أبيات من تائية كُثيّر عزة

خَليلَيَّ هَذا رُبعُ عَزَّةَ فَاِعقِلا
قلوصَيكُما ثُمَّ اِبكِيا حَيثُ حَلَّتِ

وَمُسّا تُرابًا كَانَ قَد مَسَّ جِلدَها
وَبيتا وَظِلاَ حَيثُ باتَت وَظَلَّتِ

وَلا تَيأَسا أَن يَمحُوَ اللهُ عَنكُما
ذُنوبًا إِذا صَلَّيتُما حَيثُ صَلَّتِ

وما كنت أَدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكا
وَلا مُوجِعاتِ القَلبِ حَتَّى تَوَلَّتِ

وَما أَنصَفَت أَما النِساءُ فَبَغَّضَت
إِلينا وَأَمَّا بِالنَوالِ فَضَنَّتِ

وَكانَت لِقَطعِ الحَبلِ بَيني وَبَينَها
كَناذِرَةٍ نَذرًا وَفَت فَأَحَلَّتِ

فَقُلتُ لَها يا عَزَّ كُلُّ مُصيبَةٍ
إِذا وُطِّنَت يَومًا لَها النَفسُ ذلَّتِ

وَلَم يَلقَ إِنسانٌ مِنَ الحُبَّ مَيعَةً
تَعُمُّ وَلا عَمياءَ إِلّا تَجَلَّتِ

فَإِنَ سَأَلَ الواشُونَ فِيمَ صَرَمتُها
فَقُل نَفس حُر ّسُلِّيَت فَتَسَلَّتِ

كَأَنّي أُنادِي صَخرَةً حِينَ أَعرَضَت
مِن الصُمِّ لو تَمشي بِها العُصمُ زَلَّتِ

صَفوحٌ فَما تَلقاكَ إِلَّا بخيلَةً
فَمَن مَلَّ مِنها ذَلِكِ الوَصلَ مَلَّتِ

أَباحَت حِمًى لَم يَرعَهُ الناسُ قَبلَها
وَحَلَّت تِلاعًا لَم تَكُن قَبلُ حُلَّتِ 

فَلَيتَ قَلوصي عِندَ عَزَّةَ قُيِّدَت
بِحَبلٍ ضَعيفٍ غُرَّ مِنها فَضَلَّتِ

يُكَلِّفُها الخَنزيرُ شَتمي وَما بِها
هَواني وَلَكِن لِلمَلِيكِ اِستَذَلَّتِ

هَنيئًا مَرِيئًا غَيرَ داءٍ مُخامِرٍ
لِعَزَّةَ مِن أَعراضِنا ما اِستَحَلَّتِ

وَوَالله ما قارَبت إِلا تَباعَدَت
بِصَرمٍ وَلا أَكثَرتُ إِلّا أقلّت

وَلي زَفراتٌ لَو يَدُمنَ قَتَلنَنَي
تَوالي الَّتي تَأتي المُنى قَد تَوَلَّتِ

وَكُنّا سَلَكنا في صَعودٍ مِنَ الهوى
فَلَمّا تَوَافَينا ثَبَت وَزَلَّتِ

وَكُنّا عَقَدنا عُقدَةَ الوَصلِ بَينَنا
فَلمّا تَواثَقنا شَدَدتُ وَحَلَّتِ

فَإِن تَكُنِ العُتبى فَأَهلًا وَمَرحَبًا
وَحُقَّت لَها العُتبَى لَدينا وَقَلَت

وَإِن تَكُنِ الأُخرى فَإِنَ وَراءَنا
بِلادًا إِذا كَلَّفتُها العيسَ كَلَّتِ

أَسِيئي بِنا أَو أَحسِني لا مَلومَةً
لَدِينا وَلا مَقلِيةً إِن تَقَلَّت

وَلَكِن أَنيلي وَاِذكُري مِن مَودَةٍ
لَنا خُلَّةً كَانَت لَدَيكُم فَضَلَّتِ

وَإِنّي وَإِن صَدَّت لَمُثنٍ وَصادِقٌ
عَلَيها بِما كانَت إِلَينا أَزَلَّتِ

فَما أَنا بِالدَاعي لَعَزَّةَ بِالرَدى
وَلا شامِتٍ إِن نَعلُ عَزَّةَ زَلَّتِ

فَلا يَحسَبِ الواشُونَ أَنَّ صَبابَتي
بِعَزَّةَ كَانَت غَمرَةً فَتَجَلَّتِ

فأصبَحتُ قَد أَبلَلتُ مِن دَنَفٍ بها
كَما أُدنِفَت هَيماءُ ثُمَّ اِستَبَلَّتِ

فَوَالله ثُمَّ الله لا حَلَّ بَعدها
وَلاقَبلَها مِن خُلَّةٍ حَيثُ حَلَّتِ

وَما مَرَّ مِن يَومٍ عَلَيَّ كيومِها
وَإِن عَظُمَت أَيامُ أُخرى وَجَلَّتِ

وَحَلَّت بِأَعلى شاهِقٍ مِن فُؤادِهِ
فَلا القَلبُ يَسلاها وَلا النَّفسُ مَلَّتِ

فَوا عَجَبًا لِلقَلبِ كَيفَ اِعتِرافُهُ
وَلِلنَفسِ لَمّا وُطِّنَت فَاِطمَأَنَّتِ

وَإِنّي وَتَهيامي بِعَزَّةَ بَعدَما
تَخّلَّيتُ مِمّا بَينَنا وَتَخَلَّتِ

لَكَ المُرتَجي ظِلَّ الغَمامَةِ كُلَّما
تَبَوَّأَ مِنها لِلمَقيلِ اِضمَحَلَّتِ

كَأَنّي وَإِيّاها سَحابَةُ مُمحِلٍ
رَجاها فَلَمّا جاوزَتهُ اِستَهَلَّتِ










خليلي هذا ربع عزة

كلمات: سلسبيل أبوزيد
أيتها المحبة المنثورة لأجلي في الملكوت .. دفئّي لي قلبي .. و ظلّليني كما الغمام .. و اشفيني من نفسي و من شروري .. و استحيلي أشجارًا مزهرة و عصافير تمرق السماوات القريبة كلما رفعت رأسي لفوق بحثًا عن وطن .. 
و استحيلي بشرًا طيبين بوجوهٍ طيبة قادرين على تجاوز قشرتي و النظر مباشرةً تجاه روحي بعينٍ ثالثة رحيمة ..  استحيلي إلى فتياتٍ فاتنات قادرات على الرقص حولي ليلة زفافي و إطلاق الزغاريد الجميلة بابتهاج الأمهات .. استحيلي لأجلي ضمّةً قادرة على إزالة وحشة العالم عن صدري .. و ورود عبّاد شمس .. و قصائد .. و حقول لافندر . 
و اتّسعي لأجلي أيتها المحبة الكريمة .. لأجل كل الذين أحببتهم .. و خذيني من يدي تجاه الله و تجاه أعمق نقطة في نفسي  .. و احتملي ارتباك خطوتي في الطريق .. 
و احمليني في رحابتك المحشوّة بالبياض .. و كوني درعي و عكازتي و خبزي و مناديلي .. و اتّسعي في قلبي حتى يشمل الجميع و يحضن أحبابه برفق لائق .. و اخلدي في قلبي .. فتزول الدنيا و تفنى الأشياء و تبقين بالرونق الأول .. و احفظي عليّ جمال النظرة الأولى و اللمسة الأولى و الكلمة البكر . 
 

أيتها المحبة المنثورة لأجلي

باد هواك -المتنبي

أداء صوتي : هاجر شريف. كلمات : سلسبيل أبو زيد
نقطة النور كانت دائمًا مخبوءةً خلال الظلمة .. و كل إجابة وصلت إليها .. كل إجابة يخصني معناها وحدي مهما كانت بدهية و بسيطة لغيري جاءتني بعد عناء شديد مع التساؤل .. كل نقطة من الأرض الثابتة تحت قدمي .. من المعنى الراسخ حدّ الإقسام عليه .. إنما رسخت بعد ليالٍ طويلة من الزلزلة .. كل إيمان رسخ في قلبي تشكّل بعد شقاءٍ طويل مع التشكّك .. وكل محبّة تمكّنت مني و سلّمتُ لها إنما أكلت مني قبل أن تفعل . 
كل ومضة من البصيرة أضاءت في روحي إنما جاءت في أثر عبور كبد ألم فوق المعتاد .. و كل معنىً اندلع في قلبي إنما تشكّل على إثر حريق.  
أنا أكره الألم .. و الأسئلة التي تدور في دوامات لا نهائية .. أكره القلق و الافتقاد و الوحشة  .. و لست أريد إضفاء أية أوصاف رومانتيكية عاطفية على مشاعر سلبية عميقة سلبتني هناءة النوم و الأكل في أي وقت من الأوقات .. 
أنا مدينة - رغم كرهي هذا -  للأسئلة و للألم .. بكل خطوة صغيرة تخطوها ببطء شديد تلك البنت الصغيرة النائمة في وجداني .. مدينة بغير محبّة و لا رغبة في تكرار .. أقول "شكرًا" لأننا قومٌ نذكر الفضل و لا نكفر العشير .. لكن لا أقول " كانت أياما جميلة أو بعودة الأيام " . 
أريد فقط أن أتعلّم الهدوء فيم تنهار الأشياء حولي .. أريد أن أتوقف عن الرفس و ركل الهواء كلما ارتبكت المعاني في قلبي .. أريد أن أستكين لعصف الريح و أن أتعلّم الانحناء ريثما تمر عاصفةٌ فوق رأسي دون أن أرتجف كأنها نهاية العالم . 
أريد ألا يهولني الجفاء .. و أن أرى اقترابًا وشيكًا في كل ابتعاد .. و أن ألمح لقاءًا شديد المودّة مخفيًا في كل وداع .. أريد أن أصدق في وجود صبحٍ مخبوءٍ ضمن كل ليل طويل . 
أريد ذلك و أحاوله و لا أجيده .. مخلوقٌ قلبي المجوّف من هلع .. و عرّفتني تجاربي التافهة القليلة أنّما كانت الحكمة في الضفة الأخرى من البلاء .. دائمًا كامنة هناك .. لكنني عجولة و خائفة يا ربي .. و آسفة جدًا لأني كذلك !

أنا أكره الألم

كلمات: Amr Samir
أدائي الصوتيّ

قلبان تعيسان مُحطّمان: 

يعتذر كلاهُما للآخر
عن قُبح العالم وآثامه 
فيتحول فيهما السخطُ إلى رضى 
وتستحيل زوابع الصدر الحارقة
 إلى نسمات صيفٍ دافئ
 ‏لا لأن العالم يستحق الغفرانٙ له
 ‏وإنما كرامةً وتكريمًا للشفيعِ فيه.
قلبان تعيسان مُحطّمان:

يواسي أحدُهما الآخر
ويبكي أحدُهما الآخر
وكأنّما يرثي نفسه.
ويسكب كلاهُما في حضن الآخر مِلحٙ عينيه الحٙبيس المُتجمّد،
فيتحول الحزنُ الراكد فيهما، إلى بحرٍ متدفق بينهما.
يمزج قلبيهما معًا، في سلام
ثم يموجُ بهما، رويدًا رويدًا، إلى شاطئ الفرح والخٙلاص..


قلبان

دعاء العبد الخطاء -كتاب أناشيد الإثم والبراءة.
للدكتور : مصطفى محمود.

تلك هجرةٌ لا أقدرُ عليها بدونك

أداء صوتي : هاجر شريف
كلمات : سلسبيل أبو زيد 
أيها الخوف.. كن رفيقًا معي خلال أول الخطوات في دربٍ جديد.. كن صاحبي الهادئ.. أمسك بكفي بينما أعبر قلقي تجاه الغيب.. لا تكن صاخبًا و عال الصياح.. كن ليّنًا و نبيلًا كحزني.. لا أهرب منك و لا تبتلعني.. .. لا أخاف منك فأتقيك بالاختباء و لا تخاف مني فتتقيني بالتحول إلى غضب..
لا أتلافاك بالضحك المفتعل و لا تسلبني قدرتي على الوقوف بظهر مستقيم. 

أيها الخوف.. يا شريك المشي الطويل خلال الحياة.. يا صاحب العمر.. لست غريبًا عن روحي.. عبرنا معًا ليالٍ حالكة.. و صحوتَ في ركن غرفتي تنظر تجاهي و أنظر تجاهك.. أَرقةً و محترقة الجوف و مرتجفة لكن أحسنتُ وفادتك.. فبقيتَ حاضرًا في الركن مني .. كامنٌ في خلفية الرحلة.. كلما أعلنتَ حضورك و قلق جسدي كلما بقيت روحي تألفك كأنك لم تغب.

يا خوفي الشجاع الذي أعرفه.. لك ما تأخذ من راحة نومي و من هناءة اليوم.. و لي منك التأمل في نفسي و في  "الله " و في مساعيّ التي تنتهي عادةً بالهزيمة و بربح رضاي عن قدر الله و عن نفسي.. بربح الرضا فقط.

لا بأس أيها الخوف الجليل.. يا مثلبة الدنيا.. و يا نقيصة قلبي إذ لا يسعه الكمال.. لا بأس عليّ منك.. يزول بالوقت هولُك و تغدو ندبةً خفيفةً في القلب أذكر عبورها بالحمد و التنَهُّد.

آمنتُ بارتحالك و بأنك - كعادة الأشياء - مؤقت و زائل و بأني لا أتفاداك إلا بالخضوع لك.. و بالسير معك.. و بخفض رأسي في وطأتِك.. ثقيلٌ في المرور أيها الخوف .. غير أني شفيقةٌ بنفسي أمةٌ لربٍ رحيم بهما لا بغيرهما أنجو من الألم و الخسارة و منك.

خوفي الشجاع

كلمات : سلسبيل أبوزيد
أدائي الصوتيّ
للتو رأيت تصميما ل فريد عمارة عن حديث أقوامٍ يدخلون الجنة أفئدتهم كأفئدة الطير .. قيل في خلوّها من الحسد وقيل في لينها .. 
و أنا فؤادي ياربي كفؤاد طير ، في ضعفه ، و اهتزازه ، في التباسه على نفسه ، التباسه الشديد ، و احتمائه بالسماء ..
الطير لا يركن لأرض و فؤادي بلا قرار ، طافٍ على شروحاته ، ثقيلٌ على الجوار ، عارٍ عن الأوطان ، و تلوح له أشجارٌ لا أعشاش فيها تخصّه ، تلوح له مرافئ لم تُهيأ له .، و أعمدةٌ لا تحتمله ، تثبت في جذرها و يبقى جذر فؤادي على حاله القديم .. غريبٌ رحّال  ، لا هو يريد أرضًا يتملّكها و لا هو يطيق وحدته . 

فؤادي يا ربي قلق .. دائمًا خائف ، هلعٌ من الذي يعلمه و أشد هلعًا من الذي يجهله .. و لأن التحليق يُخفي الزلزلة ، و الشدو يُغطّي قرقرة عظامه ،  يواسي الآمنين .. و يُريح خوفه إلى جواره كل ليلة .. يغطيه في نفس السرير ، مهما اختلفت أسرّة الغرف التي سينام فيها .. دائمًا يضمّ خوفه .. و ينام .
 
 إذا تمكنت يا ربي من وصف فؤادي بكلمة واحدة ، أو اثنتين ، دعني أخبرك عن خوفه ، و ارتجافه عند كل منعطف ، و عن أسئلته ، و أحسب من بين كل البشر الذين قابلتهم أنك خلقتني بالقلب الأكثر هلعًا على الإطلاق ، ثم قلت لي : " إن الإنسان خُلق هلوعًا " .. فقلت لك : آي نعم .. آمنّي .

دعني أصلّي إليك .. لأجل أن تأذن لي بمأوىً رفيق .. و برحمة السكن .. لا لأجل أن تبدلني فؤادًا ثابتًا لديه الإجابات .. ولا ألف مسكن .. أريد بيتًا واحدًا .. سكنًا واحدًا بعينه .. و سماءًا واسعة أبقى أنظر تجاهها كلما غلبني الخوف . 
دعني أصلّي إليك .. لا لأجل أن تمنحني الدنيا طمأنينةً أبديّة لا تملكها ولم تمنحها لأحد .. ولا لتزيح عني خوفي كاملًا .. لكن لتجعل خوفي خفيفًا يُمكن اقتسامه على اثنين دون أن تلسعني أنانيتي .. دعني أصلّي إليك .. لا لتُخرس عني قلق الأسئلة .. لكن لتمنحني صبرًا أبلغ به إجابتي التي سوف لن تغضبك .. ولن تستدعي جفاءك لي . 
دعني أصلّي إليك .. لا لأجل أن يختفي أرق الليل الطويل .. و خوف النهار .. لكن لأجل أن تبقى على مقربة بينما أعبر خلال كل هذا .

كفؤادِ طير

إلقاء: هاجر شريف. 
كلمات: سلسبيل أبوزيد.
يعني .. لا أدري إن كان هذا من باب ثقل الدنيا و عناءها و لا من باب هوانها و هامشيتها .. 

أن يحتاج تثبيت حد أدنى من المفاهيم كل هذا القدر من الجهد ، الجهد الشخصي أقصد ، أنظر لسنين عمري التسعة و عشرين ، فأجدني وصلت لما كان يُبلغ معناه سابقًا بالبداهة ، حين تفرغ عليّ الليالي و يتباهى القوم بالزخرف لا أجد في جعبتي من الإنجاز غير المعنى الذي تعلمه قلبي وحده ، ذاقه بنفسه ، لم يقرأه أو يلقّنه ، معنىً اندلع فيه و اختصّ به ، مفهومي الذاتي عن الله مثلًا ، عن الأنوثة ، الحجاب ، القوة/الضعف ، السعي ، الجدوى/القيمة ،  الحب ، الكون ، المغفرة ، الدين ، الإنسان ، الموت ، الفقد ، حتى تصوري عن نفسي ، كسلسبيل ، هذا الجسد الملتصق بي و الوعي المحاطة به و المساحات الشاسعة التي لا زلت أجهلها في داخلي ، كأن الأمر يتكبدنا وقتًا أطول مما ينبغي ، أو أنني متعجّلة ، أو أن هذا آخر الزمان السائل فعلًا ، و القابض في أيامه على أرضية ضئيلة من الثبات تحت قدمه هو كالقابض على ماءٍ سريع التفلّت ، و يصبح الاشتغال بالشأن العام و بالهمّ الأممي صعب التأتّي و سهل التحصيل في ذات الوقت 



 ، أفكّر أحيانًا أن قضاء اليوم في الركض على حوائج الناس أو بين الكتب أهون من المشي خلال نفسي ، جهادٌ أصغر مع العالم  هو أخف من جهادٍ أكبر مع نفسي ، نفسي التي أعرف فيها الالتواء و التلوّن و التفلّت و المكر .. 



ربما كان ليكون من الأسهل أن ندخل على الله بالفسائل التي غرسناها في الأرض ، بأفعالنا التي لم ننتبه كثيرّا لنواياها ، لكنه سائلنا عما هو كائنٌ في العُمق ، ناظرٌ إلى قلوبنا ، يجدر بهذا أن يطمئنني ، لكن بعد تسعة و عشرين عامًا من ترتيب قلبي ، لا زلت أراه قليل الزاد ، قليل الإنارة ، كثير الأسئلة ، شحيح التأدب ، كصغيرٍ عنيدٍ لا ينمو ، يُخجل أهله إذا ما دخلوا به كل الأماكن ، و أخاف أن أدخل به على ربي .



لا أدري -سلسبيل أبو زيد

"اللهم أوسِع لقلبي سعةً يلوذُ بها"

هاجر شريف

Popular tracks