في البدء | نشيد الصعاليك | محمّد عبدالباري

"الحمامة"
راهنتُ قالَ لي الرهانُ: ستربحُ فلمحتُ في الأنواءِ ما لا يُلمحُ
سفرٌ وجوديٌ،و(موسى) طاعنٌ في البحرِ و(الخضرُ) البعيدُ يلوّحُ
سفرٌ شفاهيٌ،تقولُ نبوءةٌ للنفرّي(: إذا كتبتَ ستشطحُ) 
سفرٌ بلا معنى، فكيفَ تدفقتْ هذي الشروحُ وأنتِ ما لا يُشرحُ ؟!
ضاقت بكِ اللغةُ القديمةُ مثلما بالمسرحيةِ قد يضيقُ المسرحُ
عيناكِ... ما أرجوحتان على المدى قالتْ لكل المتعبينَ: تأرجحوا ؟!
المطلقُ الممتدُ في حُزنيهما من كلِ أعراسِ الفصاحةِ أفصحُ
تختارُني الأبوابُ كي أخلو بها والبابُ بعد البابِ باسمكِ يُفتحُ
لم اسأل الكُهانَ عنكِ منحتُهم ظلي ورحتُ إلى القداسةِ أسبحُ
ودخلتُ للثمر الحرامِ ألمُه والسادنُ الأعمى ورائيَ ينبحُ
بايعتُ فيكِ فكيفَ لا يجري دمي ؟! وسكِرتُ منكِ فكيف لا أترنحُ ؟!
أنا آخرُ الشهداءِ جئتُكِ قطرةً من بعدها هذا الإناءُ سينضحُ
مطرُ القرابين استدارَ وقد جرى بدمِ الملائكةِ الصغارِ المذبحُ
صعدَ الحواريونَ خلفَ مسيحِهم ورنوا إليكِ من السماء ولوّحوا
وتفتحوا في ضوءِ آخر نجمةٍ في العشقِ ما يكفي لكي يتفتحوا
جُرحوا فقلتُ: إليّ قالوا : لا تخف. لن يكبُرَ العشاقُ حتى يُجرحوا !
سنزحزحُ الليلَ المعلقّ ريثما نغتالُه والليلُ قد يتزحزحُ
سنمرُ بالتاريخِ مرَ غمامةٍ سالتْ على الراعي الذي لا يسرحُ
سنكونُ أولَ ما نكونُ رصاصةً بيضاءَ تومضُ في الجهاتِ وتمرحُ
سنظلُ في (جبلِ الرماةِ) فخلفنا صوتُ النبيّ يُهزُنا : لا تبرحوا

الحمامة - راهنت - محمد عبدالباري

محمد عبد الباري - إلى واهمة

محمد عبد الباري - كأنك لم

محمد عبد الباري - تناص مع سماء سابعة - ريحة البُن

محمد عبد الباري - الأصدقاء - ريحة البُن

محمد عبد الباري - شكلٌ أولٌ للوجد.

قرأ الشاعر محمد عبدالباري قصيدته "هوامش ليلة الدمّ" في أمسيةٍ شعرية أقيمت في أسطنبول ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب العربي الأوّل هناك (خلال الفترة ما بين 6 -15 نوفمبر 2015م). 

هوامش ليلة الدمّ:

السلام على الأرض:
حيث الجميعُ يخونُ الجميعَ
وحيث البلاد تضيق علينا
لتستوعبَ الأضرحة

السلام على هوّة في السماءِ:
تقللُ من ثقة الصقرِ بالأجنحة

السلامُ على غفلةٍ في الدروايشِ
موجزُها الأبديُ:
“لكي تصلح الأمرَ .. يكفيك أن تحملَ المسبحة”

السلامُ على العسكر الوادعينَ:
يحيّوننا بالرصاص وبالغازِ
يعطوننا دورةً في احترام البساطير والأسلحة

السلامُ على لحيةٍ لا تردُ السلامَ عليّ
سأعذرُها
فهي مشغولةٌ باتباع الدليل “إلى الشيك ذي الرقم الفلكي”
ومشغولةٌ بالتحققِ من كل نصٍ يؤكدُ شرعيةَ المذبحة

السلامُ على الحبرِ والوسخِ الصحفي:
سيحشو المثقفُ غليونه بالأكاذيبِ
يحلقُ شاربَه “بعدَ ذمتِه”
ثم يكتبُ ألفَ كتابٍ يوثقُ فيها مسيرته في التذبذبِ والأرجحة

السلامُ على القصر:
موسى سيكبرُ فيه
وفرعون لن يستطيعَ – وقد أمر الجند والقابلات بذبحِ المواليدِ- أن يذبحه

السلامُ على آخر الصاعدين إلى الله:
إن سبحته ملائكةٌ بتراتيلها
فهو بالدمِ قد سبّحه.

المصدر الأصلي للقصيدة:
https://youtu.be/hASlIZSXDIs

هوامش ليلة الدمّ - محمد عبدالباري

قالَ الغريبُ لنفسه:
لا شيءَ يُشْبهُني سوى هذا القطار

هوَ في البدايةِ يرفعُ اليدَ بالدّخانِ مُلَوِّحاً
أنا في البدايةِ
أرفعُ اليد كي أُلوِّحَ للدُّخان

هو لا يرى إلّا طريقاً واحداً لا غيرَ يصلُحُ للرّحيل
أنا المصابُ بكُلِّ ما في الأرضِ
من ضيق التنفُّس
لم يزل يَنتابُني
جرّاء نقصٍ فادحٍ في الالتفات
وفي التوقع والخيال

هو وِجهَةٌ مكتوبَةٌ سلفاً
أنا جَبْريَةٌ لم تَنفَتحْ أبداً على التأويل

هو في المحطّات التي
تكْتَظُ في الوقت المحدَّد بالوجوهِ
تَوقْفٌ لا بدَّ مِنهُ
أنا فقدّتُ الحقَّ،
حقّي في التأخُّر عن حياة الآخرين

هو حينَ يقتربُ الوصولُ
يرى الحياةَ رتابةً لم تنتبه لتألُّهِ المألوف
لكنْ، لم يَعُدْ في وسعهِ شيءٌ
سوى أن يستعد لرحلة أُخرى
أنا ما زلتُ حينَ أنامُ.. أحلمُ بالخروجِ عن المَسار
لا شيءَ يُشبِهُني سوى هذا القطار

شبه يكاد - محمد عبد الباري

إنّي هنا
ظمأٌ على ظمأِ
فلتُرجعي لي هُدهدَ النبأِ

شمسُ الأنوثةِ في تفجُّرِها
لولا ندى عينيكِ
لم تضئِ

عينانِ خضراوانِ
أُنزلتا
للذاهبينَ لجنتَيْ سبأِ

يا كعبَكِ العالي
يدقُ دمي
ويحرّكُ الصلصالَ في حمئي

يا صوتَكِ المبحوحَ
يجرحني
ويفيضُ موسيقى على الملأِ

لما اندفقتِ بنفسجاً
وأنا
أُحصي حكاياتي مع الصدأِ

خفتُ التورطَ فيكِ
كم ولهٍ
قد سالَ في لغتي ولم أشأِ

أوشكتُ أصرخُ: يا مُعلقةً
في البردِ
هذا القلبُ فاختبئي!

أوشكتُ
أخطأ في مغامرةٍ
وأقولُ: في عينيكِ مبتدئي

يا ليتني أخطأتُ ليلتَها
بعضُ الصوابِ
يعيشُ في الخطأِ

محمد عبد الباري - شكلٌ أولٌ للوجد.

نورة.

Recent comments

شوق

؛

Related tracks