لستُ أبكي- لمى قنداح

لمى قنداح - القدس
كانت الزيارة الأولى، أو كما يقولون: " اللقاء الأول"، لم أكن أدرك أن الواقع يختلف تماماً عنّ ما يُرسم في مخيلتنا، وأن هناك لحظات وُثِّقت كانت من المستحيل أن تُعاش خاصة في بلادنا المحتلة،  فإصرارنا على عيش اللحظات رغم معرفتنا بكمية صعوباتها علينا، إن دل على شيئ فإنه يدل على تمسكنا بما نتخيله ونحارب لأجل رؤيته كما نحب في الواقع، حيث أن المرور بين الأماكن التي من الصعب الوصول إليها حينما شئنا رغم انها لنا، وتذَكُرنا بأننا مجبورين لتركها بعد ساعات من الزمن وبأنها مجرد لحظات قصيرة ستنتهي ومن الممكن أن لا تُعاد مجدداً وكافة القيود الذي يفرضها الاحتلال علينا قبل وصولنا إلى مكانٍ ما والتعايش به، كلها دون إستثناء مؤثرة على  قلوبنا و أجسادنا أيضاً.

     ولأننا جيلاً يحب أن يسمع دائماً، ويتخيل المشاهد التي يشاء أن يرسمها  وليس ما عليه أن يتقبله ويراه في الواقع المرير الذي نمر به، سُجلت هذه التسجيلات الصوتية بشكل عفوي للحظات عيشت لأول مرة في مدينة القدس، والتي ترتبط بمجموعة من المذكرات الصوتية أو ربما تخص الإنسان الفلسطيني المجرد.

مجموعة من الأصوات للحظاتٍ كادت أن لا تُعاش مرةً اخرى تحاكي التخيلات للمشاهد البصرية لدى سامعيناها.

اللقاء الأول"القدس"- لمى قنداح

رسائل تناقلت من ألسن غزاوية ما بين القصف والحرب .
من أين ينشأ ذلك الإحساس الوهمي لدى الناس في بداية كل عام، بأن غدًا سيكون بدايةً لزمن مختلف، الزمن هو الزمن موجة واحدة لا تتجزأ، نهاية ديسمبر هي مثل بداية يناير، لن يحدث أي انقلاب مفاجئ في الحياة خارجك، أنت وحدك من تعيش هذا الوهم داخلك، وتعتقد أن زمنًا جديدًا سيبدأ في الدقيقة الأولى بعد الساعة الثانية عشر ليلًا من هذا اليوم.

لقد تمكن الإنسان من تقطيع الزمن وتحويله لتواريخ وأرقام وساعات وأوقات ومناسبات؛ بشكل يخلق إحساسًا وهميًّا لدى البشر بأن هذه الوقفات تحمل تغيرات حاسمة في الحياة، وتبث شعورًا متجددًا لديه، فهذه التقسيمات المصطنعة للزمن تجدي في التعاملات الوظيفية وترتيب المواعيد؛ لكنها تغدو رمزًا لبؤس الإنسان حين يعلّق عليها آمال وأحلام، ويعيش مأسورًا بها، ويحبس أنفاسه بداية كل عام منتظرًا انبثاق كون جديد أو ولادة إنسان مختلف داخله.

لا بأس توهموا كما شئتم، من قال أن الأوهام سيئة دائمًا، انتظروا الدقائق الأولى للعام الجديد؛ كي يهبط عليكم الوحي، وتنقلب حياتكم في غمضة عين.

في الحقيقة لسنا وحدنا من نقتات على أوهام الزمن هذه، حتى إنسان العالم المتقدم يعيش هذا الخواء المرعب في المعنى، ويحتاج إلى مثل هذه الأوهام ليستشعر إحساسًا جديدًا بالحياة، أما نحن فمعذورون أكثر منهم، ونحتاج إلى كثير من أوهام الفرح وبواعث الآمال لنتشبث بالحياة، مدننا فارغة من الأفراح، ونعيش حياة بلا مسرات، مرهقون، متعبون جدًا، وحياتنا فارغة من المعنى، ولهذا نحن بحاجة لأي إشارة تفاؤل تلوح في الأفق كي نتمسك بها، تعيد وصلنا بالعالم، تخفف وحشة الاغتراب، وترمم شيئاً من المعنى المتصدع في أعماقنا.

هكذا تواطأت البشرية على خلق هذه الخدعة الزمنية، حتى أينشتاين نفسه لم يتمكن من تبديد وهم الزمن على الصعيد النفسي، وها نحن نلهث خلف العالم؛ كي نقول له نحن أحياء مثلكم ولنا أحلامنا المشابهة لأحلامكم ولسوف نحتفل كما تحتفلون، ستذهبون للمسارح، لشواطئ البحار، لدور السينما، وتقيمون حفلاتكم الخاصة والعامة، وسوف نتابعكم من خلف الشاشات، ونبتهج مثلكم ويسيل لعابنا لحياة تشبه حياتكم، وفي الصباح ستذهبون لأعمالكم فرحين وبغبطة جديدة، وسوف نستيقظ على واقعنا المحطم، ننتظر فيه

متى توقف الحرب قذائفها؛ كي نبدأ الحياة؟
غزة، جباليا- فلسطين المُحتلة
عبود أبو سلامة.


رسائل غزاوية١- لمى قنداح

برج طار من نافوخي رسالة تناقلت من لسان الصحفي الغزاوي عبود ابو سلامة ..

لم يقصفوا المبنى لكنهم قصفوا برج من نافوخي وشظايا هائلة من الذكريات تناثرت في المكان، وعشرة طوابق من الأمل، وتسعة أحلام، وفردة مستقبل كانت مُلقاه على الأرض خلف الجزامة مع دبدوب أجرب ولعبة سيارة صغيرة دون عجل وعروسه لباربي دون أرِجل، ورأس مفصول لم نكن نهتم به ولا حتى بلصقه مع الجسد، وألبوم من  الصور لنهى ‘بالديكولتيه’ وصور الزفّة وتسريحة الشعر المُزعجة من شدّة البكل ليلة الدخلة.

وكراكيب غرفة الخزين والمطبخ وقداحة الغاز و’البُرنص’ خلف باب الحمام والمنشفة وطاولة السفرة، وطاولة الزهر، ودفتر تسجيل خاص بالهاند ريمي في مؤخرته ورقة خاصة بالديون وفواتير جوال وفواتير المياه والانترنت والكهرباء وقميص النوم ‘الفوشي’ و’شسمو’ و’البز الكزّاب’ و’الزنوبه’ ومقص الأظافر الحافي وبطارية 18 أمبير للراوتر وعلبة ماكنتوش مخصصة لحبوب السكر والضغط والمعدة والاعصاب والحموضة وطقم كاسات فاخر مُعتَقَل بالبوفيه من سنة 1997 بتهمة ‘خسارة هاد يطلع للضيوف!’ وبعد القصف طلع بالشارع وطلعنا غلطانين عندما وبَّخنا ابننا الصغير بتهمة كسر الفنجان، لم نكن نعلم أننا أيضا ننكسر!

انكسرنا جميعاً، وخرجنا مسرعين بعد مكالمة جيش الاحتلال لم نترك خلفنا شيء إلا وتركناه، تركنا المنزل والشبابيك والستائر والصابون ومعجون الحلاقة والكنب وكل الفناجين حتى الطقم المُعتَقَل بالبوفيه والليمونه التي كنا نحرص دائماً من باب الهبل على وضع نصفها في باب الثلاجه الذي ربما هو نفس الباب الذي غنّى له عاصي ‘عمرك شفت شي باب عم يبكي؟

تركنا خلفنا حوارات ونقاشات وطوش وأسرار وقُبَل لم تكتمل على السرير، ولاب توب شاشته مكسورة، وبقايا طعام، وزجاجة كولا سعة لتر وربع، وكاسات كرتون، وحواديت ما بعد العشاء وزجاجات عطور، وخصوصيات تناثرت على الشارع وسلسلة مفاتيح وسلسلة مشاكل كانت تبدأ ولا تنتهي!

تركنا خلفنا أوّل قُبله، وأوّل سنة حب ، وآخر الممر والجزّامة ورائحة الجرابين والكلاسين وصوت الغسّاله المُزعج و”الوجبة البيضا” وتعليمات الحكومة المنزليّة ‘ميت مرَّة حكيت تشلحوا الجزم ع الباب ..”طارت الجزّامة وطار الباب وطار معه برج من نافوخي!”

غزة، مخيم جباليا- فلسطين المُحتلة
عبود أبو سلامة 

رسائل غزاوية٢- لمى قنداح

يلتهمنا الخوف، فنروح نبحث عن مأمن يحوينا، نسير ونحن بين أحضان بعضنا البعض، ظناً بأننا سننجوا فيها؛ لتلتهمنا قذيفة لعينة، تخترق كل شيء باستثناء حضننا لبعضنا البعض، تؤكل من وجوهنا وتُشوه تفاصيله، فمنا من يستطاع التعرف على جثته ومنا من يُدفن بأشلائه دون التعرف على هويته، فهكذا نتلاشى من هذه الدُنيا، وتُلاشينا الحياة من قاموسها وسجلها المدني .
Fear consumes us, driving us to seek refuge in the illusion of safety. We walk, nestled in each other's arms, believing we'll find salvation within. Yet, a shell breaches everything, sparing only our embrace. It devours faces, distorting details, leaving some recognizable in death, while others rest unidentified in their shattered fragments. Thus, we fade from this world, erased from life's vocabulary and civil registry.


تلاشينا- لمى قنداح

لربما تتغير الظروف وتتحول الحدود لطرق عادية نستطيع أن نمر منها بحرية تامة!
ولربما يا عزيزي نستطيع أن نمر منها دون الحاجة لذلك التصريح اللعين وصعوباته الألعن، دون أن نكون مقيدين بفترة زمنية مقتصرة !
لربما نحيا من جديد بعمرنا الجديد بعد حرب طويلة كادت أن تسرق حياتنا مننا!
لربما نُشفى عما قريب، ونكمل حكايتنا من حيث ما وقفت .

١١:٤٧ص| داخل سيارة مواصلات 
📍طريق رام الله| فلسطين المُحتلة 

لَرُبَما- لمى قنداح


لم أكن أعلم أني بذلك ألفتُ نظر ذاتي إلى فكرة ستسيطر علي لاحقاً، ألا وهي جمالية الخلق، وأن جمال المخلوق وبعثه في النفس الراحة والجمال كان من ضمن مقاصد الخلق، وأن جمال الخلق من الأدلة على جمال الخالق، فلن يخلق الجمال إلا وهو جميل سبحانه.

فهو يخلق الشيء الجميل لانه جميل، ولا يأتي من الجميل سبحانه إلا الجميل، ويخلقه لأنه يحب الجمال، ويخلقه أيضاً ليسبحه العبد ويشكره ويعبده وهو يتراءى ذلك الجمال، ويخلقه لتطبع نفوس عباده على الجمال!

فهذا هو الله جميل يحب الجمال! لا يحبه منك فقط، بل يحب أن يوجد في الكون، فيغدو الكون مترعاً به، مكتظًّا بتفاصيله المبهرة! .

- إقتباسات من كتاب: "لأنك الله" لـ: علي جابر الفيفي.
-بصوت: لمى قنداح.

لم يخلق الجمال إلا وهو جميل سبحانه- لمى قنداح


من منا سيروي لكم ما سيتبقى من الحكاية ؟
رسالة تناقلت من لسان الشاب الغزاوي محمد ابو سلامة ..

كافحتُ طوال ليلةٍ كاملة بين صوت الصواريخ المحرمة دولياً؛ للحصول على كسرةٍ من الدمع، هذه الكسرة ليست ككسرة الخبز، فكسرة الخبز يستطيع الإنسان أن يأخذها ممن يشاء عنوةً أو اختيارا، وكسرة الدمع لا يستطيع أي إنسان أن يحصل عليها إلا بمنةٍ إنسانية ذاتية، لا يشرف عليها إلا القلب وما لديه من مخزونٍ على هيئة إحساس، فهنيئاً لكل منتصرٍ انتصر على تقلبات الكبرياء، هنيئاً لكل نقيٍ أعطى لدمعه عهدًا من الوفاء.

   لا ندري إن كانت الحرب ستغيبنا في ظلالها وتقضي علينا، أم أننا سنعود لأحبابنا مجدداً بعد انقضائها، ولكن إن كان لي من كلمات أخيرة أرغب بتدوينها تحت القصف الإسرائيلي المستمر على مدينتنا المحرومة من الماء والغذاء، الكهرباء والوقود، فأنا أرغب بتسجيل محبتي الدائمة لوالدتي إلى أن يأكل الدود جسدي، وكراهيتي الشديدة لجميع من كان بإمكانهم التدخل لإيقاف الحرب ولم يفعلوا والتزموا الصمت عندما ماتوا أطفالنا، لا عندما ناموا.

 ذكروا العالم دوماً أننا نحقد على إنسانيتهم العرجاء، ونلعن حياتنا ألف مرة لأجل ذلك الرهان الذي راهنّا فيه على أحد غير أنفسنا، بعد أن أصبح العالم بأسره يقف ساكناً ليرانا كيف نتقدم كقرابين تساق إلى حتفها على يد أقذر محتل عرفه التاريخ، فاللعنة على الجمع الصامتين حتى وإن كانوا فرداً، واحد تلو الأخر، في حياتنا وعلى مشارف مماتنا.

 نلتقيكم على خير يا أحباب، وإن لم نلتقيكم، فنحن على أملٍ بأن ينجو من بيننا فتى ليروي لكم ما بقي من الحكاية.
غزة، مخيم جباليا- فلسطين المُحتلة
- حُرر هذا النص بقلم محمد أبو سلامة
- بصوت : لمى قنداح 

رسائل غزاوية٣- لمى قنداح

وين نروح؟
رسالة تناقلت من لسان الشاب الغزاوي عبود ابو سلامة ..

لما حدا يحكي وين نروح؟ 
إياك تستهين بهاي الكلمة أو تقلل منها ومن شعور ومعاناة وقهر ويأس وإحباط اللي بينطقها !!
لأنه فعلاً وراها وجع عميق ومسؤولية كبيرة وحيرة في اتخاذ قرار صعب كثير !!
ما بين انك تخطي خطوة ممكن تكلفك حياتك وحياة عيلتك، وانك تبقى واقف مكانك وكمان ممكن يكلفك هالشي حياتك وحياة أحبابك 
وين نروح؟؟
سؤال صعب جدا لا يشعر فيه إلا من عاش كامل تفاصيله.
مخيم جباليا-غزة- فلسطين المُحتلة.
-حُرر بقلم الشاب: عبود ابو سلامة.
-بصوت: لمى قنداح .

رسائل غزاوية٤- لمى قنداح

الوهاب 
ومن اسمائه سبحانه الوهاب، وهو اسم كرم وجود وغنى!
وصيغة فعال تعني المبالغة، فليس سبحانه واهبًا بل وهّابًا: كثيرًا ما يهب ويعطي ويجود، لذلك سمي نفسه بالوهاب ..

فيعطي من يسأله ومن لا يسأله !
ويعطي من يحتاج ومن لا يحتاج!
ويعطي من يعبده ومن لا يعبده!
(ادعوني أستجب لكم)، وانك لو أخذت تحصي ما وهبك إياه سبحانه لأتعبك العد. 

-اقتباسات من كتاب : لأنك الله، لـ: علي جابر الفيفي.
-بصوت: لمى قنداح 

الوهاب- لمى قنداح

هباءة - لمى قنداح

كيفك انتَ؟ - لمى قنداح

عم نمشي دندنة سريعة وارتجالية .

عم نمشي- لمى قنداح

قولك رح يجي بكرة؟ دندنة سريعة وارتجالية .

قولك رح يجي بكرة؟- لمى قنداح

" واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا" 💙
visual arts- BZU👩🏻‍🎓
 Leo♌
 ٢٢|آب🌙
!الله هو الحب ومنه الحب وله الحب💙
 ستي الفاطمة في القلب لا تُنسى 💙
بحب ارسم واغني واكتب وأعمل كلشي بخطر ع بالي🤭
بتشرفوني كمان انستغرام، واه عندي صفحتين ترا مواهبي كثيرة 
كثيرة جداً يا اصدقاء😂

https://www.instagram.com/lama.qundah.photography/

https://www.instagram.com/lamaqundahart/


Lama Qundah

Popular tracks