@muhammad-al-khamaiseh: شكرا يا محمد ^^

من ديوان : لا تعتذر عما فعلت 
تاريخ النشر : 2003

 
تُنسى، كأنَّكَ لم تَكُنْ
تُنْسَى كمصرع طائرٍ
ككنيسةٍ مهجورةٍ تُنْسَى،
كحبّ عابرٍ
وكوردةٍ في الليل .... تُنْسَى
أَنا للطريق...هناك من سَبَقَتْ خُطَاهُ خُطَايَ
مَنْ أَمْلَى رُؤاهُ على رُؤَايَ. هُنَاكَ مَنْ
نَثَرَ الكلام على سجيَّتِه ليدخل في الحكايةِ
أَو يضيءَ لمن سيأتي بعدَهُ
أَثراً غنائياً...وحدسا
تُنْسَى, كأنك لم تكن
شخصاً, ولا نصّاً... وتُنْسَى
أَمشي على هَدْيِ البصيرة، رُبّما
أُعطي الحكايةَ سيرةً شخصيَّةً. فالمفرداتُ
تسُوسُني وأسُوسُها. أنا شكلها
وهي التجلِّي الحُرُّ. لكنْ قيل ما سأقول.
يسبقني غدٌ ماضٍ. أَنا مَلِكُ الصدى.
لا عَرْشَ لي إلاَّ الهوامش. و الطريقُ
هو الطريقةُ. رُبَّما نَسِيَ الأوائلُ وَصْفَ
شيء ما، أُحرِّكُ فيه ذاكرةً وحسّا
تُنسَى، كأنِّكَ لم تكن
خبراً، ولا أَثراً... وتُنْسى
أَنا للطريق... هناك مَنْ تمشي خُطَاهُ
على خُطَايَ, وَمَنْ سيتبعني إلى رؤيايَ.
مَنْ سيقول شعراً في مديح حدائقِ المنفى،
أمامَ البيت، حراً من عبادَةِ أمسِ،
حراً من كناياتي ومن لغتي, فأشهد
أَنني حيُّ
وحُرُّ
حين أُنْسَى!

تُنسى كأنك لم تكُن - محمود درويش | Mahmoud Darwish

كتابة : ريم توفيق 
إلقاء : جنان شقير 
موسيقى : https://soundcloud.com/oriensi

تركت نفسها تغرق.. لم تقاوم 
ابتعدت عن الصوت .. عن الوجوه .. وغرقت
كل ضفيرة كانت مشدودة إلى رأسها الصغير 
كل زغرود كانت تهتف
لكنها لم تكن تشاركهم
كانت تضمحل 

كانت وحدها .. وكانوا كثرا
كانت خائفة .. وكانوا غاضبين
كانت صغيرة . وكانوا قساة
كانت تملك حلما .. لم يكونوا يفهمون 

أنفاس .. 
نبض يتباطأ 

كانت تبتسم لنفسها التي تعاند محاولة إنقاذها
"لا بأس بقليل من التمرد دعيهم يحاولون .. لا تستجيبي بسرعة"

كان الألم فظيعا .. متتابعا .. رتيبا 
لكنها كانت تريد أن تفعل ما تريد

ذاك الصباح قصت جديلتها .. خبأتها .. وأقامت حدادها الخاص 
لم تكن تريد شركاء في الحدث الجلل .. كانت تريد أن تدفن نفسها القديمة
صمتها 
ضعفها 
وحدتها
ألوانها الباهتة 
الطبخ 
والخياطة 
والكتب المستعملة 
و المذكرات التي لا يقرأها سواها 

عصرت صدرها موجة غاضبة من  الألم
لم تغضب من حزنهاا
"لا مشكلة .. تعودت على صحبة نفسي عمرا .. لا بد أن وداعها مؤلم"
تنفست بهدوء .. انحنت على القبر الصغير الذي صنعته لنفسها 
ودفنت كل شئ

كان هو الرنين الذي أيقظ الجميلة النائمة فيها 
لم يكن حبيبا.. لم يكن زوجا .. كان صديقا
صديق للحظة واحدة .. إيماءة وادة .. 
وابتسامة واحدة 
لم تعرف اسمه .. ولم تره بعدها 
لكنه كان صديقها 
كان فتى كفيفا مبتسما .. يسير دون معاونة
يضحك كالصباح .. ويثرثر كنهر
كانت تحبه 

"لماذا يصرخون؟.. يتدافعون؟؟.. أكره كل هذه الأجهزة .. كل هذا الخوف القاتم!"

قلبي يرجوني أن نعود .. "لا بأس تحمل قليلا بعد" .. حاولت أن تركز
اجتاحت قلبي موجة أخرى من وجع لا يحتمل!!
سمعته يتأوه 
"لا أريد أن أعود الآن" .. 
"أرجوك .. عودي" 
لم يكن صوت قلبها .. بل كان نداء صامتا في عين طبيبة الطوارئ الصغيرة

نظرت إلى قلبها 
كان منهكا 
!أتذكر الآن بوضوح! .. لقد نبض قلبي عدة مرات في كل مرة اتخذ شكلا جديدا 

"سأنجو .. أنا أعرف أنني سأنجو"
تبسمت بعد أن ساد الصمت 

نبضة 
نبضتان 
نبض مجنون 

"أنا عدت .. لدي حكاية لا بد أن تحكى .. 
أنا .. عدت"

نبضة

كلمات : ريم توفيق
إلقاء : جنان شقير

(نص مقتبس من التسجيل السابق)

نظرت إلى قلبها 
كان منهكا 
!أتذكر الآن بوضوح! .. لقد نبض قلبي عدة مرات في كل مرة اتخذ شكلا جديدا

"سأنجو .. أنا أعرف أنني سأنجو"
تبسمت بعد أن ساد الصمت

نبضة 
نبضتان 
نبض مجنون

"أنا عدت .. لدي حكاية لا بد أن تحكى .. 
أنا .. عدت"

.............

هدأ النبض المجنون دفعة واحدة !
تماما كما ابتدأ
كان قلبي منهكا جدا 
كدت أخذل االطبيبة الصغيرة 
أغمضت عيني 
"الأمر إليك الآن" 
همست لها .. ومضيت 
.....
حين اخذوا فؤادي اخبروني " لا يجب ان يعرف احد، فؤادك قد يتعرض للأذى "
التجويف الفارغ يؤلمني، 
" ابتسمي " قالوا لي
" كيف؟ "
عرضوا لي صوراً قديمة عن نفسي، بوجه غريب جدا 
قلدت الصورة 
" احسنت، والان ابكِي "
" لا اذكر كيف؟ "
" بسيطة " و عرضوا لي صوراً فيها وجهي مبللا 
" من اين يأتي هذا الماء؟ "
" من عينيك تاتي الدموع بالطبع "
لمستهما، كانتا رطبتين لكن ليس الى حد اغراق وجهي 
" كيف؟ " 
" تدبري امرك" كيف اتدبر امري! و انا لا اعرف كيف؟ 
ذهبت إلى المغسلة، التجويف يؤلمني، النبض المفقود يؤلمني بقسوة، غمرت وجهي بالماء وعدت 
" لا لا سيتأذى قلبك هكذا"
" اسمعوني نبضه 
اروني اياه 
كيف سأتذكر؟"
" تدبري امرك، ان اردت ان يعود "
حاولت ان اتذكر، التجويف يمعن في ايلامي
بدات اسمع نبضي في اذني 
اشتقت اليه!
انا اريد فؤادي!
اجتاحني برود مفاجئ! لا نبض!
هطلت دموعي
" احسنتِ! يبدو انك ستستعيدينه بسرعه"
كنت اعرف انهم يكذبون!
لكني كنت اريده! واحتاجه!
بكيت
وتبسمت
وغضبت
من غير قلب
فقط 
لئلا يعلم احد
اني لا احمل في صدري قلبا .

نبضة 2

في شتاء محزن كهذا الشتاء..
التقينا لأول مرة في مكتبة الجامعة .. للصدفة, كنا نبحث عن الرواية نفسها, أو لعله ادعى ذلك فقط, لا أعلم.. لم يكن هنالك سوى نسخة واحدة.. فتحدثنا قليلا, ثم أعطاني الرواية على وعد أن أعيره إياها بعد أسبوع.. فكرت فيه قليلا ذلك اليوم , وضحكت على احتمال أن يكون قد خدعني لنلتقي مرة أخرى.. لكنني لم أعر الموضوع أية أهمية.. لم يشغل بالي أبدا.. فانهمكت في قراءة الرواية حتى غفوت.. ونمت نوما عميقا وجميلا.. نوما افتقدته لثلاثة أعوام قادمة..
وبصدفة أخرى رتبها الله أو رتبها هو , لا أعلم أيضا.. لكننا في اليوم التالي التقينا.. وكان من المفترض أننا غريبين.. وأننا سنجامل بعضنا قليلا ثم نمضي.. لكنني وجدت نفسي أتحدث معه لعدة ساعات.. ولولا أن الشمس قاربت على المغيب, ما توقفنا.. وعدت إلى البيت, ولا شيء سواه يشغل تفكيري..
وبدون أن أدري كنا قد دخلنا في علاقة.. بهدوء لكن بحزم.. تماما كما يحتل المد الشاطئ.. كان بارعا جدا في اختيار الكلمات.. وكان لديه تلك القدرة العجيبة على جعل علاقتنا لزجة وجميلة في الوقت ذاته.. لم تكن حبا.. لكنها لم تكن صداقة أيضا.. كانت تقف في منطقة الحياد الباردة تلك.. المنطقة التي تسكن فيها كل الاحتمالات الموجعة.. كان يقول لي كل الأشياء التي تسعدني, لكنه يتجنب كل الأشياء التي تطمئنني.. كان يقول لي أشياء جميلة, لكنها ليست شخصية.. موجهة لكل فتاة في هذه الأرض, لكن ليس لفتاة بعينها.. وعبثا انتظرت أذناي الكلمة التي كانت تنتظرها دوما.. لكنه لم يقلها.. لم يقل لي أبدا جملة واحدة أنتمي لها وتنتمي لي.. جملة واحدة يمكنني أن آخذها معي إلى البيت, أو أعلقها على جدار قلبي..
لا أعلم للآن كيف تقبلت هذا الوضع الذي ربما يجب أن لا تتقبله أي فتاة, لكنني تقبلته.. ربما ظننت أن هذه هي البداية, وأن شيئا عظيما سيحدث فيما بعد.. ومع أن أمنياتي كانت دائما تخيب, إلا أنني كنت لا أزال آمل في شيء.. ربما أصبت بتلك اللوثة التي تدعى أمل العاشقين الكاذب.. لا أعلم.. لكنني بعد كل حساب ظللت واقفة هناك.. طوع يمينه.. يملكني ولا أملكه..
عندما كنت أكون معه, كنت أكون سعيدة.. لكنني إذا ما عدت إلى غرفتي, كان يهاجمني الخوف.. وتتجسد الحقيقة أمامي كعجوز عارية.. كنت أعرف في قرارة نفسي أنني أقف على جليد رقيق.. وأن كل شيء من الممكن أن ينهار في أي لحظة.. لم يكن مدينا لي بشيء, ولم يعدني بأي شيء.. لكنني في ذات الوقت لم أكن حرة لأهرب.. كان يستعبدني بشكل أو بآخر, وبدون قيود.. وقد حاولت فعلا الهروب منه.. لكنني كنت أكذب على نفسي فقط.. كان من الأسهل علي أن أخرج من جلدي على أن أخرج منه..
وتحطمت ثقتي بنفسي.. كان السؤال الأبدي عن انعدام دوافعه ليحبني يؤرقني في كل ليلة.. هل هي الطريقة التي أتحدث بها؟ التي أفكر بها؟ هل هو جسدي؟ هل هل هل؟ وآلاف الأسئلة التي تثقب القلب كالحراب.. والتي لم أجد لها أي إجابة.. وفقدت القدرة على الحياة ذاتها.. نسيت حتى كيف كانت حياتي قبله.. لم أعد أقرأ الروايات كما كنت أفعل.. لم تعد تدهشني الأغاني كما كانت تفعل.. حتى الأطفال الذين لطالما انتزعوا الضحكة انتزاعا من قلبي, لم أعد أدهش لرؤيتهم.. لم أعد أرى في الحياة سوى حبي له وألمي منه..
وبعد ثلاث سنوات من الخيبات المتكررة وحياة العذاب الجميل هذه, قررت أن أتركه.. واستغرقني الأمر ثمانية أشهر كاملة للخلاص منه.. ثمانية أشهر كاملة لإخراج سمّه من دمي.. ثمانية أشهر من الحزن الطويل.. من البكاء المر.. من تطهير الذاكرة وغسلها من أي أثر له.. من البكاء الذي يعقبه ضحك يعقبه بكاء.. كل شيء في داخلي قد تحطم.. فعليا هدمت كل شيء في صدري وأعدت بناءه مرة أخرى..
- وكيف قررت تركه؟
- في لحظة من لحظات اليأس العظيم, فكرت أنه لن يكون أبدا السبب في سعادتي, بل الصخرة التي تقف في طريقها.. وقررت أن أقنع نفسي بهذه الحقيقة, مهما قال قلبي الكاذب عكس ذلك..
- هل تكرهينه الآن؟
- لا أبدا.. الكره هو الوجه الآخر للاهتمام.. لو حاولت كرهه لما استطعت نسيانه.. الفكرة كلها أنني وجهت عيوني إلى داخلي.. وآمنت أنني أستحق شيئا أفضل.. وموقنة أنه سيأتي.. موقنة تماما بذلك..
#في_شتاء_محزن_كهذا_الشتاء
#ديك_الجن

في شتاء محزن كهذا الشتاء - ديك الجن

النص اختيار عبدالرحمن :) كل سنه وانت طيب

حيث في كل خطوة قمر مكسور - رياض الصالح حسين

بداية و نهاية -- كادي حكمت

حديث القلوب - جلال الدين الرومي

أخفيت هذه القطعة وأظهرتها بعدد لا يمكن أن أذكره..لكنني قررت أنها ستبقى ظاهرة لكم..لأنه لا بأس إن أصبحنا قشات في بعض الأحيان..لكني متأكدة أننا سنعود قمحات..
كنت أبكي حقًا وأنا أسجل..الآن.. أنا أستمع إلى بكائي، وأبتسم له..

استمعوا واستمتعوا..

ــــــــــــــــــ

لقد كانت في الحقل الواسع ، جُزءًا من قمحةٍ خضراءً بانتظارِ حصادها،  وفي الموسمِ تم التخلي عنها.. 
 فغدت قشة..
والأمرُالمثيرُ للإستياء ، انه ليس بإمكان المرء احتضانها فتتكسر..
ولا التجاوز عنها، فقد كانت في بداية الصورة وفي المنتصفِ والنهاية..
قد لا يملكْ المرء أحيانًا أيّة حيلةٍ يا عزيزي..
ويبدو الوقوع في سطوة الألم حلًا مثاليًا، ووحيد..
فلا تخف يا وليَم حتى على قشةٍ تُحبها..
لقد غدت قشة..
والأمر المثيرُ للألم، انه ليس بإمكانها الصراخُ فيجفَ عِرقُها
ولا التحلي بالصمت، فقد كانت ممتلئةً  بالغضبِ والغيظ والغَّم.
قد لا يملكُ المرءُ أحيانًا أيّ لُغةٍ يا عزيزي .. 
ويبدو الوقوعً في هوةِ الفراغ، حلًا موحشًا وكئيب.. 
فلا تخف يا وليَم حتى على  قشةٍ يابسة..
لقد غدت قَشة..
والأمرُ المثيرُ للسَخط، أنه ليس بإمكانها إرجاعً الوقت لتعود قمحة..
ولا تزجيته فتَهلُك..
قد لا يملكُ المرءُ أحيانًا سوى الصبر يا عزيزي.. 
ويبدو الوقوع في وجيبِ الروحِ، حلًا خانقًا وبارد..
فلا تخف يا وليَم حتى على قشةٍ تِئِنُ.. 
لقد غدت قشة..
والأمرُ المثير للوحدة، أنها في منتصف الحقل لا تقوى على السير نحو الظل فتطايَر..
ولا البقاء تحت لهيب الشمس، فتشتعل..
لتقعَ  حينعا في السكون الصامت والبارد والجاف..
فلا تخف يا وليَم حتى على قَشةٍ هَشة..
فالقشةُ قصمت ظَهرَ البَعير ...

قشة

. هندسة صوتية : عمار الهديفي

إتكاء على كتف ٍ متعبة | محمد يعقوب

الحاكمُ الرقيقُ بشأنِ نفسه - أروى الفهد

جمالكِ - كتابات ديك الجن

اليوم، قرأت تعليقاتكم على التسجيلات القديمة التي قرأتها..
وشعرت بالأنس..شكرًا لكم، لأنكم سمعتم....
رضي الله عنكم، وأرضاكم

نبضة

Jenan Shqair

Recent comments

Hala Redwan

Hamza AlBzoor

إيناس الكيلاني

Jenan Shqair

Related tracks