لتؤمن  ان خلف الوجه ربَ وحدق جيداً في رمش عيني وابصر كم يسيل هواكً عذباً..

‎غادرِ الآنَ فقد أنهيتَ ما يَدعُو عتَابَكْ
‎غادر الآن فهذا القلبُ يشتاقُ غيابكْ
‎واحملِ الآن المرايا والهدايَا وجوَابَكْ
‎وابتعد عني فمسكِ الأرض لا يُزكي خرَابَكْ
‎إنني ضيَّعتُ عنْ وجهِي المَفاتِيحَ وبَابَكْ
‎ودعوتُ اللهَ فجراً، أنْ يُجَازيكَ عقَابَكْ
‎لا تسَلنيْ بعدَهَا من أنتَ؟ أحرقتُ كتابكْ
‎وشطبتُ الاسمَ من قلبيْ وأرخيتُ حجَابَكْ
‎إنَّ أرضِيْ حرّمَتْ، فاكتمْ عن السّقيَا سَحَابَكْ
‎وبِحَارُ القلبِ لا طُهرٌ إذَا مسَّتْ عُبَابَكْ
‎إنني لمْ أدّخرْ كأساً سوَى عافَتْ شرَابَكْ
‎وكذَا المَاءُ الذيْ جَافَى من القحطِ ترَابَكْ
‎فبحقِّ اللهِ، كمْ صغَّرْتَ في عينيْ شَبَابكْ
‎هذهِ العينُ حرَامٌ، وحرَامٌ أنْ تهَابَكْ
‎فارحلِ الآنَ فقدْ ألغيتُ من عُمريْ حسَابَكْ

‎⁨غادر الآن⁩

آخِرُ الشُّعرَاء

لمْ يكن شاعراً غيرَ أنَ أغانيهِ معزُوفَة ٌ في جسَدْ

إنَّهُ أوَّلُ الشعرَاءِ الذينَ عشقتُ وآخِرهُمْ في البَلَدْ

لمْ يكُنْ شَاعرَاً غيرَ أنَّ قصَائدهُ كلّها القبُلاتُ التيْ مرَّ يغرِسُها فيْ تُرَابِ دَمِيْ: وتداً فوتَدْ

كانَ يملؤُني بالأغَانيْ ولمَّا يقُلْ أيَّ شيءٍ .. وكَانَ كثيراً كثيراً.. إلى حدِّ أنْ ضَاقَ منهُ العَددْ

إنَّهُ يكرهُ الاحتطابَ ولكنَّهُ يستَلِذُّ ليَقطفَ منْ سُرَّتي قمَراً إنْ سجَدْ

والحمَامُ الذيْ يتشبَّثُ في صدرهِ مُستَعِدٌ ليحمِلَ عنْ كَتفِ الأرضِ عبءَ البَلَدْ 

إنّهُ خَارقٌ .. وهوَ يعرِفُ ذلكَ لكنْ يحبُّ إذا مسَّنِيْ أن يصِيرَ كأيِّ أحَدْ

كانَ يرفَعني كالرّخامِ ويصلبنِيْ مثلَ تمثَالَ بوذَا ويطلقُنيْ كالرّياحِ ويأمُرنيْ بالتّجليْ إذَا ضَاقَ عنَّا غُبَارُ الأبدْ

وأنَا فيْ ذرَاعيهِ مثلَ الغَزَالةِ أنسَلُّ مذعُورَةً: يَا مدَدْ! يَا مدَدْ!

‎⁨لم يكن شاعرا⁩

منذ افترقنَا مضينَا في ذُرى الأبدِ
أستودِعُ اللهَ قلباً ماتَ فيْ الكمَدِ

أستودِعُ اللهَ روحاً عشتُ أطعِمُهَا
قمحَ البلادِ التيْ ألقمْتُها كَبِديْ

كأنّمَا جِيَفُ الدّنيَا تُكلِّمُنِيْ
يا ربّ عجِّلْ عَلى مَوتيْ بحَتْفِ يَديْ

لنْ نَلتَقيْ فيْ زمَانٍ لمْ يكُنْ كَفُؤاً
أن يحتوِي قلبَ منْ عَاشُوا بلا جَسَدِ

نحنُ اكتَفينَا منَ الأحيَاءِ لا سببٌ
أن نستظلَّ سمَاواتٍ بلا عمَدِ

لمْ تكتفِ الأرْضُ منْ تفتيتِ أضلُعِنَا
بلْ علَّقْتها على حبلٍ من المسَدِ

وذوَّبتْ حُزننا في جوفِهَا فرَمَى
نَارَ البرَاكينِ فيْ مستنقعِ الزّبدِ

نحنُ الضَليعَانِ فيْ تنظيفِ وحدَتنَا
والنّائمَانِ على فَرْشٍ منَ السّهَدِ

منذْ افترَقْنَا، نسِينَا شكلَ أوجهنَا 
فعيننا البكرُ لم تفتَحْ عَلى أحَدِ
 
كُنَّا نبيَّينِ لا نحتَاجُ معجزةً
كيْ يَمسَحَ اللهُ دمْعَ الخَلْقِ بالمَددِ

يا ربّ صبرَ نبيٍ، جَاعَ فيْ بلدٍ
في أرضه التينُ مفروشٌ بلا عَدد

لنْ نلتقيْ بعدَ هذا اليوم، موعِدُنا
فيْ حفرةٍ زيَّنَتْها تربَةُ البلدِ

 حتّى يحينُ لقاءٌ، نخبُهُ دَمُنَا
نستودِعُ اللهَ قلباً ماتَ فيْ الكمَدِ

‎⁨منذ افترقنا⁩

على بابِ من أهوى وقفتُ فقال ليْ:
قفي نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ

قفيْ نقطفِ الأحلامَ منْ سُورِ بيتنَا
ونزرعهَا في كل حُلمٍ مؤجلِ

خذيْ ضحكَة الأطفالِ حتّى نعيدَهَا
إلى زمنٍ ، عارٍ منَ اللونِ مُهمَلِ

هرِمنَا شَبَابَا، ضيّعتنَا وُجوهنا
فمنْ حيثُ ضيّعنَا الطُفُولاتِ، أكمِليْ!

هتَفْتُ بهِ، خُذنِي، فديتُكَ طفلةً
'فإنّكَ مَهما تأمرِ القَلبَ يَفعَلِ'

دلفتُ،فخرّ البابُ فوقي كصخرةٍ
وأدركتُ خلفَ البابِ، حتفيْ ومَقتَليْ

باب الحبيب

ما حيلةُ المُشتاقِ في أشواقهِ
هل يبْرأ الموجُوعُ من أحداقهِ؟

في الليلِ تجتمعُ الأغانيْ كلّها
فالشوقُ يبحثُ عنْ سريرِ رفاقهِ

والليلُ ينسَى أنهُ فيْ حُزننا
يغدُو الكلامُ أحنَّ في أوراقهِ 

ويصير هذَا الدّمعُ حضناً دافئاً
عنْ كلّ خلٍ، شلَّنَا بفُرَاقِهِ

للحزنِ رائحَةُ الجَنائزِ عندمَا
لا حبّ يوقدُ ليلَنا، بعنَاقهِ

هذيْ البلادِ قُبُورنا، وأديمُنا
إنْ مسَّنا سمُّ النّوى بمذَاقه

والأرضُ أضيَقُ، منْ مسَاحَةِ شَعرةٍ 
ما دَامَ كبَّلنَا الهَوى بوِثَاقهِ

موتَى، نربّي حُزننا، لنحِيلَهُ
ليلاً، يعيشُ الموتُ في أنفاقهِ

ضَاعتْ دلاءُ القلبِ في جبّ الهوَى
فمنْ الذيْ ينجونَ منْ أعمَاقهِ؟

لا يُوسفٌ فيْ البئرِ، ليلٌ فاحشٌ 
هذَا الصّدى، المخنوق من أعنَاقهِ

ونريدُ أنْ نبكِيْ لعلَّ بكَاءَنا
يغدُوُ خَلاصَ القَلبِ منْ عُشَّاقهِ

لكنّ حتَى الدمع خانَ عيُوننا
مذْ أخلفَ المحبوبُ فيْ ميثاقهِ

#حيلة_المشتاق
#عائشة_السيفي

‎⁨ما حيلة المشتاق؟⁩

أوَّل الشّعر

فيْ أوَّلِ الشِّعْرِ كانَ اللهُ والوَطنُ 
وآخِرِ الشِّعرِ كَانَ اللهُ والوَطنُ 
وكانَ أجمَلُ جُندِ اللهِ أفقَرنَا 
وكَانَ أحْزَنُ أهلِ الأرضِ منْ أمِنُوا 
نَحنُ اليتامَى طوَاحينُ السَّماءِ بِنَا 
جَفَّ الكَلامُ فقالَ الموتُ: لا تَهِنُوا 
نَحنُ المُصَابِينَ بالأوطَانِ تَجرَحُنا 
شَيخُوخَةٌ أطعَمَتنَا مِلحَها المُدُنُ 
ونَحنُ نَعرِفُ أنَّ اللهَ حَمّلنَا  
دين الحَيارَى فمَا تاهوا وَما سَكَنُوا 
يَا تُربَةَ الأرضِ أينَ الآنَ مُغتَسَلٌ
نَأويْ إليهِ وأينَ الآنَ مؤتمَنُ؟ 
ضَاقتْ عَلينَا دُروبِ الأرْضِ أجمَعهَا 
ومَا "لَفَانَا" سِوَى أَضلاعِ منْ حَزنُوا 
لقدْ تعبنا وضَاقتْ دوننا أممٌ
وقدْ هرِمنَا ولمْ يهرمْ بنَا الزّمنْ
وقدْ سَمِعنَا ندَاءَ اللهِ يغمُرنَا:
إنَّ الطّريقَ إلى أروَاحِنَا وَهِنُ
لكنَّ فيْ آخرَ الفوضَى يطلُّ غدٌ
فيهِ الغنَاءُ الرّقيقُ السّاكِنُ الشَجِنُ
عُودُوا إلى النّورِ في أروَاحكمْ، غُرفٌ
لمْ يلتمِسْ ضوَءَها إلا منِ امتحنُوا
خَالينَ منْ خوفِنَا، نمضيْ، ويؤنسنَا
ألاّ مَلاذَ لنَا إلاكِ يا مِحَنُ 
وليسَ متكَأٌ إلا قصَائدنَا 
حَيثُ الخَلاصُ وَحَيثُ اللهُ والوَطنُ 

#عائشة_السيفي

أول الشعر

أحب قصيدتي وأحب نفسي
وأعشق أن أدللها دلالا

أحيط بها ذراعي مثل طفلٍ
وأطعمها من الأرضِ الغلالا

وأسقيها نبيذاً من كؤوسي
وأنهرُهَا إذا شربت حَلالا

حرامُ قصيدَتي أجرٌ لأنيْ
إذا أكثرتُ من غييْ تعَالَى

وحُلوُ قصِيدَتيْ أنيْ لعوبٌ
إذَا أفسدتُهَا زادتْ كمَالا

فيَا لقصِيدَتي، أودعتُ روحِيْ
هوَاهَا وانحنيتُ لهَا جَلالا

فلَولا الشّعر كيفَ بكَى المغنّى
وكيفَ رجَا أحبّتنا الوِصَالا

فلا والله لولا الشّعر صرنَا
جوَابَا ذابِلاً نسيَ السؤالا

ولا والله ليسَ سوَاهُ أبغيْ
وليسَ سوَاهُ يملؤنيْ اكتمالا

لأنَّ الشعرَ أجمَلهُ حرامٌ
نذَرْتُ لهُ الجمِيلَةَ والجَمالا

عائشة السيفي

أحب قصيدتي وأحب نفسي

لا شيءَ يبقى في الحياةِ لأنهُ
لابد تمضي في الحياة فصولُ

لابد تورقُ في يديكَ قصيدةٌ
وتسيل منك قصيدة وتزولُ

وتمرُ تعبركَ الحياة كغيمةٍ
تسودّ،تجفل تارة وتسيلُ

ستمرُكَ الأعوامُ يأتي قِفرها
ويباسها وحصادها المغلولُ

وكأنكَ الفلاحُ يزرع صبرهُ
فيجيءُ بعد عنائه المحصولُ

‫#عائشة_السيفي‬

لا شيء يبقى

‎⁨تخاف الحب؟⁩

توسلات عائشة

أنت يا ربُّ تعرفُ ما بِي
وتعرِفُ بيتِيْ وبَابِيْ
وتعرِفُ في هَدأةِ اللَّيلِ كَيفَ يمُوءُ اغترَابِي
وكيف يموتُ الكَلامُ إذَا أوجَعَ القلبَ دفءُ الشَّرابِ
وتعرفُ ذاكَ التعثّر حينَ يطلّ عليَّ الشُّعُورُ الضَّبَابي.. وتعرفُ عتمةَ هذيٍ المَتاهةِ وسطَ الفُؤادِ التُرابيْ
فأشرِقْ عَلى وردَة القلب وامسَحْ عذَابي
وأسنِدْ يديَّ لكيْ لا تصِيرَا إلى لجَّةٍ من سرَابِ
فأنتَ الذيْ بقناديلهِ يستحِيلُ، طريقاً غيَابيْ
وأنتَ الذي بسمَاواتهِ يستكِينُ اضطِرَابُ الدُعاء المُصَابِ

وأنتَ الذيْ في ينابيعِ رحلتهِ يستريحُ انسكَابِيْ 
ما الذيْ لن يكونَ إذا بوركَتْ عندَ بابِكَ دمعَة هذا السَّحابِ؟ 

ومن سيضِلُ وقد أسجِيَتْ صلوَاتُ الحنينِ على طرقَاتك فاتّّقدتْ بالثوَّابِ 
وهلْ يحزَنُ الآنَ من نزلتْ عندهُ رَحَماتُكَ واغتسَلَتْ رُوحهُ بكريمِ الجنَابِ 
فكُنْ يَا حَبيبِي عيُوني وسَمعِي وعِتقَ الحِسابِ

وكنْ يا حبيبِيَ كينونُةَ الكَشْفِ خَلفَ الحِجَابِ 
إنَّهُ أنتَ وحدكَ لا شركَ فيكَ .. وأنتَ الظلالُ التي تتفيَّءُ شيخُوخَةُ الكونِ من جُودِهَا بالشَّبابِ 
فكُنْ يا سُؤالِيْ جوَابِيْ!

#شعر
#عائشة_السيفي
#أميرة_الشعراء

توسلات عائشة

تريدُ الهجرَ؟ خذْ مِنِّيْ حياتِيْ
وخذ ما شئتَ منْ رُوحِيْ ،ودعنيْ

وخذْ معكَ الرَّسَائلَ والأغانيْ
وأحلامِيْ التي فارقتَ عنيْ

وخذْ منيْ الشواطِئ حينَ كانتْ
توَزِّعُ في امتدادِ البحرِ حزنيْ

وخذْ 'شَوقيْ' فشَوقيْ فيْ الحَنَايا
تَكَادُ دمُوعهُ تغتَالُ جَفْنِيْ

فمَا أنصفْتَ حينَ نويتَ هجراً
وما عدلٌ رحيلُكَ دونَ إذنِ

وما عدلٌ رحلتَ، بدونِ رسمِيْ
بريشَتِكَ التيْ تشتاقُ عَيْنِيْ 

أتذكرُ حينَما لامسْتَ شعريْ
وقلتَ: دعيهِ فيْ حضنيْ يغنِيْ؟

لقدْ تعِبتْ صَلاتيْ منْ دموعيْ
وقد شاختْ أكفيْ في التمنيْ

وقدْ أقسَمْتُ، لا أشكوكَ حياً
فإنّ الظلمَ أن أشكوكَ منيْ

تعبتُ ولمْ يجدْ قلبيْ رحيلاً
يليقُ بمَا بدى منْ حُسنِ ظنِّيْ

ولمْ تزلِ الأغانيْ، فيْ اللَيَاليْ
تحطُ كصخرةٍ في القلبِ تُضنِيْ

يرَانيْ النَاسُ أضحُكُ حيثُ أمضِيْ
نعم، أضْحَكْتُ فيْ الكتمَانْ وَهْنِيْ

أنَا واللهِ ما حاولتُ بعداً
ولكنْ سَاءَنيْ سوءُ التَجَنِّيْ

فلا إلاّكُ حلَّقَ فيْ سمَائيْ
ولا إلاّكَ غيمَاتٌ سَقَتْنِيْ

ومَا رجلٌ دنَا منِّيْ، وحسْبِيْ
على منْ قَالَ بالمكروهِ عَنِّيْ

أنَا الغرَّاءُ، خيلٌ في سمَاءٍ
وليسَ يطَالُهَا أهلُ التدَنِيْ

وليسَ يطَالُنيْ إلا جوَادٌ
يصِيرُ بحُلْمهِ ظَهريْ وعَونيْ

يُعَامِلنيْ كأمّي حينَ تقسُو
وأرحَمهُ إذَا يكبُو كَابْنِيْ

فأقصِرْ، إنَ بعضَ الظنِ إثمٌ
وليسَ يليقُ بيْ وبكَ التجَنِّيْ

فإنْ تَنوِيْ الرَحيلَ، فخذْ عيُونيْ
لتحرسَ نُورَكَ المحجُوبَ عنِّيْ

.


#عائشة_السيفي
#قصائد
#شعر

‎⁨تريد الهجر؟⁩

شاعرة من عُمان
A Poetess from Oman

‎⁨تخاف الحب؟⁩

Aisha Al Saifi عائشة السيفي

Recent comments

أ

أُم ليّلى .

Related tracks