هو لا يؤمن بمسالة الأبراج والحظ وما سوف يأتي ومكتوب في جدران الفنجان وقاعه أو في خطوط يده التي بدأت ترحل في صمت مهين
على ناصية الشارع جلس على مقهى غاية في التعاسة بمن فيه، وبدا يقرأ حظه اليوم .... 
تجمدت الأيدي التي ترفع كوب الشاي وفنجان القهوة والحليب المخلوط بالينسون .. 
فقد كان يضحك بهستيرية لم يتعودها
شعر بأنه أفسد صباحات الناس وعاداتهم
أنه زائر غير مرحب به الآن
فكر أن يطلق لساقيه العنان ويعدو وسط الناس الذين صاروا بلا مسافات بينهم،
فعل؟ ... 
أجل .. كان عدوَهُ جميلا بقدر تعاسته
أوقف الجري .. 
عبأ صدره بهواء رائق ... 
استند بيديه على ركبتيه فكان راكع الهيئة .. 
هدأت أنفاسه .... 
أقام ظهره ونظر أين يقف
كانت شرفتها مفتوحة وهي واقفة فيها تضحك
ابتسم ... 
وقرر أن يشتري كل صباح جريدة جديدة يقرأ فيها حظه

AUD - 20160113 - WA0000

يا سيدتي
لن أكتب تاريخي
فحين نطقتُ باسمكِ ... وُلدتُ
قلتِ : كن
فكنتُ
وشهدتُ بأن لا غيرك / أنكِ
أطعتُ .. حين أمرتِ
من ضياء عينيكِ .. توضأتُ
وعند محرابك صليتُ
ولأحزانكِ صمتُ
وكي تضحكين / زكيت / وتصدقت / و جُدتُ
في جوف ليلٍ طويلٍ ... قمتُ
دعوتكِ .. باسم جلال حسنكِ
أن تُذهبي عني وجعي
وفي سجودي ... بكيتُ
قلتُ: 
اشرقي بنوركِ كي يطمئن قلبي
غبتِ / فلم أقل : أنا لا أحب الآفلين
فلستِ كوكبا ولا نجما ولا قمرا/
ولا شمس الكون أنتِ/
الكون أنتِ
حين سمحتِ ... أحييتِ
وحين غضبتِ ... متُّ
ومن جديد بَعَثتِ
يا سيدتي
أنتِ مليكيتي /وملاكي /وملكوتي
كلّي .. ملكتِ
وحين أموت حتماً
سأسألُ .. عنكِ
من هم لدي .. كنتِ؟
ستكون أكفاني بلون عينيكِ
سيغسلوني بعطركِ
ووصيتي/ أن تكون غرفة نومكِ .. قبري
يا سيدتي
لا تتركي الجثمان على قارعة الطريق ملقىً
فاكرمي مثواي لديكِ
وكما اعتقدت / لم أرَ سوى مقعدي في جحيمٍ مستعرٍ
ولم أرَ جنتي
قلتِ: 
إن شأتَ بحبي تؤمن ... وإن شأتَ فاكفر
آمنتُ / وكنت سابقاُ / وخلفي اصحاب اليمين وأصحاب الشمال
فلا اتكأتُ / ولا فاكهة من جنتكِ / أكلتُ
هذا بيميني كتابي .. وساقرأ
وستشهدين / لساني وجلدي
سيخبروك كيف أني وأني وأني
الآن رحلتِ
ومثلكِ لا يرحل تاركاُ عباده حائرين بصمتِ
الآن يا سيدتي
كفرتُ

Wael Khatibe