"جميل حتى إن تهت وضللتك الأفكار"

يا رفيق الروح- دمت طيب

صديقي- لم أفقد الأمل

" كتم السر، وباح بسره كي أطمئن، صديقي الأرق والأهش والأصلب"

صديقي- أحاول أن أقول شكرا

"التنفس أسهل وأعمق.. أنا أقل خجلا الآن"

عزيزي- أنا بخير

"اصلحي هشاشة نفسك.. تخيري الأثر الغائر.. تمسكي بنور قلبك"

عزيزتي- تمسكي بنور قلبك

حبيبي..

تسألني بعد صمت طويل إن كنتُ بخير وكيف تسير أحوالي فيترفّق بي الناس على غير عادتهم.. أرى فضولك الهادئ وحنانك الواسع في أعينهم. لا مكر ولا حسد ولا خوف. محبة صافية لأول مرة منذ شهور.
أنا موقنة أن ما بيننا إلى زوالٍ يقيني بطيبة قلبك التي لم يفسدها ذكاؤك الحاد، بفرح روحك المنزوي في ركن بيتك الدافئ تحت شجرة كريسماس قديمة، بقدرتك المخيفة على التأقلم كحرباء مهرّجة ساخرة من كل شيء.
أفتقدك عند كل انعطاف حاد يشبه ذلك الذي جعلني ألتصق بك بعفوية لأول مرة، عند كل خروج إلى برد الشارع تبحث فيه يدي عن يدك التي التقطتها بخفة ساحر لأول مرة، عند كل ركن يصلح لانزوائنا معًا طفلين ضائعين يختبران العالم لأول مرة.

يخبرني أساتذتي أن أفكاري رائعة ومجدّدة لكني أفشل أحيانًا في شرحها ولا أحاول إثباتها بدلائل كافية. أني قادرة على كشف روابط مذهلة بين الأشياء لكني لا أتعمّق في استكشافها كما ينبغي.
لا أعلم إن كان الملل وفقدان الاهتمام هما المشكلة أم أنها عدم تصديقي في أي شيء وعجزي عن التعامل مع العالم بجديّة.
هذه ليست استعارة أحرّر بها نفسي مما أعجز عن قوله، إنما هي محاولة صادقة لفهم ما أعجز عن فهمه، لسدّ هذا الثقب في روحي الذي يبتلع علاقاتي مع البشر قبل أن تبدأ.
تسألني بعد صمت طويل إن كنت بخير وكيف تسير أحوالي فأجيبك أني لست بخير تمامًا لكني واثقة أني سأكون. تريد وأريد أن أخبرك كل شيء بالتفصيل لكن صوتًا بداخلي يردد "يا حزني السعيد انتهينا واتودعنا.." وتسمعه كعادتك.

أفتقدك كثيرًا.

حبيبي- موقنة أن ما بيننا إلى زوال

صديقي العزيز

لا تزال عيناك حزينتان، على الرغم من الابتسامة التي تعلو شفتيك والحبور الذي رأيته على وجنتيك كلما نظرت لي. عندما تشيح بوجهك في الأفق، استطيع أن أرى الطفل ذاته الذي لم يرَ في هذه الدنيا إلا الخيبات فحسب، فأصبح ينظر للقادم بحزن، فلا سعادات منتظرة ولا أخبار سعيدة في الطريق، فقط مزيد من الأسى.

لا يزال الأسود لوننا المفضل، لاحظت ذلك من ارتداءك له، فهذه المرة جئت أنت كما أنت، بكل ما تحب وتكره، جئت دون أقنعة كثيرة ولا محاولات فاشلة في إخفاء أي شيء عني، وكنت أنا كما أنا أيضًا، ومنذ وقت طويل لم أعتد رؤية نفسي بهذا الشكل.

عندما انتهت جلستنا سويًا، ظللت أفكر فكل ما تحدثنا فيه وجدت عقلي يتذكر تلقائيا كلمات أمل دنقل في إحدى رسائله ل عبلة الرويني حينما قال "، أما الآن فإنني أحب الاطمئنان الذي يملأ روحي عندما أحس بأن الحوار بيننا ينبسط ويمتد ويتشعب كاللبلاب الأخضر على سقيفة من الهدوء"، كيف له أن يصف شعوري في تلك اللحظات بهذه الدقة؟ فكان الحديث بيننا سلس وبسيط، أقول الكلمات دونما تفكير كثير وتضحك أنت بالعفوية والبراءة التي اعدتها فيك.

علاقتنا صعبة، بل ومعقدة، وأعقد حتى من أن نفهمها نحن، ولا أجد سبب حقيقي لذلك ولكن على الرغم من هذا فإني أحبها، وأحبك انت أيضًا.

صديقي العزيز- لا يزال الأسود لوننا المفضل

عزيزي..
لم أكن أفكر في كتابة تلك الكلمات، فأنا لست من المغرمين بالكتابة حقًا، لكنني بعد أن التقيتك اليوم وجدت الفراشات تحلق بداخلي وتدغدغ مشاعري بشكل لم أعتده أبدًا من قبل، وكلما أغمضت عيناي وأخذت نفسًا عميقًا وهيئت نفسي للدخول في أحضان النوم سمعت صوتك ورأيت ملامحك تتشكل داخل جفوني فتتسع ابتسامتي ويملؤني شعور بالاطمئنان وتعتريني رغبة عارمة أن أتصل بك وأخبرك أنني أحبك.
أحبك وأحب التواجد بجوارك، أحب طريقتك في السخرية من نفسك. وأحب حينما تشاركني تفاصيل يومك البسيطة، وعندما تغازلني في وسط محادثة عادية، وفي كل مرة تتسلل الراحة إلى قلبك فتفصح عن ذكرياتك وتتخلى عن هدوئك لصالح ذاك الطفل الشقي فتصبح صاخبًا ومشاكسًا. أحب عدم التفاتك للماضي، وقدرتك على تسمية الأشياء بمسمياتها، وروحك الحرة وابتسامتك الصافية وعيناك الحزينتان رغمًا عنك.
لماذا أكتب إذن؟ لأن مشاعري أكبر من أن تظل داخلي، ولأن خوفي أكبر من أن أخبرك بها.. لكنني أعرف أنني أحبك وأنه سيأتي يوم وأشارك صورة لنا مع الآخرين وأكتب تحتها "في ناس كتير لكن بيصير ما في غيرو".. ما في غيرك.

عزيزي- أعرف أنني أحبك

عزيزتي.
لقد أعترتني الدهشة والحيرة لبعض الوقت حينما داهمتني عبارته "أنا حابب أبقى لوحدي"، هل حقًا كان يعني مايقول؟، أم أنه يريدني أن أقتحم وحدته ببعض المزاح والضحك كعادتي؟، أو ربما العتاب حتى.. "حسنا؛ لك ما أردت، وإن كان عكس أرادتي" خرجت تلك الكلمات اللعينة على مضض رغمًا عني، لم أرد حقًا أن أقول ذلك، ولكن شعوري لأول مرة بالخذلان منه هو ما أجبرني على الخضوع، فهو للمرة الأولى يوصد أبوابه بوجهي غير مكترث لما جئت لأقوله.
خرجت، وتركت الباب ورائي مواربًا -عن عمد-، لربما يراجع حديثه فيلحقني، أو يجن جنونه من تظاهري بالبرود فيهب ثائرًا يناديني أن انتظري؛ ليس هذا ما أردت فعلاً قوله وأنتي تعلمين، لكن شيئًا من هذا لم يحدث إلا في مخيلتي، لقد انهمك في إكمال ما قطعته بحديثي، وتركني أمضي...

عزيزتي- تركت الباب ورائي مواربا عن عمد

رفيقي وروحي..
أشعر أنك لا تعلم حقا ما يحدثه حضورك في قلبي، كيف يمكن لالتفاتة منك أن تجعلني أطمئن، وأن تغمرني ابتسامة صادقة وضحكة رائقة بامتنان عميق، وكيف يصغر العالم بنظري لحزن غائم بعينيك.
هل يبدو ذلك عبئا؟ اعذرني ليس هذا ما قصدته، أردت أن أمنحك فقط ما تستحقه.
تخيلت في صباح يوم ثقيل أنني عشت الحياة دون لقائك، فلم نكن يوما رفقة، ولم أحظ بفرصة الحديث إليك أنت وحدك بما يكتمه قلبي حقا، ووجدت أنه لولاك لعشت وحيدة، أفتقد من يؤانسني ويشركني، أمقت الأيام وأحرص على ألا أبوح بشيء.
وجودك جانبي أعطي لأيامي مذاق مختلف، وحسا صافي، ومنحني كثيرا نور وبصيرة، أهداني وأدلني، وأحبني كيفما أكون، حررني من تعقيدات قلبي، ومد لي يدا جعلتني أكثر تقبلا.
رفيقي وروحي شكرا لأنك هنا، دليلا في ليالي كثيرة مرهقة، محبا عطوفا تعرف كيف تلين القلوب. 
جمعتنا الأيام وعليها أن تحفظ لنا وعدا بألا نفترق، وتمنحك ما تعطيه، ليكون بالك رائقا وقلبك سعيدا مطمئنا.

رفيقي وروحي- شكرا لأنك هنا.. محبا عطوفا

عزيزي النرجسي العنيد .. 

أحبك! ويبدو أنه لامفر من هذا أبدًا، على الرغم من كوننا أكثر ثنائي مشاغب ومراوغ وكئيب، نستفز بعضنا البعض ونشتعل غضبًا سويًا في اللحظة ذاتها، لنحرق أنفسنا وكل شيء حولنا، من ثم نعود لنهدأ سويًا أيضًا، نحتضن بعضنا بهدوء وننسى ماحدث وكأن شيء لم يكن.

لا أملك تفسير واضحًا لكل ما يحدث بيننا، أفسر غضبي بأنه غيرة، وأفسر غضبك بأنه عصبية غير مبررة، ولكن ما تفسير تلك السكينة والحب التي تجتاحنا بعد كل شجار، ما السر وراء تمسكنا ببعضنا هكذا؟ ما سر كل هذا الحب، إن كان حقًا عليّ أن أسميه حبًا!

اتمنى دومًا لو أنك هنا، أقولها وأرددها واتخيلها طيلة اليوم، أتخيلك بجانبي، أسند رأسي إلى كتفك وتحيطني بذراعك، وتقبلني بحنان، فقط لو أنك هنا! كان يمكن للعالم أن يكون أخف وطأة من ذلك بكثير.

عزيزي النرجسي العنيد- كان يمكن للعالم أن يكون أخف وطأة

عزيزي...
في تلك الفترة يغلب علي الضجر من كل شيء، الشعور بالملل يسيطر على خلايا مخي وتبدو يومياتي كلها ديچاڤو ومثيرة للسأم.
أشعر أنني مقيدة بالأحداث والأشخاص، وكلما شممت رائحة تصورات عني من أحدهم سارعت بتحطيمها بسرعة، أبالغ في فعل عكس ما يتوقع تماما حتى أهدم فكرة الصورة الذهنية على رأسه من الأساس، أنا أكثر حساسية للانتقاد، ويخنقني النصح ومحاولات المساعدة المستمرة.. لا أريد أي شيء من أي شخص، حتى الاختفاء لا أريده، ولا أبحث عن شعور أو أود التخلص من عادة، لقد تركت نفسي تفعل ما تشاء كيفما تشاء.. أنا الآن كتلة تمرد متحركة لم تتخلص من الشعور بالذنب.

عزيزي- أنا كتلة تمرد متحركة

صديقتي،

اكتب إليكِ جوابي هذا لأنه وسيلتنا للعيش بالماضي ولكن في الواقع الحديث.
 أعلم اننا مختلفون عن الجميع ولا نغفل إتهامنا من البعض بالجنون ولكن هذا لا يهمنا مادمنا في فلكنا الخاص. منذ ان تلاقت روحانا ونحن ندور في فلكنا وهالتنا ولا يفهم هذا سوانا، منذ تلاقت روحانا في احلك الظروف وجذبت احدانا يد الاخري نحو النور الظاهر اخر النفق ونحن ممسكات بيد الامل سوياً. منذ ذلك الوقت وأنا علي موعد يتجدد معكِ كل يوم للقاء روحك ولمعرفتك أكثر ولكن لن انسي ابدا انه من نعمة ربي ان منحني هذه الفرصة. يا ليتني استطيع تعويضك عن كل ذرة الم وحزن. انا علي عهدي ووعدي ما استطعت وما حييت ان نمشي الطريق سوياً يداً بيد في مواجهة كل الصعاب ولن أيأس أبداً.

 يجب ان تعلمي جيداً صديقتي ان وجودك نعمة احمد ربي علي منحي اياها كل يوم لأنها السبب الذي يجعلني ارسو بهذه الحياة.

صديقتي، سلامٌ علي روحك وقلبك. ادعو الله ان يجبر خاطرك جبراً يليق بروحك الطاهرة.  فوجودك يذكرني بطيبة ووداعة اهل زمن فائت، زمن تمني كلتانا ان نعيش به نود لو اننا عشنا به في عالم اخر. وجودك يمنحني امل في وجود الرحمة في زمن كَثُر فيه القسوة والظلم وكل شئ سئ. وجودك يذكرني دوماً ان الله يرسل لنا البلاء مصحوباً به الرحمة.

صديقتي في الختام، دمتي بقلبك الطيب الحنون، دمتي صديقة روحي.

صديقتي- نحن ممسكات بيد الأمل سويا

إليك..
أكره كتابة تلك الكلمات ﻷنها بمثابة رصاصة الرحمة على أمل علاقاتنا الذي ينازع الموت. في خيالي أرسلت إليك الكثير من الخطابات، اسألك كيف تتعامل مع تكرار الأحداث ورمادية الحياة، استفسر عن تحويجة قهوتك وكم ميلليمترا نمى شعرك، أشاركك اكتشافاتي الصغيرة وانجازاتي الأصغر وفرحي بكل كلمة مشجعة منحتني إياها، واتغزل في ملامحك وصوتك وحركاتك وحتى عصبيتك وضعفك. لكن هذا كان ظل حبيس الخيال فقط، ﻷنك لم تشاركني صخب يومك ولم تسمح لي بقربك ولم تمنحني أبدا كلماتك المشجعة. كان تجاهلك حاضرا في كل وقت، إلا حينما تريد شيئا محددا، سؤالا جافا أو طلبا تعلم أنني لن أتأخر في تنفيذه.. والأصعب عندما تطفح من سؤالك الرغبة في التأكد أنني لم أزل موجودة لا لشيء إلا لتشعر بالاستحقاق.
الآن أراك على حقيقتك، سرابا حسبته ماء، وقد كنت عطشة وتائهة، منحتني رؤيتك أملا في النجاة فآمنت بإمكانية الفرص الثانية، ليدفنني الأمل حية بعدها.
في خيالي أرسلت لك خطابات عنونتها بحبيبي لكنني اليوم لم تطاوعني يداي على كتابة حتى كلمة عزيزي.. أنا لا أكرهك ولا يمكنني أن أفعل حتى لو أردت، لكنني تعبت وأستهلكت ولم يعد بيدي أي شيء وأعرف أنه لا حب بدون حرية وأنت لم تمنحني سوى القيد، لذلك أقول وداعا ولا أنتظر رد.

إليك- الآن أراك على حقيقتك.. سرابا حسبته ماء

عزيزي..
أنا لست بخير
الألم معشش في رأسي لا يزول
كل ما أتذكره عن نفسي لا يعني شيئا
كل ما أراه غير قابل للحفظ في الذاكرة
كل ما أحب يغادرني
كل ما أريد يجهلني
أحدّق طويلًا في المرآة لأستوعب جمالي الجديد لكنه يخيفني كثيرًا
لا أتحمل النور
لا أفهم الحياة
أنفض عن روحي النوم فتعلق الكوابيس بأكمامي
أرقص فيتخشّب جسدي
ساقيّ سلاسل أرجوحة صدئة
تنخر المسامير كتفيّ
تتشنج عظام فكّي فتنطحن أسناني
وأشعر بقلبي يتهشّم داخل صدري
الكلمات تخذلني مرة تلو مرة
ويمضي عمري مشاهد متكررة وأسئلة معادة
ابقى افتكرني.. حاول حاول تفتكرني

عزيزي- حاول تفتكرني

مشاعر نبوح بها، نحررها فتؤنس وتلمس، من مجهولين وإليهم.. شاركونا مشاعركم وجواباتكم عبر الرابط 
https://bit.ly/3j2JbS7

Gawabat

Popular tracks