كالعادة.. تسجيلاتك أعيد فيها وأزيد.. لا أسكت الله صوتك ورفع شأنك.. لكن هل لديك تويتر أو انستقرام؟

صوت جميل وهادئ وكلمات جدا مفيدة ..بارك الله فيك 👍💪

حكاية الطيور السود والطيور البيض. 

أداء صوتي :
عمر فلاته. 
هندسة موسيقية :
أحلام أبوعلي. 
تسجيل الـ voice over في :
استديو هات موجة. 

النص مقتبس من صفحة فيسبوك الباحث ديمتري أفييرينوس. 
https://www.facebook.com/dimitri.avgherinos

------------------------------------------------------------------------
"إن مثل البشر بعضهم إلى بعض كمثل جدران متقابلة. في كل جدار منها ثقوب صغيرة عديدة تعشش فيها طيور بيض وطيور سود. الطيور السود إنما هي خواطر السوء وأقوال السوء، والطيور البيض إنما هي الخواطر الطيبة والأقوال الطيبة.

 

ليس بوسع الطيور البيض، بحُكم أشكالها، أن تدخل في ثقوب غير ثقوب الطيور البيض؛ وهذا يصح على الطيور السود التي لا تستطيع أن تعشش في ثقوب غير ثقوب الطيور السود. فلنتصور الآن رجلين يظن كل منهما أن الآخر عدوه، ولنسمهما يوسف وعليًّا.

 

ذات يوم، اقتنع يوسف أن صاحبه عليًّا يريد به شرًّا، فاستشاط غضبًا عليه وأرسل إليه خاطرًا شديد السوء. وهو، إذ فعل ذلك، أطلق طائرًا أسود، مفرغًا بذلك ثقبًا مقابلاً. طار طائره الأسود نحو علي مفتشًا عن ثقب شاغر مناسب لشكله ليعشش فيه. فإذا لم يرسل علي، من جانبه، طائرًا أسود نحو يوسف، أي لم يطلق أي خاطر سوء، لن يفرغ أي من ثقوبه السود. بذا فإن طائر يوسف الأسود، إذ لا يجد مكانًا شاغرًا يعشش فيه، يضطر للعودة إلى الثقب الذي انطلق منه، جالبًا معه كل الشر الذي شُحن به، وهو شر سيؤول إلى النخر في يوسف نفسه وإلى تدميره.

 

فلنتصور الآن أن عليًّا أرسل، هو الآخر، خاطر سوء. بذا فإنه قد أفرغ ثقبًا يمكن لطائر يوسف الأسود أن يدخل فيه كي يضع جزءًا من شره وينجز مهمة التدمير التي كُلف إياها. في هذه الأثناء، سيطير طائر علي الأسود نحو يوسف ويأتي ليعشش في الثقب الذي أفرغه طائر يوسف الأسود. وبذلك فإن الطائرين الأسودين سيبلغان مأربهما وسيعمل كل منهما على تدمير الرجل الذي أُرسِل إليه.

 

ولكن ما إن ينجز كل من الطائرين مهمته التدميرية حتى يعود إلى العش الذي انطلق منه، لأنه كما يقال: "كل شيء يعود إلى مصدره." بذا فإن الشر الذي شُحن كل منهما به، والذي لم يُستهلَك تمامًا، سينقلب على صاحبه وسيعمل على تدميره. ومنه، فإن صاحب خاطر السوء أو أمنية السوء أو اللعنة يصاب، في آن معًا، بطائر عدوه الأسود وبطائره الأسود هو حين يعود هذا إليه.

 

الأمر نفسه يحصل مع الطيور البيض: إذا لم نبث نحو خصمنا إلا الخواطر الطيبة، بينما هذا لا يرسل إلينا غير خواطر السوء، فإن طيوره السود لن تجد عندنا مكانًا تعشش فيه وستعود إلى مرسلها. أما الطيور البيض حاملة الخواطر الطيبة التي أرسلناها إليه، ففي حال لم تجد أي مكان لها عند خصمنا، ستعود إلينا محمَّلة بكل طاقة الخير التي كانت تحملها.

 

بذا، إذا لم نبث غير الخواطر الطيبة، لا يمكن لأي شر ولا لأي لعنة أن تصيبنا في كياننا يومًا. لذا يجب على المرء دومًا أن يبارك أحبابه وأعداءه على حد سواء. إذ إن البركة لا تذهب إلى هدفها لتنجز مهمتها في التهدئة وحسب، إنما تعود إلينا أيضًا، يومًا ما، محمَّلة بكل الخير الذي شُحنتْ به.

 

هذا ما يسميه الصوفية بـ"الأنانية المستحسنة". إنه محبة الذات الصحيحة، المرتبطة باحترام النفس واحترام القريب، لأن كل إنسان، خيرًا كان أم شريرًا، مستودَع شعاع نور صادر عن الإشعاع الإلهي. ومنه، فإن الصوفية، على غرار ما يعلم النبي، يأبون تدنيس فمهم وكيانهم بالأقوال السيئة أو خواطر السوء، وحتى بالانتقادات الحميدة في الظاهر."
قصة للصوفي الأفريقي تشيارنو بوكار، نقلها عنه تلميذه
أحمد حمدي با في كتابه تشيارنو بوكار، حكيم بندياگرا: حياته وتعليمه.

Comments

mbarakx

Salma

alya

kaaa313

User 231103368

khadija

raneemkattash

hereismhtm

Moosa Al Lawati