئًا لا نعرفه من قبل، وإنما لنُجدّد الإيمان، بتجديد النظر في هذه الأصول، خصوصًا في أزمنة الافتتان، ولنُجدّد الصلة بالحكمة، وهذه قِمّة الحكمة، لأنها دراسة أعظم موضوع، بأجَلِّ معرفة، وما أحوجنا إلى الحكمة في زمن الانزلاق، في زمن نحتاج فيه إلى الأخذ بأسباب العصمة، الإنسان متى ينزلق؟ : حينَ يُفارق هذه الأصول!، حين تضعف هذه الأصول المعرفيّة في وجدانه، حينَ يغيبُ عن باله وفي باطنه حضور هذا التفرّد العليّ رقابةً وشهودُا، ينزلق.

بقدر ما تُحبّ تقترب، وبقدر ما تقترب تُوهب، وهذه المعرفة التي هي أجَلُّ معرفة لأنها ترتبط بأجَلِّ معروفٍ، وهو الله جلَّ جلاله، هي في الحقيقةِ المعرفة الحقّ، واللذة الحاصلة بها هي اللذةُ الصّدق، لأنها لا تأخذ قيمتها من ضدّها كما هو شأن اللذائذ الأخرى، ولكن بقدر ما تتشبع بقدر ما تزيد عطشًا، تتشوّق للمعرفة، فلا يُملّ منها أبدًا، في حين سائر المستلذات والمستطابات بقدر ما تصل منها إلى غايتك، يضعف تعلُّقك بها، وهذا دليلُ أن هذه الملذة هي اللذة الحقيقية.

ولذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلَّم: "اللهمّ إنّي أسألك لذّة النّظر إلى وجهك الكريم، والشّوق إلى لقائك في غير ضراء مضرّة، ولا فتنة مضلّة"، الشوق هنا، والنظر إلى وجه الله الكريم هناك، رجاءان لهما صلة ببعضهما، فالمتشوّق إلى الله هنا، لابد أن يحظى برؤية الله هناك، وقد نبه على ذلك سيدنا رسول الله حينَ قال (ويؤخذ هذا بالإيماء)، في قوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: "إنكم سترون ربَّكم كما ترونَ البدر، لا تَضَامُّونَ في رؤيته" وفي رواية ".. لا تُضَامُونَ في رؤيته" من الضَّيم، أو "لا تَضَامُّونَ.." أي التضامّ، لستُم بحاجة إلى زحام لكي تروا، "لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم ألَّا تُغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس وقبل غروبِها فافعلوا"، فكأنه دلَّ صلى الله عليه وسلم على أن الحريص على ذكر الله ومناجاته، وفي الأوقات التي يُستطاب فيها التعاطي مع الدّنيا وشهواتها، والتلقي لحصادها مع العصر، لا تُغلبوا على صلاةٍ أيّها المحبّون لربّكم، المؤثرون لجنابه العليّ، أبشروا برؤية الله، وهذه مداخلها، هذه المعابر وتلكم الجسور.

الغرض إذن من درس الأصول ليس -والله يعلم- إرادةَ تشويش، ولا تفتيش، فالتشويش على العقائد فتنة، ولا يكون المؤمن فتَّانًا ولا مُكدّرًا لصفو إيمان المؤمنين، وليس تفتيشًا لأن الاختبارَ في العقيدة بدعة، وقد قال البُخاريّ رحمه الله حين جاء سائلٌ يسأله مُختبرًا في العقيدة "ما تقول في اللفظ بالقرآن"،  أجابه وقال في الخِتام: "والاختبار بدعة"، معناه أن هذا ليسَ من سنة نبيّنا"، أن يُختبر الناس في عقائدهم.

المدخل إلى العبادة: المعرفة (2) سلسلة روض الإلهيات لفضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

لا يُشَكّكَنَّكَ في الوَعْدِ عَدَمُ وُقوعِ المَوْعودِ، وإنْ تَعَيَّنَ زَمَنُهُ؛ لِئَلّا يَكونَ ذلِكَ قَدْحاً في بَصيرَتِكَ وإخْماداً لِنُوْرِ سَريرَتِكَ.

الحِكمة السابعة (7) الحكم العطائية - شرح فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

إذا فَتَحَ لَكَ وِجْهَةً مِنَ التَّعَرُّفِ فَلا تُبْالِ مَعَها إنْ قَلَّ عَمَلُكَ. فإِنّهُ ما فَتَحَها لَكَ إلا وَهُوَ يُريدُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِليْكَ؛ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ التَّعَرُّفَ هُوَ مُوْرِدُهُ عَلَيْكَ والأَعْمالَ أَنْتَ مُهديها إلَيهِ. وَأَينَ ما تُهْديهَ إلَيهَ مِمَّا هُوُ مُوِرُدهُ عَلَيْكَ ؟!

الحِكمة الثامنة (8) الحكم العطائية - شرح فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

إنَّ هذا القرآن يهدِي للّتي هيَ أقوَم (3) سلسلة روض الإلهيات لفضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ

ليسألَ الصَّادقين عن صدقهم {خطب منبربة}

غايَةُ وجودِك {خطب منبربة}

ميلاد جوهرة الكمال ﷺ - خطب منبرية

الصفحة الرسمية لفضيلة الشيخ العلامة المربي مولاي مصطفى بن أحمد بن عبد الرحمن، وفضيلته من موالد سبعينيات القرن الرابع عشر الهجري (1374 هجري) الموافق لخمسينيات القرن العشرين الميلادي (حوالي سنة 1954 ميلادي) في مدينة السبعة رجال ( مراكش )، حيث نشأ في كنف والده الشيخ أحمد بن عبد الرحمان البحياوي.

نشأ الشيخ في بيت علم وبيئة تحتفي بالعلم والعلماء إذ كان بيت والده رحمه الله بمثابة منتدى يتردد عليه ثلة من العلماء والقراء وطلاب العلم فتهيأ للشيخ بفضل ذلك مجالسة كبار علماء مراكش والأخذ عنهم ومناقشتهم والاستفادة من مناظراتهم العلمية والأدبية وحضور دروسهم الخاصة والعامة.

 والشيخ حفظه الله عالم قراءات متقن، فتح الله عليه في فنون عديدة، يتمتع بخصال حميدة وطباع نبيلة وقد شهد بفضله وعلمه الكثير من أهل العلم وتخرج على يديه ثلة من القراء والمشايخ والدعاة وطلبة العلم والفضلاء في مراكش وطنجة وغيرهما من المغرب وخارجه.

Popular tracks by فضيلة الشيخ مصطفى البحياويّ