يا طير فكرّتني بالحبايب | قحطان العطار

هَل تُخبّئ في فمك أُغنية أَم نقالّة موتىٰ ؟ 
- رياض الصالح الحُسين

putting my emptiness to melody, my awful heart to song.

أفكر في أولئك الذين عليهم أن يجدوا شيئا ما في أنفسهم بعد خيبة الأمل
اكررها دائما و اتذكرها بلا مناسبة
عن مسراتنا التي نتشاركها أو لا نتشاركها مع الغائب
يقول أحدهم : نحن نستخدم أقدام أناس آخرين حين نخرج
ونستخدم عيون أناس آخرين كي نعرف الأشياء
ونستخدم ذاكرة أناس آخرين كي نحيّي الناس
ونستخدم عون شخص آخر كي نبقى أحياء
الشيء الوحيد الذي نبقيه لأنفسنا هو مسراتنا
لا يوجد تصوير للطابع المؤلم أكثر من اشتياق العيون لرؤية الغائب!
أن يبحث المرء عن وجه الغائب في تفاصيل حدثت في يومه أو لم تحدث حتى!
أن يتحول الى لحظة يومية لا نهائية ، فإذا لم يتجسد في لحظة ما ، فهذا لا يعني أنه لم يكن فيها ، بل لأن اللحظة لم تكن! 
أحيانا يتجاوز وجود امرأة ما في حياة الرجل المعنى الغرامي أو المحسوس حتى ، فتتحول الى ما يشبه الظاهرة الجغرافية أو الفيزيائية في حياته!
أعني.. أن يكون وجودها شيئا اساسيا
لكنه لا يعني بالضرورة شيئا واقعيا يحدث بين رجل وامرأة ..
اكتب إليها دائما .. و اعرف انها لم تعد هنا ، واعرف انها لا تعرف ان هذا الخيط الذي يربطنا هنا هو ما يسحب ايامي الى الامام
 اذاً من سيفتح لي صنبور الحياة لأشرب إذا جف قلبي تحت هذه السماء الخائنة من سيغني لي أغنية في المساء لأنام
إذا وضعوا بين جفني صخرة مدببة  من سيخرجني من هذه البئر العميقة .. لأرى أشجار الصفصاف تحت ضوء القمر؟ من سيحل لي هذه المسألة البسيطة: (إذا كنَّا نرتدي النار كيف نستطيع أن نخلعها ؟) من سيشتري كفنًا للشمس إذا ماتت من سيفتح للقتيل الباب إذا جاء لزيارة صديقه بعد منتصف الليل من سيذهب معي إلى السينما ومن سيمشي معي في هذا السجن الطويل؟

يبدو أننا بعد مضي وقت ما لا نستطيع أن نجزم ما الجزء المتحقق من حياتنا ، وما الجزء الذي لم يكن سوى أحلامنا المخذولة ..
ثمة أشياء كثيرة تقع خارج حدود فهمنا ، وليس من قبيل المصادفة أن الطبيعة البشرية تحاول دائما العثور على مفاتيح الإيقاع الصحيح في الأشياء .
أسلمي إلي .. لا سبيل غير هذا الرجاء

يا طير فكرّتني بالحبايب | قحطان العطار

علي عبد الحسن