"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ"

"رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ"

"وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"

آسف يارفيقي لأنني لم أعْد ذلك الشخصَ الذي دعوّتَهُ بالمحارب يومًا ما.
اليوم وبعد نظرةٍ مُطولةٍ في المرآة لم أرى سِوى شخصًا ناجيًا،حتى أنني لم أستطيعَ النظرَ إلى عَينيه دُون الشعور بالخذلانِ دَاخلي،لم أرى سِوى شَبحًا للشخصِ الذي اعتدتُ أن أكونَه،ومع ذلك يَبدو عَلي السكون من الخارج،سُكون يُشبه الجيفَة الراكدة،والعجيب في الأمر هو مايوجد دَاخلي....كل مايوجد هو الفراغ.
رُبما تِلك المعاركَ التي كانت تدور دَاخلي وتؤرقني كانت في نهاية الأمر تُؤنسني،مَعاركٌ اتّضح لي في النهاية أنني لم أكن خاسرًا فيها أبدًا،حتى لو كانت النتيجة انتصارَ جزءٍ مني على جزءٍ مني، وأفكارًا تَارةً تَصرَعُني وتارةً أصرعها،وأماني كثيرةٌ،لا علاقة لها بالأخرى،أنسِجُها بِدافع الحُلم بِمنأى عن الواقع،وأبوابٌ تَطُلُ عَلى مَكْنونَاتٍ كثيرة،كُلّ مَكْنُونٍ حكاياتٍ كثيرةٍ،هزائمٌ وانتصارات،جَبرٌ وانكسار،خُذلانٌ ومُؤازَرة،هُروبٌ ومطاردة إلى أن تَنقطعَ أنفاسي رغم استلقائي أنظر إلى سَقف الغرفة....ومع ذلك لا يوجد سِوى الفراغ.
أَنا تَائهٌ يارفيقي وُيَكادُ يَنفجَرَ عَقْلي منْ التساؤل لِما آلت الأُمُور إلى هَذا الحدَ،ماذا أصنع! أسمعُ جزءًا مِني يُنادِي عَلي بأعلى الصوتِ كَي أَنجِدَهُ،وأَخشى أن أشعرَ بالانكسارِ دَاخِلي لِأنني أَقِفُ مَكتُوفَ الأيدي أو أتجاهله.
لا أدري لما تذكرت رَائحة اليَاسمين الآن،كأنني أَقف أمامَها كما اعْتَدتُ بعد فجرِ لَيلٍ طَويل،وأنا خارجًا مِنه مُنتصرًا بعد عَناءٍ كَبير، بالمناسبة تِلك الشجرة يَبُستْ إلى مَايَقرُب من الرَبيعين،ولكن صَارعت الفناء،وعَادت للحياةِ من جَديد،والغريب أنها أزهرت في غَيرِ مَوسِمها وكأنها تُكلل نَفسها على ذلك،والدتي قالت:"أن الحبَ هو ما أعادها للحياة."تَعجّبتُ من الأمر،ولكن حُب والدتي وإعتنائها بتلك الشجرة هو ما أعادها للحياة.
في نِهاية الأمر،ربما أنا آسفًا،آسفًا عَلى نَفسي لِأنني لم أُعطيها الوقت الكافي للشفاء،آسفًا لأنني لَم أُحِب نَفسي بالقدر الكافي.

آسف يارفيقي

"تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا"

من قيام ليلة الثلاثين من رمضان 1445هجريا.

دعاء آخر ليلة من رمضان١٤٤٥ه‍

اجلس وسَامِرَنِي

كنتُ هنا أنا والليل.

{ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ }

فجر جمعة،٢٤ ربيع أول ١٤٤٦ه‍

دعاء قيام ٧ رمضان ١٤٤٦ه‍

تِيا

تِيا.

الخاطرة الأولى من سلسلة "أي سيدتي"

أي سيدتي 1

نَخسرُ فقط في اللحظةِ التي نَتوقف فيها عن القتال.

ولادة جديدة.

استيقاظ والدي فجراً استعداداً ليوم عملٍ آخر،بالرغم من العُمرِ والتعب الذي نَال من ملامِحَه...هذه فكرة، أصواتُ الناس المُتسارعة إلى المخابز في السادسة صَباحاً...هذه فكرة،أصوات العصافير المُضطَرِبة خارج نافذة غرفتي مُعلنة عن بداية يومٍ جديدٍ...هذه فكرة، هذه فكرة،وهذه فكرة...ولمَّ فكرة أنني قضيت لَيلي ساكناً في مكاني أُقلب في هاتفي....تُشعرني بالوحدة!
أَنْتَهي من فكرة،تُواتيني فكرة عن فكرة أُخرى، أُحاول كالمجنون الهروب من فِكَري تلك لِيَنتهي بي الحال أَدور في حلقة مُغلقة،ولمَّ العَالَم حَولي كالقطار السريع...لقد توقفت فقط من أجل التقاط أنفاسي!
وما شَأني بالناس والعالم،لمَّ أَبتغي عمل الأعمار في عمرٍ واحد،ولمَّ أنا سبب كُل تلك الهموم والأحزان التي ألمت بي...ولمَّ أطلب في كوني الصغير ماليس فيه!
سَنموت! هذه فكرة..الجميع يَموت،ولكن جلّ ما يُحزِنُنِي هو أن يقع معنى موتي في شيءٍ أفنيتُ عُمري سَعياً ورائه.
آسف حقاً،أنا لا أفهم نفسي وهذا يجعلني غريباً بعض الشيء ،ولكن ليس غريباً أن أتمنى أن أكون فارغاً من الداخل،أو جاهلاً..جاهلاً كطفل تَجعله فكرة أنه عندما يَبلُغ العشرين لن يكون مُضطراً للاستيقاظ في السابعة صباحاً للذهاب للمدرسة تصنع بشاشته الدائمة.
بعض الفِكَر كانت في بدايتها جميلة للغاية،تُضَاهي في جَمالِها سِنَةَ النوم الرائعة بالرغم من كَونها لحظة،أو أنها في الأصل كانت إحدى ألاعيب العقل لِيُصْرِفُنا عن بشاعتها كتخيل الغريق مُفكراً في صيد سمكة رآها!
إنها لفكرة مضحكة حقاً...فكرة مضحكة أن نعيش في شِبه رِواية خيالية.

فِكْرة.

كل ما سَيُعرض هنا نتاج قلمي،
طبيب بشري,
zamalek.

Mohammed Abozied

Popular tracks