حازم عمر

هرم رماية تجنيد هي قصيدة درامية مكونة من تسع محطات 
تم نشرها في معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير ٢٠٢٢
عن دار إبهار للنشر والتوزيع.

هرم رماية تجنيد - المحطات (٦ - ٧) _ حازم عمر

الشارع
قميص يوسف 
شاهد دم ع الذنب وعالبراءة 
على معنى الأخوة، والأبوة
وعلى رد الإساءة..
أوقات يكون صباح الخير مستعجلة
من غير ما تسمع ردها
وأوقات يكون مساء الخير
اوزن لي كيلو من أختها..
وبين المساء والصباح 
الشارع كان زي ما هو..
ما بيفرقش في القسوة وقت المنابات
ما بين طبلية وسفرة، أو أرض وكراسي
وكان اللي بيأذن في الزاوية تحت بيتنا
صوته..
ما يمنعش مجرم عن جريمته 
ولا يأنب ضمير عاصي..
لكن ولمده على استقامته
بيليق بشكل عجيب مع دوشة الشارع
وبيوقف لعب العيال ندا ربنا بلغوشة
من ميكرفون الجامع..

والجامع..
صديق ثانوي القديم قبل ما يصبح جار
وطريقه أسهل صحيح من سكة البازار
وليهم نوادر التلاتة ومالهمش إختيار..

لكن..
الخمرة والجامع ما يجتمعوش حتى في مفارقة
وفي دي الجميع اتفقوا على إختلاف كل فرقة 
وصاحبنا كان متهم في كل حادثة سرقة..

هل عشان كده كان بياخد جنب؟
هل مات بدري لإحساسه الدفين بالذنب؟
هل لأنه لما راهن على كل شيء
فضل محتفظ بالقلب؟
كلها اسئلة مالهاش إجابات
خاصة 
لو تجتمع بالشرب..
لـ اللي ليلاتي كان يسجن في روحه
بعد ما ينصُب محكمة..
الأب مات قبل ما يشم في قميصه
والأخوة..
بردو روايتهم مُحكمة
أما الأم 
الشاهد العيان، والأولى بالمظلمة..

٩ سنين حدوته ودبايح
٩ سنين ودا جي ودا رايح
٩ سنين م الشُرب ما كويتش جرح
ولا دارت روايح..
٩ سنين!
وإيه اللي لسه ما اتعرضش في أسواق النخاسة؟
ولمين تآمن لحضنه لو ربى كلب حراسة؟
وإن شموا ريحة الكحول
ازاي هيشموا المصحة 
٦ شهور في ٦ شهور
في إنتكاسة؟

مذنب؟
نمسك رقبته للحدوتة تدبحه
بريء..
نقراها بشويش لـ كلمة تخرج تجرحه
معنى..
الناس احتارت في تفسيره
معني..
لكن الدم دا دمه
مش دم حد غيره..

ننظر في أمره ونخوض في موضوع 
ونطلع قلبه المدفون جوه في ضلوعه
ونشهد الأتنين إبليسه ويسوعه
لكن هيفضل سؤال..
لو كلكم شاهدين على لسانه
مين يشهد على دموعه؟

بكتشف المعنى ولا بستكشف القيمة؟
ورقة جديدة في كل هدمة قديمة
كنا إيه غير أسئلة 
بنعيد إنتاج الأمثلة
نضحك سوى على مشاكلنا
ونبكي على فيلم في السيما..

حتى في العزا
تخيلتك بترمي إيفهات ع العزا
وعزاني..
ما أذاني غير منظر المقريء بيضحك للكاميرا 
وللمقريء التاني
وطعم البن من غير النوى في لساني
خلاني بعد الربع أسمع ربع تاني..

ودورت عليك بين الوشوش
ولقيتك..
مش كبرنا ع الإستغماية!
لو كنت اعمى كنت لومتك 
وقلت بتستغل عمايا
لكن مفتح..
مش قصدي زي الشهدا
أقصد زي عيني في المراية..

ازاي رسول من غير رسالة!
علشان ما يعني سيبتنا بنفس الحالة؟
والحرب دايرة على حدودنا الشرقية 
وفي الجنوب فيه حرب أهلية
في الغرب ليبيا لسه ما اتردتش
أما الشمال..
يكفيني م السببين 
إنهم بنوا سور على بحر إسكندرية..
كل الجديد اللي فايتك 
إني كتبت لك قصيدة
مش أغنية..

كنا ببراءة هتاف العشرينات في الثورة
حماس المناقشة والإيمان بالناس
علموك الكدب بدري
وبقيت تقول دا آخر كاس..

شوفنا الوباء والثورة 
موت الصحاب وسجنهم
شوفت المصحة، وشوفت الجيش
اليُتم بدري والتلطيش
كنت العقل وكنت الطيش
مين يفهم المعنى وبيعيش؟
..

في الفجر 
ابتسم الإمام نُص ابتسامة 
لما شم ريحة الكحول في الركعة الأولى هبت ع المكان
كانت اعذب مرة يقرا فيها صورة الرحمن..
وكأنها..
رقوة وحيد الصف التالت 
طافت صفين خدهم فضولهم خلفهم
كانت ودنهم مع الإمام، وذهنهم مع الغريب
مشهد مهيب..
وكانهم صفين ما بين إمامين..
وكان الكحول متوزع زي الأسباب..
ما بين ريحة إسلامي، وڤودكا رخيصة
هنا..
من مُستصغر الشرر
تبصر آيات العذاب..
والمرارة اللي بتسكر الناس في همومهم
فوقتهم في الصلاة من نص نومهم..
ممكن تقول: الكل سارح في الصلاة
ممكن تقول: ماصدقش حد إلاه..
لكن مش ممكن تقول
غير إنه كان في الكادر أو براه
غير مقبول..
وإنهم بعد ما سلموا ولفوا 
كان مشي على طول...

دبايح الحواديت - حازم عمر

مين اللي قال: فاقد الشيء لا يعطيه؟
أعرف يتيم ل يتيم يبقاله أخ كبير
جواه شجن لكنه لا يبديه
ويضحي في بداية معاركه بوزير
بيخسر..
ودا مش الأفيه
دي عبقرية خلقه للتبرير
أيقن بإن الهزيمة ساكنة جوه إديه
لكن عنيه
لسه ماليها الخير..
إيه الجميل في إني أبات مظلوم؟ 
اللي بات ظالم بردو قدر يبات
وماتستغربيش م الأسئلة الساذجة
الأسئلة الساذجة لسه ملهاش إجابات..
والفضفضة بالنسبة ليا مش بتصبر
أنا ديمًا مش بعرف أعبر
ودي أزمتي
لما أنفعلت ع اللي داس جزمتي
مكنتش أقصدك
كنت أقصد حاجة أكبر..
ماقصدش إنك قليلة
أنا أقصد إني ماقصدكيش
أنتِ اللي جيتي قبل ما أصبَّح
وبعد ما عرفت الحشيش..
بصرحلك..
رغم إني كتوم
ورغم إني مبحبش ألعب دور المظلوم
وبستريحلك..
رغم إنك غريبة
ورغم إني متعودتش حد يعاملني بطيبة
وبستقربك..
رغم إني سلك عريان
وبردو مش بيكهربك..
ليه مخاوفي عايشة مانسيتها؟
رغم إن مخاوفي كلها كسرتها.. 
مهينة، زي بنت شافتني مدت خطوتها
روحت
بصيت في المراية
فعذرتها...
النُص دا مؤلم، وسخيف
وأنا مش خفيف
فيه قشة فوق الحمل
والقشة دي تتعبني
قشة من اللي تهد
مش قشة م اللي بتبني
وأنا قابل إني أفنى
لكن مش قابل أقل
وماعرفش إيه الحل؟
سايق عليك الكل
يا تاخدني يا تجبني..
النُص دا مؤلم، وسخيف..
لا أرضى أكون شفاف
ولا أحب أكون متشاف
وبردو محبش أكون من أصحاب الأعراف
أنا بشبه الليمبو، لكن مايشبهنيش..
أنا اه بعرف أزهد
وبعرف أتنازل، وبعرف أتأقلم
وبعرف أتجنب أهوائي
بس معرفش أبقى surviver
وأخلاقي..
٢٥ سنة
أنا وأنتِ، وأنتِ وأنا
بنلعب مع بعض روليت روسي
ونبدل الأمكنة..
تك.. 
ديمًا مبادرة
في الحضور والمغادرة
تك..
الفوضى يمكن شيء فظيع
لكن بتضمن عدالة التوزيع
تك..
فيه ناس عادية
مادعتش النبوة، أو الألوهيه
تك..
خمسين خمسين
إحتمالات منصفة ومُرضية
تك..
حتى في أخر إحتمال لسه فيه إحتمالات مفتوحة
زي إن إيدي ترعش
والطلقة تخبط في فاظة
أو مثلًا في لوحة
أو تمسكي إيدي في أخر لحظة 
وتقوليلي بلاش، مبحبش شكل الدم
يمكن نلاقي حلول للحزن
والملل
والشجن
والهم..
أو الطلقة تتحشر في الماسورة
أو
. 
.
بوم..

روليت روسي - حازم عمر

زي قطة القهاوي - حازم عمر

قال كاليغولا
أنا ربنا..
بكل هدوء
بالعافية ويّا الذوق 
وما أختلفش ع الناس كتير
وأختلف..
أنا بسرق بصراحة
أنا بغتصب بوقاحة
أنا بقتل برّاحة
وأهو باعترف..
ودا يبرر اللي حصل 
زي قتل النمل بفعل الملل..
والقمر اللي بيبعدني
مع إن الناس بتعبدني
لما محدش كان ينجدني
تبقى جماجمكم 
كاليغولا..

قال هتلر:
مش كان زماني بارسم 
بالفرشة والألوان
وأموت عجوز ما يمتلكش سيرة 
أبص في عيون بنت بنتي وابتسم 
وآمُرها &بنبرة تبدو حازمة_
ما تتحركش وهي بتترسم
لكن..
تفتكر كانت هتتحل؟
كنت هبقى جندي بيموت ع الشَط التاني
مع أول لمسة للبيادة في الأرض الغريبة
هموت وما يعيشليش حبيبة
هموت كده بالعيبة
وأموت كده 
أخضر..

قال عم أبو هاني:
اقف يا حازم مكاني!
الدنيا مش ماضي
والجي جي أكتر
غيرك ماهوش أشطر..
تقدر تسأله بنفسك
ما كنّاش في يوم بصدد إننا نعلم 
احنا استلمنا .. وهنسلم
وانتوا مش هتكمّلوا
_للأسف_
انتوا هتبدأوا من تاني..

قال إبليس:
الإختيار..
خطيئتنا أنا وأنت
أصحاب قرار لكن أهو بنعاني
لو بدلنا الأدوار وكنت أنت مكاني
مش كان زماني..
باستعيذ منك!
كان إيه هيفرق في البشرية؟
كانت هتفضل كما هي..
لكن هنتغير كـ فردين
على مستوانا بس احنا الاتنين
وكان يكون لي زوجة وفي كل بطن اتنين
جايز يكون دا السبب إني أكرهك..
أنا عشت عُمر بدون وَنيس..

قال صاحب الكيف:
الحتة دي قِلة والصنف دا معجون 
اسألني أنا صاحب مزاج يعجبك 
اللي صرفته على دماغي ممكن يسدّ ديون 
إيه اللي رماني..
شايفني يعني بأنبك!

قال سيزيف:
من بُكرا هبطّل تسويف...

التحايل - حازم عمر

كل الحاجات بتفيض
لما تزيد
هَمشّيلي حالة رعشة الإيد
وأنا هبقى شاكر
بس مش سعيد..
والشكر فعل
والسعادة نية
والوسيلة مش بنت الغية
زي لما طحتي بشفايفك فيا
كانت سخونة لحظة
ولا كانت آذية؟

تسعة..
الأرض ع الاتنين كانت واسعة
ثم ناس تصبح وتسعى
قبل فلتاني
وحنانك
كان لسانك
أقدم وسيلة لكشف الكدب
وأوسخ من البِشعة
انا كنت صادق معاكي
ولساني أهو طيلاه لسعة..

تمانية..
امشي بإيقاع الثانية
وألتزمي بنذور الوقت
في الكوكب ع النحية التانية
فيه ناس بتعد معانا دلوقت..

سابعة..
لو متابعة..
رشحيلي فريق
عيني بتعكس كلامي
"بتعكس" م النفي مش التصديق..
عيني مش بتصدق على كلامي
عيني مش بتصدق أي وعود
عيني مش بتصدّق بالبسمة
عيني ما بتصدق إنها هتعود..

ستة..
نص دستة باقيه م البالتة
أنا إبن ناس على فكرة مش برمي جتة
غيرش الزمن، وعوامل التعرية
والإيمان بالحق
وصدقي أو لأ
فيه قلب هنا تحت الچاكيتا..

خمسة..
بداية اللمسة
ونهاية الماسكة
نُص سكة.. 
أقل م الصحيح
وأكتر من الفكة
نص الفرص
والقصص
والإلتحام في العبث
والقعدة ع الدكة..

أربعة..
السجن بمعناه الدارج
وأنا بكره كل المعاني الدارجه..
ماعدا إنك حلوة وعجباني
وبيني وبين شفايفك أربع ثواني
ودي لحظة موترة وحرجة..

تلاتة..
جربت أخدها ببساطة
وجربت أخدها بجد
وفشلت في الحالتين.. 

أتنين..
الشك
واليقين
الحد الأدنى لأي قصة
ولو مش فاهمه
أكيد حاسه..
كل الحاجات اللي اتخلقت لجل الوصل
في الأصل كانت للفصل
كل الحاجات اتخلقت عشان نندم
من أول الأرض
وحتى للكاندوم..

واحد
.
.
ليه بصادفك ديمًا في الزحمة
بوسة دي ولا رصاصة رحمة؟
أنتِ ديمًا تقتلي بشويش
سيبتي إيه فيا عشان مامشيش
جَنبي خوفك وعاطفتك
وقوليلي إيه في الدنيا دي بيعيش؟
انتي مش سعيدة
دا بس سيرتونين..
وأنا مش خايف
دا بس آدرنالين..
وإحنا اتلاقينا في مفترق طريقين..
منكرش إني مضايق.. 
وأكدب عليكي لو قلت أنا فايق
وأكدب عليكي لو قلت أنا سكران
أنا بس كل الحاجات باظت مرة واحدة
ولسه خارج م الضمان..
عندي إستعداد دلوقت أقص
من غير ما أقص
هي ديتها إزازة على نص
وهتلاقيني بَرُص
من أول بارونتي لما حد يسألني عندك كام سنة؟
وبفكر Net ولا Gross
أنا من نوع الموظفين
اللي ديمًا بتنام في الكوستر
ومباخدش بالباقي أسبرين
باخد بالباقي بلاستر
تحسبًا للتعويرات الجاية..
ضحكت جدًا مره وأنا بشمر كمي
للدكتور اللي شك إني عندي ميول انتحارية
أعتقد اني عقلاني حتى في اللي بيئذيني
ولو قررت أعملها
ف مش هقطع شراييني...
الأمر فيه مجاذفة
ومش حاسم
غير اني أجبن م اللازم..
أعرف حد عملها وما انتهاش
والموضوع انتهى نهاية مأساوية
وعاش..
بيستخبى من نبش نظرات الناس في إيديه..
أنا نفسي مرة ضايقته لما كنت بتجنب ما أبصش غير في عينيه
ف على إيه؟ 
هقولك حاجه فيا
وحاولي تصدقيها
انا سهل جدًا افرح.. 
ودي جملة تقريرية
بس أنا بعنيها..

ديمًا أنا معايا سجاير ومش معايا ولاعة، يمكن لأن دا إعتراف ضمني مني اني مدخن شره ودي حقيقة أنا بحاول أهرب منها، ملهاش أي معنى غير اني بحبها ومدمنها!

ولا كنت بتحنجل في الطرقة
أو مشبّك
ولا سايب مقص مفتوح
أو كان فيه شبشب مقلوب
ولا قطة سودة على العتبة
ولا نخزة جتلي قبل ما أنام
كان يوم عادي جدًا زي بقيت الأيام..

واللي يعرفني 
يعرف إني اتغيرت
من ٣ سنين مكنتش كده
كنت مستريح
ومن سنة كنت كده
بس مكنتش بصرح.. 

روحي اللي كانت حاضرة وبتبهت
دلوقت اهي بتبهت..
قلبي اللي كانت زهرته تلفت
دلوقت زهرته تلفت..
ضحكي اللي كان عادي وبيشبه
دلوقت عادي وبيشبه..

أنا غضبان.. 
مش بالشكل الكافي اللي يخلي عندي طاقة تدميرية
أنا غضبان ومفيش حاجة بإديا
ومش غضبان عشان مفيش حاجة بإديا
دي مش معضلة هتلر..
أنا غضبان
بس
مش أكتر..

حازم عمر

Hazem Omar