نص ل: حامد عاشور
"
من أنس اليازجي إلى خطيبته شيماء أبو العوف والتي انتَشلَ جثتها بعد يومين من البحث .. 
حسناً شيماء 
أحبك جداً و بعد .. 
انا الآن تحت القصف كما دائماً
من اللحظة التي أغلقنا فيها الهاتف منذ ثلاثة أيام و خمسةِ صواريخَ على بيت عائلتك ، 
منذ آخر بروفا لفستانِ العُرْس و معجون الحِنّاء 
منذ آخر الكلام و طَيِب المقام 
منذ عيد و زغاريد 
وجارات وصديقات و مواعيدَ لحَفلِ الزِفاف 
منذ أول اولادنا المؤجلين وأول عنادكِ 
أقول : أريد طفلاً واحداً  
وتقولين : لا / بل عشيرة .
أحبكِ جداً و بعد .. أنا الآن تحت القصف كما دائماً 
يدي في جيبي و عقلي في مكانه 
أقول : يا شيماء 
مرًَت طائرة 
سقطَ الجرس و المِئذنة 
و تقولين : لا بأس
الصلاةُ صاعدة 
أقول : يا شيماء دمروا الأبراج 
و تقولين : لا بأس / بَقي الحَمام 
أقول : حطَّموا النافذة 
و تقولين : أحسنْ ، بهذا أصبحَ الضوءُ حراً 
أحبك جداً  ..
وحيث أنني الآن تحت القصف كما دائماً
و تحت الدَمار 
سيأتِ التُجَار و الفُجَّار، وتبدأ المؤتمرات ، ويُفتح المزاد على البلاد و على ما تبقى من العباد 
سيشكلون لجنة لإعادة الإعمار واعادة الأبراج 
والبيوتِ المهدمة 
وبيتُنا يا حبيبتي 
بيتنا الصغير الذي سوّيناه حجراً على حجر ، ثم غَرِقنا في الديون والأقساط
وغَرِقنا في الشِّجار على لون الكنب 
ولون الحيطان ، وفي أي مكانٍ من حديقة بيتنا سنزرع شَتْلةَ العِنب 
ستُعاد لنا الشوارع 
والمآذن و الحدائق 
والكهرباء
وخطوطُ الماء 
أقول : وقد توقف القصف 
من يعيد لشيماء الدّماء. 
في الصورة الشهيدة / شيماء أبو العوف
"
#savesheikhjarrah
#GazaUnderAttack

من أنس اليازجي إلى خطيبته الشهيدة شيماء أبو العوف

نص ل: سمية زياني
"
بعد ان فرِغ قلبي من فكرة أنه لا يمكن أن يحب بذات العنفوان ..
و لأنني لا اعرف أنني أكتب شيئا مهما إلا بعد أن يمر وقت ..
أفكر
في أن اوصيَ لك بكلمة مرورِ كل حساباتي لانك ستقرأ انتظاري
الذي لسبب لم أعرفه لم أحِله إلى نصوص.. 
ستدرك  و بدهشة باهضة .. أن محادثاتي هي مذكَرات خاصة .. 
منَ البشر الذي على التاريخ أن لا يحاول أن يسقطهم
حين يمر مسجلا إنجازات البشرِ العظيمة
عليه أن يذكر اسمي في كوني بشرا يحاول باستماتة أن يحميَ دهشته .. 
لم يكن باعتقادي أنه علي أن أحتاط لأحميَ بشرتي ، تبدو في حال سيئة ، و أنه علي في عمر معينٍ أن أُكثِرَ من شرب الماء و أقلل السكرَ و الملح .. 
على الأقل كنت أنتظر أن تَسبِق أمومتي البَيُولوجية كل هذه المحاذير
ليبدوَ طفلٌ يُتبِعني ذريعة قوية لإهمال نفسي أو لجعلها في المرتبة الثانية .. 
تكون العلاقات البشرية ذرائع قوية .. لأشياء نفعلها ..
ما يؤرقني مؤخرا ثقل الانتظار .. و الأمل الذي يرافقه ، لا يخيفني اليأس كما يفعل الأمل ..
أحيانا أفسر الانتظار الثقيل كأنني أقطن في بلد آسيوي أتهجأ لغة عامودية .. لا تسعفني حتى أسماء أُكلاته في دحض رِهابه .. 
لو يقطن البشر إيطاليا ستسعفه كلمة بيتزا كما أسعفت اليزابيث جيلبرت .. 
لو تتسربُ رسائلي .. 
التسريب هو ما يجعل الرسائل عظيمة ،
حين قرأت رسائل غسان لغادة لم تكن بتلك العظَمة التي أصبحت عليها .. حتى أنه في إحداها كتب سبابا بغيضا تداوله الأدب كما لو أنه دليل هِيام و ذريعة اشتياق لمحب بعيد ..
تقول حكمة : خطأ الطبيب يُدفن في الأرض ، و خطأ المعماري يقع على الأرض و خطأ المعلم يمشي على الأرض .. 
و أقول خطأ المحب أن لا يشرك حبيبه في كل شيء .. و لما تعلق نبي بعصا وصفها قائلا : هي عصاي ، أهُش بها على غنمي و لي فيها مآرب أخرى ..
لم أحضّر إجابة لله حين يسألني عنك ..
لكنني سأقول :
هو ذريعتي .. في كل شيء ..
أحمي بها دهشتي ..
و أطوي بها انتظاري .. 
و أقلل بها من شأن كل أمل ركيك ..
أشركه في أمري ..
واشدد به أزري ..
كي أنجب منه كثيرا ..
قبل أن يجف الماء من تحت جلدي ..
❤️
"

واشدد به أزري

هكا برك.. سلمى بدري

اغنية: يما الحب يما -فرقة تكّات
نص ل: وئام طيبي
"
مازلت بلا لون، مزيجا بين الأسود الذي يعتبر غيابا للألوان، والأبيض الذي يجمعها كلها،
أنا رمادي، بالأمس كنت دخانا واليوم أنا غيمة..
لكنني غيمة عقيمة لا تمطر، أكتفي بالمراقبة فحسب.
أنا دمية شمعيّة، نُسِيتُ عند الموقد فذبت وسقطت عيناي..
أنا عمياء، لكن النار بجانبي دافئة، لذا لم يكن العمى مرعبا جدا.
أنا أشياء كثيرة، ثم لا شيء فجأة..
لم أستطع يوما أن أثبت بشكل واحد، أو أسلك طريقا واحدا، أو آخذ قرارا جادا لا رجعة فيه، هل رأيت يوما منْ الحيرةُ دليله؟ أينما يحتارُ قلبِي أمضي ولذا هو مُضطَربٌ..
ولأن الإله يدرك مدى صعوبة التغيير المستمر وعدم الاستقرار، أوجدك أنت..
قلبك ثمل وطفل في آن واحد، عيناك جنازة كئيبة عميقتان بشكل يبتلعني، وضحكتك لوحدها حفلٌ صاخب أرقص به حافية القدمين..
لكنك لا تتغير، شخص ثابت كشجرة عتيقة جذورها كثيرة، تمتد عميقا وتعانق الأرض بشدة، صدرك العاري درع أحتمي به، لا تنجو دائما من الطعنات لكنك تعرف كيف تستمر حتى والخناجر تخترقك..
أنت اليقينُ الذي لم أبحث عنه يوما،
ولا يمكنني إلا أن أصبح بجوارك نسمة هواء، خفيفة، شفافة، وخالية من الفوضى،
أداعب شعرك الذي أحبه، ثم أعود لكوني مجرد غيمة سابحة تراقبك⁦⁦❤️⁩
"

غيمة

المعزوفة بعنوان: Moonlight on the dream world 
النص ل: ربيعة زياني

دوائر أمان

نص ل:عبد اللطيف السعد
الموسيقى: La Finestra Di Fronte
النص:
"
هناك عذوبة غير مفهومة في أن ينطق المرء اسم ما، مدينة ربما، أو امرأة، أو أي شيء آخر.

في أن يقضي الليلة بأكملها يكرُّره، وكأنه يحاول أن يأكله إلا أنه لا يستطيع أن يشبع، أن يعيد ترتيب حروفه لاعتصار كل الاحتمالات للاسماء الأخرى التي يملكها الاسم في بنيانه، أن يحاول أن يفهم كيف جاء، وعلام يدل، ولمن أحقية الانتساب له؟، أن يتساءل عن معناه، ثم يكتفي بأنه معنًى لنفسه، بأنه المدلول الذي يحمل دلالته وتأويله على ساقٍ واحدة. 

في أن يتأمل رسمه ليتساءل، لماذا هو هكذا تحديدًا بهذا الشَّكل؟ لماذا أستطيع أن أعثر عليه في كومة من مليون اسم بسهولة؟ 

في أن يصنع للاسم فرادته عندما تتنازعه الشخوص والأشياء، أن يجعله علامة وحيدة مفردة لشيء واحد، رغم كثرة تداوله.

أن يشمُّ رائحته، فللأسماء رائحة، وصوت وملامح، أن يتتبع موسيقى نطقه، تارةً ينطقه بخفه ومرةً بثقل يقطِّعه أثناء النطق ليشاهد ما يوجد في المسافات الخفية بين الأحرف، وأحيانًا يتلعثمُ في نُطقه ويتعثر بين أحرفه.

أن يفتش في جيوب هذا الاسم، ليرى كل الأماكن التي يحملها، جميع الصور التي يسير بها، أن يحصي مرَّات الصدى في كل مرَّة صرخ أحدهم لينادي به، 

اسم لميت، أو ربما لشخص راحل، أو حتى لشخص بين ذراعيك،
اسم لمكان، لحديقة أو بحر، أو سجن حتى.

اسم يستطيع أن يصيبك برجفة، وأن تقف شعيرات يديك ذهولًا لأنها تستلذُّ سماعه، أو لأنها تخاف سماعه، أو لأنها حتى لا تدري لماذا تريد أن تسمعه. 

أن يسير خلف الاسم على حبل زمني دقيق مثل بهلوانات السيرك، ثم يسقط في كل مرة نداء ويعاود المحاولة، أن يتذكر بصعوبة بالغة أوَّل مرة سمع بهذا الاسم، وآخر مرة، تلك التي لم تحدد بعد.
أن يتذكر كل شيء، كل شيء فات بسبب اسم واحد.

هناك مرارة غير مفهومة في أن ينطق المرء اسم ما، مدينة ربما، أو امرأة، أو أيَّ شيءٍ آخر.
"

اسم

الرسالة الخامسة و العشرون ❤

انا لا اجيد التحدث لغيرك

في غرفتي رجل طويل 🍂

صاحب نبوءة 💛

صبابتي..لم تجد ضالّتها!!

مازِلْتُ أقفز هنا وهناك..تَجِدُني أنحني مليًا أبحثُ لساعات فأرجعَ خاليَ الوِفاض..أُفَتِش في خبايا الأيام الماضية عن بصيص لِما سَيؤولهُ أمري..وكما في كل مرة، أشعر بمطرقة الزمن تغرِزُني بكل ضربة مِن ثوانيها في مكانيَ المشؤوم..

لقد حاولت -وليت شعري- لقد سعيت جاهدا أن أَخرُجَ من دوامة نفسي بمعزوفات خِلتُ أنغامها ستُطربُ سامعني وتَهيمُ بخاطري نحو نشوته..ولكن طبل القدر حوّلها صَخَبا، فلا خاطري بلغ مُناه ولا سَمعِيَ انتعشت أُذناه...

إلهي إنني أنا الهائم الحيرانُ..خذ أناملي وأرشدها بدلالتك..لقد سمعت أن عدد الطرق إليك عدد أنفاس الخلائق..ولكن نَفَسي ضائق لضيق ذائقتي ودائرتي..فخُذني إليك..أيقظني يا سيدي من غيبوبتي..أصحِني من سكرتي..أرشدني الى ضالتي...إليك.
النص لكاتبه ... /هاء
المعزوفة: مناجاة انثى, لرشا ناجح

أرشدني إليك

قصيدة قمر لِ: رياض الصالح الحسين
موسيقى : 
Surrendered.
*الى صديقتي : سيرين فضيلي 'هدية عيد ميلاد مبكرة'  *
كل ما قاله الراعي للجبل

و النهر للأشجار

و كل ما قاله الناس و ما لم يقولوه

في ساحات الرقص و المعارك

قلته لك

..

عن الفتاة التي تغنِّي في النافذة

و الحصى الذي يتكسَّر تحت عجلات القطار

و المقبرة التي تنام سعيدة منذ قرون

حدَّثتك

..

زهرة جسدي، كل صباح

أقطفها و ألقيها في الشارع

ليطأها القادة و الحكماء و اللصوص...

و زهرة جسدي، كل مساء

أجمع تويجاتها المفتَّتة لأجمعها لك

و أقول كل ما حدث لي

..

مرَّة بجانبك جلست و بكيت

كان قلبي حقل أرز محترق

و أصابعي تتدلَّى كألسنة الكلاب في الصيف

أردت أن أعَبِّرَ عنِّي بالحركات:

أن أكسرَ كأسًا

أن أفتحَ نافذةً

أنا أنام...

و ما استطعت

..

عمَّ أتحدَّث بعد ستة و عشرين عامًا

أو بعد ست و عشرين طلقة في الفراغ؟

لقد تعبت من الكلام و الديون و العمل

لكنِّي لم أتعب من الحريَّة

و ها أنذا أحلم بشيء واحد أو أكثر قليلاً:

أن تصير الكلمة خبزًا و عنبًا

طائرًا و سريرًا

و أن ألفَّ ذراعي اليسرى حول كتفك

و اليمنى حول كتف العالم

و أقول للقمر:

صَوِّرْنا!.

قمر -رياض الصالح الحسين

نص لِ: سمية زياني
موسيقى: خذلان - let down
'',,و كم هو مبهج لو تأبط الملاك الذي على كتفي هذا الكابوس و وضعه في غرفة " أضغاث أحلام " في السماوات .. و أدعو بيقين " يا الله اجعلني اختياره الأول " لئلا أضطر أن أذكر اسمه في دورة المياه .. بل على سجادة ..
يا الله ..
❤,,''

الخيار الأول لبشر ما

موسيقى : Down by the Beach
نص ل: مريم الأحمد
"في درس المبتدأ.. و الخبر..
كتبتُ.. الحقل أبيض..
استغربت المعلمة..
أجبتها.. إنه حقل القطن العائم تحت الثلج..
..
في درس الفاعل..
كتبتُ جملة..
نام القطار فوق الجسور..
استغربت المعلمة و سألت..
لمَ ينام؟
أجبتُ.. أتعبه أنين المسافات..
..
في درس المفعول به..
كتبتُ جملة..
تركت العصافير السنبلةَ الفارغة..
و سألتني المعلمة.. أين هي
تلك السنبلة.. ؟
قلتُ.. السنبلة قلبٌ لا يحب.
..
في درس المضاف إليه..
كتبتُ..
مجروحةٌ شمسُ النهار..
و النهار مضاف إليه.. و إلى كل الأشياء
التي تحفر مجراها.. في قلبي..
..
في درس حروف العطف..
تعلمت.. أن لا فرق بين “و” و ” أو”
و كتبت..
لا تقطع عنق الزهرة و السنبلة..
لا تقطع عنق الزهرة.. أو عنق السنبلة..
..
في درس العدد..
أخطأت كثيراً.. بالتذكير و التأنيث..
كتبتُ..
تشرق في سماء وجهي خمس نجمات..
و خمسة أقمار..
هل القمر مذكر؟
هل النجم مؤنث؟
كيف نعرف؟
كيف؟

..
في درس المفعول لأجله..
ليس لكل شيء غاية..
نموت حباً.. كرهاَ.. شوقاً.. برداً.. ؟
نختبئ جبناً.. حذراً.. خوفاً..
أو نموت هكذا بلا سبب..
نحيا بلا هدف!!
..
في درس الأسماء..
تعلمت..
أن سوريا اسم أعجمي..؟
ليلى/ صديقتي / اسم علم مؤنث..
مريم… اسم سرياني.. معناه الطهر.
..
في درس الممنوع من الصرف..
تهت..
و ضعت..
و أخطأت..
..
في جمع المذكر السالم.. لم يسلم
الذاهبون إلى الحرب ..
لم يسلم المحاربون ضد الشر..
استشهدوا.. كجمع نخيل.. كجمع ملائكة..
في جمع المؤنث السالم..
لم تسلم الجنازات.. و لا الساحات.. من الرصاص..
لم تسلم الغزالات من القنص..
و لا السماوات.. من الطعن..
…
في جمع التكسير..
تكسّر شملنا.. و حلمنا و عمرنا.. و عظمنا..
أصبحنا..
فقراء.. تعساء.. مجانين..
..
في جمع الجموع..
تفرّق الأحبة.. و العشاق..
كلٌ إلى دمه..
يفيض غربة و كربة.
..
بالنهاية..
بعد كل جهودي و تعبي.. في المدرسة..
نلت درجة متدنية.. و رسبت..
ربما لم تكن المعلمة تحبني..
ربما لأني غفوت في الحصة..
و حلمت..
أني شاعرة..
أجنحتي جمل بهية خلابة..
سمائي.. مبتدأ..
و قصائدي.. خبر.
"

مبتدأ و خبر

نص ل:  وئام غداس
موسيقى : خذلان
نص: 
منذ ما يزيد عن الخمسة أعوام (أو أكثر على ما أظن)، حذفني شاعر مغربي، وعندما سألته عن السبب، ظل يتأسف كثيرا قبل أن يقول: "لأنكِ تمنحينني طاقة سلبية." تقبلت جوابه الصريح هذا برحابة صدر شديدة، حتى أنه عندما عاد بعد شهور كثيرة ليسألني في رسالة إن كنت غاضبة منه، أجبته صادقة بأنني لست غاضبة بالمرة، وأني لا أكنّ له سوى كل محبة وتقدير. 

أتساءل الآن لماذا لم أغضب من الشاعر أو أكرهه؟ 
ببساطة لأنه علينا تقَبُّل حقيقة أننا من المستحيل أن نروق الجميع،
ليس من بين أدوارنا منح الآخرين شعورا جيدا، وليس علينا المعاناة من أجل أن يحِبَنا أيا كان،
لأن ذلك ليس بأيدينا، كل محاولة لفعل العكس هي محض هدر. هدرٌ للطاقة وللوقت وهدر لكل إمكانيةٍ في النظر إلى أن هناك في المقابل من نمنحه طاقة إيجابية،
من يحِبُنا بلا شرط، بمعرفة وأحيانا بلا معرفة، بل هنالك من أثّرنا فيهم إلى حد تغييرهم وتغيير حياتهم فقط ليتشبهوا بنا 
لأننا أقصى ما أملوا أن يُشبهوه،
عليك تقبّلُ أنك ستدخل مكانا وستقابل فيه غرباء، وما يحصل غالبا أن بعضهم سيرتاح لرؤيتك والبعض الآخر سينفر منك، وهو ما يحصل يوميا في الحياة، في علاقاتك العاطفية في عملك بينَ أصدقائَك وبين معارفك، بل وحتى داخل عائلتك!
أظنك عشتَ ذلك الشعورَ الذي يقول دوما أنك رغمًا عنك تفضّل أخاك فلان على الآخر، أو أختك هذه على أختك الأخرى، دعني أذكرك فقط أنك تعرف من المُفضَّل عند أبويك، وهو أمر قد لا يستوعبه عقل لكنه حقيقي،

الناس مختلفة، وليس أمامنا سوى التعامُلُ بمرونة وتسليمٍ مع هذا الإختلاف، لذلك لا أحد ليحبه الجميع، لا أحد ليكون مميزا وجميلا لدى كل من سيقابله، 
وليس في هذا أيّ مسٍّ من قيمتك،
لأن الناس ليسوا مرايا ليُمنَحَ انعكاسُنا ذات الصورة في كل مرة، الصورة في عيون الآخرين متحركةً على الدوام لذلك لا سبيل لحصرِها ولا مسكِها وبالتالي الحكمُ عليها.

أما السبب الثاني لتعاملي بهدوء ومحبة مع الشاعر، هي صراحته أيضا،
قال ليالكلمَةَ مثلما هي وكيفما كان يجب أن تكون، 
وقد كتبت كثيرا عن الكراهية النظيفة والمحبة القذرة، كتبت أيضا عما قاله ابن عربي عن الصدق "الصفة الجامعة للأخلاق"، لذلك عشت حياتي كاملة وسأعيش ما تبقى منها مكبرة من جاء ليقول لي أنه "لا يحبني" أو "لم يعد يحبني"،
محتَقِرةً كلَ منْ لمْ يمتَلِك شجاعَة فعلَ ذلك، فاضطرّ للتظاهر بالعكس (وهو أمر لطالما أفزعني)، 
إنها نفسُ الشجاعَةِ التي تعوزني اليوم لحذف أشخاص كثر انكشفوا لي أكثر مما يجب ورؤيتُهُم (حتى هنا على الفيسبوك) باتت تمنحني شعورا سيئا جدا، شعورا مبهما بالقرف، وآخرون لا أرتاح لهم تلقائيا وبلا سبب مباشر، آخرون لا أحبهم لأسباب تخصني لأنها تتعلق برؤيتي الخاصة للبشر وهكذا.. 
ولأنه اليوم العالمي للصحة النفسية، أريد أن أنبهكم إلى هبة الحذف (من حياتك أقصد)، 
هبة التخفف من كل ما صَبرنا عليْه، فأثقَلَ كواهلِنا واستَنزَفَنا بلا شفقة، حتى الأشجار تتخلص من زوائدها دوريا، 
لا أعرف لماذا على الإنسان أن يعيش بكل هذا الخوف إزاء ما قد يسقط منه؟

اليوم العالمي للصحة النفسية و العقلية -وئام غداس

نص ل: نسيمة الحاج
"
"نحن ننضج بشكل مباغت"
حين لا ندرك الرد المناسب، والجواب المناسب على أسئلة أو استفسارات أو فضفضة ليلية روتينية.. حين تصبح فجأة لا تَحتَمِلُ حديثًا، ولا تفتحُ نافذة دردشةٍ لمجرد إن هناك إِشعارا أحمر بجانبها.. حين تتوقف عن التعمق في العلاقات، وفي نوايا الحديثِ وَمَقاصده.. تتوقف عن إسداء النصائح، وعن الرغبة الدائمة في مدّ يد العون. ليس عن خِذلان وتَخَلّ، لكنك تُدرِك أن أبواب المساعدة محدودة، وأن أقصى ما يمكن أن تقدمه للٱخر أن تستمع له، ثم تحذف المحادثة.. لا أحد بحاجة لنصائحك! 
هكذا فجأة يتخلى المرءُ عن شكواه، عن حزنه جانبا، عن فضوله بشأن العلاقات، أو حتى بخصوص شؤون الناس العامة والخاصة.. أنت لا تدرك ذلك بغتة كما يحدث لك، إنما تدركه بتواتر المواقف. حين يَمرُّ زمن لا تجد في نفسك حرجًا من غيابك الطويل، حين لا تجد في نفسك حاجة للثرثرة الفاضية، فضلا عن الثرثرة التي كنتَ تعتبرها حبل الصداقة المتين قبل زمن! حين لا تجد أي ضربة لازمة للقيام بواجبات العلاقات الشكلية.. لا تجد في نفسك شيئا اتجاه شخص أو موقف، اتجاه نفسك لا تجد! 
حين تصبح تتظاهر بالنوم، ليس لتخفي دموعك، بل لأنك فعلا تريد التظاهر بالنوم لتنام، ليس إلا..

حين تبتسم مجاملة، ليس لأنك تدرك حقيقة الآخرين وتكتشف كذباتهم، بل لأن المجاملة نوع من أنواع التعامل اللبق.. 

حين تعتذر عن حضور المناسبات، ليس لرغبة منك في عزلة، وشعورِك بأنك وحيدٌ رغم الضّجيج -وإن كان هذا فعلا- بل لأن ألما في رجلك يمنعك من الذهاب، ليس إلاّ..

حين تقول للمُسيء بعد عمر حين يعتذر: لا بأس. وأنت تدرك أنه لحَقَك بَأسٌ وبُؤسٌ كثير، لكنك تقول لابأس، لأنه لا بأس فعلا.. ليس إلا. وهكذا! 

لا أعرف مسمى لهذا غير النضج، وإن لم يكن نضجا.. فأنت تدرك أنك ما بلغت هذه المرحلة، إلا بعد أن تجاوزت مراحل كثيرة، فقدت فيها شيئا من طمأنينتك اتجاه الأشخاص والعلاقات، وفقدت ثقتك بالكثير من المُسميات، 
وبكل مرة تحاول ترتيب قائمة الأولويات من جديد، تدرك أن نضجك كلفّك اعتيادا طويلا على الحزن حتى ألِفته، كلّفك تهوّرا في ردود أفعالك المرة بعد المرة.. ومزال يكلفك، فأنت تحاذر، ولا يُغني حذر عن قدر!

كل ما عليك فعله، أن تتقبل الإعتذارات، وتُقدّم أخرى للآخرين.. تغلِق باب منزلك مساء،
تطهو طعامًا يكفي لشخصين، ليس لأنك تنتظر أحدا، بل لأنك ستحتفظ بالوجبة لغداء اليوم التالي، التعَب الذي يصاحبك صباحا يمنعك من القيام بوجبة غَداء أخرى!

تبحث بكل مرة عن كتاب جيد جديد.. وما أكثر الكتب الجديدة، وما أندر الجيدة! تشرب القهوة، وأحيانا قليلة الشاي.. لتتفرغ للكتابة أو ربما للغسيل، ألا يكفي أنك راكمته لأسبوع.
وإذ كنت تعيش مع أهلك، سيملأ صراخ الأطفال المنزل، وصوت أمك تذكرك "أن تشقي على الطبخة"، ولا عجب أن تتشاركا جلسة نميمة أو حتى جلسة تخطيط لعُرس أخوك.. 
تمضي الحياة بهذا الشكل، بنحو معقد، وبِنَحو أبسط مرات أكثر.. يتغير كل ما حولنا، وتتغير بناءا عليه المواقف وردود الأفعال، سكوت القلب عن السؤال، وعن الإشتياق، وسكونه عن العِتاب والتبرير.. متى حدث هذا؟ يقول الصديق: بَغتة! 
فلا ترد أنت.. لأنك تعلم أنه لم يحدث بغتة! 
تود لو تصرخ، ولا تفعل. تود لو تشتم، ولا تفعل. لو تعدد الاسباب وتُذَكِّرهم بالمواقف والخِذلان، ولا تقدر.. ولا تفعل. 
لم يحدث بغتة، البتة، كان على مراحل، بطيئة تشبه الموت، تشبه طلوع الروح. 
حدث بشكل قاس، موجع، مؤذي.. كمن يتناقص وهجه ويخفت نوره بالتدريج.. حتى انطفأ. 
يقول صوت بعيد يردده الصدى: نحن ننضج بشكل مباغت.
يجيب صوت متهدج: نحن لا ننضج بغتة، بل نكتشف ذلك بغتة!

ويح النضج ما يفعل بنا..!
"

ويح النضج

موسيقى:
Lévon Minassian (Duduk) - They Have Taken The One I Love
+ Rain sound
رسالة انتحار فرجيينيا وولف :
"
Dearest,
I feel certain I am going mad again. I feel we can't go through another of those terrible times. And I shan't recover this time. I begin to hear voices, and I can't concentrate. So I am doing what seems the best thing to do. You have given me the greatest possible happiness. You have been in every way all that anyone could be. I don't think two people could have been happier till this terrible disease came. I can't fight any longer. I know that I am spoiling your life, that without me you could work. And you will I know. You see I can't even write this properly. I can't read. What I want to say is I owe all the happiness of my life to you. You have been entirely patient with me and incredibly good. I want to say that – everybody knows it. If anybody could have saved me it would have been you. Everything has gone from me but the certainty of your goodness. I can't go on spoiling your life any longer.
I don't think two people could have been happier than we have been.

عزيزي،
إنني متيقنة  بأنني سأجن مرة أخرى. لا أظن بأننا قادرين على الخوض في تلك الأوقات الرهيبة مرة أخرى، ولا أظن بأنني سأتعافى هذه المرة، لقد بدأت أسمع أصواتاَ وفقدت قدرتي على التركيز. لذا، سأفعل ما أراه مناسبًا. لقد أشعرتني بسعادة عظيمة وقد كنت كل ما يمكن لأي شخص أن يكون. لا أظن أن أي أحد قد شعر بسعادة غامرة كما شعرنا نحن الاثنين إلى أن حل بي هذا المرض الفظيع. لست قادرة على المقاومة بعد الآن. أعلم أنني أفسد حياتك وبدوني ستستطيع العمل. أنا متأكدة من ذلك، أترى؟ لا أستطيع حتى أن أكتب هذه الرسالة بشكل جيد، لا أستطيع أن أقرأ. جل ما أريد قوله هو أنني أدين لك بسعادتي. لقد كنت جيدًا معي  وصبوراَ علي. والجميع يعلم ذلك. لو كان بإمكان أحد ما أن ينقذني فسيكون أنت. فقدت كل شيء عدا يقيني بأنك شخص جيد. لا أستطيع المضي قدماً في تدمير حياتك بعد الآن.
لا أظن أن اثنين شعرا بالسعادة كما شعرنا بها
"

رسالة انتحار - فرجينيا وولف English/Arabic

نص ل: قيس العايب
موسيقى: Ara Dinkjian - Offering

احلام بروميثيوس

لا أعدوا قطعة من الكون ❤
أحب الكتب، النصوص الجميلة، الموسيقى، و بضعة امور اخرى...
A student for life

Malek Benzerga 🌻

Popular tracks