”السيمفونيّة_ چورچ إسكندر“

بيقول لو الفراشات تُقف وتحط ميكب..
هتحط ليه؟

بيقول إذا واحد قَتَل تلاتين مواطن
لو يتعدم، إعدامُه هيكون راحة لُه
تلاتين قُصاد واحد يا ناس!
بتساوي ايه؟

قال كل حاجة، وشيء قليل..
إعجابنا بيه

راسُه اللي مليانة بألماظ أجبرتنا..
نكتب وراه وكأننا..
زي القلم في ايديه

أسف عشان من دهشتي..
نسيت أعرفكم عليه

كان ”چورچ إسكندر“ ما هوش بيّاع سِلَع
ولكنه كان بيوزّع الضحكة ببلاش
رغم انه عاش بيصاحب الخوف والهَلَع
في القطر دايما هتلاقوه..
أو في الشوارع والقهاوي الضيّقة

عنوانُه ما يتوِّهش لو كنتم في يوم..
بتدوّرو في الدنيا على صاحب جدع

يعمل حسابُه ف أكل لو جت أي قُطّة
مطرح ما يقعد تلقى حواليه خمسة سِتّة
هما اللي كانو يصبّروه على كل ليلة
ولا عنده صاحب يسنده ولا عنده بيت
بيحب كرسي القهوة، دا المكتب بتاعُه
ويوزّع البركة على الدنيا البخيلة

بيبيع بإيد واحدة عشان التانية واقفة
ما اقدرش أقول مشلولة جايز ربنا..
عاوز يريّحها من الشيلة التقيلة

بيغني حلو تقول دا جواه ”آندي ويليام“
وبيبكي زي الأم لما يضيع ضناها
علّمني اعيش بإيماني دايما جوا قلبي
مهما تاخدني الدنيا أو أطلب رضاها
أعرف بشر ماشيه قُصاد الناس بريئة
لكنها في السر عايشه مدوراها
واعرف بشر مع ربنا ليهم طريقة
بتصلّي حتى ان كانت القِبلة وراها

كُنّا ف أمان الله على القهوة بنضحك 
لقيناه دخل وسطينا واحنا ما حسيناشي
كان هادي زي البيت إذا أصحابُه هاجرو
وتقول دا سُكّر جاي مع المشاريب وماشي
دا أقل وصف ف حقه بعد ما عاش كتير..
تشرب في روحه الدنيا وتقولّك ما جاشي

بَصّ ف عينينا وقال بصوت كله انهزام
_أنا ”چورچ إسكندر“ هبيع ليكم كلام
واحكيلكو عن حاجة في عمري ما قولتهاشي
محسوبكو واخد فكرة عن كل الحياة
لكن عشان عارف آخرها ما اشتراشي
أحلامي سرقتها السنين في كل مرة..
فصّلت حلم لنفسي من خيطي وقُماشي

_يا عم چورچ
إنسان بكل الحكمة دي إزاي دا حالُه؟
وازاي ملوش مطرح دفى لو حتى طين
إوعى يا صاحبي تكون في يوم فاقد أمل
طب نعمل ايه احنا إذا شوفناك حزين
ايّاك تُشك في شَاعِرَك مهما حصل
حتى إذا سابَك وغاب عنّك سنين
و ان يسألك جاهل عن الشُعرا فقول لُه
احنا اللي جزء من الطبيعة انت اللي مين؟

_ما بقيتش اصدّق أي حاجة في الأغاني
علشان زمان صدّقت.. حلَّقت ف ثواني
لكن شافوني مُجرمين شايلين بنادِق
ضربوني مِيت طلقة، جابوني الأرض تاني
_حقّك علينا يا صاحبي ما سمعناش كلامَك
حقك على الدنيا اللي مش عارفة تحدد..
فين الجروح جواك وفين مصدر آلامك
كسرت في قلبك زي ما يكون عيش مِقدِّد

_يا اخواننا مش عاوز تعاطفكم معايا
أنا جيتلكم مادد ف قلبي مش ايديّا
خَبّوني م الحُزن اللي بيدوّر عليّا
أنتم علاج العين لأوقات كنت فيها..
حاسس شعور الرفض بيطق ف عينيا
دي مش حِكَم يا اخواننا دا كلام بيّاعين
و البياعين في بلدنا أغانيهم بتقدر..
تخطف قلوب وتعبّي بدل الحاجة مِيَّة
أنا همشي دلوقتي عشان القطر جاي
و لكنّي عاوز أمشي وانا سايب وِصيّة
إملو الحياة بالفن أصل الفن وحدُه..
هو اللي هينجينا من قتل الهوية

_شاور لأصحابُه القُطط قبل امّا يمشي
علشان يودعهم ويطمن عليهم
لكن لقاهم عند باب القطر قعدو
متعكننين والحُزن كان واكِل عينيهم
شال شنطته على كتفه رايح للكنيسة
لاجئ هناك وقت امّا تيجي عينيه تغمّض
معروف ب ”چورچ اسكندر“ الإسم الثنائي
ممكن لو اتلخبطت عادي تقول ”محمّد“

”السيمفونيّة چورچ إسكندر“
_عبد الله محمد ألماظ
#ديوان_ريش

عبد الله محمد ألماظ

Popular tracks