أرض سلام و موسيقي .. 
 زاد الخير ..


يونيو ٢٠٢٢ /

"أيُّها المارُّون بالأَراضي المُتعَبة ، أرِيحُوا الأرْواح المُنهكَة قليلاً فالتَّعب هنَا ليسَ وَسْمةَ عَار ولا ذنبًا إنّه بِدايةُ كُلِّ شيء حَقِيقِيّ .."

 ديسمبر ٢٠٢٢ /

                  .. أن تصِف الهوى و من تهوى! إنه لأمر صعب ، تخيل أن تكون مجرد ريشة على جناح طائر و يقولون صف لنا الطيران فلا أنت الطائر لتصف و لا أنت جناحه ..
لذلك نلجأ للأغاني .. نبحث فيها عن البعض من سحره و الكثير الكثير من روحه .. 
للموسيقى قدرة مدهشة على تقمص الأدوار الإنسانية و وصف الأحاسيس بدقة لكنها لم تنجح يوما أن تصبح أنت ، لم أجدك يوما في أغنية واحدة - رغم زعمي لذلك -.. 
كأن كل هذه الأغاني المحببة إلى قلبي تتكاتف و تتآزر لتمثلك ثم لا أجد فيها غير القليل منك ..

فبراير ٢٠٢٣ /

لكل الأمور سحرها لكن لا شيء يضاهي سحر ملاقاة عزيز ، تصبح كل الأمور فجأة منطقية جدا و عشوائية جدا لتلك الدرجة الحالمة .. وجه تخيلته طويلا تراه و قد بعثت فيه الدنيا روح الوجود و الحقيقة .. تنجو لوهلة من كل الشكوك و الظنون تتمسك بابتسامة و نظرة و طفولة لامتناهية ، كيف لشخص أن يكون بهذه الطفولة و الصفاء ؟ كيف أصبح أنا - الخائفة دوما - لا أخشى شيئا غير انتهاء لحظة يبتسم فيها ..

القاهرة ١٩ مارس ٢٠٢٣ / ١:٠٠ ص

أخاف و الخوف يخطفني ، أخاف وداع الدنيا المكتوب علينا لمحالة ، ذاك الوداع الذي يزرعك في مكان ما ثم يبعث بأوراقك مع الرياح بعيدا ..

القاهرة ٢٧ مارس ٢٠٢٣ / ٩:٠٥ م 
 
 آثار الأقدام باقية مهما تفانت الأيام في محوها .. لدي يقين بخلود الاثر فكل الشوارع تعج بخطى المارين بها ..
هانذا أرى خطوات حالمة تلمع من بعيد يخفف الحب من وطأتها و تزيدها الثقة رسوخا .. اثنين " أحلى زوز " يرجون السير طويلا دون توقف في طريق الحياة يدا بيد إلى آخر العمر ..
خطوات الأطفال الأولى في تعثرهم و ترددهم ، هكذا نحن لا نملك سوى يقين اللحظة و الشعور .. تماما كخطوات الأطفال الأولى يقين يشوبه تردد و حيرة و جهل بالمستقبل..

تونس مايو ٢٠٢٣ 

تمرّ الأيام ثقيلة جدا ، لا أدري كيف لكل هذه الصخور أن تعلق هنا .. وداع أحبة و صلوات متواصلة لبقاء آخرين .. توهان لا نهاية له كطفل يتخبط في مواجهة الموج لا ينقذه سوى نزع أبيه له انتزاعًا.
كيف يكبر الأصدقاء سريعا ؟ و كيف يمر الجميع و أنت جالس مكانك تنتظر مرورهم بمراويل مدرسية يغرقها الطبشور ..

١٨ يونيو ٢٠٢٣ / ١١:٥٣ م 

هناك عند الركن القصي الأخضر وراء المسجد ، يجلس الرجلان ، يكسي الشيب رأسيهما لكن ألفة واضحة تبدده بعيدا حتى خُيِّل إليّ لوهلة أنهما طفلان .. 
منذ انتهاء الصلاة يجلسان في نفس المكان ، أحاديث كثيرة و ضحكات مشتركة و بساطة لافتة أبعد ما تكون عن الإزعاج..
أتساءل بيني وبين نفسي : كيف للإنسان أن يكون بهذه الخفة ؟ 
كنت مقتنعة كل الاقتناع أن الدنيا ترمي بأحمالها علينا كلما تقدمنا في العمر حتى نصبح ثقالا لا يقوى الواحد منا على تحريك قلبه ، استفهمت كثيرا كيف ستغدو روحي في عمر الستين مثلا ..
يؤكد لي هذا المشهد اللطيف العابر أن الانسان خفيف دائما صحبة من يرتاح لهم قلبه ، يصبحون درعه من هذا العالم و أثقاله .. يؤكد لي المشهد أن الانسان هو اختياراته ، الدنيا قد تخرج عن حيلتنا و لا طاقة لنا بها فكلها مقادير تجري ، لكن الرفقة التي نختارها هي التي تحدد حقيقة مدى سعادتنا أو شقائنا ..

٢٨ يونيو ٢٠٢٣ / ٧:٤٧ م 

الجميع هنا من أجل غاية واحدة ، الحب ..
هناك من يبحث عن أغاني تبادله الحب و هناك من يبحث عن حبه في الأغاني ، لا يهم لأي صنف تنتمي الأهم أن تبقى مخلصا لنوع الحب الذي تهوى .. 
و تماما كالبشر تلعب الأغنيات على وتر حساس فتجرحنا أحيانا ثم تعود لتفرحنا و تبكينا و تضنينا شوقا لسماعها ، يصنع البشر الموسيقى فتصنعهم و تشكلهم كيف شاءت دون قوالب و خارج القوالب الصماء .. تجعلهم الموسيقى أحياء دون وعاء الجسد كأنها بالضبط تنتزع روحك بعنف لتعيش مرات عديدة لا مرة واحدة .

٢٤ نوفمبر ٢٠٢٣ / ٣:٤٤ م 

أنت هنا ، رأسي على كتفك ، هكذا بالضبط أريدها أن تمضي السنين ..
من وجودك تُخلق كل المعاني الحقيقيّة في الحياة : سكينة و رفق و رفقة و ونس ، كل السعادة ، كل الأمان ..
أتكئ عليك بكل حملي رغم يقيني بأنك تحمل من الدنيا ما يكفي ، تحمل رأسي الثقيل كأنه جزء منك .. يتماهى حزني و حزنك و ثقلي و ثقلك فيصبحان سرابا ، تحل الراحة مكانهما - لن أقول سعادة - بل هي الراحة التي يتمناها المريدون في الجنة .. كأن رفقتك جنة الأرض قبل جنة السماء .. سبحان من جعلك أرضا طيبة ترمم خيباتي و تحضنها بحنو و رفق رغم ما بها من شقوق حتى تغدو ملساء رابية ، سبحان من اختارك بحكمته التي لا تنتهي لتكون لي هذا الكتف الذي يحمل رأسي من الدنيا ..

Mariem Trabelsi