عدد خاص عن الدورة الأولى لمهرجان تنغير السينمائي في برنامج «المجلة السينمائية»

حوارات صحفية مع ضيوف الحلقة :

ـ مدير المهرجان، السيد خاليد أحداش
ـ عضو اللجنة المنظمة و مؤطر ورشة الإخراج السينمائي، السيد عبد الحليم وهبي
ـ عضوة لجنة التحكيم، الفنانة بشرى اهريش
ـ المخرج عبد اللطيف أمجكاك، الفائز بالجائزة الكبرى للمهرجان لأحسن فيلم متكامل

و ذالك على أمواج الإذاعة الوطنية، في عدد خاص عن الدورة الأولى لمهرجان تنغير السينمائي، تحت شعار " الصورة و الصوت في خدمة التبادل الثقافي في البرنامج السينمائي الفني الإخباري «المجلة السينمائية» إعداد و تقديم الإعلامية و الصحافية المتألقة، فاطمة يهدي، بتاريخ يوم الخميس 2 ماي 2013 على الساعة 18:00 بعد الزوال

فاز فيلم « نحو حياة جديدة » بفضل الله تعالى ب " الجائزة الكبرى لأحسن فيلم متكامل " في الدورة الأولى لمهرجان تنغير السينمائي، مقدمة من طرف السيد لحسن أغجدام عامل مدينة تنغير، من 25 إلى 28 أبريل 2013 من تنظيم جمعية فن شباب بلا حدود بمشاركة وزارة الشباب والرياضة، وعدد من الشركاء الاجتماعيين، تحت شعار : "الصوت والصورة في خدمة التبادل الثقافي، "

لجنة تنظيمية نزيهة + لجنة تحكيم نزيهة = نتائج منطقية، عادلة و نزيهة

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ( 32 )

إن لم تزد شيئاً في الدنيا، كنت أنت زائداً عليها؛ تخسرها الم
اء والهواء، الطاقة والدواء وأشياءً أخرى كثيرة .

لا تبحث عن النجاح بل إصنعه

عبداللطيف أمجكاك

تنغير : المهرجان السينمائي في نسخته الأولى

شهد المركب التربوي والاجتماعي بمدينة تنغير حركة دؤوبة في دورات تنشيطية مختلفة من الديني إلى  الجمعوي  والسياسي و الثقافي .. ،من تنشيط فاعلين مختلفين ،هي أنشطة مَوّجت المدينة  وحرَّكتها وجعلتها ذات صيت في الجنوب الشرقي ، ومن بين الأنشطة التي  لم تعرف لها المدينة طريقا، حسب ما أعلم هي الأنشطة السينمائية ،التي انفردت  وتميزت بها مدينة ورزازات  منذ عهود خلت ،ولغيرة شباب المدينة الذين  لهم علم ودراية بالميدان السينمائي بعد تخرجهم ،فقد ارتأوا تنظيم المهرجان الأول للسينما والذي بدأ يوم الخميس  25/04/2013 والذي سيدوم أربعة  أيام إلى غاية 28/04/2013 ،من تنظيم جمعية فن شباب بلا حدود  بمشاركة وزارة الشباب والرياضة ، وعدد من الشركاء الاجتماعيين، تحت شعار :

"الصوت والصورة  في خدمة التبادل  الثقافي"

حيث تم استدعاء فنانين  ومخرجين من مدن مختلفة، بعضهم حضر والبعض اعتذر، وسجلت كل من الفنانة بشرى اهريش وعبد الحق بالمجاهد حضورهما في المهرجان. وقد تابعت الجريدة الإلكترونية ناس هيس أحداث المهرجان وسجلت فديوهات وصورا  لتقديم مادة مكتملة للقراء الكرام .

 وكان برنامج اللقاء على الآتي :

اليوم الأول : سينما الطفل حيث تم عرض أفلام تربوية منها : (الولادة الجديدة) ،(نَكِّينْ دْمِي )،(جدول الضرب) ، من تنشيط الفنان داوشي جمال ومحمد اليوسفي ، ووصل عدد الأطفال المستفيدين إلى 100 طفل.

اليوم الثاني : في الصباح ورشات  تكوينية حول الإخراج السينمائي والسيناريو ، من تنشيط محمد القميس ،ورشيد أبو نوار ،وفي الفترة المسائية ،تم الافتتاح الرسمي وعرض أفلام ثلاثة  لاختيار الأجود  في نهاية المهرجان .

اليوم الثالث : صباحا سيتم الاشتغال على الورشات  وعرض أفلام  ثلاثة في المساء .

اليوم الرابع :  الورشات  في الصباح ،وفي المساء سيتم  الإعلان عن الأفلام الفائزة  في المهرجان وتتويج منتجيها .

 ومن الأفلام المحلية التي ستُعرض في المهرجان :(الولادة الجديدة) ،( صباح الخير إشاعة) ،( مسافر بلا عنوان)،(زقاق الذاكرة ،) و(فولشنيس)

  وكانت الجلسة الافتتاحية مجالا للتعريف بالمنتوج التخييلي الذي يشكل مكونا جوهريا من مكونات الثقافة الإنسانية، باعتماد الرمز والصورة والخيال ،التي تعطي للثقافة  الثراء والتنوع  في التعبير، عن المخزون بأدوات سينمائية يتداخل فيها الصوت والصورة والحركة...باعتبار السينما وسيلة مركبة من وسائل تعبيرية مختلفة : فيها الثقافة والفن والجمال ،وهي تجارة وصناعة يتحكم في مصيرها منطق  الجودة  والإشهار  وحجم الدعم  ونوعية المستهلِك، والربح وأسلوب التقسيم السينمائي ...،لأنها عنصر من عناصر الحداثة التي اخترقت  المخيلة والأمكنة واستقرت في بعض المدن بشكل لا متكافئ ،حيث نجد العديد من المدن أنتجت أفلاما  منذ زمن ،في حين أن هناك مدنا في الظل لم تعرف بعد أبجديات هذا الفن ،والمتتبع للفن السينمائي ،سيجد أن حركية الإبداع السينمائية  بمدينة تنغير تكاد تنعدم ،والأمل معقود على الجمعية والمجتمع المدني والشركاء من أجل ‘إنبات ثقافة  سينمائية ووسائل إنتاج وقنوات للتبادل لأن الأزمة  السينمائية في المدينة لا تقتصر على الاعتبارات المادية والموضوعية فحسب، بل يتعين البحث عن مقومات الإبداع السينمائي كتعبير عن الثقافة والخيال والواقع ونشر ثقافة الصورة والمشهد والمقطع واللقطة والمونتاج .وهي مصطلحات فنية يستعصي فهما وتتبع مدلولها في غياب توجه فني  سينمائي .

  و كان الافتتاح بآيات بينة من الذكر الحكيم من  تلاوة فقيه، عضو، في المجلس العلمي المحلي ثم كلمة مدير المهرجان  ،ونائب وزارة الشباب والرياضة، ثم كلمة النيابة الإقليمية للتربية الوطنية التي وقف فيها رئيس مصلحة الشؤون التربوية على أهمية المهرجان والذي تزامن مع مهرجان الأطفال  بالإقليم  ، ثم كلمة رئيس المجلس البلدي ، ورئيس الفيدراليات التنموية أوكلمة للفنانين الضيفين ....كما حضرت شخصيات مدنية وعسكرية إلى جانب ممثل عامل الإقليم  وحضور لا بأس به من المهتمين   ،وكل المداخلات وقفت وأثنت على  فكرة المهرجان  مع شكر الفنانين الحاضرين في المهرجان ، والجمعية المنظمة ،ومخرجي الأفلام المعروضة التي أبانت أن هناك حقا طاقات فعالة في الميدان السينمائي  رغم ضعف إمكانيات  الإنتاج.

   وكان اللقاء فرصة للاهتمام بالسينما كمولود جديد وكوسيلة تعبيرية ،في علاقتها باللفظة المفردة، التي هي الوحدة الإنسانية في بناء الأفلام ، إلى جانب اللقطات المتتابعة وتم التعرف  على كيفية صناعة الأفلام وعمل  المخرج  و كيف يتم تحويل القضايا إلى صور ذات أشكال وأحجام تعبيرية  يتحكم فيها الزمن ضمن النص. فما يستطيع المهتم بالسينما فعله في المدينة  هو استغلال كل الفرص الممكنة والمتاحة ، رغم تعقد الحصول على الأجهزة  والمعدات لإنجاز العمل والتأريخ الفعلي لبداية مشاريع سينمائية مستقبلية ، نحيي الجمعية ونحيي كل الذين فكروا  في ميلاد ثقافة سينمائية بمدينة تنغير ،والسلام عليكم.

أُسدل الستار  واختُتم المهرجان الأول للسينما بتنغير يوم الأحد 28/04/2013 بعد أيام أربعة من المتعة الفنية والعمل  المضني في الأوراش، من أجل تثبيت  ثقافة سينمائية جنينية بالمدينة، وقد سبق في  تقرير سابق أن قدمنا خصوصيات المهرجان وظروف الفعل والعمل والإنجاز .

   وقد كانت الفرصة للجنة المكونة من الممثليْن عبد الحق بالمجاهد وبشرى اهريش ومخرجين آخرين  لتقديم رؤاهم في الأفلام المعروضة للتباري ، حيث يُشكل النقد السينمائي إشكالية كبيرة تقوم أساسا على صعوبة  اختيار المادة  التي تتحكم فيها صيرورة الواقع السينمائي  المحلي والجهوي والوطني ، وقد  وجدت اللجنة صعوبة في الاختيار: أيُّ فيلم تريد وأي خطاب تعشق وأي صورة ممتعة وهادفة  ،  وأي سيناريو محبوك وأي لغة مستعملة وأي عنوان مصيب  وطريقة عرض مميزة ،ومنولوج  سلس وزمن سردي غير متداخل  بزمن الكتابة ....داخل تعددية مطروحة بل  وجب البحث عن منتوج يحدد هوية ما ،آو توجه ما، له وقعه على المشاهد في شروط وجوده ومناخ تفكيره، ثم يأتي التساؤل المنطقي بعد ذلك عن مدى ارتباط هذه الأعمال السينمائية أو عدم ارتباطها  بالقضايا المجتمعية الشائكة  ، وما درجة التأثير التي يمارسها الفيلم وأي  دور له  في تحريك وتطوير آليات التصحيح المجتمعية .
  وقد حضر الحفل الختامي عامل الإقليم ،والمجلس العلمي والمجلس البلدي، و نائب الشباب والرياضة ،وشخصيا كثيرة وحضور قوي من المتفرجين ، حيث نوه الجميع بالعمل  وكانت نتيجة التباري على الآتي : 

فيلم:" نحو "حياة جديدة" فاز ب" الجائزة الكبرى لأحسن فيلم متكامل "  . 

فيلم : " الضربة القاضية "فاز بجائزة لجنة التحكيم.        

فيلم:  "عُمَر" فاز بجائزة الجمهور.          

فيلم: " تعبْروقت" فاز بجائزة الأمل .         

فيلم  : "أحيانا " فاز بجائزة الانسجام .         

    فيلم : "تكْناويت "فاز بالجائزة التحفيزية .    
 
ووزعت الجوائز على الأفلام الفائزة وتم شكر جميع المنظمين والحاضرين والشركاء  .

   وقد  استلذ  الحضور بأثر الصورة ،وترنحت رؤوسهم،  وتمايلت أجسامهم ، وصفقت أياديهم ، وهَلَّ مُحياهم  ابتسامة وإعجابا  في مكان ستائره مُرخاة ،وظلامه أعطى الفضاء حِسا،   ينطق بصدى فرقة أحيدوس المحلية ،وبمقاطع غنائية لمجموعة لولاند ، التي  أحسنت  العزف على الكيتارات ،وأبدعت  في الغناء، و شدت  الحضور  وسافرت  بهم نحو عالم السحر  والخيال  والجمال ، بالإيقاع العذب والإنشاد  المُؤثر ، وحقا أطربونا بغنائهم فشكرا لهم . 

   ومن وجهة نظري  الشخصية فالأفلام المعروضة ،لا نود أن تكون هرمية أو تشرف على الهرمية ،بل  نود أن تؤسس لثقافة سينمائية بالمدينة، بعد ذلك إذا توفرت الإمكانات ،يمكن الدخول في التباري بجودة الإنتاج  ،لحجز كراسي في القاعات الوطنية ،وفي الشاشات الصغيرة وعلى أشرطة الفيديو ، و ستصل حتما إلى الجمهور الواسع جدا  لتجاوز السينما الهامشية التي لا تشاهد، أو التي لا يُسمح لها بأن تُشاهد، فشباب الجمعية لهم طموحات كبيرة  وأخلاقيات عالية في التواصل، حيث هذب الفن ذوقهم ،رغم بعض التعثرات التي تعتري أي عمل وهي تعثرات لا تقلل من المجهود المبذول، فقد   تعبوا كثيرا لاختيار ما يناسب وقد اعتمدوا  في البداية في موضوع الأفلام على قضايا واقعية معاشة ومعيشة ، لكن كلما كانت الصلة وثيقة ولصيقة  بالتجارب القصصية والروائية المكتوبة سيكون بالأكيد الإنتاج في مستوى التلقي ،وتجاوز النمطية  الرتيبة ،لخلق صلة بين المكتوب  والمنطوق والصورة، وبذلك الربط قطعت الأفلام المصرية طريقا طويلا في الشهرة والامتياز والتميز حيث اعتمدت على روايات وقصص نجيب محفوظ ويوسف ادريس ويحيى حقي   ،وغيرهم كُثر.

  فالأمل الكبير  معلق على شباب على الجمعية  للنهوض بالعمل السينمائي بالمدينة وشكرا لهم لأنهم أمتعونا حقا


زايد جرو / ناس هيس



 


عدد خاص عن الدورة الأولى لمهرجان تنغير السينمائي في برنامج «المجلة السينمائية»

Abdellatif Amajgag