عبدالله عياش.. ابن خديجة

تأسرني البيوت البسيطة ذاتُ الجمالِ الهادئ، البيوت التي تكتسبُ أناقتَها من روحِ المرأةِ التي فيها، من نظافتِها واعتنائها ولمساتِها على كلِّ الأشياء، وأنقبضُ في البيوتِ المؤثَّثةِ حديثًا وما فيها من زخمِ التفاصيلِ والتكلفِ من أجلِ التباهي.

كيف تُحبُّ النساءُ أشياءَ بيوتِهنّ بالقدرِ الكافي إذا كانت بكلِّ هذه الكثرة؟ ولماذا أُصبن فجأةً بداءِ الحشدِ فصرن يُجهزن بيوتَهن وبيوتَ بناتِهن بكلِّ هذا النهمِ والتكديسِ القهري؟ وأين ذهبت أذواقُهنّ وحسُّهن الجمالي ومهارتُهن في التنسيق؟ 

أتساءلُ كيف من الممكنِ أن يحتملَ أحدٌ العيشَ مع ثلاثمائةِ طبقٍ لا يحفظُ أماكنَها، ومئتي كأسٍ لا يستخدمُ أكثرَها، وخمسين ملاءةِ سريرٍ لا ينامُ إلا على خمسٍ منها، والكثير من الستائرِ ونقوشِ السجاجيدِ وزرعِ الزينةِ والتُّحفِ وقطعِ الأثاثِ و...، هذا مخيفٌ بالنسبة لي، مُخيف حقيقةً لا مجازًا، لأنني لا أحتملُ فكرة أن أمتلكَ غرضًا ولا أستخدمَه، وأعتقدُ أن من إكرامِ الأغراضِ كنعمٍ أن تُستخدمَ بلطفٍ ومن إهانتِها أن تُكدَّس وتُهمَل بلا لزوم.

كل الحبِّ للبيوتِ المؤثثةِ على الجمالِ البسيطِ والاستغناءِ عما لا حاجةَ له، لكلِّ بيتٍ تُرى أناقتُه في لمسةِ المرأةِ التي فيه عليه، ولكلِّ أنثى عرفت أن جمالَ بيتِها متوقفٌ على طاقتِها فيه لا مالِ أهلِها في تأثيثِه.
- شيماء هشام سعد.
.....
أداء : مي المتولي.
هندسة صوتية: محمد نظمي.
@mohamd_nazmy
https://soundcloud.com/mohamd_nazmy

الجمالُ الهادِئ - شيماء هشام سعد.

عندما أُقرِّرُ الزواج
فخُطتي لبيتي هي أن يكون ملاذًا! لزوجي ولأولادي.

أريد أن أُنشِئَ لهم بيتًا طيبًا دافئًا يكون لهم ملاذًا عن العالم الخارجي الموحِش الذي سيواجهونه يوميًا.

أريدهم أن يأووا إليه كلما شعروا بالخوف لا أن يهربوا منه ويبحثوا عن ملاذاتٍ أخرى. 

أريدُ بيتي عالمًا نقيًا خاليًا من الكذب، الخيانة أو النفاق، أريده هادئًا، لا مجال للصراعات والمخاوفِ فيه، نستند أنا وهو على بعضنا البعض لنقطع فترات الأزمات المحتدمة ونعبر عثرات الخِلافِ بأمان دون أن تُدمى أقدامنا. 

أريد بيتي بمعزل عن صخب العالم، عن الفِتَنِ وانسلاخ الهويّة، أريده بيتًا إسلاميًا عربيًا أصيلًا، يُتلى فيه القرآنُ ويقام فيه صالون أدبي يجمعني أنا وهو وأطفالنا صِغارًا كانوا حينها أو شبابًا يروون علينا من الشعر ما كتبوا أو حفظوا.

أريدُ بيتًا من حبٍ وحنانٍ ولُطف وليس قصرًا ينبهر به كل من يدخله وهو مزدحم بالشِجار والهم والضجر. 

وهذا البيتُ الهاديء سيُخرِجُ يومًا للأمةِ أبطالي الصِغار بكل مهنةٍ يختارون، أبطالي الذين سأُعِدّهم أعوامًا ليخطبوا في الناس ويسيروا فيهم بدين الله مُبلّغين عن نبيّه، سيكون بيتي بيتًا سويًا يُخرِجُ للأمةِ خلفاء لله في أرضه.

- نِهال خطّاب.

عِندما أقرِّرُ الزَواج - نِهال خطَّاب.

وَ الوَجدُ باقٍ فِي الحَشَا ♥ لايَخْتَفِي

White ♫ - وَ الوَجدُ باقٍ فِي الحَشَا ♥ لايَخْتَفِي !.mp3

عزيزي.. ياصاحبَ الظِلّ الطّويل!

قلبي مع الجميل الذي لم يكتشف نفسه، مع الشخص الصحيح في الوقت الخطأ   مع القصائد التي فقدت روعتها بسبب كلمة وحيدة في غير موضعها، مع الأغنيات الحلوة التي قتلها فرط الاستماع، أو ظلمها لحن النهاية، مع اللوحة التي لم يكن ليطغَى على جمالها شيءٌ لولا مغامرة في اختيار لون واحد، مع أيام السكينة التي مرَّت دون أن تُحمَد أو أن يُلقَى لها بالاً  مع الشُجعان الذين  خسروا قبل أن تبدأ المعركة بسبب حركة صغيرة  مُباغتة . 
روحي مع كل عتيقٍ أهانته ثقافة الجيل، مع الذكاء المتقد المنشغل بالتوافه، مع السعادة التي هلَّت بعد أن رحلت أسبابها، والحزن الذي أتى قبل موعده, مع النقاشات الأخيرة الطويلة للحفاظ على علاقة ستنتهي حتماً، مع التفكير في الانتظار دقيقة أخرى، مع الإيماءات المرتبكة و الرسائل الخفية  في لقاءات الطريق العابرة، مع الحكمة التي لا تُمنَح إلا من الخيبة،  مع الأمل المعقود حين لم يتبقى شيء، مع الكلمة التي تحمل أكثر من معنى ويُؤخَذ أسوأها.. 
روحي مع كل جمال افتقد اللمسة الأخيرة، و كل جميل خسره التقدير..
.....................
أداء: مي المتولي.
هندسة صوتية: محمد نظمي

قلبي مع الجَميل

أعرِفُ جيدًا 

منشور للكاتب: أيمن ربيع تم نشره على موقع الفيسبوك

أعرِفُ جيدًا معنى أن تكونَ مُتعَبا

أداء: مي المتولي.
هندسة صوتية: محمد نظمي.
.......................

كلُّ الأشياء الطيبة أنتِ.. و كل الأشياء التي ليسَت كذلك في حُضوركِ تحْلُو.. كل الحديثِ منكِ عذبٌ.. و كل صمتٍ مِنك فنٌ.. كل كيانٍ حولكِ سِحرٌ.. و كل كدرٍ في كفّيكِ طُهرٌ.. كل ليلٍ بنوركِ فجرٌ.. و كل شكٍ عند رؤياك حقٌ.. كل جمالٍ أمام حُسنك فاترٌ.. و كل حُضورٍ تحت ظلّكِ باهتٌ.. كل تفاصيلكِ جميلةٌ.. و كل بسيطٍ فيكِ قصيدةٌ..
- وكلُّ الكونِ مَدينٌ لكِ بكِ

- إسلام النادي

كلُّ بَـسيطٍ فيكِ قـصيدة - إسلام النادي

ألا تشعرُ أنك تخوضُ سباقًا رَغمَ أنّك ساكنٌ في مكانِك. تسابق شيئًا لا تراه، تُهرولُ في مضمارٍ لا تعلمُ أبعادَه، لا بدايةً انطلقتَ منها، ولا نهايةً تنتهي عندها. لا تُحرك قدمك خطوةً واحدةً لكن العرقَ يتصبب منك، وأنفاسُك تكادُ تنقطع، وجوفُك مُتعبٌ كعدّاءٍ مُنهك.
فقدت قدرتك على التركيز في لمح البصر، لا تدري كيف ولماذا. ألمُ قدمِك الثابتةِ يُصيبك بالجنون، من أين أتى وكيف يشتد. وعقلُك، أليس محبوسًا في صندوق عظمٍ، فلماذا تشعر أنّه يجرك عبر صحاري وجبال.
لست في مضمار سباق، لا جمهورَ حولَك ولا متنافسين. فلماذا إذن تشعر أنك تخوض سباقًا. تستعجل فعلَ الشيء الذي بيدك رغم أنّه لا شيء آخرَ تفعله بعدَه. تضيق بوجود الزائرين، تنفعل إذا طُلبت منك مَهمَة، تتخلف عن حضور أي تجمعٍ، كلِّ هذا لشعورك بأنّه يجب عليك إنجازُ شيءٍ ما.
لكن الحقيقةَ أنَّ لا شيء في قائمةِ مهامِك، إذا انفض التجمعُ عُدت بيتك وحيدًا لتجلس صامتًا، إذا انتهت الزيارةُ عدت غرفتك وحيدًا لتجلس صامتًا.
أنت مُنهكٌ فحسب. أقصى ما ترغب أن تستلم إلى الجاذبية فتسحبك إلى كرسيٍّ يضم جسدَك، علّ عقلكَ يقتنع بأنك ثابت، وأنّ جسدك لا ذنب له في معاركه الخيالية. إذا كان من المستحيل أن أُثَبِط هذا العقل، فلماذا أدفع ثمن أوهامِه من جسدي.

أنتَ مُنهكٌ فحسب

لسنا مُبهرين، أو جذابين للحد الذي يجعل أحدهم يلتف حولنا، أو يربط على أيدينا حين ترتعد، ولكننا لطفاء نملك قلوباً عفوية يتمنى الكثير لو يظفر بمثلها.

سيهبك الله يوماً شخصاً يبدد عتمة أيامك نوراً، وتكتسي اهتمامه كما الرداء يحميك برد الشتاء.

حتماً سيأتي يوم تحكي فيه كل ما عانيته وتحمد الله على أقدار رُتبت لتجعلك هنا؛ لست هنا عبثاً، وليس من العبث ما تمر به.
-أحمد إسماعيل

أداء : مي المتولي
هندسة صوتية : محمد نظمي


لستَ  هُنا عبثًا  - أحمد إسماعيل.

ما كان عثمان بن عفان ينساها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تخلّف عثمان عن بيعة الرضوان فيضع النبي يده الأخرى قائلًا: وهذه يد عثمان.
-
وما كان كعب بن مالك ينساها لطلحة يوم أن ذهب إلى المسجد متهللًا بعد أن نزلت توبته فلم يقم إليه أحد من المهاجرين إلا طلحة قام فاحتضنه وآواه بعد غياب واقتسم معه فرحته.
-
وما كانت عائشة تنساها للمرأة التي دخلت عليها في حديث الإفك ، وظلت تبكي معها دون أن تتكلم وذهبت. 
-
وما كان أبو ذر ينساها لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تأخر عن الجيش ، فلما حطّ القوم رحالهم ورأوا شبحًا قادمًا من بعيد وأحسن النبي الظن بأبي ذر أنه لن يتخلف فتمنى لو كان الشبح له وظل يقول: كن أبا ذر ، فكان.
..

يا رفيق  .. إنما الرفاق للرفاق أوطان ،يقيلون العثرات ، و يغفرون الزلات ، يوسعونهم ضمًا ويغدقون عليهم الحنان، يحلون محلهم إذا تغيّبوا ، ويحسنون بهم الظنون ، والبر لا يبلى ، والنفوس تحب الإحسان ، والله من قبل يُحب المحسنين.
- آية ماهر.
.........
أداء : ميّ المتولي.
هندسة صوتية : محمد نظمي.

إنَّـما الرفـاقُ أوطـان.

حُلمي الصغير، أن أعيش بجوار الرسول وأتنفس هواء طيبة الطيّبة كُل يوم، ذلك الهواء الذي كان يومًا ما يملأ رئتيه الشريفتين.

لا أحلم بالأشياء الكبيرة ولا المدن المتلألئة ولا الألقاب العلمية التي يتزاحم عليها الكثيرون. يكفيني من الدنيا هذه الصورة.. بسمة صادقة في وجه صغيرة فيها من روحي الكثير، أداعبها في ساحة المسجد النبويّ، وأحكي لها عن الحبيب وصحبه.

هُنا بركت القصواء، هُنا شُجّت رُباعيته صلى الله عليه وسلم، هُنا اقترح سلمان أن يُحفر الخندق، وهُنا في الروضة الشريفة جسد الرسول وأبي بكر وعمر.

سنجلس سويًا في الساحة المكشوفة أوسط المسجد، حيث توجد الأعمدة التي تحمل أسماء الصحابة. تُشير إلى اسم صحابيّ منهم فنقرأ عنه سويًّا ونعيش في رحابه، ربما من كتاب صور من حياة الصحابة أو رجال حول الرسول.

ربما يأسر قلبها عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود كما أسرا قلبي.

سأحكي لها أنّ عبد الله بن عمر بن الخطاب كان سبب حُبي الشديد للمدينة، لأنه رضي الله عنه كان يمشي حيث مشى الرسول ويقف حيث وقف ويسجد حيث سجد. عندما سُئل عن هذا قال "لعلَّ خُفًّا يقعُ على خُفّ". وأنا لا أريد من هذه الدنيا سوى أن يقع الخف على الخُف حتى وإن كان يفصل بينهما أكثر من ألفٍ وأربعمائة عام.

سأحكي لها عن عبد الله بن مسعود، عن علمه وفقهه .. عن علاقتي بالقرآن وكيف كان هو رضي الله عنه سببًا فيها.

إنّ جُل ما أفعله في حياتي من دراسة الطب، تدارس القرآن، التبسيط، والسعي لمعرفة نفسي سواءً بالقراءة أو بالاستماع .. كُل هذا أحتسبه في سبيل هذا الحُلم الصغير وهذه الصورة الجميلة. كُل شيء أفعله لأكون إنسانة أكثر، وأمًا واعية بدورها في الحياة، وطبيبة تسدّ الثغر الذي تقف فيه. إنني أملأ روحي لأملك ما أفيض به على صغاري في المستقبل.

لا أعلم إن كان الحلم سيتحول لحقيقة يوما ما، لكنني أعلم أنه ليس للإنسان إلا ما سعى والله وحده يشهد بسعيي، ودعائي تحت المطر في ساحة المسجد النبوي يشهد على ذلك..

وأعلم أنني بذاتي مصداق دعوة صادقة دعتها أمي عندما كانت في مثل عمري، كانت تدعو "اللهم وفقني لأجعل من أبنائي حفظةً لكتابك". فوهبها الله من حيث لا تدري ولا تحتسب كُل ما تمنت و زيادة.. من كان عمرها كله وكل آية تملكها في صدرها مصداق دعوة، كيف لا تؤمن بالدعاء؟

اللهم هذا صِدق عزمنا، فارزقنا السبيل.
- زهرة الوهيدي.
...
أداء: ميّ المتولي.
هندسة : صوتية محمد نظمي.
https://soundcloud.com/mohamd_nazmy

لعلَّ خُفًّا يقعُ على خُف - زهـرة الوهـيدي

إمرأةُ مَرَّتْ كَنَصٍّ أدَبِي
مِن قبلِ خلقِها علَى مُصَوَّبِ
منظومةٌ لم تُخْتَصَرْ أو تُطْنَبِ
لا كَاْرتجالٍ بِلِسَانٍ ذَرِبِ
- تميم

إنَّـما الرفـاقُ أوطـان.

Mai Al-Metwaly

Recent comments

Ali Alhasan

Hala Hala

Asmaa Mostafa

HaSsan Abd El-Krem Elejny

Related tracks