نصوص - صوت لارا جلال طافش

سَتُجْبِرُكَ الحياةُ على العيشِ في مكانٍ لا يُشبهُكَ، ولا تُحِبُّه.. ورُبّما لا تُطيقُه أيضاً.. ولكنّكَ ستعيش، ستعيش. ستؤلمُكَ الحياةُ، ورُبّما لن تُباليَ بتورُّمِ جُرحِكَ وستقومُ بضربِكَ ألفِ مرّةٍ فوقَهُ، وسيأتي يومٌ ما وسيقِلُّ ألمُ هذا الوجع..لا تقلق. ستُلاقي ملايينًا من الناسِ،
ولن تجدَ قلبَك تعلَّقَ.. سِوى بذاك الذي تفصلُ بينك وبينه مسافاتٌ، وجُغرافيا.. وواقع! ويالتعاستِكَ في هذهِ اللحظة. ستسوءُ أحوالُكَ كثيراً! ستبكي كثيراً، وتتألمُ أكثر.. وستستيقظُ ذاتَ يومٍ مُعافىً، مُعافىً تماماً من كلِّ هذهِ الآلامِ.. فقط، لأنك أردّتَ ذلك.

ستأْمَلُ، ستحلمُ، ستبني بيوتاً وشوارعَ وبحار.. وسيأتي إعصارٌ واحدٌ صغيرٌ.. وسيهدمُ كلّ ذلك! لا تجعلْهُ يضعفُكَ، وقُمْ وأعِدِ البناءَ مرةً أُخرى. ستُحِبُّ، ستُفَارَقُ.. ستُحِبُّ، ستُفَارِقُ… هو هكذا الحُبُّ! ولكن، وإن أوجعَكَ لا تكفّ عنه..

لأنه هو الحقيقةُ الوحيدةُ في هذه الحياةِ المليئة بالزيفِ ستُشقيكَ الحياةُ، نعم! ستُشقيكَ.. أكثَرَ مما تطنُّ، وأعمقَ ممّا تتخيلُ.. ولكنْ لا تكترثْ، وثقْ أنّك ستَسْعَدُ وستعيشُها جيّداً رُغماً عن كلِّ هذا الأذى!
بِدءاً من الدقيقةِ التي ستكتشفُ فيها أنّ في الشقاءِ حياة، وأنّك لا يجبُ أنْ تنتظرَ مرورَ العقباتِ كي تعيشَ الحياةِ… لأن العقباتِ هيَ الحياةُ." 
جود سماقية
اداء :لارا جلال طافش

أضواء في آخر النفق 💫

- إنّ اللهَ قد خلقَ القلوبَ على هيئةِ سماواتٍ، وخلقَ الحبَّ على هيئةِ شموسٍ، و أودَع في كلِ سماءٍ شمسَها؛ فمن أَذِنَ اللهُ لشمسِه بالشروقِ أَشْرَقتْ، ومن قضى على شمسِه بالخُفوتِ -حتى وقتٍ معلومٍ -خَفتَتْ. فالأمرُ -مبدَأُه ومُنتهاهُ- ليسَ بيد أحدٍ، إنما هى إرادةُ اللهِ يقضيها كما شاءَ ،فى أىِ وقتٍ شاءَ
وللشمسِ نارٌ ونورٌ؛ فكمَا يُذيبُكَ نورُ الحبِّ فى بحورٍ من السلامِ مع النفسِ وطمأنينةٍ وأمانٍ وشعورٍ بالدفءِ، تَحرِقُكَ نارُه فى براكينَ من الخوفِ والقلقِ والسعي إلى رضا المحبوبِ والخَشيةِ من غَضبِه 
ومعَ ازديادِ الحُبِ فى القلوبِ تزدادُ الرغبةُ في الامتزاجِ بين المُحبينَ، فيكونُ الصراعُ بين النَفسِ وما تهوى، وبين اللهِ وما أمرَ، وبينَ القلبِ وما يرغبُ، ولا تُحاولْ أن تُواجهَ هذا الصراعَ وحيدًا لا تَملكُ غيرَ بشريَّتِكَ الضعيفةِ وعقلِك الخدّاعِ،  ولكنّ الحلَ الوحيدَ لذاكَ الصراعِ هو اللجوءُ لمنْ خَلقَ سماءَك وشمسَك وأودعَ سماءَك شمسَك؛ فهو نِعم المولى ونعمَ النصير. - عصام الزيات 
  - عادل جراح - خذني إليك
اداء: لارا جلال طافش

وَديعةُ الحُب

العقلُ سبيلْ، والكونُ دليلْ، وصاحبُ الهوى عليلْ.. الحادثُ مُستلزِمٌ للإيجاد، والممكنُ مُستنِدٌ للإمداد، وشرُّ الغشاوةِ العنادْ.

لو غابَ المؤثّرُ لما وُجِدَتْ الآثارْ، ولو جفَّ النبعُ ما جرتِ اﻷنهارْ، ومن مسّه الشعاعُ كيف يَجْحَدُ شَمْسَ النهار؟ سبحانه.. متى احتُجِب حتى يُظْهِرَهُ البيان؟ ومتى ابْتَعَدَ حتى يُقرّبَه البرهان؟


يا رب.. نحنُ المهلكون أنفسَهم بين واقعٍ يعيشُ فيه الجسد وحُلْمٍ تذوبُ فيه الروح.. الراحلون إلى حيثُ بدأْنَا المسير.. المُمَزّقُون بين اليأسِ القاتلِ والأملِ الكاذب.. الذاهلون عن الجمالِ بصورة الجمال.. المشغولون ببريقِ الكأسِ عن الخمرِ التي فيها.. فهل في عبادك من هو أفقرُ منا؟

يا ربّ.. تُلهينا الوعودُ المؤجّلةُ عن الواجباتِ الحاليّة، وتُشَتِّتُنا اﻷعراضُ الزائلةُ عن الحقائق الثابتةِ، ننامُ حيث تجبُ اليقظة، ونَصيحُ في مجال الصمت،

ونوسّدُ كلّ أمرٍ إلى غيرِ أهلهِ يا رب.. أضِئ في عتمةِ عدمِنا نورَ وجودِك، وأَسْدِلْ على قبيح عوراتِنا جميلَ سترِك، ولُمّ شعثَ خواطرِنا، واهدنا، ويسّرِ الهدى لنا.

لولاك ما رفّ لحنٌ على وتر، ولا غنّى الساري نشيدًا بالسحَر، في رحابك نَنْشُدُ اﻷمنَ يا مؤمن، والحقَّ يا حق، والجمالَ يا جميل، والهدى يا هادي، والرحمةَ يا رحمان، والسلامَ يا سلام، والنورَ يا نور”

أحمد محمد فتح الباب 
إني ناديتك - حمود الخضر 
أداء / لارا جلال طافش

فـي رِحـابِـكْ

المحبة إدراك

أنساكَ من عتبي عليكَ، وأذكرُ
وأموتُ من شوقي إليكَ، وأنكرُ

وتظلّ تسألني، وتعرفُ جيّداً
أني أحبّك فوق ما تتصورُ..

قد يفسدُ البوح الحكاية... طالما
لا يصدق العشاق مهما عبروا

أنا كلما حاولت فيك قصيدةً
أجد الحروف ببعضها تتعثر

إن قلتُ لا أهوى كذبتُ، وإن أقلْ
أهوى كذبتُ، لأن حبك أكبرُ..

الحبّ تأويلٌ... وكم من آيةٍ
ضاعت مفاتنها ونحن نفسّرُ...

والحبّ من كرم السماء، فلا تخف
إن النبوّة دائماً تتأخرُ..

علّم دروبك أن تليق بغربتي
فبكلّ عاصفةٍ ربيعٌ مُضمرُ

كلمات / مهدي منصور 
#م_م

أداء / لارا طافش

أنساكَ من عتبي عليكَ

النصوص ؛
كلمات سارة طاهر لولو 
أداء لارا جلال طافش

 اقتباس(كلّ رحابة .... من عرف نفسه عرف ربه ) لـ همام يحيى
 
مقاطع الصوتيات :
ولا صحبة أحلى _ حمزة نمرة 
كم لله من لطف خفي _ محمد عمران
مسلسل جراند أوتيل

مزج : لارا جلال طافش

ذات - مزج

صوت : لارا جلال طافش
سبحان الذي يغلق عنك بابًا ويفتح لك أبوابًا أخرى أكثر سِعَة، ويأخذ منك من جهة ويعطيك من جهات أخرى أكثر وَفرةً وغِنَى، ويبعد عنك أشخاص أو أشياء كنت تظنها في صالحك ويُقرِّب منك ما يليق بك ويرتقي بك أكثر من الأولى، سبحان الذي يُدبِّر أمرك بحكمته ولُطفه، ويكفيك قوله: "فإنّك بأعيننا".


سبحانه الذي ما أراد لك الشقاء و لا أن تتوه في حياتك يسر لك كل الذي ينفعك و ألقى في قلبك محبته و أرسى في نفسك ثباتاً لا يتزحزح مهما زلزلته عواصفُ الحياة و ألهمك معيته التي لا يعدلها شيء و أشعرك بلطفه و رحمته ما تتصبر به و يواسيك و يمدك بالعون ..

يارب، أكتب اليوم وقد تغيّرت أحوالي، وأصبحت أشعر بنضج في التعامل أكثر، تغيّر ما كنت أعتقد أنه ثابت، وتبدل وغادر ما ظننت أنه أبديّ، فأصبحت أؤمن أنه لا شيءَ يدوم إلا وجهك ولا شيءَ يبقى سوى مغفرتك ولطفك.

يارب، إني أتعثّر وأحزن وأيأس، لكن فائض نِعمِكَ يُخجلني، وكريم هباتِك تغمرني، فلا حق لي باليأس، 
لكن التيه يغلبني أحياناً، والمجهول من الغد يقلقني وانتظار القادم يتعبني، فيارب ارشدني فلا تيه يبقى وأرحني من القلق بالمستقبل وامنحني الرضا والسكينة بما يتعلّق بما هو آت..
- النص السابق لـ سارة لولو -
ربي إني منيبٌ إليك بنفَس الفقير، وسوْءة التقصير، 
وزلّة التبرير، وفي الرّوح شيء من اليقين بأنّ من أغلقت في وجهه بابك غُلّقت عليه مفاتيح دينه ودنياه، وعُذّبت نفسه بالحرمان عن رؤيته ولقياه، أسألك أن تردّنا إلينا ردّا جميلا..ردّا فيه عودة مشفقة على الذي فات، وإنابة ترزقنا رجوعا إليك..يا الله..'

ربي لقد بذلت مابوسعي لئلّا انطفئ، خذ بيدي إلى نجمٍ بعيد، واغمرني بضوءٍٍ لا يخفت وهجه ولا ينكمش، يعزّ عليّ هذا التعب والركض الطويل في مدارٍ أجهله، خذ بيدي من التيه، من عبء الوجود الحزين، من بين أنياب القلق، إلى رحابة حنانك وأمانك، واملأني بالسّلام الذي أتوق إليه.

نشيد : يا عُدتي

خُذ بيدي

قد يخشى الإنسان..

التعثّر، وأن تزل قدماه بطول المسير، يحِنُّ لشيخٍ يُمسك قلبه، ومُرَبٍ يُوجّه دربه، و صديقٍ يرافق الهدف، وخلوة تُعيد تشكيل الدواخل، وخفاءٍ دون اسمٍ ولا صورة، يَخرُجُ من دُنياه بقلبٍ سليم، يحمل القرآن وما حَوَى، خِـفـافًا لا له ولا عليه!

يشتَدُّ سيرًا بآيِ الله قارئًا بحُبّ..كطفلٍ متعلّمٍ لا يفقد دهشته، وكعاقلٍ يسبر أغوار الحرف، يسيرُ بخطىً مِلؤها اليقين، بصَبرٍ يَجلِدُ أيامًا عجاف.. يُرتّلُ ما يراهُ بقلبه وإن التفتت عنه عينٌ مجرّدة.

التَّقَـلُب حالُ الترحال، وقلبُ المؤمن مرتحل، خُلِقَت له الدنيا وهو ابنُ الآخرة، يجاهد يومًا ليستقيم دومًا، ومفاتن الأيام تأخذه، تسلبه المواقع حقيقة الواقع، وتأخذه من السّكون إلى اللاهدوء.. طبيعيٌّ حين يأتيك .. مصيبةٌ إن استَقَرّ!

دعى النّبي يومًا "ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا" ويقوى اليقين بقوّة الإيمان، ويقوى الإيمان بالمعرفة! أن ترى أمر الله فيك.. في سيرك وخطاك! ومما يُهوّن عليكَ سيرَكَ، روحًا تُعانق الغايات وتخترق أسوار المُمكِن البعيد!

وضع يده على صدري المثقل وقال: متى آلمك عدمُ إقبال الناس عليك أو توجههم بالذم إليك، فارجع إلى علم الله فيك..عُد إلى خبيئةٍ كتمتها وسريرةٍ هذّبتها وغايةٍ سِرت إليها، قد يغلُبُ على العميان الفطنة، لأن العيون حَلّت في قلوبهم.. وقد يغلُبُ على المُبصر العمى إن التَفَت..

يا رب آتِنا مِن لدُنك رحمة
وهيئ للقلب غايته.

#تمكين

كلمات : قُصي عاصم العسيلي 
صوت : لارا جلال طافش
أنشودة : أنت لي مدد - أحمد الكشيلي

اليقين

ونحنُ أقربُ إليه من حبل الوريد"

حبل الوريد: شريانٌ في الرقبة، متى قُطِع مات الإنسان.
وأن يقول الله لك "ونحنُ أقرب إليه من حبل الوريد" كأن يقول لك: أنا أقربُ إليك من حياتك، من كُلّ نفسٍ تأخذه.

لطالما استوقفني كل حرف في هذه الآية، يقول الله للمرء أنا أقربُ إليك من نفسِك، من عائلتك، من أصدقائك، وبكُلِّ غرابة، تجدهُ لا يعرف للهِ طريقاً، يشكو وخزة الابرة لمن وخزه، يشكو فقر الحال لفقير الحال، يشكو ضعف الجسد لمن آلمتهُ شوكة.

ولما اشتدَّ المرضُ به قال بلا قصد "يا الله"، ولمّا تذمّر قال "يا الله"، ولمّا حزن، لمّا فرح، لمّا بكى، لمّا خاف، ولمّا انهار قال "يا الله"، كان يستعينُ بالله في كُلّ مطبات الحياة، لأنّ شيئاً ما مُغيّباً بداخله يؤمنُ بأنّ الله هو الملجأ الوحيد، كان عليه فقط أن يعني ما قال.
أن يستغفر في لحظات الضجر، يلجأ للدعاء في لحظات الحُزن والقوّة، يُصلي جيّداً،ويقرأ القرآن، العلاج الوحيد الذي غُضَّ البصر عنهُ دوماً، ويكون بعناية الرحمن.

ويُردِّد "ونحنُ أقربُ إليهِ من حبلِ الوريد."

كلمات — هيا ظاهر عودة
بصوت - لارا جلال طافش
نشيد / الله يا سلوة للقلب

حبل الوريد

لأنه يحبُّك.. حين رآك تسيرُ في الطريقِ الخطأِ لم يعاجِلْكَ بالعقوبةِ وإنمّا أمهلكَ وقتًا لتدرِكَ خطأَك، ولأنه يحبُّك.. حين وجدَكَ لم تدركْ خطأَكَ ناداكَ أن تعودَ إلى الطريقِ الصحيحِ، فلمّا لمْ تسْمَعِ النداءَ وضعَ في طريقِك أشخاصًا ينصحونك بالعودة،
ولأنه يحبُّك.. حين رآكَ مُصِرًّا على الخطأِ ردّكَ إليه ردًا جميلًا، فقدّرَ عليك ابتلاءً خفيفًا يتلوهُ آخرُ ثم آخرْ؛ لكي تدركَ أنّه يريدُ إيصالَ رسالةٍ ما، ولأنّه يحبُّك.. حين لم تدركْ رسائلَه الخفيفةَ، وحين لم تستجِبْ لردِّه الجميلِ، ردّكَ إليه ردًّا عنيفًا،وجذبَك إلى طريقِ الخيرِ بقوةِ عزيزٍ مقتدرٍ لا يعجزُه شيءٌ في الأرضِ ولا في السماء.
ولأنّه يحبُّك.. كانتِ اللحظةُ التي زُلزلتَ فيها زلزالًا شديدًا، وبَلغَتْ روحُك وقلبُك الحناجرَ، هي اللحظةُ التي شَهِدَتْ ميلادًا جديدًا لك.
 كلُّ الأمورِ فيها اختلافٌ، إلا أمرَه هو، وإلا حقيقةَ أنّه يحبُّك،

لأنه يُحبك

لأنّك أخبرتني ألّا أعبرَ الطريق، وأنّ النهايةَ موحشة، والأرضَ وعرة.. وحين اتّبعتُ" هوايَ وضللتُ الطريقَ لم تأبى اللحاقَ بي، ورأيتُكَ تسيرُ باتّجاهي مُمسِكًا بيدي تمامًا كشعاعِ ضَوْءٍ وَسْطَ ظلامٍ حالِك؛ لنعبُرَ سويًّا، ولم تترُكْني كالبقيّة.
لأنّكَ مثلي.. مثلَ الطقسِ في الفصول الأربعة، متقلّبَ المزاج.. عاصفًا، هادئًا، ممطرًا، وحارق. وما ردّتكَ العواصفُ؛ لأنّكَ رأيتَنِي جميلًا من الداخل؛ فصدَقتَ وثَبَتّ في الوقتِ الذي لم يُحْسِنْ فيه الآخرون سوى البداياتْ."


- أداء : لارا جلال طافش 
- أغنية / إذا هجرت فمن لي

ممسكًا بيدي

ما نحنُ إلا أطفالُ أطفالنا

ألا تشعرُ أنك تخوضُ سباقًا رَغمَ أنّك ساكنٌ في مكانِك. تسابق شيئًا لا تراه، تُهرولُ في مضمارٍ لا تعلمُ أبعادَه، لا بدايةً انطلقتَ منها، ولا نهايةً تنتهي عندها. لا تُحرك قدمك خطوةً واحدةً لكن العرقَ يتصبب منك، وأنفاسُك تكادُ تنقطع، وجوفُك مُتعبٌ كعدّاءٍ مُنهك.
فقدت قدرتك على التركيز في لمح البصر، لا تدري كيف ولماذا. ألمُ قدمِك الثابتةِ يُصيبك بالجنون، من أين أتى وكيف يشتد. وعقلُك، أليس محبوسًا في صندوق عظمٍ، فلماذا تشعر أنّه يجرك عبر صحاري وجبال.
لست في مضمار سباق، لا جمهورَ حولَك ولا متنافسين. فلماذا إذن تشعر أنك تخوض سباقًا. تستعجل فعلَ الشيء الذي بيدك رغم أنّه لا شيء آخرَ تفعله بعدَه. تضيق بوجود الزائرين، تنفعل إذا طُلبت منك مَهمَة، تتخلف عن حضور أي تجمعٍ، كلِّ هذا لشعورك بأنّه يجب عليك إنجازُ شيءٍ ما.
لكن الحقيقةَ أنَّ لا شيء في قائمةِ مهامِك، إذا انفض التجمعُ عُدت بيتك وحيدًا لتجلس صامتًا، إذا انتهت الزيارةُ عدت غرفتك وحيدًا لتجلس صامتًا.
أنت مُنهكٌ فحسب. أقصى ما ترغب أن تستلم إلى الجاذبية فتسحبك إلى كرسيٍّ يضم جسدَك، علّ عقلكَ يقتنع بأنك ثابت، وأنّ جسدك لا ذنب له في معاركه الخيالية. إذا كان من المستحيل أن أُثَبِط هذا العقل، فلماذا أدفع ثمن أوهامِه من جسدي.

أنتَ مُنهكٌ فحسب

الرسالة الأولى بين الحياة والموت 
من كُتيب أفراح الروح لـ سيد قطب

نصوص - صوت لارا جلال طافش

Lara Jalal Tafish