في دربي اللامنتهي.. أقطع هذا الطريق؛ 
نعم هنا سافرت في عِدة عوالم ومسّني الحُلم مرّة، فصرتُ شاردة  أتخيّلُ نفسي وأنا أُحقق الآمال وأبني هرمَ ذاتي فإذا بي أسقط من أعلى قمته وأستقر في سفحه..وأحسبها آخر محطة، ومالبثت أن علمت أنّ الطريق لا آخر له ـ وإن أصررت على إنهائه ـ إلا إذا وصلت للمُنتهى وهو عند الله وحده.

هنا في هذا الطريق تعلّمت طرقَ الأبواب عند إغلاقها بوجهي، في نفس الوقت الذي تعلّمت فيه أن للأمر الواحد عِدة أبواب فتركت المُكوث أمام واحدٍ فقط علّه يُفتح لكنّي لن أهجره سأحاول معه أيضًا.

هنا لم يكن الطريق المُستقيم هو الأقصر فأدركت أنّي أتفوّه بمقالاتٍ هي تُخمة كلمات فحسب وأن قناعاتي الصلبة هذه لن تنفعني إلا إذا عشت في عالم الأرقام، وأني إن أكملت حياتي الهادئة الحالمة وسط الكُتب فأنا لست حقيقية أبدًا، فابتعدت عن صحبتي العميقة بالكتب لأنّي أدركت أنها زاد لي كي أحيا وسط البشر ليست بديلًا أبدًا عنهم، هنا تعلمت وسط الضجيج أن أنعزل وحملقت لنفسي فارتعبت، هنا وجدتني وحيدة مُهملة رغم كل تلفُظاتي بأني مؤتنسة بأحبائي وبأنهم معي، وهنا عرف
ت أنه في كُل مرة أقول لن أستطيع قد يكون في جُملتي بعض استطاعة، وأني لست أنا من أختبر قُدرتي .. هنا تعلمت ألا أضع ذاتي في بلاء فإذا وضعت فيه فلا بأس، لا بأس مادُمت أريد الله لا فقط أريد منه.

هنا لم أتوقف عن الأمَل رغم كُل محاولاتي الدؤوبة لفقده بين كل تأوهات ألم، وهنا تعلّمت أن حُلمي قد لا يقوى عليه حِملي،  فتعلمت أن أتخفف متذكّرة أين تركت هذا الجزء مني لأني يومًا سأعود له، وهنا ..هنا في هذا الطريق، أدركت أن الأماكن تسكنني لا أسكنها، وأن الله هو الصاحب الوحيدُ في كل سفر، وأن هذه الدنيا سفر..

في طريقي لنفسي : التيه

أُطبب كيفما أستطيع ويهمني الإنسان 
في الصوتِ معنى، رؤية، تبصيرٌ، عزاءٌ.. وشفاء
هُنا كلمي وصوتي

في طريقي لنفسي : التيه

Salma Ezzat | سلمىٰ عِزّت