مقالات

بصوت الراوي : محمد توفيق.. من كتاب :ما وراء الطبيعة

إنه الخريف - أحمد خالد توفيق

من كتاب "أنا" للعقاد .. بصوت الراوية: زينب سليم

بلدتي - العقاد

قبس من كتاب "الإسلام المفترى عليه"

بصوت الراوي: محمد توفيق
مراقبة لغوية: محمود سلام أبو مالك
هندسة صوتية: أسماء راشد

دعوة فاجرة - الشيخ محمد الغزالي

فات وقتٌ طويل، منذ آخر مرة التقينا فيها على ناصية الحلم. كنتِ الليلة واضحة جدا، يكاد سنا برقك يخطف الأبصار.. ضاحكة، وفي أذني صوتك الذي لم ينقطع، بل صار أعلى بعد الفراق مما كان قبله. بدوتُ أمام طيفك صغيرًا يقتبس من نورك الكبير، وطفلا أمام أمومتك.

بصوت الراوي: عبد الرحمن عبيد
مراقبة لغوية: محمود سلام أبو مالك
هندسة صوتية: أسماء راشد

منشورات| لو! - يوسف الدموكي

من كتاب "فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء" للشيخ محمد الغزالي

بصوت الراوية: إسراء جلبط
مراقبة لغوية: محمود سلام أبو مالك
هندسة صوتية: أسماء راشد

كيف عرفنا محمدٌ بالله؟ - محمد الغزالي

من كتاب "فن الذكر والدعاء عند خاتم الأنبياء" للشيخ محمد الغزالي

بصوت الراوية: إسراء جلبط
هندسة صوتية: أسماء راشد

الحب أساسه والشوق مركبه - محمد الغزالي

كنت شيخا في الشباب، فلا عجب أن أكون شابًا في الشيخوخة ... قياس منطقي غير صحيح كما يظهر لأول وهلة.


من كتاب "أنا" لعباس العقاد
بصوت الراوية: زينب سليم
هندسة صوتية: أسماء راشد

كنت شيخا في شبابي - عباس العقاد

لاَ بِقَوْمِي شَرُفْتُ بَلْ شَرُفُوا بِي … وَبِنَفْسِي فَخَرْتُ لاَ بِجُدُودِي
وبهم فخـر كل من نطق الضا … دَ وعوذ الجاني وغوث الطريد
بهذه الأبيات تغنى «المتنبي» باللغة العربية وبكُنيتها التاريخية «صاحبة الضاد»، وهو اللقب الذي عُرفت به منذ قرون، ولطالما تفاخر به أهلها وأدباؤها، فها هو شوقي يقول:

إن الذي ملأ اللغات محاسنًا … جعل الجمال وسره في الضاد
 
فينضم إليه «فخري البارودي» ويقول: بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان … لسان الضاد يجمعنا بعدنان وقحطان.

اللغة «العربية» لا لغة ضاد ولا لغة صاد ولا يحزنون، وأن المتابعة المُدققة للغات كالفرنسية والنيبالية والألبانية كشفت أن جميعها تحوي «ضادًا» أيضًا.
ولشد ما يؤسفني أن أعطل هؤلاء العِظام عن فنهم حين أصدمهم وأقول أن «العربية» لا لغة ضاد ولا لغة صاد ولا يحزنون، وأن المتابعة المُدققة للغات كالفرنسية والنيبالية والألبانية كشفت أن جميعها تحوي «ضادًا» أيضًا.

ربما تكون الصدمة الأكبر من نصيب هؤلاء الذين هبطوا باللقب من أبيات الشعراء الفحول، إلى أغلفة مذكرات مُدرِّسي الدروس الخصوصية في اللغة العربية، والتي وصف عليها أحدهم نفسه بأنه «غُول الضاد».

ومن نصيب الشخص الذي أراد التباهي بعلومه الصرفية والنحوية فتلقب بـ«ابن الضاد» على (فيسبوك)، ولكل طالب ينتمي إلى جيل الثمانينيات امتحن اللغة العربية في ورقة ذُيّلت بعبارة «مع خالص تمنياتنا بالتوفيق لأبناء الضاد».

إعداد: فريق عمل إضاءات
بصوت الراوية: إسراء جلبط
هندسة صوتية: ضحى سليم

خدعوك فقالوا: «العربية» لغة الضاد

مستشفى الشفاء هو مستشفى مهم جدًا في طنطا.. الاسم زائف طبعًا، لكنهم يعتبرونه عروس الصحة.. إمكانات لا بأس بها، وطاقم أطباء جيد. هذه قصة حقيقية طبعًا.

مقال نشر على موقع إضاءات 

https://www.ida2at.com/take-this-body/


بصوت الراوية: إيمان طه
هندسة صوتية: ضحى سليم

خذوها أنتم- أحمد خالد توفيق

فكم من عاص يظن أنه مطيع، ومن بعيد يظن أنه قريب، ومن مخالف يعتقد أنه موافق، ومن منتهك يعتقد أنه متنسك، ومن مدبر يعتقد أنه مقبل، ومن هارب يعتقد أنه طالب، ومن جاهل يعتقد أنه عارف، ومن آمن يعتقد أنه خائف، ومن مراء يعتقد أنه مخلص، ومن ضال يعتقد أنه مهتد، ومن عم يعتقد أنه مبصر، ومن راغب يعتقد أنه زاهد، وكم من عمل يعتمد عليه المرائي وهو وبال عليه، وكم من طاعة يهلك بها المتسمع وهي مردودة إليه، والشرع ميزان يوزن به الرجال، وبه يتيقن الربح من الخسران، فمن رجح في ميزان الشرع كان من أولياء الله، وتختلف مراتب الرجحان، ومن نقص فأولئك أهل الخسران، وتتفاوت خفتهم في الميزان.

بصوت الراوية: مي المتولي
هندسة صوتية: ضحى سليم

ولكن لا يعلمون - العز بن عبد السلام

بصوت الراوية: زينب سليم
مراقبة لغوية: محمود سلام أبو مالك
هندسة صوتية: أسماء راشد

أصدقائي وأعدائي - عباس العقاد

بصوت الراوي: محمود سلام أبو مالك
هندسة صوتية: أسماء راشد

اللغة العربية كما يقول العقاد هي «لغة شاعرة» ذات موسيقى، مقبولة في السمع يستريح إليها السامع، كما تمتاز عن سائر اللغات بحروف تفي بكافة المخارج الصوتية وتستخدم جهاز النطق أحسن استخدام، فتنفرد بحروف لا نجدها في أبجدية سواها كالذال والضاد والظاء.

اللغة الشاعرة| فاتحة عريقة - عباس العقاد

بصوت الراوي: محمود سلام أبو مالك
هندسة صوتية: ضحى سليم
رقابة لغوية: عبدالفتاح نوح


بالضرورة أمّ.. وبالفطرة أمّ..أنجبت أم لا تنجب.. تزوجت أم لم تتزوج.. تورّطت في حياتها برجل أم نجت من هذا الابتلاء العظيم.. تظلّ أمًّا.. ‬

ولعلّ أجمل هديّة نقدّمها للأم اليوم، هي أن نريحها قليلا من هذا العناء.. أن نعطيها إجازة منا.. أن نحمل عبء أنفسنا بأنفسنا ليوم واحد.. لنذكّرها كيف كانت حياتها قبل أن نحتّلها نحن كالتتار.. كيف كان لديها صديقات ونشاطات وأحلام وهوايات وكتب وموسيقى وأغاني .. قبل أن يتسبب رجل ما، في أن تذهب يوما ما إلى المستشفى، لتأخذ الممرضات كل ذلك منها، ويعطونها بدلا منه كائنا صغيرا لا يكفّ عن الصراخ والشكوى والأكل والتبرّز..

منشورات| الحنان الفطري - كتابات ديك الجن

النص لـ: أحمد مجدي
بصوت الراوي: مازن سلام
مراقبة لغوية: عبدالفتاح نوح
هندسة صوتية: أحمد مجدي

لأنَّ لحظاتِ الحزنِ هي الأكثرُ جلالًا وتذكُّرًا، ولأنَّ ما تجترُّه لا يكونُ سِوى الصدقِ الذي لا مِراءَ فيه، ولأنَّ بها تستبينُ كلُّ المعادنِ، معادنِ الحَزانَى، والمحزونِ على فِراقِهم، كانت لحظةُ حُزْنِ جيلٍ بأكملِه على فِراقِ الدكتورِ أحمد خالد توفيق، عرَّابِ هذا الجيلِ، وبطلِه الحقيقيِّ، الواقعيِّ، الذي لا لَبْسَ في انتمائِه رُوحًا وجسدًا وحِسًّا وخيالًا وواقعًا ونُكتةً وهزْلًا وجِدًّا وتفاؤلًا وتشاؤمًا، إلى هذا الجيلِ الذي نعاه أيَّما نعْيٍ، وأَجْزَلَ الدُّموعَ مِدرارًا على بابِ قبْرِه، فكأنما بُعِثَ حيًّا من جديدٍ في الثاني من إبريلَ عامَ ألفين وثمانيةَ عشَرَ، لا فارقَنا وفارقْناه، وفارقَ الحياة.
الأمرُ بدا كما لو كان زلزالًا ضربَ مِصْرَ والوطنَ العربيَّ، زلزالًا ترك الكُلَّ مشدوهًا، لماذا كلُّ هذا الإصرارِ المُلِحِّ على رحيلِ الطيبين، والذين لا يمكنُنا أن نتصوَّرَ حيواتِنا بدونِهم؟
لماذا تَرْمي الأرضُ فِلْذاتِ أكبادِها بكلِّ هذا العُنفوانِ، أَمِنْ غضبٍ علينا نحن؟ أم مِنْ رغبةٍ في ألَّا يرَوْا ما للويْلاتِ من أيام؟!.
كانت هذه الصدمةَ الأولى التي تناقلَها هذا الجيلُ حينما سمِعَ خبرَ وفاةِ العرَّابِ، أحمد خالد توفيق، ومن ثَمَّ، اتَّحَدَتْ مشاعرُ الملايينِ صُعودًا وهُبوطًا في اندماجٍ عجيبٍ غيْرِ مشهودٍ، وكانت الجِنازةُ مهيبةً في قلوبِنا قبْلَ أن تكونَ كذلك على أعتابِ بابِ مدفَنِه في طنطا، حيثُ كتبَ مئاتِ المقالاتِ، طنطا، التي تجدُها بيْنَ ثنايا مقالاتِه، وأغلفةِ كُتُبِه، وبيْنَ سُطورِ رواياتِه.. إنْ ذَكرَها اسمًا وإن لم يفعلْ، كان يحاولُ تقريبَ طنطا إلى جيلٍ بأسْرِه، ربما تسهيلًا لذلك الطريقِ الذي سيقطعُه الآلافُ يومَ الثاني من إبريلَ عامَ ألفينِ وثمانيةَ عشَرَ تأبينًا لرحيلِ جسدِه الذي لم يَعُدْ بينَنا، وإنْ هَفَتْ رُوحُه فوقَ كلِّ حادثٍ بمواكبةٍ مذهلةٍ، ساخرةٍ تارَةً، وغيْرِ آبهةٍ أخرى، ومتوقِّعَةٍ كلَّ ما يحدثُ لهذا الجيلِ بتوافُقٍ أقلُّ ما يُوصَفُ به، أنه عجيب.
بعْدَ الصدمةِ الأولى، لم يجِدْ كلُّ من عرَفَ العرَّابَ يوْمًا طريقةً أجدى من مراجعةِ كلِّ ما كَتَبَ.
هذا الجيلُ الشَّرِسُ والشَّرِهُ لكلِّ ما كان العرَّابُ يكتبُه في حياتِه، تضاعَفَتْ شراستُه وتعاظَمَ نَهَمُه لكلِّ ما أَنْتجَه خلالَ الأيامِ التي تلَتْ رحيلَه، وكما كان مُذهلًا حيًّا، لم يتوقفْ عن فعْلِ ذلك ميِّتًا.
كيف وجَدْنا بكلِّ تلكَ الدِّقَّةِ وصْفَه لنفْسِه إبَّانَ موتِه!، وكيف تحقَّقَتْ وتتحققُ وستتحققُ مضامينُ كَتَبَها أدبًا، فإذا بها واقعٌ مَعِيشٌ لا فِكاكَ من تفاصيلِه.
ثم كانت مرحلةٌ ثالثةٌ بعْدَ الصدمةِ والمراجعةِ، حينَ تلمَّسَ الجيلُ قلْبَه، كلُّ واحدٍ في مكانِه، غيْرَ مدركٍ كَمَّ الفَقْدِ والوجَعِ الذي يطويه صدرُه، ولا يطويه في آنٍ، وجعٍ متعاظمٍ يَزيدُ كلَّ يومٍ، ولا يجسُرُ أحدٌ أن يقولَ إن جراحاتِ ذلك الوجعِ قد انفثَأَتْ إلى الآن.
لقد كان العرابُ في حياتِه شفاءً (ربما).. جرْسَ إنذارٍ (جائزْ).. ضَحْكةً وسْطَ الغَمِّ (قطعًا).. فخرًا وسْطَ دَفْنِ الرُّؤوسِ (مؤكد).. نورًا وسْطَ العَتَمَةِ (لا فِكاك).. لكنَّه حينَ مات، كان وجعًا خالصًا سخينًا دفينًا، وكلُّ ذكرى تركَتْها كلمةٌ من كلماتِه، استحالَتْ وجَعَ جُرْحٍ في ملايينِ القُلوبِ، لم ولن يندمل.

العراب| الجرح

بصوت الراوي: عبد الرحمن عبيد
هندسة صوتية: ضحى سليم

أتمنى أن تجدك رسالتي في خير حال.. ربما تأتي رسالتي إليك متأخرة، لكني أعرف أنك ستتفهم. ربما تأتي رسالتي أيضًا إليك مختلفة بشكل ما عما كتبه الآخرون، أعرف أن الكثير من الناس قد كتبوا إليك، لكنني أعرف كذلك أن رسالتي ستكون مختلفة.. لماذا؟ لأنني لن أكتب لك عن الحزن، أعرف أن الكثيرين قد كتبوا لك عنه، لكنني لن أكتب لك عنه هذه المرة.

ليس لدي شك في أنك تعرف الآن كيف فجعتنا بموتك، هل تعلم لماذا؟ لأنك ببساطة تعني لنا مخزونًا ضخمًا من الذكريات والأحلام والتفاصيل المشتركة بين الآلاف من أبناء هذا الجيل، كنت تمثل – دون مبالغة – كودًا مختصرًا لكل ما تشاركه هذا الجيل على مدار عشرين عامًا أو يزيد، ويكفي استدعاء اسمك في الحديث ليستدعي معه دفعة واحدة كل هذا المخزون الهائل من التفاصيل الحميمة، المحاولات الأولى في القراءة، سخرية زملاء الفصل وأفراد العائلة من فكرة قصص الرعب، الكتب التي تحدثت عنها عرضًا وبحثنا عنها في كل مكان لنقرأها، سهرات الصيف الحارة المليئة بعرق المراهقين، في غرفة نصف مضيئة مع العجوز «رفعت»، الشجن الذي كانت تثيره «ماجي»، المرات الكثيرة التي كنت تريح فيها العجوز رفعت من الحكي، لتجعل آخرين يحكون بدلًا منه، أو تجعله يقرأ رسائلهم لتبقيه في المشهد ولو بشكل رمزي، باعتباره «نجم الشباك»، ظهورات «لوسيفر» بين حين وآخر، والتي كانت تجعل العجوز رفعت يبدو كشخص ذي أهمية كونية كبرى، حتى أن «جانب النجوم» شخصيًا يرسل أقوى رجالاته لمنازلته، وأشياء أخرى كثيرة.

مقال نشر على موقع إضاءات عبر https://www.ida2at.com/dear-dr-ahmed-khaled-tawfik/

عزيزي د.أحمد خالد توفيق - يامن نوح

النص لـ: أحمد مجدي
بصوت الراوي: مازن سلام
مراقبة لغوية: أحمد مجدي
هندسة صوتية: أحمد مجدي

العراب - الطب
ولأنَّ لكلِ أدبٍ حيٍ صادقٍ بواعث، فقد كان باعثُ أدبِ الدكتور أحمد خالد توفيق، الحياة، اختزلَ ذاتَ حديثٍ خلاصةَ تلك البواعثِ في الطبّ.
قال إن الطبَ يعطي تجربةَ رهيبةً لا تُضاهَى للإنسان، قال إنه لا أحدَ يمرُّ بالحياةِ والموتِ بكل انفعالاتِهما مثلَ الطبيب، ذَهَبَ إلى أبعدَ من ذلك حين قال إن الطبيبَ لا بد أن يكتبَ لا محالة!.
تحدثَ مرةً عن أن الطبَّ يعني بالنسبة له لحظاتِ القوةِ والضعف، لجوءَ القوي المسؤول ذي المنصب حين يكون على سريرِ المرضِ إلى إنسانٍ، لا شيءَ سوى إنسان، لابد أن يتحرك بداخل الطبيب ما لا يتحرك داخلَ غيره حينئذ، لذا كان يرى أن الطبيبَ لابد أن يكون كاتبًا بالضرورة.
كان يرى أن الطبَّ والأدبَ موضوعُهما الإنسان، وأن اللحظاتِ الحميمةَ التي يتعرض لها الطبيبُ تُحَرِّكُ داخل الكاتبِ ما لا يمكن أن يتجاهَلَه قَلَمُه.
لن نستطيعَ أن نَصِفَ الطبَّ في حياةِ الأديبِ الطبيبِ أحمد خالد توفيق بأنه شيءٌ بين السطورِ يَمْكِنُنا تَفَقُّدُه أو البحثٌ عَنْه، الأمرُ أَوْسَعُ من ذلك بكثير، إن الطبَ كان عنصرًا أصيلًا لا يمكن أن يُقرأَ عملٌ للعرابِ دون أن يتضمنَه.
تَجِدُهُ يَصِفُ الموتَ والحياةَ وَحِيَلَ الخلاصِ مِنْهُمَا بمنتهى الدقةِ في أعمالَه، يعرضُ لك الموضوع الطبي الذي تحسبه صعبًا متخصصًا في معنى واحد يجعلكَ تَحارُ في كيفيةِ تبسيط هذا الرجل أمورا كتلك للقارئ العام.
إلا أن المِساحةَ الأكبرَ للطبِّ بين أعمالِه، كانت في المقالات، حين كانَ يحكي كثيرًا عن آلامِ المرضى، ولحظاتِ الحياةِ التي تَدُبُّ في أوصالِهم من مواتٍ بمنتهى الشغف، كان يُشعر القارئَ أنه هو المريض، والمَشْفِيَّ، يُقَدِّسُ وَفَاءَ الأطباءِ لِعَملِهم، ولا تمر عليه تِجَارِبُهم مُرورَ الكرامِ أبدًا، ويتناول الطب من كل الزوايا، بكل دقائقِ لحظاتِه، بكل الأفراحِ والأحزانِ والسخريةِ والجدِ والترقبِ والذهولِ والانتظارِ والتعجل.
كان يراقبٌ حياةَ الطبيبِ كما لو لم يكن هو نفسُه طبيبًا، يُحَلِلُه ويستنبطُ أوجاعَه، ويجعلُه مضمونَ أدبِه وكتاباتِه، كان يراه جديرًا بالدرسِ، حياةُ أولئكَ الواهبين حيواتهم للناس كانت شغلًا شاغلًا، لم ينسَ ياسر الجندي، ذلك الطبيبَ الذي رَهْبَنَهُ الطبُّ فَهُوَ عاكفٌ في المستشفيات لا يبرح، كتب عنه واحدًا من أجمل مقالاته "ياسر وبطاطا وأشياء أخرى" كان يرى في الدكتور ياسر الجندي "مصرَ الطيبة السمراء التي لم تمُتْ وتُصِرُّ على الحياةِ بإصرارٍ غريبٍ برغمِ كل ما يحدثُ لها".
كان إنسانًا بكل ما للإنسانيةِ من معنى، ولذا كان أديبُه منبعثًا من طبيبِه، وطبيبُه منبعثًا من أديبِه، وكلاهما منبعثٌ من الإنسانْ.

العراب| الطب

بصوت الراوي: أيمن مسعود
هندسة صوتية: أحمد مجدي

كان – رحمه الله- كلما سئل بهذا السؤال التقليدي: لماذا تكتب؟ أجاب بحماسه المعتاد، أن الكتابة هي متنفسه الحقيقي ووسيلته للعلاج والراحة النفسية. مات العراب في الثاني من أبريل/ نيسان الماضي، وعلى قدر بغضي للكذب على قدر ما تمنيت أن يكون خبر وفاته مجرد كذبة سخيفة من كذبات أبريل سيرد عليها العراب بنفسه برائعة من مقالاته الساخرة كما عودنا. الموت حق علينا جميعًا، ولكن تبقى الحقيقة صادمة وموجعة. مات الأب الحقيقي لجيل الثمانينيات والتسعينيات ثم الألفينيات، مات صديقهم الصدوق الذي كان يصاحبهم يوميًا بمقالاته وآرائه القيمة في جميع الأحداث بلغته السلسة القيمة وتحليلاته القوية رغم كلاكيع الحياة. جعلهم يقرؤون ويكتبون، والآن يكتبون عنه ليرثوه، لعل في ذلك عزاء وراحة لهم.

لم أكن من خاصته، ولم أحظ بلقائه، ظلت علاقتنا وطيدة فقط على الورق بين كاتب صادق وقارئ مخلص. رحل عنا بينما كنت أعد نفسي لهذا اليوم الذي سأقابله وأعرّفه بنفسي كقارئ نهم لمختلف أعماله، ثم أخبره أننا زملاء على طريقة هنيدي في فيلم «وش إجرام»: «حضرتك نحن زملاء؛ لي مقال منشور في موقع إضاءات». تأكد خبر وفاته وزلزلني مشهد جنازته كما زلزل كل من عرفوه وأدهش من جهلوه. حالة من عدم الاتزان اجتاحتني جعلتني أدرك أن علاقتنا تخطت الأوراق والأحبار، تخطت المسافات وأصبحت بعمق تلك المشاعر التي مررنا بها خلال السنين الماضية بحلوها ومرها. أدركت أخيرًا لماذا بكى أبي الأستاذ عبدالوهاب مطاوع عند وفاته، وجعلني أنا وإخوتي نصلي خلفه صلاة الغائب على روح الفقيد. كانت محبة صادقة ورفقة عمر وإن لم تتصافح الأوجه والأيادي، ولعل السطور المقبلة تكشف لنا سر تلك المشاعر، فقد كانت حقيقية ومفاجئة.. مثل الموت.

مقال نشر على موقع إضاءات عبر
https://www.ida2at.com/godfath-no-longer-young-death/

العراب: الشاب الذي لم نعد صغارًا برحيله - رامي الشيخ

نص لـ:أحمد مجدي
هندسة صوتية: أحمد مجدي
تدقيق لغوي: أحمد مجدي
بصوت الراوي: مازن سلام

الحلقة الأخيرة من برنامج العراب

العراب| رواة

بصوت الراوية: أسماء يسري
مراقبة لغوية: جهاد أبو زينة
هندسة صوتية: أسماء راشد

شم النسيم - أحمد خالد توفيق

فيلم «Black Swan»: الحياة كقربان من أجل ملامسة الحلم
مقال على موقع إضاءات

بصوت الراوي: محمود سلام أبو مالك
هندسة صوتية: ضحى سليم

مقالات

سحر خلف