"-الباب يقرع..
-من في الليل؟
-لعله أحد اصحابنا ..
-لم اسمع صوت سيارة! .. إذن من يكون الزائر؟
-لعلك واهم! أذهب وافتح ياعفيف ..
-تحت المطر والثلج .. زائر عجيب.
-مساء الخير ..
-شخص غريب!
-تفضل أيها السيد ..
- هل عندكم ملجأ؟؟
-ومن أنت؟
-لاجئ ..
-وكيف خرجت من منزلك في هذا الليل؟
-ليس لي منزل ..
-ليس لك منزل! وأين تنام؟؟
-لا أنام أبدا ..
-لا تنام!!
-لا ينام !!!
-وماتعمل إذن في لياليك؟؟
-أطوف علي منازل الناس لارشدهم إلي السعادة والسلام ..
-لكن الناس في سعادة!
-في سعادة! .. أنت مخطئة ياسيدتي، أنك تنظرين من وراء نافذتك الزجاجية فلاترين سوي القباب العالية والقصور المضيئة، لكن نافذتك لا تطل علي الاكواخ المظلمة .. حيث لا ضوء ولا دفء ..
- آه .. لعلك ياسيدي من الذين يجمعون الأموال للفقراء في أيام الأعياد ..
-لا ياسيدة .. فالفقراء ليسوا بحاجة إلي احسان الاغنياء
 .. أنهم بحاجة إلي العدالة الإنسانية..
-العدالة! .. لكن العدالة قائمة، والسلام يخيم ..
-عن السلام تتحدثون! .. القوي يغتصب الضعيف، والمثل العليا يهشمها مدعوها، والإيمان قد هجر النفوس، وليس لكثير من الناس ملجأ .. وتتحدثون عن السلام ياسادة!! إن السلام لايبني إلا علي العدالة الاجتماعية.
-أيها السيد سوهت سهرتنا، وأفسدت احتفالنا.
-وبم تحتفلون؟
-أنه لايعرف بما نحتفل!
-ألا تدري أن الليلة ليلة ميلاد المسيح؟
-ومن هو المسيح؟
-أنه سيد السلام والعدالة، وسيجئ في هذه الليلة ..
-وإلي أين يجئ ياسيدة؟! .. أيجئ المسيح إلي الأرض، وقد اغتصبت أرضه ولم له فيها ملجأ؟؟ ولن يجد حجرا يسند إليه رأسه .. أيجئ المسيح إلي القلوب، ولم يجد المحبة التي غرسها؟؟ أيجئ إلي دورنا، ونحن نغلقها في وجه أخوانه الضعفاء والتعساء؟؟ المسيح جيئ إلي قوم تنكروا له ..
-المسيح جيئ إلي قوم تنكروا له! أيها الزائر أنك نبهتنا إلي نفوسنا!
-لقد ايقظتنا أيها الغريب!
-المسيح لن يجئ الليلة؟؟
-بل سيجئ! سيجئ بموكب أخواه البائسين والمشردين .. ليدخل إلي مغارته بالمجد والانتصار .. اسرعوا قبل أن يسبقنا! .. ولندخل معا للمدينة المقدسة .. ولنكن أول الداخلين."

عيد ميلاد مجيد 
‏وكل عام وأنتم والإنسانية جمعاء بألف خير 🎄❤️

اسكتش نادر للسيدة فيروز عن ليلة الميلاد 
عن المسيح المخلص 
عن السلام تتكلمون ؟ 
إلى أين يجيء المسيح إلى أرض اغتصبت ؟ 
بيت لحم - فلسطين 
القدس - فلسطين 

المصدر : سامي رستم 

بُثت هذه الأُغنيّة على الإذاعة اللبنانية بعنوان «صبحكم بالخير» هديّة خاصة في اليوم الأول من العام 1953.
«الثلجُ يترامى» مدّته 9 دقائق، يحكي قصة سهرة ميلادية يلتقي فيها أصدقاء من نخبة أحد المجتمعات في أحد البيوت الراقيّة، ليذهبوا سويّةً إلى قدّاس منتصف الليل، لكن زائراً غريباً يفاجئهم ويغيّر أجواء احتفالهم المترف. يلعب الشخصية هنا عاصي رحباني وفيه يحاور فيروز التي كانت على وشك ارتداء ثلاثة معاطف فاخرة تقيها من البرد. تسألهُ باستغراب شديدٍ: «مَن أنت؟ وكيف خرجت من منزلك في هذا الليل؟». يأتي الجواب: «لاجئ. ليس لي منزل. لا أنام أبداً!». يُلخص العمل الصراع للسيطرة على الثروة من قبل مُدّعي الأخلاق، ويحكي عن العدالة الاجتماعية التي بدونها لن يتحقق السلام. في نهاية العمل يُنذر الزائر الغريب أصحاب السهرة بأن «المسيح لن يجيء إلى قومٍ تنكروا له». ترنم فيروز في هذه الاسكتش «يا عيد الميلاد»، و«الثلجُ يترامى»، وترنم المجموعة «المجد لله في الأعالي».

Comments

أُم ليّلى .

Mariam

Mariam

Noora

Carol Nabil