Mohammad Akmal│Showreel

في هذا الظلام الحالك .. و في جانب من جوانب غرفته التي أصابها تصحر الآمال و جفاف الأفراح رقد صاحبنا يواسي نفسه و تواسيه .. قد لمعت عينه فلا يدري المحدق فيها ألمعت من فرح أم من دمع. 
أيعقل أن يكون لمعانها من كليهما؟ أم أن ما نراه من دموع الفرحة على أوجه ممثلي الأفلام كتب عليه أن يبقى خيالا .. نظرة عميقة إلى سقف غرفته رأى فيها ما رأى من مستقبله المتصدع و قمر حياته الذي انشق مذ آمن بالرحيل.
 و إذ بحاله كحال كل باحث عن حقيقة هذا العالم .. أهو القدر يختبره؟ أم هي سلسلة من الألعاب السحرية التي ليس لها من الجذور ما يغوص في تراب الواقع .. إنها ليست الأقدار يا صديقي .. بل هو ذاك السحر الذي يستهدف اقناعك بأن هناك ما هو خارق لطبيعة هذا العالم. عد بنظرك إلى سقف غرفتك و لتكتب على نسمات الهواء المحيطة بك في مجلسك المظلم النائي أنك أنت المخطيء .. ملكتك عاطفتك فتملكت من حاضرك و مستقبلك .. الان اطفيء الأنوار و لتجعل روح الظلام تسود غرفتك و قلبك .. و منهما تجوب العالم أجمع .. نحن أصحاب القلوب الرحيمة ولدنا لنموت يا صديقي .. لطالما عشنا أمواتا .. لطالما لم يحبنا العالم ..
 فلترقد وسط ظلام قبرك الذي دائما ما ارتاحت له أعيننا حتى أصبح يثير سلاما داخليا بين ضلوعنا .. سأنير شعلة أمام ذاك الحجر الذي التحف به جسدك طالبا من الدفء و الأمان مالم يجده في حياته .. لعل الظلام يختفي من عالمنا .. لعلنا نجد الأمل في غد أكثر اشراقا .. و لنشكر آلهة الظلام أن قد غط أمسنا في سواد حتى محيت ملامحه .. تماما كصاحب ذاك الجسد المغطى بالتراب .. فلتعلم يا صديقي أني راحل عنك الان .. سأرحل عنك و قد ابيضت عيناي حزنا و لترقبني روحك حين أزيح تلك الحجب السوداء عن ما تبقى من مش هذا الكون .. حينها فقط سأرحل إليك مطمئن البال .. و إلى أن يأن لنا أن نلتقي .. ارقد في سلام .. او لنقل إن صح التعبير .. ارقد في ظلام.
---------------------
خواطر الظلمات
كلمات و القاء: محمد أكمل
Music mix: علي هشام

خواطر الظلمات

صديقي العزيز
بعد أن تفترض أني ألقيت سلاما في مطلع رسالتي هذه و ترده أملا منك في أن يحمل كتابي هذا خيرا عني ..
 قد مضى عهد منذ اخر لقاء بيننا .. مضت أزمان لا يهم ان طالت أو قصرت .. تظاهرت فيها بالحياة تارة و بالموت تارة أخرى .. نعم تظاهرت .. فلا أظن أن قلبي قد حظي باتصال مع عقلي يوما ليضفي علي شيئا من الشعور الحقيقي .. 
لطالما خشيت نفسي فوق كل شيء .. الان قد عدت وحيدا معها .. يمكنني الان أن أنسج الأشعار في وصف مشاعر الوحدة الجميلة و المخيفة بشكل غير اصطناعي على عكس ما كنت أفعل في حداثتي .. فقدت روعة الحب .. أو لنقل أني فقدتك .. قد يعني فقدانك الكثير في وقت حرج كهذا فياليتها الطفولة أو الشباب .. إنه منتصف العمر يا صديقي .. بداية النصف الثاني من الحياة .. بداية شوط المباراة الذي تخور فيه قواي البدنية .. الجزء الأكثر سوادا من الحياة حيث لا يحدث تطور طبيعي أو اصطناعي لأفكاري .. أبدو كنبتة اقتلعت من جذورها فلا تبالي بهواء ولا ماء .. بل تواري ضعفها بقلة حيلتها 
-----
قد حان الوقت لأمر بك عبر أصعب فصول قصتي لعلي أجد من مخاطبتي لضميرك الغائب مسكنا لالامي .. آن لي أن أشكو إليك ضعف قوتي كما كنت أفعل في بوادر حياتي .. و آن لك أن تصغي إلي كما كنت تصغي فيما مضى .. أتدري أنه قد آن أيضا لتلك الفتاة التي أحبتني طفلا أن تسترق السمع من خلف أبواب طفولتنا كي يستكين قلبها إثر انخلاعه لأجلي؟ 
أبواب طفولتنا .. أوتذكر كم كانت محكمة الغلق محصنة و كأنها أبواب لأحد مواطن الروم في عصور ازدهارهم .. و لكن سرعان ما انهارت تلك الأبوابُ أمام تسارع العمر .. أما علمت أن أنقاض تلك الابوابِ قد تكون وحدها الجانب المشرق في حياة عجوز ينتظر الموت .. إنني حقا أحترق شوقا للقاء مثواي .. أتوق لمعرفة الحقيقة لا شوقا إليها .. بل تطلعا مني للتخلص من عبء عدم معرفتها.
هانحن قد وصلنا للنهاية .. نهاية رسالتي .. نهاية نبع كلماتي الذي تدفق مدى حييت .. و نهايتي التي لطالما انتظرتها .. إنني الان ألقي نظرة عابرة إلى كتابي هذا المغطى بالأقمشة الرثة و المتكئ على هزيل الكلمات .. هل سيحظى بالحياة الأبدية ؟ أم سيموت و يترك خيبة الأمل تجول حول قبري ..
 صديقي .. قد حان وقت رحيلي .. تذكر كل ليل صادقته قلوبنا .. تذكر كل هدف جال في أحلامنا .. تذكرني.
------------
الرسالة الأخيرة
كلمات و القاء: محمد أكمل
Music mix:علي هشام

الرسالة الأخيرة

جرت العادة أن تسرد القصة من بدايتها. ولكنني دوما ما كنت مخالفا للعادة. جعلت من أساور يداي تلك سلاحا لقمع القوانين التي صنعتها. ولذا تسرد قصتي من نهايتها .. أو بالأحرى من نهاية قصة أخرى سبقتها ..

هناك بالقرب من فراش الموت .. الذي بالأمس القريب كان فراش حياة .. همس ذو الرداء الأبيض في أذني معلنا انقطاع اخر امال بقائي .. راجيا أن يكون اخر أنفاسي هشا كأولها. أحقا سأرحل! أحقا سأنال ما استحققت من سنوات الهدوء بعد عمر غامر بالشقاء. أم أنني سأجد في موتي من ألوان الشقاء ماهو أكثر زهوا؟

سرعان ما امتلأ خاطري بتلك الأفكار المتضاربة والتي ترقب القول الفصل بينها. ولكن لم يطل ذاك التضارب .. لم يحظ بما يكفي من الوقت ليهزم تهدج صوت ضربات قلبي .. وما هي إلا لحظات حتى عدت صافي الذهن مرة أخرى .. و ها أنا ذا اقلع عن الحياة.

دائما ما أحببت حياتي .. ذاك الحب الذي ضاقت به شراييني حتى تبدل من حب لعبادة و من تقدير لتقديس .. وكأن فراقي لحياتي أشبه بجفاف نهر عشق بين حبيبين .. إنني أراني أمر بذات الأعراض .. لحظات قليلة من وابل الفرحة .. ثم أعوام مريرة من جفاف الأدمع المصحوب بتدفق أليم الذكريات .. الآن قد شارفت أولى مراحلي على الانتهاء .. و أوشكت ذاكرتي أن تستأنف حياتها الأبدية.

لم أعد ذلك الجسد القاطن في فراش الموت بعد الآن .. فها هي أمواج بحور ذاكرتي ترسو على شواطيء ابن العاشرة الذي اصطحبه والده يوما إلى ساحات المدينة ليطلعه على أحد العروض الموسيقية .. لازلت أذكر حديثه لحظة احتدام المعازف .. لحظة تعهدي له بأن يكون قلبي حصنا للضفاء .. و تعهده بأن تكون روحه حصنا لي .. منذ رحيله و أنا أقضي الليالي محلقا بناظري في سمائها لعلي أجد من روحه أنيسا لوحشتي.

وما هي إلا ثوان معدودات حتى ارتديت زي العجوز القابع في فراشه مترقبا منيته .. كانت كلمات رسالة وداعه لحبيبته تحتضر على مرأى من عينيه اللتين سرعان ما أقلعتا عن النظر إليها .. معلنتين انسدال أستار حبهما .. و اندثار تبر قلبيهما وراءها .. الآن فقط قد أصبح الإعلان عن نهاية قصتي مستحيلا .. فما لبثت روحي أن غادرت أرض المستحيل إلى سماء الخلود .. وأخيرا صار التحليق فوق أجساد من بقى حيا من أحبائها هو واجبها الوحيد .. تماما كمن سبقها من الأرواح.

ثم اجتمعنا كي نفارق آخر الساعات
و الشمس من منحدرها
ترسل لنا آخر شعاع
عهد مضى
و اتخذ من أسوار ذكرانا قلاع
قد زينت أجواؤها بعطور شوق و التياع
و تراقصت جدرانها برسوم لحظات الوداع
و تناثرت أيماننا
بكل ليل صادقته قلوبنا
بكل هدف جال في أحلامنا
بكلنا
سوف نبقى ها هنا
سوف نبقى على اجتماع
---------------------------------
--- عهدٌ مَضى ---
تأليف و إلقاء: محمد أكمل
غناء: @omir166
عزف: @enas-maher-7
Mixing and mastering by: @alihishammusic
-----------------
Soundtracks:
- Hans Zimmer - time (free piano cover).
-improvisational composing of "unreachable love" (performed by Enas Maher).

عهدٌ مضى - مع عُمير أيمن

حفيدي العزيز،
علني قد لا أرزق بمديد العمر كي ألقاك مرة أخرى، فقد نال مني الزمن ما نال، لم أر يوما بياض شعري و لم أتحسس تجاعيد وجهي، بل رأيت العالم يشيخ في مرآتي. رأيت ألوانه تبهت واحداً تلو الآخر حتى ظننت أني أفقد الرؤية شيئاً فشيئاً.

صغيري، إنني أعلم تمام العلم أنك تمتلك مالا يمتلكه غيرك، تمتلك قلبا صغيرا رقيقا في زمن طغت فيه العقول على القلوب. ليتني امتلكت ما بداخلك من جمال و أودعته في حجرات قلبي المظلمة ليؤنس وحشة دروبي المتقاطعة، أو ليجعل خطى قلمي الان أكثر ثباتاً و هي تكتب إليك كلماتي الأخيرة.

قد يرفض العالم ما أنت عليه يابني فاصبر و احتسب. واعلم أن هناك من القوى ما قد يطاردك، يحيطك، يحكم مخاوفك، يقنن دوافعك، و يقودك نحو ماهو أعمق و أظلم. لا تلق بمرساتك على شواطئ من ليس في قلبه لين، إياك أن تبخل برحمتك أو تقطع سقياها يوماً. 

الآن فقط قد أدع محبرتي و قلمي المتكئ على هزيل الكلمات والذي لا يحسن الوداع. لا تنعني فجميعنا سينعى،  جميعنا سيفنى و لا يبق منه إلا الأثر، فإلى أن تلتقي آثارنا، سلاما ..

الأثـــــر

كان الشتاء يُذيب آهاتَ الليالي 
و صهيلُ خيلٍ في السماء يُغالي
و الناس شِقٌ كَسَتهُ النار بُردَتها
ولم تقتل بِقامتها 
لموتِ البرد آمالِ
وأنا لشقِّ براءةِ الأطفال أحبو
عبر الظلام الموصدِ الأقفال 
اليومَ يا أمي 
أليس اليوم يوم خرجتُ للآصال
ألم أولد بذاك اليوم من عشرٍ 
ألا فاثني على عودي كما الأقيال 
كبرت الآن صار العقد من عمري 
و صرت أرى عرين الذئب و الأغوال 
و ما عاد عفريت الظلام يخيفني 
ولا ما سكن ليلَ اللعب في الأوحال 
غدوت الرجل إذ ألهو مع الأصحاب 
أُعَمِّرُ رأسَ عامتهم بأوجالي 
انظري 
أنهيت عهدي بعرائسِ الأطفالِ 
كبرت يا أمي 
و غدا سأرفع حُجبَ آمالي 
و ستعرج الأحلام عابرةً خُطى الأميالِ 
سأُحيلُ من أقلام تلويني هنا
صرحاً يفوق أعاظم الأنزال 
........
دهرٌ مضى 
و الوقت في تنورة الطفل الصغير 
قد انقضى 
قد أعلنت أقلام تلوين الفتى 
أنْ زمن رايات الطفولة قد مضى 
و العشر مرت وراء العشر لم تَفتُرْ 
ذاتُ الشتاء بشقاء صاحبنا قضى 
أمي هنا عشرون عاماً قد مضت 
وأنا رجل .. ما بات هذا المُقتضى 
تباً لعهد طفولةٍ
قد سكن ضعفي دارها 
فالآن أمقتُ حالها 
ما صِرت ألقى ضعفَ قلبي بالرضا 
ما صار لي حلمٌ سذاجةُ عهدهِ 
بليَت .. و نضجي بها عن الواقع نضى 
......
في عمر صاحبكم شموسٌ ترتحل
و تنجلي 
و تغازل الآمالَ ببريقٍ أشاع 
نورٌ أضاء سماء دهري قد أَفَلْ
وأحاط أحلامَ الطفولة بالقلاع 
الآن أقف أمام أمي شامخاً 
راجلاً ما عاد يحملني أبي 
و سيرتي باتت تُذاع 
أمي غزوت اليوم عقداً ثالثاً 
وأنا رجل مذ ذقتُ آلامَ الوداع 
يا ليت شعري لم أخلني قائداً 
لم تَرْقَ كلماتي لأنْ يوماً تُطاع 
أدركت يوماً أن قلبي ينفطر 
كلما ناداه شوقٌ و التياع 
اعلمي أني أبدل غايتي في كل عامٍ 
و أغوص بالأحلام من قاعٍ لقاع 
لكن سنون الحر مني قد مضت 
والان شرعي قد قضى 
أن يبق بيتي في اجتماع
....... 
عام وراء العام يَنعي زهونا 
وأنا أنا 
لكن روحي ترتحل 
و تغادر الأبدان إذ رَمَت الكُنى 
أمَّاهُ ها نحن هنا 
نستبق أزمانا و نعمر ليلنا 
لكننا .. 
سنشيب لمشيب الدنا 
أمي وقفت بيوم ميلادٍ جديد 
أرتشف كلماتي التي كانت هنا 
تلك الحياة لطالما أحببتها
و حبوت منذ ولِدتُ صوبَ عهودنا 
في عيد ميلادي الأخير 
أذكر تناثر قولنا و بريقه
يجتاز ما آلت إليه سماؤنا 
كبرت يا أمي 
وتراصَّ خمر مَعِيَّتي وكأنه
يُلقي وداعاً وسط وحشة دربنا

---------------------
قصيدة: كبرتُ يا أمي
كلمات و إلقاء: محمد أكمل
Music full credits belong to: @mostafaakmalmusic 
Mixing by: Mohammad Akmal

كبرتُ يا أمي

"ده الوصل جميل .. حلو ياما احلاه" 🎼 
ملك المواويل، محمد عبدالمطلب، و رحلته بين الفشل و التقدير.
.............
Voice-over performance, script writing, visuals, music mixing and mastering: by Mohamed Akmal

عبدالمطلب .. و صناعة المواويل

محمد عبدالمطلب .. و صناعة المواويل

الحرفُ كَمَن باءَ بِسَخَطٍ .. سيّدتي ارتَهَنَت لتُرَاعَى
َآخرُ ما حُرِّفَ مِن لُغتي .. بلسانِك قارئتي ذاع

Mohammad Akmal

Popular tracks