نأخذ استراحة هذا الأسبوع من بودكاست المُستجَد، ونترككم مع هذه المقالة المسموعة من «صفحات صوت»؛ التي تحكي فيها كاتبتها عن تجربتها في الابتعاد عن عالم «الأونلاين»، وتقول: من المفترض أن يعدّد هذا المقال إجاباتٍ للسؤال: "لماذا عليَّ أنْ أهجرَ السوشال ميديا مرَّة واحدة، وإلى الأبد؟". أكتبه ضجرةً، بعد أنْ حذفتُ حسابي على إنستغرام، وأزورُ فيسبوك مرَّة واحدة أسبوعيّاً كالـ"حرامية"، تجنباً لتفويت معلومات تعينني على تحسّس طريقي في عالم الأوفلاين الموحش.

تقدم «صفحات صوت» مقالات مسموعة وعالية الجودة من ناشرين مختلفين كل أسبوع، ندعوك للتسجيل وتجربة الخدمة بشكل مجاني عبر https://www.sowt.com/ar/safahat  

تقديم: أروى الخواجا
مونتاج صوتي: راشد البابلي
نُشر في يناير/ كانون الثاني 2021 على موقع «متراس»:
http://sow.tl/2Zd4ush 

صوت على وسائل التواصل الاجتماعي:
 تويتر: twitter.com/sowt 
 إنستجرام:  instagram.com/sowtpodcas 
 فيسبوك: facebook.com/SowtPodcasts

من صفحات صوت: في مديح الحياة «أوفلاين»

رقة ابن عربي من المغرب

في قصبة طنجة بشمال المغرب، وفي أحضان الزاوية الصدّيقية الدرقاوية، إحدى أشهر زوايا المغرب علماً وتصوفاً ومحافظةً على السماع. انبثقت فرقة ابن عربي لتنشر فكر إمام التصوف وشيخه الأكبر محي الدين بن عربي. وقد حاولت هذه الفرقة أن تنقل ملامح التصوف في الأندلس من خلال إحياء الموسيقى الصوفية الأصيلة التي كانت معروفة هناك، ومن خلال استخدام أشعار كبار المتصوفين الأندلسيين والمغاربة والمشارقة، الذين لا زالت أشعارهم تصدح في الآفاق، معلنة معنى الوجد والحب والوصل والفناء والتآخي

أحمد الخليع مايسترو الفرقة الساحرة إعلامي مغربي وحاصل على درجة الدكتوراه في التصوف والموسيقا الروحية من جامعة السوربون الفرنسية وعازف قانون من الطراز الأول وهو مؤسس فرقة ابن عربي وله عدة برامج على القنوات الفضائية منها السماع الصوفي عبر العالم ومقامات صوفية وحوارات صوفية

ابن عربي -رضي المتيّم في الهوى بجنونه

محمود درویش: قصیدة في الرحيل الكبير أحبك أكثر

Mahmoud Darwish: In Exodus, I Love You More

في القدس - تميم البرغوثي

من رسالة كافكا إلى ميلينا

كانت تحملُ في طياتِ قلبِها وردةً زرقاء، كانت تستيقظُ كلَّ صباحٍ وحيدةً، تبحثُ برفقٍ" ولهفةٍ بلمساتٍ حريصةٍ فِي صدرِها عن وردتِها الزرقاءِ المُنذَوِيةِ، تجدُها فتبتسمُ لها بعينينِ وديعتينِ، تسقِيها وتُقبِّلها وتُعطيها من دفءِ يَدَيها، حتى تُزهرَ بفتنةٍ فُنِيَت في وَصفِها ألسنةُ العاشقين.
ظلَّت طِوالَ سِنينِ عُمرِها القصيرةِ تهتمُ بوردتِها الأخاذَّةِ كلَّ يومٍ، ما كلَّت وما ملَّت، حتى في إحدى أيامِ طوبةَ القاسيةِ، جاءَ البُستانيُّ ذو الظلِّ الأسودِ الكبيرِ، كانت تظنُّ سذاجةً أنه ظِلُه، لم تدرِ أنه يحملُ الليلَ بِرياحِه الحزينةِ بين جوانبِه.
نظرَ لها بوجهٍ جامدٍ وعَينينِ غَائِرَتين غاضِبتَين، تأمَّلَتهُ بعينينِ متسائلتينِ، قَرَّبت يَدَها المرتجفةِ وأَسكنَتها برفقٍ على وَجنتِه الباردةِ، دفعَ يدَها بغِلظةٍ بعيدًا عن وجههِ، وبِيدِه الأخرى قنصَ ذراعَها بقوةٍ مُستَعِرَةٍ، تَملَّكَ الخوفُ عقلَها وقلبَها، وارتَعبَت على صغيرتِها الزرقاءِ أن تتأذَّى، حتى فُوجِئَت بِيدِه الحرَّةِ تَنقضُ على قلبِها المُرتَّبِ بعنايةٍ، اختَرقَه بقَسوتِه الحادةِ وأنانيتِه الحارقةِ دَفعةً واحدةً حتى هَشمَهُ قِطعًا صغيرةً، أخيرًا وَجدَ الخبيئةَ التي كان يبحثُ عنها منذُ عقودٍ، وَجدَها لِيعتصرَها بين يديهِ الخشنتين حتى أنَّتِ الوردةُ ونَزَفَت دماءً شفافةً لامعةً، حاولتِ الفتاةُ التَملُّصَ والدِّفاعَ والمُعافرةَ بروحِ الغزالِ الجريحِ، لكن كانت قد توقفت حباتُ الرملِ الدقيقةِ عن التدافعِ واستسلمت، معلنةً انتهاءَ الوقتِ وأُفولَ الأملِ.
سَكنتِ الوردةُ المغتصبةُ كسكونِ الكونِ قبلَ لحظتِهِ الأولى، وخمدت روحُ فتاتِنا الرقيقةِ ناظرةً بعيونٍ سوداءَ هربت منها الألوانُ، حتى البستانيُّ مُتَصَلِّبُ النظراتِ انزَوَى مُتَكَوِرًا على نفسِهِ راقدًا رقودُ الموتى، يحادثُ الصمتَ ويَعبُّ الشتاءَ التعيسَ."
- سارة الجندي
.
.
.
.
Hear my silent prayer
Heed my quiet call
When the dark and blue surround you
Step into my sigh
Look inside the light
You will know that I have found you

وردتها الزرقاء - سارة الجندي & Secret Garden | لُبابة شهاب

أفكر بالخروج والانطلاق للعالم
ثم أتذكر كفافيس؛ "فهي خرابٌ أينما كنت في الوجود" 

أعود عندها لعالمي الصغير
أتراجع لسريري، أقفز فوقه مثل الأطفال
وأتمشى مثل المُهرجين
حتى أنتهي في زاوية الغزفة لتحية الجمهور الغاضب من سوء عرضي؛ 
لولا أن الطماطم غالية لكانت فوق رأسي الآن.

الليل طويل، طويلٌ جدا
قمت بإحصاء الكثير من الشقوق في الجدار
فأنا أشك بأن أحدًا ما يراقبني، 
لا أملك في هذا العالم الصغير سوى حدسي
وسوء ظني
كما أخمِّن الآن أنك تقرئين رسالتي. 

هل تبدو كل هذه أشياءً سخيفة ؟. 

وأنا صغير 
رأيت خدعة صغيرة في كارتون المحقق كونان
لمعرفة إذا ما دخل أحدهم غرفتك وأنت غير موجود
ورقة صغيرة في آخر الباب
أضعها كل يوم 
ولا أحد يدخل؛ 
أصبحت أتمنى أن يسرقني أحد 
لأتأكد إذا ما كنت موجودًا حقًّا
وأنني لست كما أظن
شخصية في حلم أحد رعاة الغنم. 

لا أستطيع النوم
ولم يعد الأمر مشكلة الآن، 
تعودت، 
أحارب كل شيء بكلمة (عادي) 

أخبئ أوراق كثيرة بين الكُتب، 
فواتير وتذاكر مترو وأوراق شوكولاتة
أحمي الكتب بهذه الأشياء من رغبتي في إحراقها، 

أتعثر في ملابسي المتسخة على الأرض 
لا أعلم ما فائدة الدولاب سوى الاختباء
وأنا لم أعد ألعب الغميضة بعد
لأني أدرك وبشكل غير درامي
أنه لن يبحث عني أحد
ولا حتى أمناء الشرطة. 

أستلقي بانهزامية ساكنة
أصنع حلقات الدخان في الهواء
أتأكد أنه لا أحد يشاهدني
رغم أني أعيش بمفردي
أضحك؛
ثم أضع إصبعي الأوسط في داخل الحلقات قبل أن تختفي
ههههه، تمامًا كما يفعل الضَّجر بي. 

أستحضرك من خيالي كما يفعل السحرة مع الجن
أحدثكِ بصوت عالٍ
عن يومي؛ وأحلامي؛ وبعض أفكاري
آخذ مشورتك التي لا أعمل بها؛ لأنني لا أثق في رأي النساء؛ ذكوري مُتعفن كما تعرفين هههه.
أتشاجر معك أحيانًا؛ ويعلو صوتي؛ 
وربما نتخاصم
لكنني أقسم أنني في كل مرة أعود معتذرًا.

أحاول فهم كلمات فيتجنشتاين 
وأكسر حدته بالشعر أحيانًا
ثم أتخلى عنه وعن الشعر
وأعود لبارت
أكرر القراءة لبارت كثيرًا
تبقى لي كتابين وأنجز مشروعه؛ 
قررت أنني لن أقرأهم من أجل الحفاظ على علاقتي الغريبة بهذا الرجل؛ لا أريده أن يرحل
تعرفين العلاقة بين مايك وهارڤي في "Suits” ؟
أظنها تُشبه العلاقة بيني وبين بارت
خصوصًا أنني لستُ فرنسيًا
ولا أجيد لبس ربطات العُنق. 

أكواب الشاي والقهوة قد اكتساها العفن؛ وأصبحت تجلب الناموس،
في أوَّل الأمر كنت أتذمر من قرصاته،
والآن بعدما أصبح يعيش معي ويعرفني جيدًا
صار يقرف من دمائي، ويُفكِّر بالهجرة من الغُرفة،
لكنه مثلي وحيد؛ وأنا المُتاح أمامه الآن؛
أنا لا أحترم سياسات ملء الفراغ، ولا أحترم الناموس أيضًا؛ وأحمد الله أنه لا يستطيع القراءة
حتى لا يرحل. 

أحرقت يومياتي بالأمس؛ كان الجو باردًا وأنا لا أملك أنظمة تدفئة حديثة،
حسنًا أنا أكذب؛ كنت أحاول الحصول على أيام جديدة،
تعتقدين سأقدر ؟ 
هناك سبب آخر، أعتقد يمكنكِ تخمينه؟

أقلد دي نييرو أمام المرآة كثيرًا
أقلده بحركة بطيئة ثم أضحك على نفسي
أصنع بيدي في الهواء مسدسًا وألوح به
أصوب نحو رأسي وأطلق
وأسقط
أقلد الرجل الذي قتله دي نييرو وأسقط على الأرض مرةً أُخرى
أقلد صوت المسدس
وصرخات ديكابريو 
وجنون جاك نيكلسون؛ 
ولا أعرف أبدًا كيف أقلِّد نفسي
ثم أعود للتأكد بأنه لا أحد يشاهدني
رغم أنني أعيش بمفردي. 

أستمع لموسيقى عشوائية،
جسدي يحاول التَّراقص لكنني أكبحه
ولا مرَّة واحدة في حياتي رقصت
أولًا هذا عيْب على سني
ثانيا
لأنني أظن أن أحدًا ما يراني.

أريد أن أتمشى عاريا في الغرفة 
لكنني لا زلت أشك بأن أحدًا ما يراني
رغم أنني كما ذكرت سابقًا
أعيش بمفردي. 

أشم أغطية العطور 
وعندها أجدني بشكل تلقائي أتمتم ببعض الأسماء
أنتِ لا تفهمين الأمر أليس كذلك ؟

حاولت صنع حبل مشنقة من المناديل
لأنني بالتاكيد أحب الحياة ولكنني بدافع الفضول
أريد تجريب الموت؛ 
لكنني لا أجيد سوى صنع طائرات ورقية
غدًا سأطلق صاروخ باتجاهك؛ 
ستموتين بسببه
ضحكا. 

فكرت أيضًا بشراء هارمونيكا 
شكلها درامي بحت؛ يدعو للتغزل بالوحدة
مثل جميع البُلهاء هنا
أتذكر فقط أن الوقت لا يكفي
فأتراجع عن كل شيء. 

غدًا ربما سأشتريها
في الآخر المطاف؛ أعرف أن هذه الغرفة ستغرق
وسأظل أعزِف كأنها التايتنك
كل ما أريده أثناء الغرق؛
أن تصلك هذه الفقاعات.

عالم صغير - عبداللطيف

شرق 2 | إيادي الريماوي

مقام كُرْد | قانون

على امتداد العشب
قريباً في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021
عن دار تويتة للنشر والتوزيع

Winter Is Coming

الموسيقى التصويرية لكتاب على امتداد العشب | صدقي شُرّاب

النص: بلال علاء.
إلقاء: أفنان.
موسيقى: ضحية، لوكاس كنغ.
صورة:Scott E. Bartner "Portrait of Lindsay" 2005.

الموسيقى التصويرية لكتاب على امتداد العشب | صدقي شُرّاب

sedqi.pro

Recent comments

العَلَم✴️

Related tracks