الوطن أن أحتسي قهوة أمي

نأخذ هذا الأسبوع استراحة من بودكاست المُستجَد، ونترككم مع هذه المقالة المسموعة من صفحات صوت. تتطرّق هذه المقالة، من خلال بعض النّماذج الغنائيّة والموسيقية، إلى طابع الأغاني التي ارتبطت بالبحر، لفنّانين ومجموعات موسيقيّة فلسطينيّة وعربيّة، ما بعد نكبة 1948.

تقدم «صفحات صوت» مقالات مسموعة وعالية الجودة من ناشرين مختلفين كل أسبوع، ندعوك للتسجيل وتجربة الخدمة بشكل مجاني عبر https://www.sowt.com/ar/safahat 

تقديم: تامر لُبّد
مونتاج صوتي: راشد البابلي
نُشرت هذه المقالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020 على موقع «رُمّان»:
 http://sow.tl/3tZ6a6z 

صوت على وسائل التواصل الاجتماعي:
 تويتر: twitter.com/sowt 
 إنستجرام:  instagram.com/sowtpodcas 
 فيسبوك: facebook.com/SowtPodcasts

من صفحات صوت: موسيقى البحر.. عن دور الأغنية في انتشال البحر من الغرق

وأنا أيِضًا
لا أحمل في قلبي كُرهًا لأحد
يكفيني ما فيه من رصاص وتوابيت 

حزني هو حزني
أصدّقه وأواسيه
لا أكذّبه وأدّعيه

المرأة التي قلت لأول مرة لها أحبك
قالت وأنا أيضًا أحبني

والرجل الذي باعني رصيفًا للنوم
في الصباح وجدناه موسومًا على وجهه
لطخة حذاء

والطفل الذي انتشلناه من تحت انقاض قصف البارحة
وجدته اليوم يرضع الغيم ويغني هللويا

امشي نحوي ولو مرة يتيمة
هذه الكتف صدئة دون رأسك
هذه اليد مهجورة دون أصابعك
هذا  القلب تغزوه المناجل من دونك

ولكل الذين غادروني
أنا أيِضًا
أحمل قُبلة وخنجر 
قبلة على الخد وخنجرًا في ظهري.

قُبلة وخنجر لـ وائل محروس

بقايا حياة  محمود درويش

IDENTITY of the SOUL -  هُوِيَّةُ الرّوحِ- تِيرِي فَيْجَنِ- مَحْمُودُ دَرْوِيش



في سالف العهد عاش شيخ غريب الأطوار
في جزيرة نائية جرداء.
لم يسىء الى أحد قط في حياته
سواء في البر أم في البحر
ومع ذلك كانت عيناه تتقدان غضباً أحيانا
إذا ما رأى العاصفةَ تهبُّ مقبلةً
فيرميه الناسُ حينذاك بالجنون
فلا يقترب من تيريه فيغين سوى قلة
لا تهابه.

رأيتُه مرة بعد ذلك ـ
مضطجعاً على رصيف المرفأ، ومعه صيدُه
كان شعره أبيضَ، لكنه كان يغني مبتهجاً
مفعماً بالحياة مثلَ صبي.
كان يداعبُ الصبايا حين يصادفهن
ويمزحُ مع الفتيان واحداً واحداً
ثم يلوحُ بقبعته البحرية قبل أن يقفز الى متن مركبه
وينشرَ شراعه، مبحراً في ضوء الشمس
نحو بيته كعُقابٍ هرم.

إنطلق تيريه بقاربه نحو الساحل
كالسهم يشق غمارَ الزبد والرذاذ.
لكن طاقمَ الزورق ظل يطارده
كانوا خمسةََ عشرَ رجلا في أعقابه.
إذّاك صاح تيريه عاليا عبر هدير الموج
متوجها الى الله في ساعة شدته:
"هناك بعيدا في الساحل
تقبع زوجتي في منزلنا الرازح في البؤس
متلهفة تنتظر مع طفلتي رغيفَ الخبز.

غمرت بالرعب وجهَ اللورد
ذكرى فعلته نصفُ المنسية.
تذكر الآن فقط ذاك الذي طلب منه الرأفة
راكعا على متن زورقه.
وهنا صرخَ تيريه فيغن: "كل مصيري كان بين يديك،
لكنك فرطتَ به باسم الشرف والمجد،
لحظة واحدة وأكون قد انتقمت منك!"
عندها ركع النبيلُ الإنكليزي على ركبتيه
أمام المرشد النرويجي البسيط.



هُوِيَّةُ الرّوحِ- تِيرِي فَيْجَنِ- مَحْمُودُ دَرْوِيشِ

عِطْرُ الحصار | مزيج

محمود درويش - على محطة قطار سقط عن الخريطة

لدعم برامج صوت زوروا صفحة صوت بلَس sow.tl/pluseib
----
اليوم بنرجع للحلقة الثانية من الموسم الرابع من «عيب»، هل بنقدر نقول عن الحب عبر المسافات إنه اختيار؟ هل بعض الأشخاص بتقودها مصائرها لعلاقات بعيدة؟ شو هي المساومات التي بنقوم بها في البُعد؟ وشو هي التفاهمات اللي بنوصللها في اللقاءات المؤقتة؟ وشو مصير هاي العلاقات؟ باختصار، هل في حب بعيد وحلو؟ في هاي الحلقة بيرويلنا محمد وتالا وفراس تجاربهم مع العلاقات البعيدة، وبيحكولنا عن التحديات والجماليات والتساؤلات المرتبطة بهاد النوع من العلاقات.

إعداد وتقديم فرح برقاوي، تحرير صابرين طه، مونتاج تيسير قباني.
وشارك في إنتاج الموسم الرابع من بودكاست عيب آية علي، مرام النبالي، وجنى قزاز.

الأغاني والموسيقى في هذه الحلقة بترتيب الظهور:
بحب أغيب، يسرا الهواري وسلام يسري
الوضع الإقليمي، زياد سحّاب
يللي بعدك ضيّع فكري، غناء سارة النويوي (الأغنية الأصلية للمطربة التونسية صليحة)
Mina, Renato
كل ما تروح، تانيا صالح

حب حلو وبعيد

ثمة في داخلي ما راح ينفتح راغبًا في المزيد من الاتصال كأن نوبة بكاء واحدة كانت كافية لتنقلني إلى هذه المنطقة الرخوة من الوجود. 

لكني لطالما كنت أفتقر لهذه القدرة على التواصل حتى مع الله، وانغلاقي هذا لم يكن عفويًا تمامًا بسبب طبيعتي وحدها، بل تطلب إصرارًا من جهتي للمدوامة عليه. 

لقد ولدت منطويًا ثم كافحت بكل غرائزي الدفاعية عامًا بعد عام، كي أعزل نفسي أكثر، دربت نفسي على الاستغناء وأقصيتها بحائط من الجفاء عن الآخرين، وكأنما سأحميها بهذا من مسببات التأثر ولا أدري أي قوة ظننت أني أجنيها طيلة تلك الأعوام فالحياة لم تكن خفيفة أبدًا ولا خالية من الهشاشات والأشياء ظلت تتراكم على القلب كالران خصوصًا أشدها ضآلة.

الحالة الحرجة للمدعو ك. - عزيز محمد


( مزج أوّل )

المجد للشيطان .. معبود الرياح

من قال " لا " في وجه من قالوا " نعم "

من علّم الإنسان تمزيق العدم

من قال " لا " .. فلم يمت ,

وظلّ روحا أبديّة الألم !

( مزج ثان ) :

معلّق أنا على مشانق الصباح

و جبهتي – بالموت – محنيّة

لأنّني لم أحنها .. حيّه !

... ...

يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين

منحدرين في نهاية المساء

في شارع الاسكندر الأكبر :

لا تخجلوا ..و لترفعوا عيونكم إليّ

لأنّكم معلقون جانبي .. على مشانق القيصر

فلترفعوا عيونكم إليّ

لربّما .. إذا التقت عيونكم بالموت في عينيّ

يبتسم الفناء داخلي .. لأنّكم رفعتم رأسكم .. مرّه !

" سيزيف " لم تعد على أكتافه الصّخره

يحملها الذين يولدون في مخادع الرّقيق

و البحر .. كالصحراء .. لا يروى العطش

لأنّ من يقول " لا " لا يرتوي إلاّ من الدموع !

.. فلترفعوا عيونكم للثائر المشنوق

فسوف تنتهون مثله .. غدا

و قبّلوا زوجاتكم .. هنا .. على قارعة الطريق

فسوف تنتهون ها هنا .. غدا

فالانحناء مرّ ..

و العنكبوت فوق أعناق الرجال ينسج الردى

فقبّلوا زوجاتكم .. إنّي تركت زوجتي بلا وداع

و إن رأيتم طفلي الذي تركته على ذراعها بلا ذراع

فعلّموه الانحناء !

علّموه الانحناء !

الله . لم يغفر خطيئة الشيطان حين قال لا !

و الودعاء الطيّبون ..

هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى

لأنّهم .. لا يشنقون !

فعلّموه الانحناء ..

و ليس ثمّ من مفر

لا تحلموا بعالم سعيد

فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد !

وخلف كلّ ثائر يموت : أحزان بلا جدوى ..

و دمعة سدى !

( مزج ثالث ) :

يا قيصر العظيم : قد أخطأت .. إنّي أعترف

دعني- على مشنقتي – ألثم يدك

ها أنذا أقبّل الحبل الذي في عنقي يلتف

فهو يداك ، و هو مجدك الذي يجبرنا أن نعبدك

دعني أكفّر عن خطيئتي

أمنحك – بعد ميتتي – جمجمتي

تصوغ منها لك كأسا لشرابك القويّ

.. فان فعلت ما أريد :

إن يسألوك مرّة عن دمي الشهيد

و هل ترى منحتني " الوجود " كي تسلبني " الوجود "

فقل لهم : قد مات .. غير حاقد عليّ

و هذه الكأس – التي كانت عظامها جمجمته –

وثيقة الغفران لي

يا قاتلي : إنّي صفحت عنك ..

في اللّحظة التي استرحت بعدها منّي :

استرحت منك !

لكنّني .. أوصيك إن تشأ شنق الجميع

أن ترحم الشّجر !

لا تقطع الجذوع كي تنصبها مشانقا

لا تقطع الجذوع

فربّما يأتي الربيع

" و العام عام جوع "

فلن تشم في الفروع .. نكهة الثمر !

وربّما يمرّ في بلادنا الصيف الخطر

فتقطع الصحراء . باحثا عن الظلال

فلا ترى سوى الهجير و الرمال و الهجير و الرمال

و الظمأ الناريّ في الضلوع !

يا سيّد الشواهد البيضاء في الدجى ..

يا قيصر الصقيع !

( مزج رابع ) :

يا اخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء

منحدرين في نهاية المساء

لا تحلموا بعالم سعيد ..

فخلف كلّ قيصر يموت : قيصر جديد .

و إن رأيتم في الطريق " هانيبال "

فأخبروه أنّني انتظرته مديّ على أبواب " روما " المجهدة

و انتظرت شيوخ روما – تحت قوس النصر – قاهر الأبطال

و نسوة الرومان بين الزينة المعربدة

ظللن ينتظرن مقدّم الجنود ..

ذوي الرؤوس الأطلسيّة المجعّدة

لكن " هانيبال " ما جاءت جنوده المجنّدة

فأخبروه أنّني انتظرته ..انتظرته ..

لكنّه لم يأت !

و أنّني انتظرته ..حتّى انتهيت في حبال الموت

و في المدى : " قرطاجه " بالنار تحترق

" قرطاجه " كانت ضمير الشمس : قد تعلّمت معنى الركوع

و العنكبوت فوق أعناق الرجال

و الكلمات تختنق

يا اخوتي : قرطاجة العذراء تحترق

فقبّلوا زوجاتكم ،

إنّي تركت زوجتي بلا وداع

و إن رأيتم طفلى الذي تركته على ذراعها .. بلا ذراع

فعلّموه الانحناء ..

علّموه الانحناء ..

علّموه الانحنا

أمل دُنـقل _ كلمات سبارتاكوس الأخيرة

زعلان
أعرفُ أنّكَ زعلان..
لكنّي لمْ أفعل شيئًا إلّا أنّي قلتُ:
                       "الحاجةُ تكسرُ قلبي..
                   كأصابِعيَ المكسورةِ في كفّكَ حين يُحرّضُكَ الشّوقُ المحبوسُ
                  ويتملّكُكَ الغضبُ منَ العالمِ فتثورُ عليّ.."
صَوتُكَ
جرحٌ يتقرّحُ في جَنبي
يُشبهُ ذِكْرَ الثّورةِ 
لو مرّتْ في بالِ العارفِ
وهو صريعُ الرّغبةِ 
                     والخمرةِ 
                        والسّيرِ الأبديّ
. .
أغراني التجريبُ
بأن أتركَ أصحابي 
                                    فوقَ مقاعِدِهم
وأجولَ الليلةَ وحدي
مسكونًا بعجوزٍ 
                           غارقةٍ في الرّحلةِ
تنظرُ للإسفلتِ المُنطفيءِ منَ الرّكضِ عليهِ وتهتفُ: 
                                                                                           "الآنَ السّاعةُ"
لستُ العبدَ 
           ولا القدّيسَ
أُطاردُ ذاكِرتي 
كَسَريّةِ جيشٍ مغلوبٍ
أتخيّلُ صوتي 
           قبلَ كلامي
وأُرتّبُ أخطائي 
                   من حيثُ الدّهشةِ
  
وكحاملِ حَجَرٍ في الجبلِ
يَشيلُ الأرضَ وتحمِلُهُ
           ألعنُ حظّي 
وأغازلُ دُنيايَ إذا ابتسمَتْ لي 
      -في خُبثِ بناتِ الليلِ- 
                                          ومنحَتني لحظةَ حُبٍّ صافيةً 
                                                                      لا يملكُ مثلي كُلفتَها..
. .
وأنا أتسَوّلُ نِسيانكَ
                                    أقِفُ على قارعةِ الليلِ
دِماغي معركةُ ديوكٍ 
والبلَدُ رصيفٌ 
            يمتليءُ بجثثٍ صاحيةٍ
                         حطَّ عليها كلُّ غبارِ الصّحراءِ المملوكةِ سلَفًا 
                                                     للأوغاد
. . 
.
كاسَكَ يا ليلُ وخبّرني
                                    في صحّةِ من تقترحُ النخبَ الآن!

قلَقي كبريتٌ
وجنونُكَ زَيتٌ
وفِراشي حَطَبٌ رصّتهُ الأعوام..
           "الآنَ السّاعةُ"
يا حُرّاسَ الأبوابِ الآخرةِ
                                           انشغلوا عنّي..
                                                                كونوا أطيبَ ممّا قِيل
دَعوني ألتمِسُ خروجًا أبيض
مِنْ غيرِ نزيفٍ 
يتَتبّعُهُ عِيالُ الفنِّ السّيءِ 
                       والقصصِ المُفتَعَلةِ

ليسَ لمِثلي 
إلّا أن ينظُرَ ليديهِ الخاويتَينِ
يُشاهدُ عُمرًا.. عرَقًا.. وأمانيَ 
                                                 تسقطُ من كفّيهِ
                                                               لتنبُتَ في حقلِ أُناسٍ قالوا: 
                                                                             "لا نعرِفُهُ!"
. .
ليسَ لمثلي 
         إلَا أن يُشعِلَ في قصّتهِ النّارَ
                    يُدخّنُ عُشبًا ينمو في رئتيهِ
                      ويضحكُ مِلءَ الخيبةِ..
                          يصفرُ ويُصفّقُ للقسوةِ
مسكونًا بعجوزٍ غارقةٍ في الرحلةِ
                                                        ينظرُ للّا شيءِ ويهتفُ 
                                                             "الآنَ السّاعةُ!" 
                وأنا
                       لا يحترِقُ سواي!


•من ديوان: في صِحة الجدوى
٢٠٢٠

الآنَ السّاعة - سلمى فايد

نعود لكُم من قلب القاهرة لنُخبركم عن مدينة الموتى التي صُمّمت لتكون مدفناً للموتى ولكنها مع مرور الزمن تحوّلت إلى منطقة سكنية يعيش فيها السكان وسط المقابر. نُقابل منال التي تعيش بالقرب من المقابر ونتتبع رفات الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس المدفون هناك. 

إعداد وكتابة وتقديم محمد عبد الجواد، تحرير وتقديم تالا العيسى، مساهمة في الإعداد سليم سلامه، هندسة الصوت وإخراجه تيسير قباني، النشر والتواصل مرام النبالي.

يأخذكم بودكاست «ماتريوشكا» في رحلة إلى عوالم من نوع آخر، لأن عالمنا هذا ليس العالم الوحيد. في الموسم الأول نحاول أن نفهم عالم الموت ليس بهدف التصالح معه، بل بهدف الارتقاء إلى الحالة الجمعية التي يربطنا بها جميعاً، آملين أن نخفف من ثقل انكساراتنا الفردية.

بودكاست «ماتريوشكا» من إنتاج «صوت».

هُوِيَّةُ الرّوحِ- تِيرِي فَيْجَنِ- مَحْمُودُ دَرْوِيشِ

Hủssein Eℓ yαdαk ③

Recent comments

Fadi Abdul

مد

WIEMUSER

Related tracks