تداعِ... شعر لمحمد هشام

الهروب عبر ثقب صغير.. شعر لمحمد هشام

مقتطفات من رواية (أيام الإنسان السبعة) لعبد الحكيم قاسم (١).. بصوت محمد هشام

مشهد تنقصه الحبكة.. شعر لمحمد هشام

مقتطفات من رواية "أيام الإنسان السبعة" لعبد الحكيم قاسم (٢) بصوت محمد هشام

مجد البيجو ٥٠٤.. بودكاست "ذكريات مربكة". مع محمد هشام

إنه صوت سعاد حسني أو السندريلا أو لوليتا، كما تحب الناس أن تسميها، صوت يخبئ حزنه في بهجته، إنها تقدم للجمهور عبد الحليم حافظ، تقدمه وكأنها تقول له "استمعوا إلى هذا الرجل، الذي أحبه جميع سكان كوكب الزهرة، كوكب النساء".

إليكم سيرة من سير الجمال والحب أرويها لكم في بودكاست «ذكريات مربكة»، أنا محمد هشام.



حليم من "الزهرة" وسعاد من "المريخ".. بودكاست "ذكريات مربكة" مع محمد هشام

لا مفر


الدخانُ الذي يتعارك في الصدرِ
كان احتفالَ شواءٍ لعظمي
وبعضِ جذوعٍ نجتْ من حريق الإله












ومرَّ الرعاة
فسالَ لُعابُ شهيّتهم

واستراح الرجالُ
فأطعمتهمْ
وعصرتُ نُخاعي
سَقَيْتُهمُ لذةً لا تُرى في النبيذِ











وكان العراءُ -تمامًا كما شاءه اللهُ-
نَمْلاً يُداهم أرضًا مُجَرَّحةً بالمناجلِ
ثم يُحَمِّل منها على الظَّهرِ 
ما حصدتهُ الحِرابُ من الحرث والنسلِ
ثم يعود
يُضاجع أعضاءه في جحورِ الشتاء
-تمامًا كما شاءه الله-











طالت على العشب قيلولةُ القوم
ثم أفاقوا
وقالوا: 
"الدخانُ الذي يتصاعدُ من صدرهِ يحجبُ الشمسَ
                             يصنع ظلاًّ جميلاً
  هنا نبتني مُدنًا وتُخومًا ونرشو سيوفَ الملائكِ
                           نحتلبُ الأرضَ
         حتى إذا اكتمل الصَّرحُ
         نُطفئ هذا الدخانَ بملحِ الحَنُوطِ
         ونحشرُ في ذلك الصدرِ صخرًا"







وكنتُ بجانبهم وسمعتُ الذي قيلَ
..
أهربُ؟
أم أتكحَّلُ بالنار أكثرَ؟
أُخفي هضابي
وأدهُنُ وجهيَ بالزيت
أردمُ عينيَّ بالعشب؟
أسفحُ أوردتي فتهبُّ السيولُ بطوفانها
وهنالك لن يستطيعوا صعودي؟!
....
....
....







هُم الآن حولي
أعدادُهم كالرّمالِ
وحفلُ الشواءِ بصدري يثيرُ الغرائزَ
..
ما من مفرّ!

لا مفر.. شعر لمحمد هشام

جريمةٌ.. والفاعلُ ليس مجهولاً
إلى/ أبي العلاء المعرّي
......................
ذنبُ المادةِ أم ذنبُ أبي؟!
..
..











لكني حاولتُ 

ومرَّرتُ كلامي السريَّ على النارِ
فلَمْ تُبْصِرْ عيني غيرَ الأشباحِ

وأوقدتُ على الطّينِ
فما بلغتْ يُمنايَ الدفءَ

أَتيتُ.. 
ولحمي مرصودٌ
       وجناياتٌ تعبثُ في ذاكرتي








والمادةُ تتَخلَّقُ
عُنْصُرُها يَعْوي
يُخرِجُ بُؤساءَ كثيرينَ 
وجبَّارينَ

الآباءُ يعيثونَ على الأرضِ
سوائلُهمْ تجري أنهارًا
تُخرجُ للأفْقِ ثعابينَ
اللدْغَةُ لا مَصْلَ لها










وخطاياهمْ لن تَغفرَها الأرضُ
ولا الحيوانُ
/ الطيرُ

ولن يحجُبَها طولُ الخَرَساناتِ
ولا فزَعُ الكِمياءِ

ولن يَنساها خَشَبُ الصُّلبانِ المنحورُ من البستانِ
حديدُ القضبانِ المغْلَقُ رغمًا عَنْهُ








أنا روحٌ تَذبُلُ
جِسْمٌ مَنحولٌ..

لستُ مُخلِّصَ هذا الكونِ
ولا أملكُ سيفًا يضربُ جَدْوَلَةَ المادةِ
أو يقطعُ نسلَ الآباء!

جريمة والفاعل ليس مجهولا.. شعر لمحمد هشام

تحت الجلد
...
1
أتملَّاني:
كلُّ نسيج في جسدي يكتمُ سرًّا
يُخفي طُرقاتٍ تركض فيها العرباتُ
وتندقُّ عليها قضبانٌ
كلُّ نسيجٍ لعنة..
...
أُغْوِي أنسجتي 
وأصبُّ لها من قلبي
أسترِقُ السمعَ لسكْرتها حتى تُنبئَني
لكنْ
تبقَى مُبهمةً ومُغَلَّقةَ الأبوابِ عَلَيّْ




2
لا ضَوْءَ ولا حيَّ هنالكَ في الخارجِ
فاقنعْ ببقائكَ: قالت أنسجتي،
ظُلماتكَ تبدأُ من موضع رِجلكَ 
ناسُكَ بصقوا في أُخدودِ الشارع
صنعوا نهرًا
تطفو أَعلاهُ الأجسادُ 
وأسماكُ الله 
وأوراقُ الشعراء 
وصرخاتٌ







هل تحلمُ بالطيران؟
_ظمئتُ
وكُلِّي يتخشَّبُ
 وعفاريتٌ تثقبُ رأسي 
وعِصِيُّ الدَّجَّال تطاردها في أطرافي
فتعيثُ بذاكرتي أكثرَ 
وتُفرِّغُ أحشائي
لا تَخرُجُ حتى من قدميّْ













3
لمَ جئتُ؟
سألتُ
وأمسكتُ حديدَ الجسرِ الأخضرِ
-سوفَ تظلُّ.. وتفنى أنسجتي
سيُعيدونَ دِهانَكَ بعد سنينَ،
وينحلُّ كلامي في الأفواهِ سريعًا
ينمو بعناقيدِ الأحرف فِطْرُ النسيانِ

أنا أم أنتَ جديرٌ بالميلادِ 
وبالروحِ وبالأعضاءِ 
وبالتكوين الحيْ؟



4
لا معنًى تحتكَ 
أو خارجكَ
سَميكٌ أنتَ 
وتكسوكَ شُعيْراتٌ لن تمنحكَ الدفءَ
أنا أسبحُ بينكَ والدمِّ
أُخلْخلُ بعضَ فراغاتٍ بينكما
تتَّسعُ لذاتي المطمورةِ
أو حتى إبرِ مضاداتِ الآلام


عليكَ تحدَّرَ مَسْكوبُ الدمعِ
ومنكَ تفجَّرَ مِلحُ الماء
على مَنْ فيكَ تنزَّلَ مَنْطوقٌ كالشهوةِ والسُّمِّ معًا







لا معنًى..
لا أبصرُني..
الجلدُ يحاصرني..
تنعقدُ الأغلالُ
خواءٌ
من؟ ومتى؟ كيفَ؟ إلى أين؟
..
أنا لا أدري

mohammed hesham

Popular tracks