
عبدالحكيم شاهين، أو كما يناديه رفاقه "عبود" "الشبح" "أبو الأدهم"

في معـركة سيـف القدس لبّى عبدالحكيم نداء أهل البنـادق الخالصة لله وأخذ على عاتقه الخطوة الأولى في نابلس كما كان العمـوري في جـنين، عام ٢٠٢١ حين حـوصر عبود قفز من الطابق الثالث في محاولة لمنع اعـتقاله لكنهم حـاصروه واعتـقلوه مصـابا، خرج من الأسـر وقد ازداد إيماناً وصلابة، وقد اغتربت الروح بفقد الأخلّاء، وأصبح الطريق أوضح والثأر أوجع

خرج ليعيد عهد رفاقه الأوائل، ومن سار على درب دمهم وأسس عرينـا للأسـود، لكنه حورب ولاحقوه وضيّقوه عليه وأعدّوا له الحـواجز في البلدة القديمة، ورفضوا إعادة روح القتـال، عاملوه كما لو كان نشازاً أو سبباً في الهلاك لا النجاة، حاولوا إغراءه في الحياة الدنيا من عفو ومال ومنصب وعمل لكنها الروح أبصرت الجنة، حاولوا مساومته على علاجه لكنه القلب السليم لا يضرّه الجسد العليل ولا يردّه عن الطريق، حاولوا تشويه سمعته واغتيـاله معنوياً لكن ما ضرّه كل أهل الأرض وقد عرفه الله، أليس الله بكافٍ عبده؟ حاولوا قتـاله بالنار فحاول ألّا يريق دم "مسلم" فامتنع وقال هذا الـسلاح موجّها للاحـتلال

ارتقى عبود ١/١٠/٢٠٢٤ بعد ساعات متواصلة من الاشتباك مع جنود الاحتلال في البلدة القديمة في نابلس، مقبلاً غير مدبر مقاتلاً حتى آخر نفس

من يعرف عبود يعلم صدقه ومروءته حتى مع خصومه، يعرف إلتزامه بالدين وتعلّق قلبه بالمساجد وسيرة رسول الله ﷺ، يكلّف نفسه ويحرّض المؤمنين، قـاتل عبود حين قعد الناس، حين ترك وحيداً واشتد ألمه، حين كان يسير بساق واحدة والأخرى تؤلمه وتعيق حركته، دمه سال مراراً، وجسده استقر فيه الرصـاص كثيراً،  لكنه ثبت وقـاتل وحـوصر حتى آخر يوم من العدو وأعوانه وهم شر الناس وقد تبرّأ منهم 

لم يكن ينقص عبود شيء سوى الشهادة، فسعى لها كل سعيه، مؤمناً أن الروح لله وهبة منه، وأن العمر له أجله فكل دقيقة لتكن في سبيله، لم ينقصه العلم بل كان مهندساً وطالب دراسات عليا، لم ينقصه الجمال فالوجه ينير بالصدق، لم ينقصه المال وقد أغناه الله من فضله وفتح له أبواب الرزق، لم ينقصه محبة الناس لكنه أدرك زيف جلّها حين سار طريق الله الذي لا يسيره إلا أشد الناس إيماناً واحتسابا، لم يلتفت للدنيا الفانية بل كانت تنقصه الشهـادة في سبيل الله ليختتم عمره القصير بخلود طويل في جنة عرضها السماوات والأرض، ليتم الله عليه الكرامات فمثله لا يرحل إلا شهـيداً مـقاتلا ولا يليق به إلّا الجنة 

سلامٌ عليك يا أبا الأدهم تعلو علوّ الصادقين، تثبت ثبات المبصرين، تنال فوز المكرمين، تـقاتل قـتال المنتصرين، سلامٌ عليك في طريقك كلّه، في نزف جرحك لا يلتئم إلّا بكوثر الجنة، سلامٌ عليك تعد وتوفي وتلتحق بأول السائرين، تقدّم في سبيل الله الروح والنفس والجسد والمال والعمر والأهل، تثبت في طريق ذات الشوكة وقد انغرس الألم في روحك ومزّق قدميك لكنّه نجاتك على الصراط المستقيم، اذهب لله ودمك يشهد لك، وجرحك يبعث مسك، عند الله كل العوض وعنده خير قصاص، طبت وطاب نهجك، سلامٌ عليك مع صحبك الشـهداء ومع حبيبك وإمامك وقدوتك رسول الله المصطفى، يسقيك شربة هنيئة لا تظمأ بعدها أبدا، سلامٌ عليك

الشهيـد عبدالحكيم شاهين

اللهم صلّ على حبيبك محمد
،،اللهم تقبّل محمد الضيف واجعلنا على خطاه

لأجل أرواح من سبقونا في النضال، لأجل أرواح أبطال بذلوا دمائهم لأجلنا، لا زلنا نحاول أن نقاوم، ونحب، ونحيا.. المجد لأرواح ودماء الشهداء.

{يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}

هُنا آيات من كتاب الله الكريم، بأصوات الشهـداء الأبرار أهل الله وخاصته الذين اصطفاهم لنفسه من العالمين، أصوات من أنعم الله عليهم أن يعيشوا في سبيله وبين آياته قراءةً وقولاً وفعلا، وارتقوا في سبيله جـهاداً وقـتالاً وإيمانا

هُنا أصوات من ساروا الطريق بنور البصائر وصدق السرائر وبين جوانحهم خفّاف بالغاية الأعظم والأسمى، أصوات من أخذوا بقلوبنا وأيدينا نحو الإخلاص؛ أن اعبروا لله كلّ الطريق، اعبروا بالـدّم واسلكوا هذا السبيل فلا بديل

هذه أصوات الخالدين في الجنّة، لتكون نوراً في طريق القاصدين وأجراً غير منقطع للراحلين الفائزين

الشهيـد عبدالحكيم شاهين

Al shaheed Sound - صوت الشهيد