يا ليلى ما بال الهوى قد نأى عنّا
وأمسى لا يطوف بنا او يُداخلنا

يعلم الله كم نَحِنُ له ونشتاقُ
وكان كلما دعانا إليه ما تأخرنا

يا ليلى مالنا كيف قد تناسينا 
تسَامُرَ الليل الطويل كلما جَنَّ

عهودٌ قد تلوناها ودستورٌ كتبناه
بأن الودَ موصولٌ ما دامَ وما دُمنا

وأن الهجرَ ممنوعٌ بيننا فرضه 
فكيف على الهجرِ يا ليلى تعودنا

وفي الليل خيالّ منكِ يراودني
ويحتالُ على قلبٍ إلى الوصلِ قد حَنَّ 

فيرسمُ وجهكِ على الجدران 
ويعزف صوتَكِ لحناً يُطربُ الأذُنَّ

ويروي ليلةً من ليالي العشقِ
بها أقداح الهوى مِن حولنا طُفنَ

فيرمي السكرُ رأسي إلى النومِ
وطيفٌ منك بالرأسِ قد سَكنَ 

والصبحُ إذا يزيح ساترَ الليلِ
يعودُ الرأس متزناً بعد أن جُنَّ

وظَنُ ما اقترفناه يؤنبُ العقلَ
فمن بالهوى يا ليلى يحسنُ الظنَّ

وظني أن في هواكِ بعضُ أثامي
لكن بدونه أراني لا أعرِفُ الجنة


يا ليلى ما بال الهوى قد نأى عنّا

أُحِبُّ الشُّعَرَاءَ وَلَسْتُ مِنْهُمُ
وَأَهْوَى الشِّعْرَ وَلَسْتُ أَنْظُمُ
وَأَكْتُبُ هَاوِيًا بَعْضَ الشُّطُورِ
تَرْوِي الَّذِي أَشْعُرُ بِهِ وَتَرْسُمُ

يا ليلى ما بال الهوى قد نأى عنّا

حانة الشعر