أداء:لمى رأفت
رسم: جنان صالح
قصة: عبدالله الزيود

سونيا:
كانت ليلةً باردةً جدًا، تجمّع حيُّنا الفقير في غرفٍ صغيرة فيها الكثير من البطّانيات، وأشعلوا  الشموع.
أبي وأمي، أربع عيونٍ في حشد من أربعين، والأضراس ماكيناتٌ تخيط الهواء من شدّة البرد، وأنا فراشٌ لم يبلغ الحلم في حقلِ الورقِ بين يدي، أجل، كنتُ في مكانٍ دافئ.. وبعيد.
(تزفر كأنّ بخارًا كثيفًا يخرجُ من فمها،  ويحمرّ أنفها الكرزيّ)
لن تستطيع فهم البرد بالاستماع إليه، عليك أن تعيشه، حينها ستؤمن أنّ شيئًا ما، أي شيء سيجيء ليخلّصك. وليام قال لي أن المخلّص هو النّوم، لم أصدّقه لأنّ النّوم لا يدوم، لكنني آمنتُ بشيء دافئٍ بينَ يديّ وبعيد.
قبل هذه الليلة  بأيامٍ قال لي بابا وقد كان من السبتيين (المجيئيين) أنّهم حدّدوا عودة المسيح، وقد خرجنا مع الترانيم إلى مرتفعات الجبال لاستقباله، لكنه لم يأتِ. 
لن أنسى تلك الليلة ما حييت، الخيبة في الوجوه، اكتظاظ النّاس، طقطقة الأضراس، البرد، الشّموع، وكُنت أقرأ في كتابٍ قديم عن فتاةٍ تطيرُ مثل فراشةٍ في حديقةٍ مكتظّةٍ بالزهور. حينها؛ هزّ لُوليام كتفي فانتبهتُ.
ماذا تريد؟ سألتهُ بارتباك، فابتسم، ومسح أنفه بكمه: يطيرُ ظِّلُّ حمامةٍ على الحائط حين تحركين يديك. 

سونيا، فتاةٌ لها ظلّ أبيض يظهر في الظّل 
*في الثاني والعشرين من اكتوبر 1844 حدد صموئيل سنو أحد أتباع وليام مولر موعدًا لمجيئ المسيح. باع المجيئيون بيوتهم وارتدوا ثيابًا بيضاء وخرجوا الى الجبال لاستقباله، وقد عرف ذلك اليوم لاحقًا بيوم الإحباط العظيم


"مشروع ناس-Nas Project" سونيا -عبدالله الزيود

🇵🇸
ثُقبٌ في جِدار العَدَم.


يلتهم نفسه.. بادئًا بقدميه.

أكواني الحرّة، مساراتي المتعدّدة، أفلاكي ومداراتي؛ عائمةٌ هنا.

"مشروع ناس-Nas Project" سونيا -عبدالله الزيود

Abdallah zioud