كتابات سلمى

كلِمي وصوتي

في الطريق لنفسي

اسمعوا من سماعات الأذن واخفضوا الصوت قليلًا لأن بعض نصوص التراك بها موسيقي..

ليلةٌ مُظلمة أضاءتها لنا مطر..💙🕊

حبيبي يا رسول الله هل تقبل / زينب صبار

يومًا كان لي كيان .. وكنت . 

أمُرُّ على القلوب بخِفّة ،أحاول أن أُداوي جراحا أوغرها الزمان .. غير اني لم أجرب الجرح ، ضمد فقط وأمُر .
لم أملِك يومًا رفاهية الوقت كي أُفكر هل سأبادر ؟ .. فبادرت .

لم أتمهّل أبدًا في التفكير لحلّ أُحجياتِ التائهين ،فحللتها وأعطيتُ الجواب قبل أن أُسأَل من 
البائسين .. لم أرد فهم الحياة لكني فهمت ، وحيدة ثائرة، طويلة السفر دائمة الأحزان
 مضيت حاملة من هموم البشر كلها غير ملتفة إليها كي أصل فوصلت ، زاهدة في الدنيا لكني ملكتها .. وكُنت .
وزعتُ روحي على الحيارى ، وشريتُ البسمات دون مقابل للباكين .. 
كان لديّ من المُؤن ما يكفي لصرف كل بردٍ قبل أن يأتي الشتاء .. لكنه جاء .
حاولتُ ضمّ نفسي لأدفأها ، لكني لم أجدها .
حاولتُ جمعَ روحي ، فلم أُفلح .. 

موزعةٌ هي ، لماذا لم أكُتبني ؟ لمَ لم أحفر ذاتي في كتاب ليس له عنوان فلا يضيع ولا يحرق .
الذكريات .. سأقتات روحي من الذكرى.
وأوقفُ المضي السريع ، سأمشي ببطء جدًا في رفوف الذاكرة .
سأعود قليلًا للوراء ، أقرأ جدارية درويش ، وأكون يومًا ما أريد .
سأنجو .. لأحكي تاريخَ رِحلتي ، وأكتُبني ، حتى إذا ما ضعت مجددًا أجِدني ، سأكتب كل الخطوات. لا بل حتى وقع الخطوات .. سأكتبه .
سأكتبني ، فللحياة أن تُزاحمني وانساني وتعثرني فأنساني ولي أن أعاند . 
سأكتبني .. لأني سأكبر .. وأكبر
ولن تسعني الأرض ، ستسعني السماء سأحلق روحًا صافية غير مأسورة ، و سيسعُني قلمٌ وأوراق سأكتب .
لن تسعني الأرض وان فعلت ستُقيّد روحي بالانتظار الطويل ، وانكسارِ حب الدنيا الذليل . 
و أنا لا أقيد . 
سأُكتبني ، فأحلق .. لأن الحب لديّ حرٌّ غير مشروط ولا مقيد
ولأن الهدوء قيد ، سأكتب وأغني وأرسم وأُسمعهم صخبي .
سأكتبني ، فأعود .. وأنجو و أُحلق .. ولن أُقيد.
سأكتبُني .

بوح الروح ـ سأكتبني

وحدها الأرواح تُدرك السر والمعنى، ستدرك ولو بعدالرحيل ، لا لارحيل بتلاقي أرواحنا.. باقيةهي أو هكذا أتمنّى .. 

التقينا نحن بلا إرادةٍ منا للقيا، أنا لم أُخطط  لذلك غير أنّي خططتُ أن تلتقي روحي بكم حين نفترق.. السؤال هنا لمَ افترضتُ أن نفترق؟ 
ليس يسيرًا أن أمضي يومًا منسحبةً من كل المعارك، لكنّه يكون يسيرًا حينما تنتهي هنا المعارك .. أو ضعُفت فأنهيتها أنا!

لو شاء الله لي حياةً أُخرى أو نفخ في روحي من جديد، فإني سأحمل روحي دومًا وأدللها ولن أعذبها ، ربما لن أكتُب ما أُفكر به بل سأقوم بفعله ، ورُبما لن أراسلكم بمشاعري بل سأحاول قولها صادقةً كما هي، 
صحيح  سأسمح لذاتي بالوقوع.. دون أن أضطر للقيام وقوفًا في لمح البصرِ لكني سأُعاود المُضي حين أمُسك بيدٍ مُدت إليّ وأتشبثُ بها ، لن أرفُضها .. هي تساعدني على القيام لكنّي من أقوم، لن أغيّر عادتي في النوم القليل لأنّي أُحس دومًا أن سيفوتني حدث جميل، لكني سأستيقظ دومًا باكرة قبل رحيل القمر وقبل بزوغ الشمس سأظل أحب صلاة الليل جدًا وأجد فيها كل الجمال وأنتظر الفجر وأظل أسميه فرجًا حين أرقب النور وأترُك له أن يُداوي ظلمة نفسي، سأحاول ألا أصِل متأخرة ثانية أبدًا .. ولن أُغيّر ثيابي يا أمي ستظُل على بساطتها دومًا وسأظل أحب أن أمشي ناظرةً للسماء  ولو تعثرت نعم كما البلهاء .. لا يهم المهم أن ذلك يُسعدني .. وعن الحب لو أنّي أعودُ سأفهمه جيدًا وأقول ألا أحدَ يموت منه بل يعيش به، لن أخاف منه ..يموتون حين يكُفون عنه وفي كل يومٍ جديد سأُخبر من أحبهم أنّي أحبهم، لن أنتظر شيئًا ما ليحدث كي أخبرهم، ولن أنتظر منهم المحبة، فعل الحب ما يكفيني، سأظل قريبة ولو ابتعدت، و سأبتسم بعمق وبصدق، وإذا ضاق صدري سأبكي دون وجل، وقبل رحيل الأمل، سأكون حقيقيّة جدًا ، لن تتذكروا منّي بعد رحيلي إلا ماكان حقيقيًا .. ربما تنسوا أفكاري ونقاشاتي وتتذكروا منّي بسمة أو عناق أو ربتًا على الكتف .  
كنت سأفعل الكثير لو أن لي ذلك، والآن سأكتب ما أتمنى فعله كي تطيل أمي النظر بكلماتي أو تبحث عني فتجِدني مبعوثة بكلِمي أو صوتي فيكون هذا دواءها الوحيد وعزاءها الباقي .. 

أخيرًا لا أحد منا يا أمي يقصد الرحيل ، إلا الأشرار، أنا لستُ شريرة يا أمي انت تعرفين

ـ مستوحى من ماركيز ـ

بوح الروح - هواجس المرض والرحيل

رضا الله_موت صغير _محمد علوان

١
في دربي اللامنتهي.. أقطع هذا الطريق؛ 
لا أُحبه، ولا أكرهه.. هكذا علّمني الدرب ـ ومن فيه ـ لا يُشترط أن يكون لي في كل موضوع رأي، قد يكون رأيي هو اللا شيء ولا ينقص ذلك من كوني شيء، وقد أملك بعض الشعور المختلط، لكنّه ليس حبًا وليس كرهًا، بعض استحسان إثر أحداث جميلة وركلات تُصيبني بتذمر، ومحصلتها لاشيء في العادي، استدعاء للحب وقت الحنين وللكره وقت الضيق.

قطعتُ هذا الطريق تاركة ورائي 9 سنواتٍ ومستقبلة سنواتٍ تظهر أنها سنين عجاف، قطعته سفرًا من نفسي القديمة إلى التي صِرتها، سافرتُ عبر تناقضات عِدة ولم أعُد أرى فيها متناقضاتٍ بل اتزانًا جميلًا، وأعجبَني أن يكُون بداخلي ظلامٌ بقدر النور، لكنّي فضلت في مرحلة ما أن يُحيط النور الظلام ويغذيه لا يتضارب معه، سافرت في هذا الطريق من نفسي، حتى فهِمت كيف أسافر معها وأؤنسها .. وفي محطّة ما من هذا الطريق فهمت أن الحياة الإنسانية لن تتكرر لي إلا مرة واحدة، فتركت الصواب والخطأ لأنني لن أفهم حقًا آلية الاختيار ومآل الأمور مادمت لن أعيش إلا مرة واحدة، ربما زادني هذا تحيّرًا بين القرارات، لكنّي ارتحت عند قول:" أنّىٰ لهم الخيرة" 
في الطريق أيضًا رميت الانبهار بالأشياء وكفرتُ بانبهاري بنفسي ـ والأوقع انبهار الآخرين بي ـ وأدركت معاني "أناي" الخاصة ومن شخصٍ يرتجِف خوفًا من أن يُخطئ أو يقع أو يستريح أو حتى يمارس حقه في أن يتعب، إلى قولي "لا" صراحةً لنفسي إذا اقتضى الأمر، بصوت عالٍ قد يسمعه المارة هنا؟ نعم لا يهم المهم أن أكبح جماحي  وأوقظ وعيي ـ على شدّة هذا ـ وهنا تعلّمت أنه يجب علينا أحيانًا الرحيل ولا ينقص هذا منّا شيئًا، وأن ثمّة علاقات كطريقٍ مُنهِك يجبُ أن نرحل منها، ولا مشكلة في أن نسلك غيرها، لابأس، لاتزر وازرة وزر أخرى..

في الطريقِ لنفسي، البداية

في دربي اللامنتهي.. أقطع هذا الطريق؛ 
نعم هنا سافرت في عِدة عوالم ومسّني الحُلم مرّة، فصرتُ شاردة  أتخيّلُ نفسي وأنا أُحقق الآمال وأبني هرمَ ذاتي فإذا بي أسقط من أعلى قمته وأستقر في سفحه..وأحسبها آخر محطة، ومالبثت أن علمت أنّ الطريق لا آخر له ـ وإن أصررت على إنهائه ـ إلا إذا وصلت للمُنتهى وهو عند الله وحده.

هنا في هذا الطريق تعلّمت طرقَ الأبواب عند إغلاقها بوجهي، في نفس الوقت الذي تعلّمت فيه أن للأمر الواحد عِدة أبواب فتركت المُكوث أمام واحدٍ فقط علّه يُفتح لكنّي لن أهجره سأحاول معه أيضًا.

هنا لم يكن الطريق المُستقيم هو الأقصر فأدركت أنّي أتفوّه بمقالاتٍ هي تُخمة كلمات فحسب وأن قناعاتي الصلبة هذه لن تنفعني إلا إذا عشت في عالم الأرقام، وأني إن أكملت حياتي الهادئة الحالمة وسط الكُتب فأنا لست حقيقية أبدًا، فابتعدت عن صحبتي العميقة بالكتب لأنّي أدركت أنها زاد لي كي أحيا وسط البشر ليست بديلًا أبدًا عنهم، هنا تعلمت وسط الضجيج أن أنعزل وحملقت لنفسي فارتعبت، هنا وجدتني وحيدة مُهملة رغم كل تلفُظاتي بأني مؤتنسة بأحبائي وبأنهم معي، وهنا عرف
ت أنه في كُل مرة أقول لن أستطيع قد يكون في جُملتي بعض استطاعة، وأني لست أنا من أختبر قُدرتي .. هنا تعلمت ألا أضع ذاتي في بلاء فإذا وضعت فيه فلا بأس، لا بأس مادُمت أريد الله لا فقط أريد منه.

هنا لم أتوقف عن الأمَل رغم كُل محاولاتي الدؤوبة لفقده بين كل تأوهات ألم، وهنا تعلّمت أن حُلمي قد لا يقوى عليه حِملي،  فتعلمت أن أتخفف متذكّرة أين تركت هذا الجزء مني لأني يومًا سأعود له، وهنا ..هنا في هذا الطريق، أدركت أن الأماكن تسكنني لا أسكنها، وأن الله هو الصاحب الوحيدُ في كل سفر، وأن هذه الدنيا سفر..

في طريقي لنفسي : التيه

هنا رأيت المرض..وعندها رأيت الله..
في التفاصيل المهلكة والتفاصيل الرحيمة، رأيت التسليم له عند كسرة النفس وبحة الصوت وغرق العين ببحار من الدموع من هول فاجعة أو مرض عضال مع قولٍ راضٍ بالقضاء ـ وإن كان غير موافق عليه ـ : الحمد لله.
ورأيت رحمته فيمن يُنعَش فيفيق بعد مراتٍ من الموت، ورأيت قدرته في صوت جهاز مراقبة إيقاع القلب والتنفس، هو بالأصل جهاز مراقبة الموت إن حلّ وهو سيحلّ لا محالة، رأيت كيف يتغير دونما تفسير، كيف يتابع دقّه في أذني بانتظامٍ مزعج لكنه مريح لنفسي لأنه لا يُزمجر بصوت الموت، رأيت كيف أن هناك أحياء هنا في هذا الصرح مستغرقين في سباتهم، أتساءل كيف يشعرون وأهلوهم بالخارج يبكون؟ فأجِدُ واحدًا جرب الموت مرة يفيق فيحكي أحلامًا هنيئة وآخر  يمكن أن يكون رأى عذابًا يبكي ويقرر التوبة وآخر يعجبه ما رآه فيرحل مبتسمًا غير آبه.
هنا قدرت معنى القدرة على الإبصار ومعجزتها، ومعنى السمع والحركة وجمال صنع الجسد، ولم أسأل أسئلتي المتحذلقة، بل أدركت أن الخالق لا يُسأل أبدًا يُرينا آياته في الأفاق وفي أنفسنا فأشفقت على نفسي كيف كنت أبحث عن الله بين الكتب فقط ولم أره حقيقة رغم طول مرضي وتمام عافيتي على علتي، وعلمت كيف كان من الضروري أن أكون مريضة قبل أن أكون من يداوي المرضى.
هنا أيضًا رأيته عند كل معجزة شفاءٍ غير قابلة للتصديق، رأيته عند من يُرسلَون ليبعثوا الرحمات ويوزعوا الابتسامات والصدقات، رأيته عند البحث عن أكياس دم للتبرع فيُخلق فرد من العدم يُعطي من دمه حياة، رأيته في وجوه الحيارى المفزوعين وهم يجرّون آلامهم خيبة ثم ينادوا: مالنا غيرك يارب، ورأيت الله.. في كل ممرات وأروقة المشفى هنا، رأيته عند الموت والميلاد، رأيت خروج روحٍ لتُنفخ في أخرى، رأيته في عويل الموت وفي بكاء المولود، في دمعة الحزن ودمعة الفرحة، رأيته بين البشر لأنهم نفخة الروح منه.. ورأيته حين أرسل لي حبًا كبيرًا يحوي ألمي ويُشعل أملي من جديد..
نعم فهنا عرفت أن للحب أوجه كثيرة، وأنه غير مخيف لهذا الحد وألا ضير إن اعترفنا بوجوده، وهنا تابعني الحب على مهل دون اختراق لخصوصيتي فرأيته دونما إنكار، فأحاطني و رعاني، فأدركت أن معركتي في الهروب منه هي هروبي من نفسي، وأنّي إن وجدتني قد أنجح فيه، فأخذت أبحث عني دون تفحيص وتعقيد؛ ببساطة أتقبّل الماضي أو أحاول، أعيش اليوم، وأعمل لغدي وأترفق لحالي مع العمل، علّمني ألا أجلد نفسي ورَفقَ بحالي فأحببت  أني جديرة بالحُلُم والرفق.. فأحببتني قليلًا.. فعلمت الحب وقدّرته.
ورافقته هنا.. في دربي اللامنتهي

في طريقي لنفسي : الطب

معارك طواحين الهواء.. ومعاركنا الحقيقية

مناجاة من وحي الألم

الدمعات التي ذُرفت كانت كلماتٍ حبيسة، والكلمات التي قيلت وقت الدمع لم تكن هي المقصودة، ولو كانت ظلًا للمقصود..
البكاء شفاء أحيانًا، و تضليل أحيانًا، ودبدبة طفلٍ أحايين
يكفينا الدمعُ الهادئ، و المعنى الضليل الشارد الذي لا تظهر ملامحه إلا باتصالٍ واعٍ بالحزن.. لنبكِ ونحزن هونًا ما، ونفهم ونعي هونًا ما، ونتكلّم ونصمت هونًا ما.. بين الجمل الطويلة والثرثرة المتواصلة والدبدبة الصاخبة والعويل والضحكات .. أسمع المعنىٰ المقصود طويلًا يصرُخ: انظر واسمعني

بوح الروح : المعنى في الدمع

أُطبب كيفما أستطيع ويهمني الإنسان 
في الصوتِ معنى، رؤية، تبصيرٌ، عزاءٌ.. وشفاء
هُنا كلمي وصوتي

في طريقي لنفسي : التيه

Salma Ezzat | سلمىٰ عِزّت