فأكبر من الحزن أن تفقد شعورك، وأعتى من الكمد اختفاء الإحساس، فإيّاك ألا تبالي، واحزن إذا لقيت الألم فإنّه شفاء.

لا تناور لأن المداورة تنكشف، فلا تقصم سلاح الصبر على مقصلة الخوف

فإن الحزن أصبر من الخائف، وإن الشجاعة ضد الخصم تضنيه

فمن اهتم لوَجدِه عاصر رقّته، ودنا من الرهف ولمس الحنين

احزن يا صديقي ولا ضير، ولكن توسّل به ولا ترتضيه المصير

فاشفق لحالك إن استدعى واصبر -وما صبرك إلا بالله- وارتجِ الفرح

واصبر، ثم اصبر، واصبر..

أنا حزينة اني مبقتش بعرف أحزن ولا بيفرق معايا شئ..تبلد إحساسي بجد

بينَ الحزنِ واللامبالاةِ سيختارُ بيجوفيتشُ الحزنَ! هكذا فعلَ سابقًا، وهكذا لا يصحُ -دائمًا- إلا الصحيحُ. قد لا يُمثِّلُ الحزنُ اختيارًا من حيثُ المبتدأ، ولكنّه طارئٌ على الواقعِ في ثوبِ الخيارِ: إمّا أن تقبلَهُ فتسلمَ، وإمّا أن تناورَ باللامبالاةِ! ربما تفلَحُ حينها في الخداعِ ولكنّها مرةٌ -وحيدةٌ- لن تعدَكَ بالتكرارِ!

دائمًا.. يبقى الخوفُ أقسى من الألمِ، وتبقى المواجهةُ أسلمَ من الهروبِ. فإذا ما زاركَ الهمُّ اقبلْهُ، وإذا أتتكَ القصمةُ فاعصِمْها بالوقوفِ. أنت لم تختر وذاك لا بأس فيه، ولكنّه أتى وليسَ ثمّةَ فِرارٌ. فأكبرُ من الحزنِ أن تفقدَ شعورَك، وأعتى من الكمدِ اختفاءُ الإحساسِ، فإيّاكَ ألا تبالي، واحزن إذا لقيتَ الألمَ فإنّه شفاءْ.

لا تناورَ لأن المداورةَ تنكشفُ، فلا تقصم سلاحَ الصبرِ على مِقصلةِ الخوفِ، ولا تهرب من المواجهةِ بتأجيلِ الميعادِ، فإن الحزنَ أصبرُ من الخائفِ، وإن الشجاعةَ ضد الخصمِ تضنيه. فإن راوغتَه وقف، وطالعك خلفَ حصونِك واتّئد، وما هي حتى تخورَ قِواكَ أو تهتَرِئ الدروعُ فيرميكَ، ولا محالةَ سيفعلُ، فيدفعُك للمنازلةِ وقد سبقَ خُطوتَك، وقد كانت خُطاك –قبل ذاك- على ما تريدُ!

فهنا معركةٌ وقبلَ ذاكَ حربٌ وما الفرقُ بينهما بعظيمٍ، غيرُ أنك في الأولى تُجبَر، وقد أتتك قسرًا، وفي الثانيةِ تأخذُها بعزمِ المُريدِ. فإن اختارَك الهمُّ اخترتَ فترتَه، وإن أضناكَ الوجعُ قَبِلتَ الاستشفاءَ. فمن اهتمَّ لوجدِه عاصرَ رقّتَه، ودنا من الرَّهفِ ولمسَ الحنينَ، ومن عاثَ في اللااكتراثِ هلكَ في لُجّتِه، وغابَ عن قلبِه الأنينُ. فلا -أبدًا- لن يقتلَك الحزنُ، ولكن -دومًا- لن ينفعَك الإنكارُ.
 
فاحزن يا صديقي ولا بأس عليك، وعالج الصبرَ تعرِفْه، فمن عرفَ الصبرَ ما ضرّتَهُ الخطوبُ. نعم، خذ قِسطَك من الرحمةِ واشفق لحالِكَ ورِقّ، ثم اقبل أن تجتازَ وقُم سريعًا لتلتئمَ الجروحُ. احزن يا صديقي ولا ضيْر، ولكن توسّل به ولا ترتضيه المصيرَ. احزن لتمضيَ على الحدثِ لا لتركنَ إلى الهمومِ. احزن لأن الحزنَ في صُنعِ البشرِ، وافرح بحزنِكَ لأنك تحيا على رُغمِ الهروبِ.

فإنك إن قابلتَ الشعورَ حوته يدُك، وإنك إن هربتَ طَغَت عليك يداه. فاحزن مُختارًا وتصبّر باللهِ، وافرح مختارًا واطلب منه الشفاءَ. فلا تحزن حزنَ الهَلَكَةِ وإنما اِرثَ بعطفِ الإنسانِ، فإن الأولَ انتحارٌ وفي قلبِ الثاني تجدُ الحياةَ. فلا نجا من أفرطَ ولا أفلحَ ذو الإفراطِ، ولا هلَكَ مجروحٌ، ولكن ينقذُهُ الإشفاقُ.

فاشفِق لحالِكَ إن استدعى، واصبر -وما صبرُك إلا باللهِ- وارتجِ الفرحَ. فإنك إن فعلتَ تنلْهُ، فإذا تأخّرَ أمِلتَ، وإذا غابَ عَرَفتَ الثوابَ. فاجبر كسرَكَ بتصديقِهِ، وصدّقهُ بقبولِهِ، واقبل ما كانَ بالإيمانِ. واصبر، ثم اصبر، واصبر، وما صبرُك إلا باللهِ..

واللهُ أعلمُ!
.......................................
أداء: مي المتولي
هندسة صوتية: محمد نظمي

بينَ الحُزن واللامُبالاة - سامح طارق

إمرأةُ مَرَّتْ كَنَصٍّ أدَبِي
مِن قبلِ خلقِها علَى مُصَوَّبِ
منظومةٌ لم تُخْتَصَرْ أو تُطْنَبِ
لا كَاْرتجالٍ بِلِسَانٍ ذَرِبِ
- تميم

Comments

زهرة الهواري.

Israa hossam

Israa hossam

Israa hossam

Israa hossam

Israa hossam

Israa hossam

Israa hossam

Israa hossam

Israa hossam