كل حدث من أحداث السيرة يُمثل لحظة من لحظات معركة الحق والباطل، الإسلام والكفر، هذه اللحظات نفسها تتكرر عبر التاريخ، لكن السيرة تُمثل اللحظة المثالية لهذا التدافع وكيف يواجه من جهة الإسلام والمسلمين.

فالعلم بالسيرة والعناية بها ليس ترفًا علميًا، فنحن الآن الآن نعيش لحظة من لحظات السيرة، تكررت بحذافيرها، واستدعاؤنا الآيات القرآنية في هذا الواقع الذي نعيشه إنما هو في الحقيقة استدعاء لحدث من أحداث السيرة، فكلما اقتربنا من النهج الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم؛ كلما حققنا الغاية من وجودنا على الأرض كما حققوا هم، وذلك لن يتأتى إلا حين يكون لدينا "الوعي بالسيرة".

للمشاهدة على يوتيوب:
https://2h.ae/FoSa

مجالس تدبر السيرة: السُّنن الإلهية وحتميات الدين

محاضرة منعقدة في مركز الشيخ علي الغرياني في ليبيا في أبريل ٢٠٢١م
للمشاهدة على اليوتيوب:
https://youtu.be/wOr5DU2-ngY

محاضرة: مدخل إلى الشريعة المعجزة: لماذا الشريعة أفضل من القانون؟! | د. محمد وفيق زين العابدين

من دورة (الرؤية والمنهج وخرائط العلوم: علم الاقتصاد) المنعقدة في مركز الحضارة للدراسات والبحوث بالقاهرة في يوليو ٢٠١٧م
للمشاهدة على اليوتيوب
https://youtu.be/MSi4Jfzj58g

محاضرة: حول التراث الإسلامي في الاقتصاد: الإفقار والتشويه والتعسف | د. محمد وفيق زين العابدين

محاضرة ضمن فعاليات (مجالس التكوين) المنعقدة في شيخ العمود بالقاهرة في أكتوبر ٢٠١٧م
للمشاهدة على اليوتيوب:
https://youtu.be/rr2OTucKd6g

محاضرة: البناء المعرفي | د. محمد وفيق زين العابدين

من محاضرة (البناء المعرفي) ضمن فعاليات (مجالس التكوين) المنعقدة في شيخ العمود بالقاهرة في أكتوبر ٢٠١٧م
للمشاهدة:
https://youtu.be/4I74cGKT9fE

العجز عجز الإرادة: صور من حياة السلف | د. محمد وفيق زين العابدين

مجالس الشريعة: الجاهلية، وأسباب تغيير بنية المجتمع الجاهلي بمجيء الإسلام | د. محمد وفيق زين العابدين

الابتلاء يُعيد تشكيل نظرتك ويُذْكَرك بفطرتك، ويشحن وجدانك بمعانٍ يستحيل على أي منظومة الوصول لها؛ حمدًا وشكرًا واستغفارًا وتسبيحًا وتكبيرًا وذكرًا، فلا يتركك فريسةً للهم والكرب والأسى والحزن وحيرة العقلانية، بل يُعيد لك توازنك ويصحح مسارك.

فالدين يوضح لك من البداية كيف أن الإنسان عُرضة لهذه المصائب؟! إما ابتلاءً وإما عقوبة، وفي الحالتين يوضح لك كيف تتعامل معها؛ إما رضًا وصبرًا واحتسابًا، وإما إعادةً للنظر في تصورات الإنسان والأُمة، بالأوبة والتوبة والاعتبار، لأن الدنيا أصلًا ليست مستقرة بطبيعتها، وما هي إلا قنطرة لحياة أخرى أكبر وأرحب!
هذه المحاضرة حول الابتلاء وعلاقته بالعبودية والافتقار وما يتعلق به من معاني إيمانية، للإجابة عن سؤال: لماذا يبتلي الله تعالى المؤمن؟!

00:00 مركزية الابتلاء من مركزية العبودية والتسليم
06:50 عظمة أمة الإسلام في المحن والنكبات
الابتلاء والتعلق بالدعاء وفطرة الإيمان 10:45
لماذا يبتلي الله تعالى المؤمن مع ما هو فيه من شدة؟! 15:25
كل بلاء لا يخلو من لُطف 27:22
 الابتلاء لا يقع إلا فيما يقدر الإنسان على تحمله، وهو يختار الرضا أو السخط 31:00
بين الدين والعلم وقيم التنوير المزعومة  34:15
الشريعة حين تدعو للتفكر والأوبة لا تتعالى على الواقع أو تنفصل عنه 38:15
الحزن والبكاء: هل يتعارض مع الرضا؟! (الأسئلة) 58:15

للمشاهدة على اليوتيوب:
https://youtu.be/OLdORdjVil0

محاضرة: لماذا يبتلينا الله؟ | د. محمد وفيق زين العابدين

إن نُصرة إخواننا في فلسطين وبذل النفس والمال والقلب لهم ما استطعنا؛ قضية تعبدية، اهتمامنا بها ليس مجرد مواساة أو شفقة أو تعاطف مع مظلوم، إنما بالأساس "عبادة" نُؤديها لله عز وجل.. ‏قال تعالى: “والمؤمنونَ والمؤمناتُ بعضهُم أولياءُ بعض”، وجعل هذا الولاء موجبًا للرحمة، كما قال في نهاية الآية نفسها: “أولئكَ سيرحمُهُم الله”.. ‏وفي صحيح مسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذُله”، فلا يكون هو سببًا في ظلمه ولا يتخلى عنه ويترك نصرته إذا ظُلم!
‏هذا تكليف مرتكزه الإيمان والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.. ‏واستحضار معاني التحرر والمظلومية ونحو ذلك مهما كان جدواه ومهما بلغ أهميته؛ لا يوازي حضور المعنى الديني التعبدي في هذه القضية الشريفة.

نسخة مرئية على اليوتيوب:
https://youtu.be/VKXzsMB9yeE
نسخة مقروءة على المدونة:
https://mohamedwafik.com/victory-and-defeat

محاضرة: النصر والهزيمة في الشرع: عالم الشهادة وعالم الغيب | د. محمد وفيق زين العابدين

كل حدث من أحداث السيرة يُمثل لحظة من لحظات معركة الحق والباطل، الإسلام والكفر، هذه اللحظات نفسها تتكرر عبر التاريخ، لكن السيرة تُمثل اللحظة المثالية لهذا التدافع وكيف يواجه من جهة الإسلام والمسلمين.

فالعلم بالسيرة والعناية بها ليس ترفًا علميًا، فنحن الآن الآن نعيش لحظة من لحظات السيرة، تكررت بحذافيرها، واستدعاؤنا الآيات القرآنية في هذا الواقع الذي نعيشه إنما هو في الحقيقة استدعاء لحدث من أحداث السيرة، فكلما اقتربنا من النهج الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم؛ كلما حققنا الغاية من وجودنا على الأرض كما حققوا هم، وذلك لن يتأتى إلا حين يكون لدينا "الوعي بالسيرة".

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/WlGFxEpau2M

مجالس تدبر السيرة: الهداية والضلال: الجاهلية وإرهاصات النبوة | د. محمد وفيق زين العابدين

وهذه الصفات وإن كانت من مآثر النبي صلى الله عليه وسلم وتأكيد خيريته على سائر الخلق؛ إلا أنها تتضمن معنىً آخرًا مهمًا؛ هو إقامة الحُجة على قريش لتثبت سُنة الله عز وجل في الهداية والضلال، التي عبر عنها قوله تعالى: {مَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ ونَذَرُهم في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ} بعد قوله تعالى: {أوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِهِمْ مِن جِنَّةٍ إنْ هو إلّا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أوَلَمْ يَنْظُرُوا في مَلَكُوتِ السَّماواتِ والأرْضِ وما خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ}.. فهذا جزاء التكذيب وترك التفكر في آيات الله تعالى ومن جملتها وقبلها كما وضحت الآية؛ حال الرسول صلى الله عليه وسلم، فما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله.

فالقرآن يتعجب من إعراضهم عن التفكر في حال النبي صلى الله عليه وسلم كما تركوا النظر في الخلق وملكوت السماء والأرض، فلو أنهم جمعوا هذه إلى تلك بقليل من النظر؛ لتأكد لهم صدق النبي صلى الله عليه وسلم وصدق رسالته، لذلك كان جزاؤهم من جنس العمل بأن {ونَذَرُهم في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، أي انتفاء هَدْيهِم في الحاضر واستمرار ضَلالِهم في المستقبل كما بدأوه في الماضي، وهذا أخطر ما في الضلال!

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/kVVCMSybnQ8

مجالس تدبر السيرة: الهداية والضلال: من الميلاد للبعثة: الصادق الأمين | د. محمد وفيق زين العابدين

لا ريب أن تحنث النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء وخلوته فيه كان من أهم ما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة، فاختلاء النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء قبل البعثة، الذي أتاح له صلى الله عليه وسلم التفكر في الملكوت وفي أحوال الجاهلية؛ كان من أهم أسرار القطيعة مع عادات الجاهلية والوثنية التي كانت قد ملأت الأرض وقتئئذ.

وما كان الله عز وجل ليختار للنبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرحلة الصعبة من حياته صلى الله عليه وسلم إلا زوجة ذات خصائص خاصة تناسب النبي صلى الله عليه وسلم في العزم والقوة والتحمل، كي تؤازره وتُخفف عنه وتُؤنسه وتُعينه وتعيش همومه مهما كانت ومهما خالفت عادات قومها وأعراف كل من حولها، ولم يثبت أنها رضي الله عنها أغضبته صلى الله عليه وسلم أبدًا، ولم ينلها منه عتب ولا هجر ولا حزن، لم تسوءه قط، فليس غريبًا أنها سيدةُ نساء العالمين وسيدةُ أهل الجنة.

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/T-Mb6ZAW2Tg

مجالس تدبر السيرة: الهداية والضلال: من الميلاد للبعثة: خديجة والغار | د. محمد وفيق زين العابدين

من أهم ما ميز القرآن الكريم، أن ما تضمنه من أحكام عملية يترتب عليها عمل، وتكليف يُنظم علاقة الإنسان بمن حوله؛ اشتملت على خصائص فريدة سمحت بتثبيت وترسيخ عقيدة الإسلام وأخلاقِه في نفوس المكلفين، على نحو جَعل التكليف (أي نظام الأوامر والنواهي) نظامًا عقائديًّا أخلاقيًّا قبل أن يكون عمليًّا، ما يُتيح بقائه واستمراره وضمان فاعليته.

إن آيات الأحكام في القرآن جعلت من نظام الشريعة نظامًا وجدانيًّا متجددًا فريدًا يستحيل مجاراته، بوصفه ليس بنية تنظم علاقة الإنسان بربه والإنسان بالإنسان والإنسان بالطبيعة والإنسان بنفسه فقط، بل بوصفه كتاب الله تعالى الخالد الذي يحمل رسالة الإسلام خاتم الأديان.

فالقرآن يمزج بين الشرائع والعقيدة والشعائر والأخلاق وينظمها في عقد واحد، ليجعل تطبيق الأحكام العملية يسيرة ومرغوبة، بعد أن يفتح لها مغاليق القلوب، ويجعل إتباعها دليل الإيمان، فيضمن العمل بها بعدما يُهيء كل واحد منا ليكون رقيب نفسه بمقتضى الإيمان، ففي حين خاطبت القوانين السلوك؛ خاطب القرآن الضمائر والقلوب المحركة للسلوك، الباعثة عليه.

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/MgTPG9yTLJk

نسخة مقروءة على المدونة:
https://bit.ly/3XlEozy

مجالس الشريعة: الدور المركزي للقرآن في تثبيت دعائم النظام الإسلامي | د. محمد وفيق زين العابدين

لم يكتم النبي صلى الله عليه وسلم الدعوة خوفًا على نفسه أو ما شابه، بل لتشريع الأخذ بالأسباب الظاهرة من الحيطة، وترسيخ سُنة التدرج والنماء، فالإصلاح لا يتم في ليلة واحدة، والخير لا يأتي دَفعةً واحدةً، وصيحةُ الحقِّ التي تدوي لا بُدَّ لها من أطوار، فسُّنة الله في خلقِه التدرج والنَّماء.

فهذه الدعوة “السرية” سمحت بتهيئة بيئة اجتماعية وقاعدة اجتماعية مشتركة من خلال الرعيل الأول من الصحابة، وتكوين حاضنة للمسلمين الذين أتوا بعد ذلك تباعًا عند إعلان الدعوة، ولذلك فقد اعتمدت الدعوة في هذه الفترة على الملازمة والمصاحبة للنبي صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه ليس فقط الدين الجديد، بل الأخلاق والسمت كذلك، فحدثت أول قطيعة كبرى - أي جماهيرية ليست فردية - للشرك ولعادات الجاهلية.. وكانت هذه النواة الأولى للجماعة المؤمنة التي تكونت إبان الدعوة الفردية؛ محضن تربوي لهؤلاء الذين دخلوا في الإسلام، فاستوعبوهم نفسيًّا واجتماعيًّا.

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/2JNvR4HwYlo

مجالس تدبر السيرة: الهداية والضلال: الرسالة: الوحي وبدء الدعوة | د. محمد وفيق زين العابدين

مع الجهر بالدعوة بدأ الابتلاء والإيذاء للمؤمنين، ولم يسلم منه النبي صلى الله عليه وسلم، وسائر أصحابه الأحرار منهم والعبيد والموالي.. حيث نالهم جميعًا من الأذى ما نالهم، وهو قليل من كثير لا نعلمه ولم يصلنا خبره.
فكما أن الصحابة ضربوا أروع الأمثال في بطولات القتال والتضحيات؛ ضربوا قبلها أروع الأمثال في بطولات الصبر والثبات، كانت نفوسهم؛ مطمئنة في كل أحوالها، مقبلة غير مدبرة مهما كانت المخاوف، ثابتة في ميادين الرجولة مهما اشتد البأس، صابرة في ميادين الابتلاء مهما كانت الآلام، لا ترتاب ولا تنكسر ولا تفر ولا تُذلّ، ولا تيأس مهما استبد بها الحزن.

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/Jmi8IpucfTA

مجالس تدبر السيرة: الابتلاء والإملاء: الجهر بالدعوة والاختبار الشديد | د. محمد وفيق زين العابدين

"المركزية" في عالم الأفكار خاصية في المفهوم الذي يحمل قيمة جوهرية في ذاته تنبني عليها الأحكام والموضوعات، فلا يمكن فهم الأحكام المترتبة دون اعتبار الفكرة أو المفهوم الذي استندت عليه، لأنها تستمد قيمتها من علاقتها بالقيمة الجوهرية لهذا المفهوم أو هذه الفكرة.
كذلك الشريعة، لها مفاهيم تمثل قيمًا جوهرية تتمحور أحكام الشريعة حولها، بوصف هذه القيم موضوعًا أساسيًّا لأحكام الشريعة وحاكمًا عليها، ومن ثمَّ لا يمكن فهم هذه الأحكام جيدًا دون إدراك هذه المفاهيم ومغزاها.

للمشاهدة على يوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=2WhZhLNC_mM
للقراءة:
https://mohamedwafik.com/central-sharia-ideas

مجالس الشريعة: مركزيات الشريعة وعلاقتها بالعبودية والتوحيد والطاعة | د. محمد وفيق زين العابدين

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/AUq4Lltm8XA

مجالس تدبر السيرة: الابتلاء والإملاء: الرسالة: الهجرة إلى الحبشة | د. محمد وفيق زين العابدين

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/wBUzMLNhVdg

مجالس تدبر السيرة: الابتلاء والإملاء: الرسالة: حصار الشِّعب وعام الحزن | د. محمد وفيق زين العابدين

الإيمان: لغةً: التصديق، وشرعًا: أهل السنة متفقون على أنه تصديق وقول وعمل؛ تصديق بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، ولا يعنينا هنا مناقشة التفاصيل العقدية في هذا الأصل، أو الاسترسال في شرحه، لكن يهمنا أكثر مناقشة تأثير الإيمان، وانعكاساته على تمكين الشريعة في النفوس وتسكينها في حياة الأُمة من خلال التكاليف الشرعية.

وهذا التأثير يجد أصله في أن الإيمان هو أعمق علاقة بين النفس والعقل والنقل (الوحي)، ولنلاحظ كيف يؤثر في حياة الإنسان؛ لنتأمل قول الله عز وجل: "واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ وإنَّها لَكَبِيرَةٌ إلّا عَلى الخاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أنَّهم مُلاقُوا رَبِّهِمْ وأنَّهم إلَيْهِ راجِعُونَ".. فالطاعة والالتزام كان مردها لليقين في لقاء الله تعالى وهو الإيمان، فمن تيقن ملاقاة الله عز وجل؛ عمل لهذه الملاقاة، ولذلك قيل "الإيمان هو العبادة الأولى"، فإيمانُ المؤمنينَ أورثَهم الاستجابة للوحي والتسليم والعمل، وإنكارُ الكافرينَ أورثَهم الجحد والعزوف والترك.

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/QjnGTNqN6RE

مجالس الشريعة: الإيمان، وكيف يُمثل أعمق علاقة بين النص والنفس والعقل | د. محمد وفيق زين العابدين

فدعوة النبي صلى الله عليه وسلم خارج قريش، وسماع الجن للقرآن، ودعوتهم قومهم للإسلام، وانشقاق القمر، كلها كانت بشارات ناسبت وقتها تمامًا، لقد جاءت هذه الأحداث في هذا التوقيت لتؤكد للمؤمنين، أن العبودية والتوحيد هي الغاية التي خُلق كل هذا العالم لأجلها، وأن كل هذا الكون وكل الخلق مخاطب بها ومذعن لها، وأن كل قوى الكون لن تحول دون إبلاغ دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن كل كيد المشركين سيرتد عليهم وسينتهي عما قريب.

ومن جانب آخر لتؤكد سنة الله تعالى الماضية في خلقه حول الهداية والضلال، وأن خلق الهداية في القلوب وفي النفوس بيد الله عز وجل، فالذي قدّر الضلال على أبي طالب وموته على الباطل منذ أشهر قليلة، ربما أسابيع وأيام، رغم محاولات النبي صلى الله عليه وسلم معه حتى آخر لحظات حياته، وقربه منه؛ هو الذي قدّر الهداية للنفر من الجن، وبعض الأقوام الأخرى، مع بُعدهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ”.

للمشاهدة يوتيوب:
https://youtu.be/ekBLIQQUxgw

مجالس تدبر السيرة: الهداية والضلال: الدعوة خارج قريش وانشقاق القمر | محمد وفيق زين العابدين

لقد جاء حدث الإسراء والمعراج إبان قمة ابتلاءات المؤمنين في مكة، وفي ذروة ضعفهم بعدما بلغ بهم الجَهد مبلغه، فبعد ألوان العذاب التي تعرضوا لها، من كتمانٍ لدينهم واعتداء عليهم وإهانة لهم وسخرية بهم وتجويع وحصار ومقاطعة تأتي هذه المنحة الإلهية "الإسراء والمعراج".

وعلى الرغم من كونها نعمة للمؤمنين وتسلية لنفوسهم وتقوية لقلوبهم ليثبتوا في مواجهة الشدائد والمحن، وهي هكذا لكل مؤمن في كل زمان، فمشاهدته صلى الله عليه وسلم لها؛ مشاهدة للمؤمنين جميعًا، إذ هي فرع عن النبوة؛ إلا أنها كانت لكثير منهم محنة وفتنة وابتلاء عظيم فاق ما سبقه من ابتلاءات مادية وجسدية؛ وهي كذلك أيضًا في كل زمان.

للمشاهدة يوتيوب:
https://youtu.be/g2ePewkLWXU

مجالس تدبر السيرة: الابتلاء والإملاء: الإسراء والمعراج: من الإسراء للسدرة | محمد وفيق زين العابدين

المغزى الأساسي من المعرفة عند المسلم "التزكية" فعليها تقوم كل العلوم والأفكار المتصلة بالإنسان، قال تعالى: “كما أرسلنا فيكم رسولًا منكُم يتلو عليكُم آياتنا ويُزكِّيكُم ويُعلمكُم الكتابَ والحكمة ويُعلمكُم ما لم تكونوا تعلمون”، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهُمَّ آتِ نفْسي تَقْوَاها، وَزَكِّها أنتَ خَيْرُ من زَكَّاها، أنتَ وَلِيُّهَا ومَوْلاها، اللهُمَّ إني أعوذُ بكَ من علمٍ لا ينفع…”، فقَدم التزكية على التعلم والتفكر، وهي تطهير النفس وتهذيبها، لأن النفس تُخلق على الفطرة ثم تتلوث شيئًا فشيئًا مما يعترضها من أرجاس وضلالات وهموم وظُلم وكدر الدنيا، فتتغير وتتبدل وتنسى ما كانت عليه، فلا تصلح حينئذٍ لحمل تركة الأنبياء وهي "العلم" فضلًا عن تأديته، فربما زاد العلم من ضلالها وبُعدها عن الله.
والنفس إذا زكت؛ أدركت عظمة الله في كل شيء، وصَغُر في عينها كل شيء، فصارت أقوى الناس قلبًا، وأشرحهم صدرًا، وأطيبهم عيشًا، فكانت أسرعهم تعلمًا، وأنفعهم بما علمت.

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/m_m8E1ph91E

مجالس الشريعة: التزكية: أهميتها وعلاقتها بالمعرفة والتكليف | د. محمد وفيق زين العابدين

مهم أن نُدرك أن كل حدث للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم، يُمثل لحظة من لحظات معركة الإيمان والكفر، وهذه اللحظات نفسها تتكرر للمؤمنين عبر التاريخ، فهي الصورة التي ننظر من خلالها لهذا التدافع بين الحق والباطل، وكيف يواجه من جهة الإسلام والمسلمين، واستدعاؤنا الآيات القرآنية في الواقع الذي نعيشه إنما هو في الحقيقة استدعاء لهذه اللحظة التاريخية التي تُمثل المخرج الوحيد.

إحدى هذه اللحظات التاريخية التي يتعين تأملها: "ساعة العُسرة"، يقول الله تعالى: “لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ”، وهي التي نزلت في شأن غزوة تبوك.
ولماذا خصهم الله تعالى بهذه التوبة، وهذا الفضل العظيم بذكرهم في القرآن، حيث يُتلى ويذكرون إلى يوم القيامة؟!
وكيف يمكن استدعاء هذه الآيات في ظل ما نشعر به من عجز تجاه إخواننا في فلسطين، ومثلها السودان وسوريا، باختصار سؤال "ما الحل"؟
لكن ثمة سؤال آخر جوهري يتعين التفكير فيه، قبل البحث عن إجابة للسؤال السابق، هو: ماذا تُمثل هذه المحنة لنا؟
وهنا أمر مهم يجب الانتباه له، يجب أن نُفرق بين قُدرتنا على الحل، والوعي بالحل، فالعجز عن الحل لا يُبرر إهمال الوعي به، بل إبقاء الوعي بالحل والحفاظ على جذوته؛ جزء من الحل!

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/kCSCoeiADak

محاضرة: ساعة العُسرة: في مغزى النص القرآني ودلالات الحدث النبوي | د. محمد وفيق زين العابدين

بعد هذه الليلة المهيبة الجليلة، عاد النبي صلى الله عليه وسلم لمكة، ومع عودته بدأ الابتلاء الصعب له وللمؤمنين، فكما قلنا سابقًا على الرغم من كون هذه الليلة نعمة للمؤمنين وتسلية لنفوسهم وتطيب لقلوبهم، وهي هكذا لكل مؤمن في كل زمان؛ إلا أنها كانت لكثير منهم محنة وفتنة وابتلاء عظيم فاق ما سبقه من ابتلاءات مادية وجسدية؛ وهي كذلك أيضًا في كل زمان.

فالدرس الذي يُقدمه "الإسلام" للناس، وينبغي لنا أن نُدركه؛ أن الإيمان الحقيقي لا يعتمد على الخوارق، بل يعتمد على منطق الإيمان الذي يوافق فطرة الناس، لذلك لم تُفلح الخوارق مع اليهود ولا النصارى ولا الأقوام السابقة، ولماذا كان القرآن العظيم معجزة هذا الدين الباهرة التي لا تنقضي ولا تفنى، لأنه يحمل هذا المنطق الإيماني لكل الناس في كل زمان كل مكان!

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/R4gBsKhwS5M

مجالس تدبر السيرة: الابتلاء والإملاء الإسراء والمعراج الصلاة ودروس العقيدة | محمد وفيق زين العابدين

فبيعة العقبة، كانت ذات قدر كبير عند الصحابة وعند أهل العلم، ومن يقرأ في كتب الحديث والسير، سيلمس بوضوح أنهم كانوا يعظمونها تعظيمًا بالغ القدر لا يقل عن تعظيمهم غزوة بدر، فتراهم إذا أرادوا أن يذكروا منقبة لأحد الصحابة الأجلاء يقولون: شهد العقبة، أو شهد بدرًا والعقبة، أو شهد العقبة والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومثلما لقبوا من حضر بدرًا بـ "بَدري" لقبوا من حضر العقبة بـ "عَقَبيّ"، تجدون ذلك في كلام الحسن وقتادة وابن هشام وابن عبد البر والطبراني والحاكم والبيهقي والذهبي وغيرهم كُثر، ومنه قول سفيان بن عُيَيْنَة: "عُبادةُ بن الصَّامِتِ؛ بَدْريٌّ أُحُدِيٌّ عَقَبيٌّ شَجَريٌّ وهو نَقيب"، وقول ابن هشام: "سعد بن خيثمة الأنصاري عَقَبيٌّ بَدْريٌّ قُتل يوم بدر شهيدًا”.

للمشاهدة على يوتيوب:
https://youtu.be/-rgb9zgfy70

مجالس تدبر السيرة: الهداية والضلال: في مبدأ الهجرة: بدء إسلام الأنصار | محمد وفيق زين العابدين

فاحكمْ بينهُم بما أنزلَ الله ولا تتَّبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكلٍّ جَعلنا منكُم شِرْعَةً ومِنْهاجا

شِرْعَة | محمد وفيق زين العابدين

Pinned to spotlight

Popular tracks