نص لـــ رغد خير الدين
لم أعش الأسى يا ربنا، لم أعرفه إلا بالصور، في حياتي كلها لم أسمع صوتَ رصاصةٍ واحدة، ولم يسقط سقف منزلنا فوقي ولا سقفَ الجيران فوقهم، لم أرَ الجيشَ يقتل بائع الخضرة وصاحب المخبزِ وأمهاتٍ في السوق تشتري السّمك. لم أسمع أطفالًا تبكي، ولا لمرة، على أهلها أمامي. لم أشيّع شهيدًا، لم أقف عندَ قبر شهيد، لم أقف على أرضِ وطنٍ يلبسُ دماء أهلِه.
لكنني
كُلها
مذ كنتُ طفلًا لا يحفظ إلا اسمَ جدّه
حملتها في صدري كأنها حياتي وحياتي كاملةً،
شعرتُ بالصرخةِ التي صدحت تقطعُ حبالَ صوتي كي تخرج، على بُعدِ أميالٍ وأوطانٍ وموت. كٌلّ الدموع التي سالت من أعينهم لم تتبخر، بل عرفت طريقها إلى عيناي، والبحرُ الآن في رأسي كمئةٍ مما نعرف. كٌلّ التربةِ التي غطوا بها أجسادًا أحسستُ بها ملقيةً على وجهي. الغضبُ الذي رأيتهُ في وجهِ والدي، في يديه وقدميه، وجدتهُ واقفًا معي كالظلّ أينَ ما كنتُ، تحتَ الضوء ودون الضوء واقفًا كان غضبي، يأكل فلا يشبع، يكبرُ فلا يعودُ كسابقِه. الحزنُ الذي قطعَ حبال جماحِ أمي فصرخت أمام التلفاز تبكي، نامَ بجانبي كلّ ليلة، ردّد عليّ أن الذاكرة قد لا تكونُ نجاتنا، لكنّ الذل كٌلٌه قابعٌ في النسيان، ونحنُ نحملُ الكرامةَ كما نحملُ نعشَ الشهيد، وأن قميصَ طفلٍ بدمه علمُ الدولة، وأن الأم التي دفنت ابنها هي أمنا جميعًا، وابنها أخٌ لنا كانَ من يكن، وأن كل الذين صعدوا تركوا لنا وصيّةً واحدة: هذه الأرض، هذه الأرض لنا، غزة ودمَشق، بغداد وصنعاء، القاهرةَ ووهران وسوسة،
لئلا ألين فأنسى.
لم أعش حربًا يا ربنا، لكن حروبنا كٌلها عاشتني.
•
(سيبقى الطفلُ طولَ العمر في صدري يعاديكم)

لم أعش حربًا يا ربنا، لكن حروبنا كٌلها عاشتني

نص لــ عباس بيضون
هندسة صوتية :- محمود صالح

شيء في الفم

مَا سَامَنِى الدهْر ضَيْمًا وَاسْتجرت بهِ الَّا وَنِلْت جوَارا مِنْهُ لَمْ يُضَمِ

بردة المديح الفصل الخامس

صوت يحيى سيد
الشاعر وديع سعادة -نظرة-
يتركونَ عيونَهُمْ و يمشون
متَّكئينَ على نظراتٍ قديمة
مُسجّىً على أجسادهم صمتٌ
مُسجَّاةٌ نسائمُ موتى
أرواحُ أمكنةٍ أُبيدَتْ
وفي بالهم إذا مرَّ غيمٌ
ينزِلُ المطرُ على حقولهم البعيدة.
 
يمشونَ
وحينَ يتعبون يفرشون نظرةً
وينامون.

نظرة _ وديع سعادة

كتابات ديك الجن
نعم لقد مررت بالحزن.. لكن الحزن لم يكن أبدا كهفا أعتكف فيه.. بل جسرا أعبره إلى ما سواه.. وإن كنت قد رأيتني محطما وبائسا في لحظات ما, فلم يعن ذلك أبدا أن البحر الذي في داخلي قد هدأ واستكان.. أو أن الريح التي تعوي في داخلي قد صمتت.. إن الحزن ليس نقيضا للحياة بل هو جزء منها.. وهل بإمكاننا أن نفرح دون أن يكون عندنا استعداد للبكاء؟ هل يمكننا أن نسعد برؤية مولود جديد دون أن نكون قادرين على الحزن لوفاة عجوز؟ أو هل يفرحنا انتشار شذى الأزهار ولا يحزننا جفاف النهر؟

انت لا تفهم الأمر على حقيقته - صوت يحيى سيد

أعود أخيراً من مكان إلى مكانٍ لم أبارحْه. جلْتُ وضِعتُ ومتُّ وعدتُ وأنا في مكاني. تحدَّثتُ مع الغيم وأنا أخرس. سمعتُ صهيلَ مجرَّاتٍ وأنا أطرش. رأيت موتي وأنا أعمى. وفي طريقي عرَّجتُ على منعطفات، وحاولتُ ترتيبها.
كان الأعمى أعمى والرائي لم يكن موجوداً. استعار الأعمى وَهْمَ الرؤية من غير الموجود، واستعار غيرُ الموجود وهْمَ رؤية الأعمى، وحاولا معاً ترتيب كونٍ من عمى الرؤية. كون ترتِّبه أيادٍ متخيَّلة. توضع فيه عيونٌ وآذان من كواكب لا عيون لها ولا آذان. كون يرتِّبه ويسمعه ويراه عدمُ وجوده.
أعود أخيراً من ذاك الكون الذي لم أكن فيه ولا بارحتُه. أعود من منعطفات لم أمرَّ عليها، ومن كواكب لم تكن هناك، إلى أرض ليست هنا.
لا كنتُ هناك، ولا عدتُ. خيالُ ذاهبٍ وخيالُ عائدٍ وخيالُ مقيم. ومن هذه الخيالات لحمتُ ضلوعاً ولحمتُ حروفاً وجعلتُها جسدي وكلماتي. وها أنا أجلس الآن كائناً كاملاً تقريباً، آكل وأشرب وأتمشّى في الحديقة، وتحرس كينونتي كائناتٌ صغيرة تقفز فوق أسيجة التخيُّلات.
يغمرني فرحٌ كبير أنّي جالسٌ الآن في الحديقة وأرى أشجاراً وعشباً ونملة تتسلَّق جذع شجرة أمامي. ويغمرني فرحٌ أنّي أسمع الآن صوتاً في بيت جارٍ لي. هذا يعني أنّي في حياة حقيقية: الحياة التي فيها شجر ونمل وأصوات.
المسافات التي أعارتني تصوُّرات خطواتها أعيد التصوُّرات إليها. الأمكنة التي وهبتني تخيُّلَ السكن فيها أعيد إليها كراسيها وبيوتها. أعود من الكواكب الوهميّة وأسكن مع النمل والشجر. أسكن مع الصوت الذي يخرج من نافذة الجيران، ومع رؤية الخطوات في الشارع، والعصفور الذي يأتي ليسرق طعام كلبتي وأهتف: إنّني في الحياة الحقيقيّة!
أعيد الكراسي إلى الكواكب، وأجلس على حجر في الحديقة.
إنّها نهاية رحلة الوهم، التي لم تبارحْ هذا الحجر.
الغيم أتى فأهلاً يا صديقي؟ أيُّ غيم أتى؟ فلا غيم هناك ولا حتّى سماء. والنظرة التي قلتُ إنّها تبحث عن عين، لم تكن سوى حَوَلِ فراغٍ في محجريَّ. والنافذة التي اعتقدتُها تطلُّ على كون جديد، كانت شقَّ جدارٍ في ذاكرتي.
لا كونٌ جديد. كلُّ الأكوان الجديدة رَصْفُ أحجارٍ من الذاكرة. فقط هذه الأرض العتيقة، وأريد أن أعود إليها، إلى الحجر الذي وضعه أوَّلُ إنسان، وأجلسَ عليه.

على حجر- صوت يحيى سيد - وديع سعادة

بين القلب والعقل..
لو كنت تبحث عما يعبر عني.. فإن آخر ما يمكن ان يعبر عني هو الكلام الذي يقوله لساني.. ذلك العضو الأحمر الملتوي الذي لا يفعل شيئا سوى الكذب ..علي وعلى الآخرين.. ولا يغرك عقلي.. فعقلي هو الآخر يخدعني كما يخدعك .. يحاول التظاهر أنه أنا.. ويتكلم كأنه أنا.. ويتصرف كأنه أنا.. ويبدو كأنه هو كل شيء.. لكنه في الواقع لا شيء.. هو فقط أشبه ما يكون بحاسوب عملاق أصم.. لا يملك أي صورة أو فكرة أساسية من نتاجه.. بل يستقبل المعلومات و يحللها و يخزنها.. أما أنا الحقيقي... فموجود داخل قلبي.. داخل تلك الحجرة الصغيرة المتنكرة على هيئة مضخة دم..
في تلك الحجرة الصامتة. .. توجد كل مشاعري الحقيقية.. وفيها كل ما أؤمن به أو أكفر به ولو أنكرته..هي عقلي الحقيقي وعيني التي ترى.. و فيها كل دوافعي التي تأمر العقل والجوارح.. فيها كل أمراضي التي تختفي خلف العيون الخائنة.. عندما أنظر إلى شيء.. وأقصد شيئا آخر.. عندما أقول شيئا وأَضمر شيئا آخر.. فيها شهواتي التي لا أستطيع التحكم بها.. تخيلاتي الدنيئة التي يندى لها الجبين.. ضعفي .. إنكساري.. إحتقاري لنفسي.. فيها ثقتي و غروري.. ورغبتي في التفوق على الآخرين.. فيها شكوكي وإلحادي ويقيني .. فيها ظلمي للناس و شعوري بالظلم,, وأسئلتي عن القضاء والقدر.. فيها نظرتي الحقيقية لله.. كيف أرجوه وأغضب منه وأعاتبه.. ثم ألوم نفسي وأستغفر.. ثم أعود...

بين العقل والقلب - صوت يحيى سيد

ضحكات قلبك إذا ما خطروا في البال..
الشوق الذي يكاد يفيض فتكتمه بالتنهيد..
محاولاتك أن لا تفضحك عيونك إذا ما حضروا..
الجمل الصادقة التي تود قولها لهم، لكن تستبدلها بمجاملات باردة لا تعنيها..
تصرفاتك البائسة في حضورهم وكأنهم لا يعنون لك شيئا.. 
توترك الذي تخفيه بضحك مصطنع..
بوح الهوى الذي يكتمه الحياء..
الحدود التي تتمنى تجاوزها ولا تستطيع..
تلك النخزة في القلب إذا ما غابوا.. 
الرسائل التي تكتبها ثم تمحوها ثم تكتبها ثم تمحوها.. 
أحلام اليقظة التي لا يسمع ضجيج ضحكاتها أحد.. ولا يرى دموعها أحد..
ما يجوز وما لا يجوز وما هو كائن وما لا يكون..
الدور الذي تتقنه جيدا خلف الكواليس ولا تؤديه على مسرح الحياة..
الجنون الذي تخفيه
هذا هو أنت..
#كتابات_ديك_الجن

ضحكات قلبك - صوت يحيى سيد - كتابات ديك الجن

لا تتعثّر الحياة بتعثر أحدنا، تمضي ولا تأبه بالتعثر، تعبر فوق أجسادِنا حتى تمر، وتواصل المسير..

وطالما أنَّها تسير، فالنفوسُ فيها تتقلب، ومُحالٌ أن تتقلب الأولى، و تثبت الثانية.. لا تطيق!

تغيبُ نفوسنا حينا وحين، ثم هي تعود للإشراق ثانية.. كما قرص الشمس البعيد النائي، نراه كل يوم، ولا يجهله منا أحد، و لا ندرك حقيقته حتى بنواظرنا التي هي نوافذ البشر الأكبر لإدراك كل محسوس.. فما بالُكَ بنفسٍ لا نعقل لها ماهيةً ولا كُنه.. أنَّى لنا بإدراكِ حقيقتها وهي تأفل وتعود بلا ترتيب منا ولا تدبير ؟!

نعلمُ من أنفسنا الخُبثَ والقُبح، ونعلمُ من ربِها الستر والإمهال..

نعلمُ منها العز والإباء، والصبر والجلد على لأواء الحياة وعواتيها، كما نعلم منها الخوف والضعف والخوار.. ونعلمُ كذا من بارئها اللطف والعطف.

نعلمُ منها الإنصاف والعدل، كما نعلم منها ا لسفسطة وانكار الحقائق.. ونعلمُ أن لها ربًا عليمًا حكيما، لا سبيل عنده للإنكار.

نعلمُ منها الجُنونَ والتقلب، ونعلم منها التَّعقل والرشد.. ونعلم من خالقها العون والإرشاد.

نعلمُ منها الرغبة في التحصيل، والشره للمعرفة، كما نعلم منها النفور والتمرد.. ونعلم من بارئها المعية والرحمة!

نعلم منها أفكارها الخبيثة، و نواياها المُشتتة، كما نعلم منها الاستكانة والإنابةَ، والتوق إلى الوصول.

نعلمُ منها رقة القلب، ومحاولته صدق التوجه، كما نعلم منها اضطرابه وتمرده وعجزه.

والحقيقةُ الثابتة -التي لا سبيل لإنكارها- أنَّ علمنا بنفوسنا يتأرجحُ ما بين الظنَّ تارة، والشك تارة، والوهمِ تاراتٍ وتارات.

ألم أخبرك أنَّا لا نعلمُ عن حقيقتها شيء!

كلُّه قد طُوي عني وعنكَ في عالمٍ لا يحسن أحدنا إدراكه الآن، لكنَّا مأمورون بالإيمان به، و بالاعتقاد بصحة وجوده، وإن جَهِلنا عنه كل شيء، والحقيقةُ أني أومنُ به أشد إيمان.. وإلا لما صبرت!

وتمضى الحياة - صوت يحيى سيد- كلمات منى أحمد

كل شيء في عالمي منحرف. كل شيء يحتاج ضبطاً، لليمين قليلاً، أو لليسار قليلاً. سكر الشاي الذي أُعده لنفسي دائماً أكثر مما ينبغي، أو أقل مما ينبغي. قائمة الواجبات التي ورائي ولا التفت لها أطول مما يجب. المسافة بين ما أقوله وما أفعله أوسع مما ادعي. كل الورق الذي أصوبه للسلة ينحرف عنها. كل المنبهات ترن في منتصف الحلم، إلا لو كان كابوساً. زملاء العمل لا يلتفتون لي في اجتماع إلا وأنا اتثاءب. كل شيء يعاكسني.

لكني ذكرتكِ اليوم وأنا أعبر رصيفاً من شمسٍ إلى ظلٍ، بتوقيت في محله تماماً، وبتقدير مثالي مُربك، وجميل، حتى أني أصبحت في رضا غريب عن العالم، وكدت أبتسم للمارة في الطريق بغير سبب.

فريد عمارة

لكني ذكرتكِ -صوت يحيى سيد

أنتَ شخصٌ وحيد.. وحيدٌ بالمعنى الكاملِ للكلمة.. لا أحدَ يستمعُ للأغاني التي تَعشقُها.. لا أحدَ قد قَرأَ ما قرَأْتْ، أنتَ من كَتَبْ.
لا أحدَ يضحكُ على النِّكاتِ التي تجدُهَا أنت ظريفة.. لديكَ ذكرياتٍ لكنها كعملةِ أهلِ الكهفِ لا قيمةَ لها اليوم، ولا أحدَ يُريدُ سماعَهَا برغمِ أنك تجدُها ثمينةً جدًا.
أصدقاءُ الماضي رحلوا واحدًا تلو الآخر.. تغيرتِ الأماكنُ والاهتمامات.
أنتَ صانعُ طرابيشٍ رائع.
أنتَ صانعُ سيوفٍ بارع.
لا أحدَ يُريدُ ما تجيدُ عمَلَه، ولا يتعاملونَ به، برغمِ أنَّكَ أفضلُ من يُقدِّمُه..

تتساءلُ عن اليومِ الذي يستعيدُ فيه الناسُ وعيَهُم.. متى يسترجِعونَ جمال الماضي؟
متى تعودُ أنتَ مُهمًا؟!
لكن هذا لن يحدُثَ أبدًا.
في النهايةِ أنتَ تتجهُ إلى النَّهرِ المُظلمِ، النَّهرِ الذي عبرهُ كثيرونَ من قبلكَ ولم يعودوا.. سوفَ تعبرُ إلى الجانبِ الآخرِ وسوفَ ينساكَ الجميع..

وداعا ايها الغريب - كلمات احمد خالد توفيق -صوت يحيى سيد

ستستيقظُ يومًا من النوم ناسيًا كلَ ما قد مضى، ومتصالحًا مع كلِ الذي لم يمض. سيأتي يومٌ لتكونَ راضيًا عن كل الذي حدث والأهمُ من ذلك.. مع كل الذي لم يحدث. ستكونَُ شخصا جديدا يحبُك وتحبه، غيرَ منتظرٍ أي شخص ولا أي شيء، ليشعِرك بقيمة نفسِك. مدركا حقيقة أن لا يوجدَُ شيءٌ ثابت، وأن الحياة كلَّها هي مجردُ عدةَ أشياءٍ قابلةً للتغير أو الإستبدال أو الموت، أولهم المشاعر، وأهمهم الناس. وبأن الحياةَ هي مجردُ مجموعةٌ من “التحولات”، تأتي وتذهب ليأتي غيرها لتذهب أيضاً. وأن قلبك الصغير الكبير سينكسر، مرة تلو الأخرى تلو الأخرى، من كلمة من غريب أو من صمت من قريب، وأشياء أخرى لا أحتاج بأن أقولها. وأوقات سوف تسمع صوتَ انكسارِ قلبِك يُحدِث ضجةً في أرجاء روحِك ولكن ستكون على ما يرام، لأن في النهاية كل شيء يصبح علي ما يرام. مهما غابت عنك تلك الفكرة، لا تنسها، كل شيء سوف يُنسى وكل شيء سوف يصبح على ما يرام. وستعلم جيدا أن تلك ليست المرة الأولى لك في الحزن ولن تكونَ الأخيرة، ولكن في كل مرة ظننت أنك لن تستطيع الاستمرار، استمرّيت، وفي كل مرة شعرت بالغرق نجوت، وفي كل مرة أردت الموت فيها، تشبثت بيديك في الحياة

كل شئ يصبح على ما يرام - صوت يحيى سيد

كلمات أنسام التمام
إن الشاب العربي مدني أعزل يحارب باستخدام حجارته الصغيرة في معارك عدة.
إننا جيل متعب، يهوي في حفر الكون و حفر ذاته، في صراع مطلق و مستمر مع كل شيء، حتى في علاقته مع الله! 
إذ إننا لسنا مؤمنين بطريقة الآباء، و لا نقيم الليل أو نسجد سجدة نتوسل إلى الله فيها و نلجأ إليه و نبكي، و لسنا في الوقت ذاته ملحدين و نلجأ للملذات لنسيان هموم الدنيا.. 
نحن بين بين و لعل علاقتنا مع الخالق هي من أغرب العلاقات، فنحن لا ننكر وجوده لكننا لا يمكننا الهروب من أسئلة تفيض غيظا " لماذا يحدث بنا كل هذا؟ لما نحن في هذه البلاد .. و لماذا و لماذا.." و آلاف الاستفسارات التي حرمت علينا إجابتها و ما حرمت عليها أن تجتاحنا.
كل شيء علينا صعب و ثقيل، نطمح بقصة حب عنيفة كتلك التي نشاهدها بالأفلام الأجنبية، و لكن بشرط أن تختم بكتب كتاب و مهر و عرس و كنافة و منسف و دعوات أمي و انبهار الأصدقاء و فخر أبي و غيرها من المظاهر صعبة المنال.
نحاول جاهدين بالحصول على حب.. ولسبب نجهله جميعاً، نفشل بشدة و تأسرنا الوحدة و نستسلم لمرارة الواقع و نجلس راكعين على ركبتينا نتوسل للزواج التقليدي لنكون إحدا ضحاياه فمن خلاله نحقق عدة مطامح مثل رضا العائلة و البرستيج..و الكنافة و المنسف..بغض النظر عن شعور العروس و العريس.
الفتيات يحاربن في معركة إكتمال الجمال..بشرة بدون بثور، شفتين منتفختين رائعتين، تقاسيم الوجه محددة بالمسطرة و عليكِ تعلم ذلك، فهذا متطلب إجباري للأنوثة.
الشاب يحارب في معركته مع الجميلة التي يتابع صورها على الفيسبوك، رائعة و جذابة و في موعدهما الأول يلاحظ جرحا قديما في جبينها، فيندهش و يغادر.
و ذلك الشاب نفسه، صدم بحقيقة غريبة، بعد رفاهية و حرية مفتوحة من الأهل، تأتِ خطيبته راغبة منه ما تربت عليه هي أيضا، فتطلب منه أن يحميها، وهو الذي يخاف.. يخاف أن تتركه.. يخاف من المستقبل.. يخاف من مديره في العمل، فكل شيء بالنسبة له و لها في هذه البلاد مرعب و مخيف...
نحن جيل من الصعب أن نصف لأهالينا كيف تبدو الحياة الآن، كيف صار كل شيء محبوس في شاشة، يصعب علينا أن نصف كيف أصبحت التفاصيل شغلنا الشاغل..و أن حياتنا مملة و رتيبة..
جيل لا يعرف كيف يحدد انتمائه السياسي، لأنه يسمع عن كل شيء و غير مؤمن بشيء.. 
جيل تعب منه المشوار.. و تعب من المشوار..
نحن الذين لا نفهم أنفسنا و لا يفهمنا أحد.
الموسيقى ل ليال وطفة ‘‘وداع‘‘

جيل تعب من المشوار - صوت يحيى سيد

كلمات سامح طارق
بين الحزن واللامبالاة سيختار بيجوفيتش الحزن! هكذا فعل سابقًا، وهكذا لا يصح -دائمًا- إلا الصحيح. قد لا يُمثِّل الحزن اختيارًا من حيث المبتدأ، ولكنّه طارئ على الواقع في ثوب الخيار: إما أن تقبله فتسلم، وإما أن تناور باللامبالاة! ربما تفلح حينها في الخداع، ولكنّها مرة -وحيدة- لن تعدك بالتكرار!

دائمًا.. يبقى الخوف أقسى من الألم، وتبقى المواجهة أسلم من الهروب. فإذا ما زارك الهم اقبله، وإذا أتتك القصمة فاعصمها بالوقوف. أنت لم تختر وذاك لا بأس فيه، ولكنّه أتى وليس ثمّة فِرار. فأكبر من الحزن أن تفقد شعورك، وأعتى من الكمد اختفاء الإحساس، فإيّاك ألا تبالي، واحزن إذا لقيت الألم فإنّه شفاء.

لا تناور لأن المداورة تنكشف، فلا تقصم سلاح الصبر على مقصلة الخوف، ولا تهرب من المواجهة بتأجيل الميعاد، فإن الحزن أصبر من الخائف، وإن الشجاعة ضد الخصم تضنيه. فإن راوغته وقف، وطالعك خلف حصونك واتّئد، وما هي حتى تخور قواك أو تهترئ الدروع فيرميك، ولا محالة سيفعل، فيدفعك للمنازلة وقد سبق خطوتك، وقد كانت خطاك –قبل ذاك- على ما تريد!

فهنا معركة وقبل ذاك حرب وما الفرق بينهما بعظيم، غير أنك في الأولى تُجبر، وقد أتتك قسرًا، وفي الثانية تأخذها بعزم المُريد. فإن اختارك الهمّ اخترت فترته، وإن أضناك الوجع قبلت الاستشفاء. فمن اهتم لوجده عاصر رقّته، ودنا من الرهف ولمس الحنين، ومن عاث في اللااكتراث هلك في لُجّته، وغاب عن قلبه الأنين. فلا -أبدًا- لن يقتلك الحزن، ولكن -دومًا- لن ينفعك الإنكار.

فاحزن يا صديقي ولا بأس عليك، وعالج الصبر تعرفه، فمن عرف الصبر ما ضرّته الخطوب. نعم، خذ قِسطك من الرحمة واشفق لحالك ورِقّ، ثم اقبل أن تجتاز وقُم سريعًا لتلتئم الجروح. احزن يا صديقي ولا ضير، ولكن توسّل به ولا ترتضيه المصير. احزن لتمضي على الحدث لا لتركن إلى الهموم. احزن لأن الحزن في صُنعِ البشر، وافرح بحزنك لأنك تحيا على رغم الهروب.

فإنك إن قابلت الشعور حوته يدك، وإنك إن هربت طغت عليك يداه. فاحزن مُختارًا وتصبّر بالله، وافرح مختارًا واطلب منه الشفاء. فلا تحزن حزن الهلكة وإنما ارثِ بعطف الإنسان، فإن الأول انتحار وفي قلب الثاني تجد الحياة. فلا نجا من أفرط ولا أفلح ذو الإفراط، ولا هلك مجروح، ولكن ينقذه الإشفاق.

فاشفق لحالك إن استدعى، واصبر -وما صبرك إلا بالله- وارتجِ الفرح. فإنك إن فعلت تنله، فإذا تأخّر أمِلت، وإذا غاب عرفت الثواب. فاجبر كسرك بتصديقه، وصدّقه بقبوله، واقبل ما كان بالإيمان. واصبر، ثم اصبر، واصبر، وما صبرك إلا بالله..

بين الحزن واللامبالاة... صوت يحيى سيد

كلمات ديك الجن 
الرغبة شيء جميل وجارف وقوي.. كما السيل المندفع.. وبإمكانها- أي الرغبة - بكل بساطة أن تدفع أي شخصين نحو علاقة ما .. بدون تفكير أو حتى وقت للتفكير.. لكن هذه العلاقة التي قد يبدو لأول وهلة أنها علاقة حب.. ليست كذلك بالفعل.. هي فقط علاقة قائمة على الرغبة.. وترى الإنسان كأداة ..لذلك مهما بدت جارفة ومذهلة ومشتعلة ومليئة بكلمات الحب .. إلا أنها في الحقيقة هشة.. وغير قادرة على حمل ثقل العلاقة البشرية بما فيها من تعقيدات وتناقضات..

ذلك أن الرغبة ترى الإنسان فقط كأداة.. وليس كموضوع.. وتخاطب فيه فقط, الجزء المؤقت والجميل والمندفع.. ولأننا لسنا جميلين ومندفعين على الدوام.. فإن الرغبة لا تتردد في هجرنا في لحظات اليأس والقنوط والضعف.. بل وفي لحظاتنا العادية حتى.. لا تخترق أرواحنا.. لا تسمع أنيننا.. ولا تقبل صمتنا حتى.. من أجل ذلك.. فهذه العلاقات ومهما قيل فيها من وعود البقاء إلا أنها قصيرة الأمد.. تستطيع ترتيب لقاء .. اثنان .. خمسة .. عشرة.. لكن لا أكثر من ذلك.. تذوي بعدها وتنطفئ كشمعة..

بالمقابل.. فالحب كشيء يرى الطرف الآخر كموضوع.. ويرى سعادته كهدف دائم وأبدي ومقدس.. فهو قادر على حمل ثقل علاقاتنا على المدى القصير والطويل.. بكل ما فيها من تقلّبات ومدّ وجزر.. وضعف وقوة.. لا يتنكر لنا أبدا.. بل يقبلنا بكل ما فينا من عيوب.. لأن هدفه سعادتنا.. وليس مص دمائنا من أجل السعادة.. ويمنحنا الإحساس بأننا جميلون ومرغوبون.. ومحبوبون.. حتى لو كنّا أنفسنا عاجزين عن رؤية ذلك.. في ظل هذا الحب.. يمكن للرغبة التي انطفأت بسهولة في العلاقة الأولى أن تبقى مشتعلة .. ليس لعشرين أو ثلاثين مرة .. بل لأربعين وخمسين ومائة عام.. لأن رغبة الحب هنا.. تستمد نارها من مقدس وسرمدي.. وليس من نزوة عابرة أو فائض هرمونات..

طوبى للحب الخالد والثابت والأزلي كالأشجار.. وطوبى لأولئك الذين سقونا من أرواحهم.. وآمنوا بِنَا.. في أكثر لحظاتنا يأسا وتمزيقا وكفرا..

#لمقامالستزبيدة
#ديك_الجن

بين الرغبة والحب -صوت رضوى حجازى و يحيى سيد

نص ديك الجن
لا أجيد الغزل.. ولا أعرف كيف أعوِجُ لساني وأنمّق الكلمات كما يفعل الشعراء.. 
أكره الورد .. أنسى التواريخ.. لا أحفظ الأغاني .. وعلاقتي مع الهدايا مرتبكة ومشوشة..

كما أنني ملول غضوب متشائم.. يتسرّب مني الفرح كمنخل، وتعلق بي الأحزان كاسفنجة.. وزاد الطين بلّة أنني عشت في هذه اليباب القفار الموحشة .. فإذا ما حدّثتني عن جمال الغابة، حدّثتك عن غلاء الأسعار.. وإذا ما حاورتني عن ازدحام النجوم .. شكوت لك من ازدحام المواصلات.. ولا أرى في جمال الليل الذي تصفينه، سوى خيام اللجوء الباردة .. ولا أسمع في هدوئه الذي يسحرُك إِلَّا أنّات المعتقلين.. ثم أنني قد كبرت.. وتركت رحلتي الطويلة وحمولتي الثقيلة آثارها عليّ... ووهن العظم مني.. واشتعل القلب قسوة وشيبا.. ولَم يعد في جعبة أيامي أكثر مما كان فيها..

وهكذا ترين يا سيّدتي الجميلة أنه وعلى الرغم من فقري الشديد كعاشق.. وعجزي الكامل عن فك رموز لغة الغرام.. وحقيقة أنّك ربّما لو كنت قد أحببت لوحا من رخام، لتكلّم فيك أكثر مما فعلت.. إِلَّا أنه وكما الليلة الأولى التي جمعتنا.. لا زال بإمكانك أن تنامي ليلك الطويل.. آمنة مطمئنة.. أن أحدا لن يحتّل مكانك في قلبي..

لا أجيد الغزل /كلمات ديك الجن

كلمات رامى وفا
- ماذا تفعل هذه الأيام؟
هندسة صوتية :- محمود طه
= فقط..أتحسّس قلبي، مثلما يتحسَّس الجندي سلاحَه وذخيرته كلَّما اقترب العدو، أُجرِّب حواسي لأتأكد من أنها لازالت تعمل، أصرخ لأتيقن من أن صوتي لم يتخل عن حنجرتي بعد، أُنصت السمَع لوقع خطواتي على الأرض لأنني لست واثقًا أنني أسير ولست واثقًا أنني ما زلت أسمع، من هو عدوِّي الذي أشحذ قلبي لاستقباله؟ وماذا يريد أن يقول صوتي؟ وأي الطرق أريد أن أقطع؟ لا أدري لكنني أتذكر همس شيمبورسكا لي "بعد الحرب.. ثمة شخص ما عليه التنظيف".

أمس حرب، اليوم حرب، غدًا حربٌ أخرى، ولأن شيمبورسكا همست لي أنا فأظن _رغم أنني لا أرغب في ذلك _ أنني الشخص المعنيّ بكلماتها، قال درويش "لو كُنت صيادًا لآخيت الغزالة" لكنه لم يقل ماذا كان سيفعل لو كان الغزالة، هل كان سيموت سعيدًا وهو وجبة مغذية لأربعة أطفال ووالدهم، هل كان يستطيع أن يتظاهر بالرغبة في الهرب حتى يشعر الصياد بزهو انتصاره ولو كان باطلًا، أم كان يترك للريح أقدامه تاركًا غزالة أخرى ضحية بطئها أو ضحية براعة حظ الصياد.

في مكانٍ ما في زمنٍ ما ستنظر سيدة عجوز في مرآتها، تتذكرني وتقول هُنا.. على خدِّي هذا.. طبع قُبلةً ورحل.. آه لو استطاع البقاء قليلًا، لن أستطيع وقتها أن أظهر على يمينها لأمنحها قبلة أخرى، أو أن آتي على يسارها هامسًا أنني لا زلت حيًا بطريقة ما، لكن سيظل لديها فرصة لأن تُقلّب في دفاترها القديمة لتجد قصيدة تظن وأشاركها الظن أنها كُتبت لها، وستكتشف أنها لم تكن سوى قبلة أخرى، فالقُبل لا تُمنح بالشفاه فقط، فقصيدتي إليها قُبلة منحتها بروحي وعقلي وأعصابي ويدي ونمط خطي.

هل يستطيع المرء أن يستبدل نفسه بآخر بضعة أيام؟ هل يستطيع الموسيقيّ أن يتحول إلى رسَّام؟ والرسام إلى نجار؟ والنجار إلى طبيب؟ والطبيب إلى تاجر؟ والتاجر إلى شاعر؟ والشاعر إلى حارس عقار؟ أراد لوركا في الصباح الأخضر أن يصير قلبًا.. فهل صار؟ وهل نحتفظ بنفس القدر من النرجسية إذا صرنا الآخر البعيد؟ تسأليني ماذا تفعل هذه الأيام.. وأنا لا أملك إجابة بسيطة، أو أملكها لكنني أحِب أن يطول الحديث بيننا، وأن آخذك في نزهة داخلي ما دمنا غير قادرين على التنزه خارجنا، أحب أن أُطيل الحديث.. وأن تستمر كُرة الأقكار في التحرك ذهابًا وإيابًا بيننا، والآن.. ماذا تفعلين هذه الأيام؟

ماذا تفعل هذه الأيام؟

كلمات محمد دنيا 
هندسة صوتية :- محمود طه
نعم يا صديقي، أنا أخوضُ المعاركَ معَ نفسي دائمًا، أريدُ أنْ أنتصرَ عليها ولكنْ..قلّما أفعل. تُراوغُني يَمنةً ويَسرةً وتجذِبُني لمعاركَ صعبةٍ وهي تعلمُ أنِّي لا أملكُ ما يُؤهلُني للانتصارِ فيها وهي تعلمُ أيضًا أنِّي يُغضبُني وصفُ معركةٍ بالصعوبةِ عليّ فتستثيرُ حماستي وتوَقُّدَ رُوحي لأدخلَ المعركةَ كيْ أنهزم. فترجُحُ كفةُ هزائمي على كفةِ انتصاراتي. والنفسُ خبيثة، إذا ما استطاعتْ جَذبي لانهزامٍ مُحتَّم، كانَ انتصارُها في الذي يليه أسهل، ويفعلُ بي ما يفعل! بل ومنْ خبثِها أنْ تجعلَك تتركُ المعاركَ السهلةَ التي ستعيدُ لكَ الثقةَ فيك، وتُغرِيكَ بالصعبِ الذي ستكسرُكَ هزيمتُه.
لا أعلمُ يا صديقي كيفَ تكونُ النهايةُ وما الكفةُ التي ترجُحُ عندَ الخِتامِ ولكنِّي أعلمُ أنَّ مَنْ يضحكُ آخرًا يضحكُ أبدًا، وأنَّ في السعيِ انتصارًا، وأن في استمرارِ السعيِ انتصارًا أتمّ. فميزانُها غيرُ ميزانِه، هي تعُدُّ المعاركَ وهو يرقبُ الحركةَ والسعي، هي تريدُ النتائجَ وهو يسألُ عن النوايا، وياليتها تتركُ لي هذا الأملَ ولا تُنسيني هذي الحقيقةَ، لأنَّ النسيانَ يبعثُ على اليأسِ، وأنا أنسى!
وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيَه سوف يُرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى!
فهمتَ معاناتي يا صديقي؟

ليس للإنسان إلَّا ما سعى

حديث بين الشيخ علاء عبد الحميد و محمد دنيا <3
هندسة صوتية :- محمود طه
وتأتي ساعات الليل بأدق تفاصيل الماضي، نتلمس أجمل ما فيه فتأبي لحظات فراق الأحبة إلا أن تتخلل ما نلتمس فتتركُ أثر سياطها علي القلوب..
فكما أن به حياةُ الأحبة بقلب مجموع علي أطيافهم ففيه عذابهم بذكري فراقهم..
غير أننا نسامحه، فأكثر الصدق يأتي فيه بل لم نره إلا في حضرته، والقلوب تستريح في عَطَفه من تكلفات النهار، فكم من جهد بُذل في النهار لإخفاء دموعنا أو لغض الطرف عن عيوبنا أو للتقليل من انفعالاتنا عند أفراحنا!
فكم من نهار لم نكن فيه نحنُ، وكم من ليلٍ علينا كان يحنو!

نخلع فيه عباءات الأوهام ونقف أمام الحقائق الأعلام، لا ندري كيف نسيناها في النهار..أم أننا عمدًا تغافلنا عنها! 

ففي الليل يُبعثُ أهل الهوي، وفي الليل يكمن سرُ الجوي
ففي حانةِ الليل خَمَّارُه، وتلك النُجَيمات سُمّارُه
رد الشيخ و قال
وهل يصنع النفس إلا حديثُ الأمس ، ولولا ما عشناه بالأمس لما كنا هنا اليوم .. مضى الأمس بأهله وناسه وأحداثه ، ولكنه سجل مروره في جدار القلب ، ونقش ذكراه في ثتايا الجلود ، وترك صداه يتردد في جنبات الكون ، وظلَّهُ ينعكس في ضوء النجوم...فليست الذكرى بطيف يزورنا ، بل الليل صمت يخيم فترتفع الحجب وتقوى الأبصار ...فنقرأ نقش القلوب ونستمع لأصوات الأمس ونبصر ظلال الوجود .
رد الطالب وقال
أنت سبب سهري  أنت علمتني عندما تشرق النفس في هذا الحين أن أتشبث بما أشرقت فيه، وعندما أري الحجاب على وشك الارتفاع أن أنتظر حتي أُبصر فأقرأ النقش وأسمع الصدي، وكدت أتمني أن كانت أعمارنا كلها ليالي غير أني رأيت أنه لولا النهار ما كانت الليالي..

حديث الليل

صوت ضياء أحمد و يحيى سيد 
كلمات الشيخ علاء عبدالحميد
هندسة صوتية :- محمود طه
- أرى الحزن يكسو وجهك رغم ما بك من نِعم.
- وما لذة النعم عند نزول الألم؟!
- ألا تذكرها فتدفعه؟
-مثلك كمن يقول للغني في مرضه لا تتألم وأذكر أموالك!
- آلام البدن إن اشتدت دفعت لذة الروح بالأشياء .. ولكن إن تلذذت الروح بشيء انشغلت به عما يشوشها .. فتذكُرُ النعمة هو من باب دفع الخاطر بالخاطر.
- قد يسهل هذا إذا كانت خواطر تتنازع فكيف بآلام النفس الحالة وأحزانها القائمة.
- وما الذي أقامها؟
- كثرة فراق الأحباب.
- الموت تقصد؟
-الموت أهونها ..فهو مقرون باليأس ، والقلب أن انقطع أمله سكن وسلم.
- فالسفر تعني؟
- السفر أحد صور الفراق ، ولكن كل انقضاء للقاء فهو منه!
- وهل الحياة إلا انقضاء وفناء؟
- بل هي حياة ونماء ، نفوس تولد وقلوب تنبض 
- أعني أن ما من شيء منها إلا وهو زائل .. فكأنك تنظر لأوائل الأشياء وانظرُ لأواخرها.
- هذا وهم .. فثمة زوال يبقيك وآخر يحيك
فليس كل زائل بمفارق لك ، بل مما يزول ما يتركك وقد أحيا قلبك في وصله وشغل فكرك في أثره، فلا يفارقك إلا وقد أحيا مواتك وبنى عامرك واستوطن مساكنك.
- فمم الألم إذا؟
- من ضعف القلب حال ميلاده ، فالحب يرققه ثم يقويه .. كحارث الأرض ، يقَلّبها فهي من آلام المحراث تأن.. فإن استوى الزرع فيها على سوقه طابت أيامها.
- ومتى تطيب؟
- إن سقاها الحبيب.

ليس كل زائل بمفارق

كلمات:= منى أحمد
هندسة صوتيه := محمود صالح

رأيت الحب

كلمات ديك الجن
هندسة صوتية : محمود صالح
مراجعة لغوية : منى أحمد

في قلبي أبدا

"لأملكن هذه الصورة ما ملكت الحياة، وبعد الحياة لتقوضن عوائق وموانع فيكون المصير إليّ.. إليّ وحدي بما أحببت هذا الحب كله.. وإلا فخبريني عن معنى لهذه الحياة ينشد أو عن طعم للخلود يرام، لا تزعم أنك سبرت جوهر الحياة إلا أن تحب، السمع والبصر والذوق والجد واللهو والمودة والظفر مسرات تهوى عند من فعم الحب قلبه، من اول نظرة يا قلبي. ما ارتدت عنها عيناي حتى آمنت بأنها زيارة مقيم لا زيارة عابر، لحظة خاطفة حاسمة، ولكن في مثلها تخلق الأرواح في الأرحام وتزلزل الأرض.. رباه لم أعد أنا.. قلبي تلاطمه جدران الأضلع، أسرار السحر تنفث معانيها العقل يتمادى حتى يمس الجنون، اللذة تسطع حتى تعانق الألم، وأوتار الوجود والنفس تجود بالنغم المكنون، دمي يصرخ مستغيثًا لا يدري مم يستغيث، الأعمى يبصر والكسيح يسير والميت يحيا، حلفتك بكل عزيز ألا تذهبي أبدًا، انت يا إلهي في السماء وهي في الأرض، آمنت بأن ما مضى من حياتي كان تمهيدًا لبشارة الحب".

من رواية قصر الشوق لنجيب محفوظ

هندسة صوتية :- محمود صالح
نص لـــــ بلال علاء 
تدقيق لغوى لــ منى أحمد

حطام الأرواح

دفاعاتي تنهارُ مرةً واحداً أمامَكِ، كلُّ أبوابي الموصدةِ تُفتحُ لكِ بسهولةٍ مُحيّرة، تَمُرّين في قلبِي ببسلطةٍ طاغيةٍ مطلقةٍ على كلِّ ركنٍ فيه..
كلُّ الأفكارِ السعيدةِ وكلُّ البهجةِ التي خبَّأتُها في قلبي تأتي وتلتفُّ حولكِ فيه، كلُّ الأركانِ المظلمةِ تَرِقُّ وتنيرُ لكِ، كلُّ خطوةٍ لكِ في قلبي ينبُتُ على أثرِها وردةٌ تحيا إلى الأبد..
أنا أكثرُ الناسِ ثراءًا بكِ وأكثرُ الخلقِ حظًا بسبِبك.
Sound effects :- sense studio

أنا أكثر الناس ثراءً بكِ

نص ل أروى الطويل 
صوت يحيى سيد
هندسة صوتية :- محمود صالح
ضبط لغوى :- منى أحمد
اللحظات الأولى التي تُركنا فيها وهُجِرنا فيها كانت فارقة، اللحظات التي أُلقينا فيها في النهر وطُلب منا أن نعوم وحدنا بلا عون، هذه اللحظة هي نفسها تلك اللحظة التي سينشق فيها وجودنا، ستنشق فيها ذواتنا لنصفين، نصفٌ يسير وحيدًا عالمًا أنه لن يتم اختياره بعد الآن ، ونصف يسعى بكل قوته لتواصل حقيقي وهو يعلم في قرارة نفسه أن كل قرب حقيقي يعني هجران محتمل - بل أكيد-..
أن كل تعري ووقوف تحكي فيه حقيقة الأمر يعني أنك ستُلقى وحيدًا على قارعة الطريق وحدك تجابه الأمور بلا أي ضوء خافت، ولا حتى احتمالية لوجوده ،،
اللحظة الأولى التي نُبذنا فيها لم يكن لسوء فينا، ولا لسوء فيمن نبذونا، ربما لأننا كنا نفوق الاحتمال، أو لأن الموقف كان أكبر من قدرات الآخرين على الإدراك أو التعامل، هل يمكننا أن نلوم شخص ما أن قدراته لم تكن كما يجب ليتعامل مع مأساتنا؟
نولد بقدرات محدودة جدًا، فماذا نفعل لو أن القدر حتّم علينا أن نتعامل في موقف تعجز قدراتنا ومشاعرنا على التعامل فيه، هل يمكن أن نلوم الآخرين أنهم لم يتحملوا؟ أو أنهم أخطأوا، أو قالوا ما لم يجب أن يقال؟ هل نعلم نحن أصلاً ما الذي يجب أن يقال ؟ ..
لا ضغنية إذن، لكنه الأسى، أننا دائما وعلى طول الخط كنا أصعب من الإحتمال، كنا تجربة صعبة لكن من فكر أن يخوض فينا ..
يبدو الأمر شديد النرجسية، وكأنه فخر، أن نقول “لقد كنت تجربة صعبة” ولكن الحقيقة أن هذا قمة الألم والانكسار ..
أن تسير وحدك، عالمًا أنه من الصعب أن تُخبر عن نفسك، أن تقول، أن تحكي، لأن ما ستحكيه سيكون فوق الطاقة وفوق الوسع ..
الأمل الوحيد في الالتئام أم تأتي تلك اللحظة التي لا يكون فيها شيء مهم سوى نفسك، أن تكون أنت خيار نفسك، أنت تقول أختارك يا نفسي لأنك رغم الصعوبة والألم تستحقين أن يختارك شخص ما - ولو لمرة واحدة - ..
لكن لو خُيّرت المشكلة؟ هل ستختار نفسها؟
لو خُيّر الألم هل سيختار نفسه؟
لو خُيّر الهجران وخُيّرت الوحدة هل يختاران أنفسهما؟
أشك وأستبعد ..وهذا حزين ..

كنا تجربة صعبة

نص للشيخ علاء عبدالحميد
صوت يحيى سيد 
هندسة صوتية :- محمود صالح 
تدقيق لغوى :- منى أحمد
ربما شعرتُ بالاطمئنانِ لوجودِ بعضِ الأموال التي ادخرتُها للطواريء
ربما كان قلقي أقل لوفاةِ أبي وأمي منذ سنواتٍ فلا أحملُ همّ العدوى لهما
والعجيبُ أن أحدَ سببيّ الأمانِ "وجودُ شيءٍ" والثاني "فقدُ شيء".
فهكذا الحياةُ تعطيكَ فتخافْ، وتسلُبُكَ فتأمن والعكسُ صحيح!
فحقيقتُها أنكَ لا تدرِي أين الهبةَ ولا أين السلب.
ولكن الحقيقةَ الأشدَّ وضوحا أن تدبيرَ اللهِ فوقَ تدبيري، ورازقي هو وكيلي.

وكلما تأملتُ شفقةَ الأبناءِ على أهلهِم حمدتُ الله الذي وضع الرحماتِ في القلوبِ، ثم اطمأننتُ بأن هذه الرحمةَ العجيبةَ هي جزءٌ من مائةِ جزءٍ من رحمةِ الله الواسعة، فكيف برحمتِهِ سبحانَهُ لنا!
ربما يحبُّ البعضُ أن يذكرَ أوقاتَ البلاءِ الخوفَ من الله لنتوبَ إليه، ولكني أحبُّ أن أذكرَ رحمتَه لنطمئنَّ إليه ونتعلقَ به.
أرى نهرَ الحياةِ يستمرُّ في المسير، وأرى الأيامَ وإن اشتدتْ فشدتُهَا إلى رحيل..
ربما نحتاجُ إلى أن نستمعَ إلى قصصِ أجدادِنا وحكاياتِ آبائِنا، أن مصاعبَهُم مرَّت و وأن مشاكلَهُم صارَت ذكرى.
ربما نكونُ ألِفْنَا النعمةَ فلم نعلمْ لذةَ الصابرينَ بعد زوالِ صعابِهم، ولا قوةَ الحياةِ التي لم تنتهي عند توقفِ الزمنِ في ظنِّ بعضِهم.
وقديما قال أجدادُنا القُدامي في الحروبِ: بين النصرَ والهزيمةِ: صبرُ ساعة.

هكذا الحياة

نص ل منى أحمد 
صوت يحيى سيد 
هندسة صوتية:- محمود صالح 
ضبط لغوى:- منى أحمد


- هل يُغني الحبُّ في الحبس؟

- الحق أنه يغني في كلِّ شيءٍ وعن كل شيء.. يستغني به المرءُ غيرُ مبالٍ حُبسَ الناسُ أم تحرروا، عُزل الخلقُ جميعًا أو اختلطوا، أغلقَ هذا العالمُ البائسُ أبوابَه أو فتحها، بل تهدّم هذا الكون كلُّه أو أُنشأ فيه خلقٌ آخر..
فكلُّ خرابٍ أمام قلبٍ قد عمَّره الحبُّ لا شأنَ له، وكلُّ خذلانٍ أمام قلبٍ قد نصره الحبُّ لا قيمةَ له، بل كلُّ مخاوفِ العالمِ أمامَ قلبٍ قد أمّنَهُ الحبُّ لا اعتبارَ له..
وتسألُ هل يُغني الحب؟!

يا صديقي.. المُحبُّ يحلقٌ بما يطوي عليه صدرُه فوق كلِّ قيودِ الدنيا، ويخفقُ بأجنحةِ الهوى مُتجاوزًا كلَّ الأبوابِ الموصدة، وكلَّ القضبانِ المغلقة، وكلَّ الطرقِ المُنسدَّة.. عالمُه الحقيقيُّ هاهنا، في قلبِهِ وبين أضلعِه، قد أغلقَ عليه المغاليق، وسدَّ عنه كلَّ مُشوش.. والخلقُ جميعًا في عينِه مساكين، يتنازعون فيما بينهم الأرزاق، وتَقُضُّ مضاجعَهم المعايش، وتؤرقُ لياليهمُ المخاوف.. 
وهو هناك.. في البعيد النائِي وحدَه.. يحلقُ مع من يحب، قد فرَّ من ضجيجِ الكون إلى سكونِ قلبِه به، ومن نزاعاتِ الخلقِ إلى مصالحةِ روحِه معه، فلا وحشةَ ولا اعتزال.. 

يا صديقي.. لا حبسَ إن كان الحبُّ يسكنُنا، ولا وحشةَ إن كان الحبُّ يملؤنا، ولا خوفَ إن كنا به وإليه مطمئنين.. 
لا اصطلاحَ للحبسِ إلا حين يهجرُ المحبوب، ولا دركَ لمعناه إلا بجفاءِه، ولا تألّمَ من سقمٍ إلا في غيابِه.. 
حينها، وحينها فقط تجتمع في القلب وحشةُ هذا العالمِ كلِّه!

هل يغني الحب في الحبس؟

نص لفريد عمارة
صوت يحيى سيد 
هندسة صوتية :- المعتصم بالله

لا وزن لى

نص ل ميادة ماضى 
صوت يحيى سيد 
هندسة صوتية:- محمود صالح

لا شيء يهم

صوت يحيى سيد 
نص لـــ أمل دنقل 
هندسة صوتية :- محمود صالح 
ضبط لغوى :- منى أحمد
صباح الخير في المثلث الشمسي الممتد من الشباك إلى زاوية سريري أراك متمددة في الذرات الذهبية والزرقاء والبنفسجية التي لا تستقر على حال تماماً كنفسيتك، ومع ذلك أبتسم لك وأقول صباح الخير، أيتها المجنونة الصغيرة التي تريد أن تلفّ الدنيا على أصبعها، والتي تمشي فوق الماء وتريد ألا تبتل قدماها الفضيتان"، حسنا لا يهم فلقد عوَّدت نفسي على أن أعاملك طبقاً لإحساسي وليس طبقاً لانفعالاتك.. أحبك ولا أريد أن أفقدك أيتها الفتاة البرية التي تكسو وجهها بمسحة الهدوء المنزلي الأليف

رسالة أمل دنقل لزوجته

نص للشيخ علاء عبدالحميد
صوت يحيى سيد
هندسة صوتية :- محمود صالح
بين الحزن  والسعادة تباين عجيب ...
ففي لحظات السعادة تنقطع عن الدنيا وتنسى ما حولك ..تشعر بأن اللحظة هي عمرك وكأنك ما عشت في هم ولا سبق أن ذقت الغم
أما في لحظات الحزن ..فلا يكاد يطرق قلبك حتى يذكرك بما سبق من أحزانك ويثير ما مضى من أيامك فيتصل الماضي بالحاضر ويتشعب الحزن في القلب ، فكأن الدنيا أحزان متعاقبة وهموم متلاحقة.
ولعل هذا سر من مدح الحزن بإطلاق : أنه لا ينسينا أيامنا ولا يجعلنا نغفل عن أعمارنا .. وهل الحكمة إلا مرور الأحزان على القلب ، وهل يتعظ بالحياة إلا من يذكر أمسه فيأخذ منه ليومه وغده .. فلا تمضي الأيام إلا وقد نضج القلب ... ولا ينضج حتى يحترق.

بين الحزن والسعادة

هندسة صوتية .. محمود صالح
نص ل إبراهيم جابر إبراهيم 
ليس مُهماً كلُ الذي قلتُهُ لكِ، المهم ما سأقوله الآن:
أنا لن اعتذر عن نوبةِ عشقٍ عشتها. ربما لمْ أكنْ سيدَ مشيئتي في تلكَ الساعةِ .. أنتِ من كانَ يحكمُ الكرةَ الأرضيةَ في تلك اللحظة ويقودها من قَرنَيها، وعليك إذاً أن تعرفي أنكِ أنتِ من زَوَّج النجومَ لبعضها، وصبَّ كلَ ذلك الصخبِ على قماشةِ السَّكينةِ!
ليس من الفروسية الآن أن اعتذر عن برقِ الحبِ الذي التمع في تلك اللحظاتِ في خاطري!
ربما كنت أحتاج دَوْزَنةً؛ نعم .. هذه ذريعة لذيذة، أحب الأغنيةَ السودانيةَ التي تقول: "أحتاج دَوْزَنةً .. وتراً جديداً لا يضيفُ إلى النشيدِ سِوى النشاز"، وأنا أريدُ فوضايَ مرتبةً بِكفَّيكِ القليلتين، ولا أريد من النشيد سوى ضحكتكِ التي تَخضُّ دَميَّ، وتوقظني مِنْ وحشتيَّ، ومن فَزَعِ "الأربعين"!
والحبُ عموماً يحدثُ هكذا: بلا نوايا مُبيَّتةً، تماماً كحادثِ سيرٍ!
ربما الفارق الوحيد، أن الكثيرين ينجون من حوادث السير بلا أضرار.
.. ..
أقولُ لكِ: تعالي ندخلِ الشتاءَ معاً، وأقترحُ أيضاً أن نُجريَّ بعضَ التعديلاتِ على هذا الفصلِ الغارقِ بالبلل. فمثلاً: يمكنكِ هذهِ السنةِ أن تلبسي قُمصاناً صوفيةً نَسَجتُها لك بيديَّ، وأن تصنعي ليَّ قهوةً بالماءِ الذي يتقطّرُ من شعركِ، وأن تَتَلَقَّطي أنفاسيَ لتُدَفَئي كَفَّيكِ الباردتين، وأن نَخمَشَ الغيماتِ بضحكنا العالي فيسّاقُطَ المطرُ أنَّى جلسنا.
.. ..
هكذا، ومع هذهِ التعديلاتِ التي يصعبُ نشرُها كلُّها هنا على عمومِ القراء، يمكنُ ترتيبَ شتاءٍ لائقٍ بعضَ الشيء… 
المهمُ أن تُدركي كَمْ من الوَهَجِ يمكنُ أن ينجُم عن علاقةٍ كهذهِ. وكمْ مِنْ الموسيقى تندلعُ في أصابعي حين يَرِنُ هاتفكِ…
.. ..
لا أريدُ أن أثرثرَ كثيراً بخصوصِ الارتباكِ الذي يجتاحُني حين تضحَكين؛ فلكِ ضِحكةٌ تَخضُّ دمي. قُلتُ لكِ ذلك؟! لا بأس .. أُحسُّ أني أريدُ تِكرارَها: أنتِ امرأةٌ تخضّينَ دَمي، وأنا في عمرٍ ما عادَ يحتملُ أي رَجفَةِ قلبٍ. جَرِّبي وضعَ قلبيَ بين كفيكِ. انظري كم هـو منهـكٌ ومليءٌ بالتجاعيدِ ونبضُهُ أقربَ للتثاؤب. اضحكي .. اضحكي بصوتٍ أعلٍ، بصخبٍ أشدَ، رُجّيِ الغرفةَ بالضحكِ … وخُضِّي دمي!

نوبة عشق

يبدو أن العالم ليس مصنعًا لتحقيق الأمنيات.

yehia sayed يحيى سيد

Popular tracks