حبيبتي ذُكر إسمها في هذا النص.

أوصيتُ ساعي البريد أن يناديني عندما يُلقي جوابا تحت الباب، أخاف أن يمزق قطي بريدي..
أخاف أن أنام اليوم كلهُ وأستيقظ عند غروب الشمس ف قد تظن أنني أهرب من ضوئها، ف تلتف دورةً غير كاملةً في اليوم المقبل فينتهي العالم، أو قد تظن أنها قبيحة..
هكذا أفكر كثيراً..
أعزائي أصدقائي، أنا وربي 
وحبيبتي إسمها لن يُذكر في هذا النص.
هنا في نصٍ جديد، تخطينا أخيرًا.
ننحبُ على الذكرياتِ حتى نستفيق من الألم.
ودموعنا ستجف في آخر النص.

أو سنبكي في منتصف النص وتجف في النهاية، لأننا حُرمّ علينا البكاء على ما فاتنا..
فالضعفاء هم من يبكون على ما لن يصلحونه، وليسو قادرين على ذلك، فيتقبلون هزيمتهم ويمسحون دموعهم بالزجاج؛ فلماذا تبكي يا عزيزي؟
أو إبكي، ف ما زال منتصف النص، وما زالت مشاعرها تجاهك، جافةٌ كأوراق شجر الخريف الذي حضر حبكم سوياً، عندما كنتم سوياً يا عزيزي، وجافة كدموعك في آخر النص.

فلن تنهي نصوصاً باكياً مجدداً، لانك ستكره الشعراء لأنهم يعلمون أن هذا سيعذبك، ولكن يلقونه بصوتٍ عالٍ وعذبٍ لكي تبكي.. 
فحياتهم قائمةٌ على دموعك السهلة.

ولكن إبكِ، فما زلنا في المنتصف، عكس العلاقة التي تربطكم سوياً.
..
حبيبتي لن أذكر إسمها ولكنها

"هواء جوٍ بارد"، يتخبط ب "نحيب طفل صغير" في " دروب أجمل الأماكن التي جمعتنا سوياً".


لطالما شعرت أن الإنسان يبالغ في مشاعره، ويبالغ في تشبثه..
يقع ضحيةً للهوس، لمعاصيه، للنار، وللدموع..

ولكن حبيبتي جميلة، قد أأخذ اللوم عنها في عذاب يوم القيامة، عندما يعاقبها الله على أخطائها ولكنِ أشكُ أن يجرئ أي شيءٍ أن يلقي بأي مكروهٍ على حبييتي.

فما ذنبها سوى أنها لما تبادلني الحب.
..

أوصيتُ ساعي البريد أن يقرع الباب بشدة حتى أرد عليه، لأنني أخاف على قطي إن لم أستيقظ.

نص: سويًّا

عزيزي وربي ذو الإثنا وعشرين عامًا، لا تقترف أخطائي..

لا تُقحم نفسك في صداقات لست راضٍ عنها.
ولا تُقحم نفسك في علاقات لا ترى لها مستقبل
ولا تفرض خيالاتك على المستقبل.

إعلم متى ستنسحب ومتى ستكمل،
وإن أردت نصيحتي، فلا تُكابر وأنسحب دائما..
إبق منخفضًا دائما حتى لا يصيبك الرصاص،
ولا ترفع آمالك..
لا تُجبر نفسك على "أحبابك" حتى إن ظننت أنهم أحبابك، 
فكن خفيفًا كظل نملةٍ تبحث عن أقرانها..
وإهرب بعيدًا 
عن كل ما قد قد قد يُحزنك..
فلست قويًا كما تعتقد..
والعمر ليسَ طويلًا كما تعتقد، 
وسوء ظنك فيهم ليس سوء ظنًا كما تعتقد، 
فكل القصص المرعبة التي يُقحمك فيها ذهنك،
صدقني، يستطيع الواقع خلق أسوأ منها.
واحلم كثيرً فهذا ما يبقيك على قيد الحياة،
وهذا ما يساعد على مرور الأيام الثقيلة..
ولا تكن ثقيلًا مثلها، 
فمر عبر أحزانك خفيفًا كنملةٍ تاهت عن أقرانها ودارت حتى أصابها التعب.
ولا تقسو على نفسك وعلى روحك الجميلة..
فما زلت يافعًا لتحمل كل هذا الثقل، 
فليست المصيبة الأكبر أن حب حياتك لم يبادلك الحب، فما زالت الحياة تقسو وتقسو..
فتأهب للصمت الطويل، والجرح الكبير والسلام الذي لم يُخطط له في عامك ال٢٢.
عزيزي وربي،
إعقِد هُدنةً مع عبدالله، فهو الصديق الأول والأخير في رحلتك الملعونة، 
فلا تلومه على ما لم تستطع إليه سبيلا.. 
وإلعن معه الرحلة وتحمل اللوم كذو ٢٢ عامًا ناضج..
وإجري حتى التعب، حتى وإن كان الجري لها، منها، معها 
فإحبب بصدقٍ ولا تبخل أبدًا، 
ف لن ينفعك الندم عندما يفوت الأوان، 
أخبر كل أحبائك ب حبك، 
وصادق من يرتاح له قلبك، 
طيب القلب ومن يشعرك بإنسانيتك..
وأعلم أنك دائمًا تستحق الكثير في عامك ال٢٢..
أعتذر إن خيبت ظنك وأخذت القرارات الخاطئة،
فإحرص على أن تأخذ الأفضل منها، 
لا تترك خيوطًا معلقة..
حتى وإن تركت لك الكثير،،
كن واضحًا وأطلب ما تريد كأن كل شيئا ملكك..
فالعالم كله ملكك..
عزيزي وربي ذو الإثنا وعشرين عامًا..
عش حياةً أفضل من ما عشتُ أنا،
ولا تبكي كثيرًا كما بكيت..
وإغضب كما تحب ولكن كفّ عن البكاء..
فما يجديك البكاء سوى بكاءٌ بعده..
تأهب لعامك الجديد بسعادةٍ مفرطة حول من تحب، 
وإحبب مجددًا..
وإكسر قلبك مجددًا..
فلهذا نعيش.
فخورٌ دائما بك، وسامحني إن قصرت أو إن خيبت ظنك، أو إذا جعلتك تبدأ السباق متأخرًا.

صديقك العزيز، ذو ال٢١ عامًا.

نص: رسالة لذي الإثنا وعشرين عامًا

كيف لها أن تكُفّ عن حبي؟
كيف لها أن تكُف عن حبي؟
كيف لها أن تكف عن حبي؟
الأولى بغضب والثانية بحزن والثالثة بيأس، وكلهم بنفس اللحن لإني إستنفذت..
تسائلٌ مثيرٌ للشفقة، 
كطفلٍ يبكي على ضياع دميته..
أكانت تلك المشكلة؟
هل عاملتها كدميتي؟
فأتسائل بضعفٍ عن كل ما أقدمت عليه؟
أشك في نفسي وفي كل اللحظات..

ما لا يخبروك به عن توقف أحد عن حبك، 
أنه يجعلك تخسر نفسك تمامًا، فتخسر معها حبك لنفسك وحبك للعالم وحتى تخسر إحترامك لذاتك..
وأخيرًا تخسر آخر نظرة واقعية للعالم من حولك..

فتتسائل فيم قصرت؟
أكانت تلك هي شخصيتي، أم أنني تغيرت؟ أم أنني لم أكن أنا عندما كانت تحبني، وتوقفَتْ عن ذلك، عندما أظهرتُ ألواني الحقيقية..
أجميلٌ أنا أم أنها كانت تجاملني، وتوقفت عندما إستوعبت مظهري،
فتكره كل شيءٍ ينتهي بك..

القيام من الحب هو مصطلح غير موجود، ولكنه يعبر عن حالة..
فكيف لنا أن نقع في الحب سويًا ونقوم سويًا، فحتمًا سيتأخر أحدنا في هذا الصعود او القيام، ولسوء الحظ سيكون أنا..

ومشكلة كونك الوحيد الواقع في الحب أنك لا ترى العلامات، وتخترع القصص، تخترع كل القصص الممكنة، كل السيناريوهات التي سيقع فيها في الحب مجددًا، أو سيناريوهات أنه ما زال هناك..
على الجانب الاخر
مشكلة القيام من الحب للشخص الذي يقوم من الحب أنه يشكك في كونه قام من الحب، فمن المستحيل أنني كففت عن حبه، فلا يعلم أين هو ولا يعلم الواقع في الحب أنه وحيد هناك لفترة طويلة، يرى التقصير ويتجاهل الفكرة، يرى التغير ويتجاهل الفكرة.


عزيزي المستمع، ما من شعورٍ أسوأ من أن تكون الشخص الوحيد الواقع في الحب في علاقتك بشخصٍ ما،
كقاربٍ يحاول النجاة من الرياح، 
قاربٍ من إثنين،
قد قرر ربّانهُ أنه يجدر بي القفز من القارب ومحاولة السباحة للشاطئ..
لان القارب حمولته زائدة..
مع أني جدفت كثيرًا ليصل القارب لهذا المكان، حتى أني جدفت وحيدًا في آخر ثلاثة أشهر!

وأنا أغرق..
أغرق كنزارٍ تائه، 
أغرق والقارب يتحرك أمامي لليابس..
وأنا متعبٌ لا أستطيع السباحة..

أغرق ويُغرقني دماغي بالأسئلة،
هل كان العدل أن يبحث الربّان عن الأمان لخوفه فقط من غرق السفينة، الخوف الذي ما كان أبدًا سيغرقها!
والسؤال الذي لا يساعدني على النوم..
ما المشكلة إن غرقنا سويًا؟
فلماذا أموتُ وحدي، لأن ربان قاربي جبان؟





نص: القيام من الحب

فويس نوت: ليلة راس السنة

نص: الأشياء التي قد تُشعل حريقًا


أصدقائي دائما ما يحذروني ألّا أتوه..
لأني دائما ما أُضلُّ الطريق، 
فلم يُكتب لي أن أصبح ربانّا، بحارًا أو قبطانًا..
مع ذلك رحلاتي كثيرة..
أجول في طرقاتٍ لا أعرفها، 
على أمل أن تعرفني هي الطرق، أو حتى تميز خطى أرجلي، 

لي رحلاتٍ كثيرةٍ جميلة،
 و لا أستطيع الحديث عن أيٍ منها،
فلا أستطيع وصف بائع الخضار في آخر الشارع الذي يسبق باب بيتي بثلاثة قطط و عمودي إنارة..


أصدقائي يقولون أنني كثير النسيان، 
أنسى ما قالو، وما قلت، 
ذكراهم قريبةٌ دائمًا، وأنا تائهٌ ما زلت..
ألهٰذا أُضل الطرق؟

هل أنسى الشوارع؟

أم أن معالمي للطرق، لا يميزها الناس؟

فكل الأماكن الجميلة في آخر رحلةٍ لي كانت في إتجاه القمر، وهكذا أصف الرحلات..

فالشوارع لا تميزها اللافتات، 
بل الأيادي التي عانقناها في عبورنا لها..

أو الدموع التي إنهمرت فيها..

فلا أتذكر كيف كان الطريق إلى أحد المقاهي الفاخرة في إحدى المدن، ولكنِ أتذكر جيدًا..
كيف جلست على قارعة طريق هذا المقهى، 
وبكيتُ حتى نسيت الطريق الوحيد إلى البيت..

أتذكر كل الطرق التي إنهمرت فيها دموعي..
ولا تتذكر الطرق دموعي..


ونسيت الكثير غيرها، 


ولكن
بعض الطرق لا نتخطاها..


ولا نستطيع أن نتخطاها 
لنبدأ رحلةً جديدة.




نص: رحلاتُ لا نتخطاها

نص: أضع حدً لحكايتنا
لماجد مقبل من كتاب حبٌ لا ريب فيه

نص: أضع حدًا لحكايتنا

شعر: لماذا لستِ حزينة؟

عبدالله وربي - هاء


ولأن الأيام ليست كالأصابع متشابهة، 
ولأن الساعات ليست طويلة كما نعتقد، 
لكن الإنتظار هو من يُفقد الساعات دقائقها، فدقائق ساعات الإنتظار هي ساعات طويلة، 
وساعات ساعات الإنتظار لم ولن تصبح أبدًا سويعات، 

فسويعات الأيام كانت في حضرتكِ، وساعات الفقد بيننا هي ساعات إنتظار، فلم يُكتب لنا الفقد، فقط ننتظر..
ننتظر الغفران، 
ننتظر الحب، 
ننتظر لحظات السماح، 
ننتظر آلام الفقد، لنعرف أننا لسنا أهلًا له،
فننتظر عناقًا جديد، تشوبه ذكرياتٌ أليمة، أحدثناها لبعضنا البعض، 
تشوبه ساعات بكاءٍ طويلة، 
تشوبه لحظات الشك،
لحظات الإنتظار، 
لحظات الغضب وأحيانًا الكره، 

لتعبر أرواحنا بعضها البعض في عناقٍ جديد، بعد آخر عناقٍ إتفقنا أنهُ الأخير،

وننتظر حروف الأبجدية كلها، ونأخذ شهيقًا عميق قبل أن تنتهي، نخشى أن تفوتنا فرصة أن نختار حرفًا، 

فالهاء مكانُها مُتزن.. 
مُنضبطةٌ ، قصيرة..
تنفعل على التوافه، وتحب بصدق..


وأخشى أن تفوتني الأيام في الإنتظار، إنتظار دقائقنا سويًا، في سويعات الغسق وسويعات الأصيل،

فقال زُهير في قصيدته،

"تنتظره نفسي بشوق
وتتوق له ذاتي بلهفةٍ...
تتوقُ الى سويعاتِ الغَسَق وساعاتِ الأصيل"

إفتقد زُهير يسوعه، وإفتقدت الشهيق المأخوذ في أبجديتي، وإفتقدت الله و يسوعي عندما فقدتكِ، ففقدانكِ إختناقٌ في أبجديتي، ونقصانٌ لكلماتي ومن أنا.

هاءٌ في ألف كلمةٍ أنتِ أجملهُم، وأكثرهم ألمًا.

ف يا صديقي العزيز..

هجرُكِ هلاكٌ هزم هدوئي.

نص: هاء

كما قال الشاعر:
"الي اتلسع من الشوربة، بينفخ في الزبادي" 

نص: دائرة الزبادي

نص موسيقي: التناكة في الحب

عينٌ تحملُ الليل على أهدابها، حتى عين حبيبتي تنام.

عينٌ تنَام

لإن كل ما يدور في ذهنك لا يهمهم..

نص وأداء وموسيقى: عبدالله وربي

عبدالله وربي

Popular tracks