نص لشذى كامل خليل ..شاعرة سورية
ألاحظُ صوتكَ على الجدرانِ؛ أكثرَ مما ألاحظُ الطّلاءَ.                
أفكرُ؛ كم كلفني تلوينُ عالمي بصداكَ؟                         
وأقولُ للمرآةِ الجانبيةِ: كيفَ تقولينَ صوتهُ دون أن يرتدَّ عليّ الانعكاس؟ 

                                  
                                     
تنحسرُ عني؛ تاركاً ملحَ القصيدةِ ينزُّ من خدوشي.                
تنحسرُ عني؛ بالحاسةِ السادسة                             
وكامرأةٍ تجيدُ خياطةَ الألفاظِ بالأقمشةِ اللغوية، أدثّرُ النبوةَ فيكَ       
بالمعنى الممكنِ
                                      
                         
                                           
تنحسرُ عني؛ تاركاً علبةَ صمتٍ واحدةٍ                          
علبةٌ لا تطلي جداراً كبيراً من الضجيجِ، أستعينُ بصوتكَ  
           
                                       
                                             
تنحسرُ عني؛ دون أن تقولَ شيئاً                          
قلْ شيئاً؛ كي أؤلفَ منهُ نفسي.   
                       
                                      
                                               
أبتلعُ صوتكَ قبلَ أن أسمعهُ تماماً                          
جوعي، لا يمكنُ مقاومتهُ                               
كلما ناديتَ باسمي. 
                                  
                                     
                                         
كلما أوجعني ثغرُكَ؛ تكتمتُ عليه                           
كلما سالُ دمٌ من النصِ؛ أخفيتهُ تحتَ جلدي.                  
" كيفَ أزيلُ صوتكَ عن أرضيةِ الشعرِ الرخامية؟ "              
تقولُ : كما تزيلينَ طلاء الأظافرِ عن مخلبِ الوقتِ. 
             
                                                                              
حديثكَ حالكٌ                                        
أقشرُ الليلَ عن كلماتكَ بالموسيقا المحتملة.                    
وأفكرُ : كيفَ تقعُ كلٌّ نوتةٍ عاليةٍ في حبكَ؟                    
ماذا أفعلُ في القصة الخرافيةِ إن جئتني بعدَ منتصفِ الحرب        
ونافذةُ الحب أضيقٌ من ثقبِ إبرة؟

رسوم: Ruud Baas
موسيقى: Umut Mürare & Senai Demirci

صوتك... شذى كامل خليل

 بيقولو الأيام بتداوي ويقولوا الصبر جميل
وأنا يعني قلبي مش ناوي؟ ودموعي من كلمة تسيل

كلمات جميلة بصوت عذب لكنها تؤلم كما لم يفعل شيء من قبل
أو فعل..
أتعرف حين يصبح كل شيء يؤلم؟ حتى ولو كان صوت ميادة الملائكيّ

سابقا اعتدت أن أشبّه له ما يفعله بي بمثال كثيرا ما أعايشه
بحُكم بعض اضطراباتي، فأنا دائما ما أصيب أصابعي واظافري بجروح، فيصبح جلدي من شدة حساسيته يُؤلم من الهواء أو الماء وكل عناصر الطبيعة...
فطالما أخبرته أنه أقرب لي من جلدي، فحتى النَفَس منه يؤلمني! 
او كما قال درويش.. فإني أحبك حتى التعب! 

ذاك وهو بقربي! فلك أن تتخيل كيف هو الوضع الآن.. بدونه.. 
يصبح كل شيء يؤلم أضعافًا
حلو الذكريات ومُرّها، كل شيء
مع استمرار حساسيتي -كجلدي- للهواء والماء وكل عناصر الطبيعة...

 أنظر لنسختي الأصغر سبع سنوات، أرى كم عانت آلام الفقد، وكم أخد الألم منها راقات 
آمُل أن أخبرها أننا وجدنا النور في نهاية النفق، 
لكنّا لم نجد النهاية نفسها!
النفقُ امتدّ لسراديبِ لا قرار لها
الطريقُ يزداد وحشةً
فأتساءل الآن مع ميادة.. أليست الأيام مفترض منها أن تداوي؟ 
ولّا قلبي مش ناوي؟

أتذكر نسختنا الأصغر، الفتاة ذات الحادية عشرة عامًا التي وجدت عزاءً في شخصٍ قيل عنه قبل ما يزيد عن ألفٍ وربعمئة عامًا 
أن.. رحم الله أبا ذر، يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده

أجد أننا نعايش نفس الشعور الآن، أننا نخاطب المجهول بصيغة المتكلم، لكن فعليا
لا أحد هنا
قبل ذلك، كنا نكتب ويقرا لنا الجميع غير المقصود حتى وإن كان النص موجّها له
أما الآن.. فنكتب لأنفسنا وللعدم 

فحتى المقصود لم يعد هنا لِنُوجّه له شيئا
والاخرين اختفوا..

أتذكر أحد نصوصي المفضلة، وهو..
 رأيت ابنة خالتي التي أحرقت نفسها 
من أجل شخص تحبّه
في شتاء ١٩٩٩
كانت وحدها تحمل النار وتركض بها في الشوارع 
منذ ذلك 
وأنا أفهم الحب
بأن أحمل النار وأركض بها في الشوارع وحدي!

 لدي اعتراف صغير، بُحتُ به له
أن لو كانت النار السبيل الوحيد لشيء يربطني به.. فلا ضير من أن احملها 
عند مرحلة ما، تصبح كل القرابين ممكنة، تجدُك على أتم استعداد لتفعل أي شيء لتحصل على ما تعلم أنه لن يتكرر مرتين.. 

بالعودة سبع سنوات للوراء، أتذكر سؤالا كثيرا ما لاح علي
ايهما اهون؟ غياب تام أو وجود باهت؟
وحتى الآن..بعد أن تغيّر كل شيء، أجدُني افضل الوجود ولو كان باهتا.. 
أتعرف كيف تقضي دهرًا تبحث عن شيء لا تدري ماهيته، وبمحض الصدفة بعد أن تنتهي من البحث وتُسلّم أن لا وجود له.. تجده.. بسيط كالماء واضح كطلقة مسدس
تغترف من السلسلبيل غرفة تظن أن لا تظما بعدها ابدا 
ثم يجف النبع، تُسلبُ كل ما قد وُهبت
أتقنع حينها أن تمضي؟ 
أنا لن أفعل.. أُفضل وجودي بجانب أطلال نبعي حتى وإن جفّ.. حتى إن علمتُ اني لن ارتوي هنا ابدا..
سأبقى.. عسى أن يجد السيل سبيله ليغمرني والسلسبيل مرة ثانية...

- همسه.

عنه، لأني أُحبه حتى التعب!

الكل افتكروا وانت نسيت

 ..يمكن لو في بيني و بينك حكي ,كنا حكينا
..يمكن لو في بيني و بينك دمع , كنا بكينا
..لو كان في طريق تودي , شوية شوية كنا مشينا
..لو كان في شي درب يوصل بيني و بينك كنا لقينا

..يمكن لو في بيني و بينك قصص كنا قرينا
… يمكن لو في بيني و بينك صلاه كنا دعينا
..يمكن لو في بيني و بينك حلم كنا غفينا
..يمكن لو في بيني و بينك سلم كنا نسينا

..يمكن في نغمة وحده بيني و بينك عم بتعيد
..يمكن في ناس كتيره بيني و بينك ما بتفيد
..يمكن في قمر أو في شجر أو شي جسر حديد
..يمكن في سهل او في جبل او في شي وادي بعيد
!يمكن في طريق جديده بيني و بينك نحنا مش شايفينا


يمكن لو - رشا رزق

مزّيكا وخوف
أحزان وغُنا. 

عنه، لأني أُحبه حتى التعب!

Hmsa.

Recent comments

Mahmoud Darwish

Mouztaafaa

Related tracks