ملوش اسم

Art: Roberto Ferri - Santa Rosalia
Music: https://soundcloud.app.goo.gl/7x59n
https://soundcloud.app.goo.gl/bwrNj

النص:
بداخلي عدة شخصيات يمكنها التكيف مع كل موقف، يمكنك القول أنني أعطي لكل حدث طريقته التي يجب أن يُعاش بها.
مثلًا، عندما تكون الغرفة مظلمة ولم تعتد  عينيّ الظلام بعد، أُغمضهما، كأنني أزيد الظلمة فأتحول إلى شخصٍ فقد بصره، وأستخدم يديّ في إدراك ماهية الأشياء من حولي، فأُحدد مكان الكُرسيّ بجوار السرير، وأُحدد ملمس الغطاء وأصعد إلى سريري بكل هدوء.. لو أنني لم أفعل ذلك لتعثرتُ وسقطت على وجهي في الظلام بكل تأكيد.

في المرة الأولى التي غادرتَ فيها، عدتُ لتناول المُهدئات التي كنتُ قد أوقفتُها بمساعدتِك. كانت الشيء الوحيد الذي يقضي على عقلي ويوقفه عن التفكير وعن البكاء كأُمٍ فقدتْ جنينها قبل أن تراه بعد أن انتظرته طويلًا.

في المرة الثانية التي غادرتَ فيها، تحسستُ الوسادة بجواري، كأنني أتقفى أثرك، تحولتُ إلى امرأة غادرها الرجل الوحيد الذي ائتمنته وعاشت معه تحت سقفٍ واحد لسنوات، ثم دفنتُ وجهي بالوسادة وبكيتُ حتى كدتُ أختنق.
وعند السادسة صباحًا، ارتديتُ ملابسي وتكحلتُ وذهبتُ إلى العمل، وفي التاسعة مساءً كنتُ على سريري أُكمل وصلة البكاء كأنني لم أنتَهِ بَعد.

في المرة الثالثة التي غادرتَ فيها، خرجتُ من السابعة صباحًا وطفتُ المدينة كلها على قدمي حتى العاشرة مساءً، لم أهدأ ولم تؤلمني قدمي.

في المرة الرابعة التي غادرتَ فيها، خرجتُ إلى الشُرفة وضحكتُ بصوتٍ عالٍ، حتى استيقظت چارتي قائلة: لا أعلم من أي مُستشفى عقلي أتت هذه المخبولة!

في المرة الخامسة التي غادرتَ فيها...
أنا في المرة الخامسة الآن، ولم يعد لديّ ما يُفعَل حيال ذلك، وإنّ أسوأ ما يُمكن أن تَمُر به أن تفقد رد الفعل أمام الأمور السيئة التي تحدث لَك، أو تتوقف عن توقع ردود أفعالك.

إنها طريقتُك غير المهذبة في الرحيل دائمًا، ففي كل مرة أُظلِمُ حياتي وأقول أنّك نَچمٌ يُضيئُها، ثم تنظر حولك وأنتَ تعرف مَدى صِدقي، لكن بكل أنانية تُقرر المغادرة.
هذه المرة تهتَّكَتْ أطرافي ولم يَعد يُلائِمُها التَمَسّكُ بِيَدِك.
هذه المرة بُحَّ صوتي، فحتى لو ناديتُ باسمك لتبقى لن تَسمعني.
هذه المرة لا دموع لديّ حتى لأبكي غيابَك.
ماذا تنتظر من قلبٍ أكلَه الغياب؟!
من اليوم، أنا لا نچوم لديّ،
أنا نچمي الوحيد.

الأخير: من اليوم، أنا نچمي الوحيد-VIVRE.

سنتين كده | شادي محمد

وَهْم(Illusion)

جالسٌ هو على مقعدٍ خشبيّ بالمقهىٰ
مُتكِئًا على دُخَانِ سجائِرِهِ التي تهوِي به إلى اللا شيءِ
ينظرُ إلى المشاةِ العابرينَ متسائلًا ..
تُرىٰ هلْ يقومونَ بِعَدّ خطواتِهِم ، أو ينتبهونَ لِما تساقطَ منهم من ذكرياتٍ تناسوها ، لكنها أبكت حجارةَ الرصيفِ ؟!
يُشعِلُ سيجارةً ثم يقولُ إلى ذاتهِ المثكولةِ :
ليتني كعمودِ الإنارةِ ذاكَ ، لا يخيفُني الليلُ ولا تزعجني شمسُ الصباحِ ...

مُعتكِفةٌ هي في محرابِ حزنِها
تصلي صلاةَ الغيابِ
مارةٌ على دروبِ أيامِها الماضيةِ 
ناظرةٌ إلى إنعكاسِ صورتِها بالمرآةِ
فتبتسمُ و قد فرَّت دمعةٌ من عينيْها قائلةً :
كم تغيرتِ يا أنا ؟!
فتفتحُ شِباكَها ناظرةً على خيبتِها متسائلةً ...
تُرىٰ هل أكونُ قويةً يومًا كعمودِ الإنارةِ البعيدِ
لا يهمني بردُ الشتاءِ ، ولا تحرقني حرارةُ الصيفِ ؟! 

ينظرُ هو إلى شِباكِها خِلسةً و يقولُ :
ماذا لو كنتُ كالفتاةِ الجميلةِ تلكَ
ماذا سيشغَلُني سِوى جديلَتي التي تداعبُ جبينَ الليلِ فينامُ و أنامُ ؟!
تنظُرُ هي إلي دُخانِ سجائرِهِ خِلسةً و تقولُ :
لو كُنتُ كالشابِّ الوسيمِ هناكَ ماذا سيشغَلُني
سِوى مطاردةِ الليلِ و فتاةٍ تُنسيني التي قبلَها ؟!
يَلمحُها و تلمحُه فَيُبصرانِ عَبْرَةً تلألأتْ في عينِ كلٍ منهما
حينَ مرتْ نجمةٌ عابرةٌ في السماءِ
يبتسمانِ على خيبتِهما و يرددانِ :
" ليتنا كَـ عمودِ الإنارةِ الوحيدِ "

أما أنا ، كُنتُ غارقًا في اللاشيءِ كالشابِ
و تحيطُني هالةُ الخيبةِ كالفتاةِ،
مَحنِيَّ العُنقِ أراقبُ الذكرياتِ التي أبكتْ الأرصفةَ
حين سقطْتُ من المارينَ سهوًا
فأنطفئُ و أخِّرُ على الأرضِ هامدًا
لَربما يدركانِ أن الأشياءَ تموتُ كما البشرِ
و أنهما لم يحسداني على شيءٍ
سِوىٰ أنني :
" عمودُ الإنارةِ الوحيدِ

عمود الإنارة الوحيد لـ " احمد سالم " | سماء الأشقر

لأنك أنتْ

لغة الضاد (كلمات هند رؤوف إلقاء ندى وليد)

هو احنا ليه بنخاف نقول اننا بنخاف؟

حسنًا.. يبدو أنه لا مفر 
دعني أُسمعك عزيزي القابع في أطراف حجرتك حديث فتايّ الصاخب دون خجل فلربما هو فتاكَ أيضًا
فعلى ما يبدو أن صيحات ذلك الفتى أصبحت توقظ الجيران قبل صياح ديك جاري أحمد..
دائمًا ما كان يتأفف ضجرًا عندما أناديه بالفتى؛ صوته رخيم فقد جاوز الخمسين من عمره بين أقرانه وللحق فإنه في صحيفة الأحوال يحبو على مشارف العقد الثالث، مزاحه ثقيل.. لا يعجبه العجب، ذو كبرٍ لو كان في الجاهلية لأبى الدخول في الإسلام أو أقله لأمسك زمام قريش ونافس أبا جهل
لا ينفك عن كثرة الحديث ليلًا أما دون ذلك فهو أثير الصمت دون منازع
دعني أحدثك بما قد يتأفف منه المرء أو أقله ما قد يثير حنق فتاهُ في تلك السنين المسماة بريعان الشباب 
أذكر عندما جالسني في موقف الحافلات في نهاية العام المنصرم دون سابق إنذار وللحق لم أعتد قدومه في مثل تلك الأوقات الصباحية الماطرة إلا لأمر جلل
نظر إليّ بكل سكينة بادلته إياها بصوت احتسائي لذلك الفنجان الصاخب من القهوة فقد كانت تزعجه، أشعلت تلك السيجارة رغم أني قد وعدته بالاقلاع.. لكنّي أعلم ما هو آت
صمت برهة ثم قال: أعتقدتُ أن تلك السنة قد ولت بخيبات أملها دون رجعة، تلك الحفنة من الأحداث والأشخاص تبدو أنها قد مرت مرور الشهب، بِيدَ أنها قد مرت عليك مثل القاطرة دون أن تتألم، يا تُرى ما هو السر؟!
يبدو أنه نضوجك ويح أنه قد ظهر بعض الشيء، لكن ما ظنك فيما هو آت؟ قد سئمت مكوثي هنا.
لم أنبس ببضع شفاه..
أطنب: يبدو أنك تنكر في كثير من الأحيان فضلي عليك؛ لكن ما حيلتي؟! لقد جعلتني أسابق الزمن خوفًا من قلبك المهترئ قبل أن يودي بك ، تذكر ذلك الصديق الذي خانك؟ والشقراء التي جعلت من قلبك ورقة من فئة الجنيه الواحد بنظرة؟! 
أتذكر كم مرة أقلقتك من ذلك الحب وجعلته أخر ما يرِد على مجرى خواطرك رغم اشتياقك له؟
أتذكر شقراء الشعر تلك؟ لا لا لا فهي لم تعجبني

أووه انتظر! أتذكر تلك المرة التي وبّخك فيها والدك بين الجموع؛ لكنّي حبستُ دمعك كي لا تصيح كالطفل 

ربما تذكر الفتية الذين أردت أن تصبح منهم لكنني ضجرت من ترهاتهم، أما لك هذا .. تعست

جعلتك تحب الوحدة رغم كثرة أقرانك والحق إنهم لمضجرون .. أوووه عديم الثقة في النفس ذاك
دعني أذكرك ب...

استقطعته متبسمًا ثم قلت: أعلم أني قد تحاملت عليك كثيرًا هذه الأعوام، لا أنكر فضل جبايتك عليّ، فكم مرة أنقذتني دون عتاب عليّ؛ لكن.. كم مرة جعلتني أبكي طوال الليالي حتى أني لا أجد الآن ما أبكيه!
نعم.. كنت من تنغص عليّ لياليّ عند تمام الثانية عشر؛ لكني أحتاجك صدقني
يبدو أنك تحتاج بعض الراحة؛ لن أتعبك هذا العام مرة أخرى لكن عدني أن ترأف بحالي ولك بالمثل


اعتلت على وجهه ابتسامة مثل الأطفال يعتريها بعض العُجْب ثم قال:حسنا.. لكن كن حذرا ليس لي دخل بتلك الفتاة الشقراء مرة أخرى ولا تنظر لتلك المرآة المكسورة؛ فهي تجعلك قبيحًا.
انصرف..

انهيت سيجارتي وقهوتي ثم مكثتُ.. نظرت لتلك الغيمة الهائمة، المطر يسيل على جانبيّ .. لقد كذبتُ عليه وهو يعلم، فكلانا يعلم ما هو آت.. لكنه فتايّ! ما عسى أن يفعل الأب بفتاه
لم أحصي مرات تكرار هذا الحوار،لقد أصبحت عادتنا
واا أسفاه،، ما زلتُ أحمق كذلك الطفل الذي يظن في كثير من الأحيان أنه قادر على الإفلات من العقاب عند اختلاسه بعض الحلوى وهو يعلم أنه قد يصاب بداء السكري

أووه كم أنا طفل مشاغب! والحق أني لم أعد أفرق بين الزمان والمكان في كثير من الأحيان فلم أدرس النسبية قط!

 لست سوى عشريني طائش يشعر أن ذلك الفتى القابع بين حاجبيه يود دائمًا أن يكون في عزلة عن العالم، لا يريد سوى الثأر..
وبعضه طفل رضيع لا يريد سوى أن تحنو عليه تلك الفتاة الشقراء التي لا وجود لها في الأصل أما عن مرآتي المكسورة تلك! فهي سليمة.. لكنه يراني هكذا لا يتوقف عن مضاجعة تلك الأفكار صباح مساء ونتاج ذلك الحرام.. هو صداع يصارعني أو مقلة تكاد تنفل من رأسي..
ويحًا لك يا عقلي.

وَهْم(Illusion)

Mona Fares

Recent comments

sara younis

Mahmoud Essam

M.Seif

Esraa Eissa

Related tracks