لكن البدوي مني يميل مع السحابة إذ تميلُ..

لقد حاولت أن أنشق عني ليسكن فيك تطوافي الطويل

أنّى التفتَ رأيتَنا
نحمّرُ مثلَ المعجزاتْ
لسنا نخافُ الموتَ
تحرُسنا صلاةُ الأمهاتْ
***
نحنُ الربيعيونَ
رغمَ ضراوةِ الوطنِ/الخريفْ
جئناكَ
من مُدنِ الصفيحِ ومن طوابيرِ الرغيفْ
من قطرتينِ من السرابِ
وغرفتينِ على الرصيفْ

توقيعات على جدار الثورة .. محمد عبدالباري

ألقى محمد عبدالباري قصيدة إلى سيدة نائمة الآن من ديوان الأهلة على مسرح إثراء بالظهران في ٢٠ يناير ٢٠٢١:

إلى سيدة نائمة الآن

الوقتُ رخام

والبرقُ المتصلّبُ في الأعلى الآن
يُكلمني:  ختم العشاقُ لياليهم
أما أنتَ
ستبقى كالبيت المحتاج إلى قافيةٍ
وستعلقُ في ليلٍ من دون ختامْ

الوقت رخام

مخفورًا بالشهواتِ الأبديّةِ
أتكسّرُ في امرأةٍ
لما نامت
جلس الشجرُ الواقفُ منذُ الآزال
ليرتاح
وحين رآها توشكُ أن تستيقظَ قامْ

الوقت رخامْ

يا امرأةً تصحو
مثل صعود الفضةِ في وهجِ الأسماء
الأسماءُ الآن
ظلام

الوقت رخام

كان نُعاسكِ إيذانًا 
بمحاولةِ الأمطار العودةَ للأعلى
الطرقاتُ تُعد العدة للإضراب
الشرفاتُ 
تفكّرُ أن ترجع للداخلِ
والكلماتُ تسير إلى غيبوبتها
فالمسرحُ بعدكِ: صمتٌ أُعجب بصداه
فدامْ

الوقت رخام

الآن
تحفُّ ملائكةُ الله سريركِ 
بالأسماءِ السريّةِ للملكوتِ
يُعدّون الأشياء لتصبح غير الأشياء
استعدادًا لدخول خيالكِ في الأحلام

يا فاتحةً فيّ شبابيك المجهولِ
افيقي
البردُ على الأبوابِ يفاوضُني: 
“لن أرجع
حتى يستيقظ نصفُ الجسدِ المعبودِ على مدخل شيراز
ويُدخلني النصفُ الثاني نيسابورَ
لأُستشهدَ في شمس الخيّام” 

وأنا 
-منفعلاً بتأخر عينيكِ-
أراجعُ كل عناوينِ الشهداء
ليبردَ ما فيّ
وحين يمرُّ الوقتُ
أصابُ بحُمى الأشرعةِ العاطلةِ عن الريح
وأعلقُ في أسئلة الوحشة: 
ماذا أفعلُ 
بالليلِ الفائضِ عن حاجتيَ الآن؟
وماذا أفعلُ 
بعد امرأةٍ تُطفئ هذا العالمَ
حين تنامْ؟

إلى سيدة نائمة الآن - محمد عبدالباري

بهذا الهزيع النهائي يا واسع الليل خذني إلى الضيق

أنا مرهق و أجرجر خلفي البقية من ظلي المرهق

أراني و لا امس يهبط عني، أراني و لا غد بي يرتقي 

فماضي خلفي تراجع مغفرتين أمام الدم المهرق

و مستقبلي شارع مغلق قد يؤدي إلى شارع مغلق 

هنا الآن إذ يتكثف فيا دخان من الهاجس المقلق 

و إذ يتفشى المكرر في الفذ و المتصحر في المورق

أمر على رائعٍ منكِ يا لمرور العيون على الرونق

مصيريةٌ أنتِ كالموت و هو يشد العميق إلى الأعمق

و شفافة أنت كالفرق بين المضيء من النار و المحرق

مبكرةٌ كالندى، حرةٌ كامتداد السماوات في الأزرق 

و غامضة كنوايا الهواء، و بيضاء مثل ذنوب التقي 

طليعيةٌ كالقصيدة، شاردةٌ كالشراع على الزورق

و نادرةٌ كطمأنينةٍ على حافة الخطر المحدق

فهل يا شقية ثَمَّ مدى فيكِ يكفي ليحضن مني الشقي

تعالي إلى أحمر عابرٍ كم تعبنا من الأحمر المطلق

لنا أن نمر خفافا علينا، مرور الفراشة بالزنبق

و في بعضنا أن ننام، كما قد تنام الحقيبة في الفندق

تشف الغريزة في الحب، مرحى لمُنْحَدرٍ شف في مرتقي

دعي عنك قلبي، قلبي من يوم ما اكتظ بالرمل لم يخفق

خذي جسدي لأقاصي الظلام الشهي و من فوقه أشرقي 

خذيني إليكِ إلى جسدٍ يتمرد كالشوق في الشيق

إلى جسد يتجبر لكن يواسي، يورّط لكن يقي 

إلى جسد كاندلاع حليب نقيٍ خلال زجاج نقي

أنا الآن يذهب لوني من غامقٍ في التشهي إلى أغمق

و شعب من الرعشات يسافر من قدمي إلى مفرقي

أظنك مثلي تكادين في الحار من موجك الآن أن تغرقي 

و مثلي تدخن فيك مسامك من هائل الرغبة المطبق

و تركض تحت قميصك سبع مياهٍ تفتش عن مستق

ففضي أمامي أختامها و فوقي شلالها دفّقي 

أنا أنت شرق و غرب، لينصهر المغرب الآن في المشرق

تعالي لنخرج عن حافتينا، و في هوة بيننا نلتقي 

لنبدأ ما بيننا من حوارٍ بأن أعرق الآن، أن تعرقي 

و أن ننتقي من بخوري، إلى أن يفوح مع المُنتَقى المُنتقي

و أن نتصاعد من شبقين جريحين فينا إلى شبق 

سأحتل منك الحرير المطاوع، لمي حريرك أو فرّقي 

سأحتله فبقية ما في نوايي لا شيء منها بقي !

تعالي إلى أحمر عابر - محمد عبدالباري

محمد عبد الباري - كأنك لم

الصمت والكلمات في متناول
هو في النهاية حصتي من بابل
آخيت آلهة الأوليمب
فلم أغب إلا لأكشف عن حضور كامل
وفتحت للمعنى اتجاها واحدا 
 من داخلي تمشي البروق لداخلي
شيعت للأبواب أشيائي
لكي أمتد وحدي في فراغ الآهل
قد تخسر الأشياء حكمتها
إذا منحت صداقتها لظل زائل
أنا في المحاريب القديمة أشتكي
ما فتحته هواملي وشواملي
تختصني الرؤيا بلحظة موتها
والبحر بالأمواج بعد الساحل
ينتابني الضيف الغريب ودائما يمضي
ويترك لي صلاة الذاهل
لم تستدر لغة لتشهد نفسها
إلا أخذت أواخر لأوائل
وكتبت في أقصى السماوات العلى
الحزن للأسماء والأسماء لي
يا سلم الحجري للموتى
وهم يتمرنون على الشرود الهائل
خذني إليهم ألتقي حريتي
وأنا أجر زنازني وسلاسلي
يمشون بي صوب الأعالي
مثلما تمشي بصاحبها جراح مناضل
لا درب إلا أن أذوق دمي
وأن أضع المسافة كلها عن كاهلي
أنا في الغياب الآن
قول لم يزل يحتاج بعد المستحيل لقائل
قد لا أكون
فليس من كينونةإلا وتغرق في الزمان السائل
متكفر في الوجود
وطالما أورقت في المقتول بعد القاتل
ولطالما فشلت مراياي التي لم تقتنص وجهي بأي تماثل
لا أستريح للمكان
كأنني علقت في قمر بغير منازل
قالت لي الطرقات
أهلك ها هنا
فخذ الحقيقة راحلا عن راحل

الأسوار - محمد عبد الباري

كتب الشاعر أمل دنقل قصيدته “زهور” في آخر أيامه بالغرفة رقم 8 في المعهد القومي للأورام بالقاهرة، حيثُ توُفيّ (1983). يٌلقي الشاعر محمد عبدالباري قصيدة أمل دنقل ويحكي مناسبة القصيدة في نزهة بمدينة الطائف، 5 أبريل 2018، يرافقه فيها محمد السفياني وياسر الأحمد: 

زهور: 

وسلالٌ منَ الورِد,
ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقة
وعلى كلِّ باقةٍ
اسمُ حامِلِها في بطاقة
***
تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجملية
أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً -
لحظة القطف،
لحظةَ القَصْف،
لحظة إعدامها في الخميلة!

تَتَحدثُ لي..
أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين
ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين,
حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرة

تَتَحدثُ لي..
كيف جاءتْ إليّ..
(وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ)
كي تَتَمني ليَ العُمرَ!
وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرة!!
***
كلُّ باقة..
بينَ إغماءة وإفاقة
تتنفسُ -بالكادِ- مثلي ثانيةً.. ثانية
وعلى صدرِها حمَلتْ - راضية…
اسمَ قاتِلها في بطاقة!

المصدر: https://youtu.be/z33ejbsfPXo

زهور - أمل دنقل - إلقاء: محمد عبدالباري

قالَ الغريبُ لنفسه:
لا شيءَ يُشْبهُني سوى هذا القطار

هوَ في البدايةِ يرفعُ اليدَ بالدّخانِ مُلَوِّحاً
أنا في البدايةِ
أرفعُ اليد كي أُلوِّحَ للدُّخان

هو لا يرى إلّا طريقاً واحداً لا غيرَ يصلُحُ للرّحيل
أنا المصابُ بكُلِّ ما في الأرضِ
من ضيق التنفُّس
لم يزل يَنتابُني
جرّاء نقصٍ فادحٍ في الالتفات
وفي التوقع والخيال

هو وِجهَةٌ مكتوبَةٌ سلفاً
أنا جَبْريَةٌ لم تَنفَتحْ أبداً على التأويل

هو في المحطّات التي
تكْتَظُ في الوقت المحدَّد بالوجوهِ
تَوقْفٌ لا بدَّ مِنهُ
أنا فقدّتُ الحقَّ،
حقّي في التأخُّر عن حياة الآخرين

هو حينَ يقتربُ الوصولُ
يرى الحياةَ رتابةً لم تنتبه لتألُّهِ المألوف
لكنْ، لم يَعُدْ في وسعهِ شيءٌ
سوى أن يستعد لرحلة أُخرى
أنا ما زلتُ حينَ أنامُ.. أحلمُ بالخروجِ عن المَسار
لا شيءَ يُشبِهُني سوى هذا القطار

شبه يكاد - محمد عبد الباري

ذاهباً كالبرق - الشاعر محمد عبد الباري

ذاهباً كالبرق - محمد عبد الباري

نعيش في عالم خفي عن أعيننا لكنه مدرك من قبل آذاننا، إنه عالم الأصوات... فمالذي يجعل من هذه الأصوات موسيقى؟ وماهي الموسيقى؟

"سماع" برنامج موسيقي ثقافي، يهدف إلى التعريف بالموسيقى لجمهور غير اختصاصي لطالما تكرر على سمعه مصطلحات لم يتعرف على مدلولاتها بأمثلة موسيقية حية. تتنوع حلقاته ما بين لقاءات مع موسيقيين أضافوا إلى الثقافة العربية لمسات مهمة، و بين حلقات تثقيفية و أخرى تناقش موضوعات موسيقية معاصرة و ساخنة. 
إعداد وتقديم رشا رزق مغنية و مؤلفة سورية، خريجة المعهد العالي للموسيقا في دمشق و الإيكول نورمال في باريس. أستاذة و رئيسة سابقة لقسم الغناء الأوبرالي . عملت في العديد من العروض الأوبرالية و المسرحية، لها ألبومات خاصة و مشاركات مع فنانين عرب و عالميين. لها خبرة طويلة في مجال موسيقى الأطفال و أثرت بذاكرة جيل الشباب العربي.

حب مصاب بالسفر - محمد عبد الباري

Muhammad Osama

Recent comments

Ali B. Altayeb

يُمنى

يُمنى

يُمنى

Related tracks