من افضل قصائد مظفر على وجه الاطلاق

لم يبقى لي من صحب قافلتي سوى ظلي .. واخشى ان يُفارقني..

نفثّت فيّ الأحزان كُل سمومها..
فرفعتُ رأسي لسماءِ  صلابةً

لم يبقى لي من صحب قافلتي سوى ظلي

رحيل - مظفر النواب

 من قصيدة محمد الدرة للشاعر مظفر النواب 

لا تخف يا ابي- مظفر النواب

مطر غزير الذكريات
وكائنات من فراغ
والسياج كأنه لا ينتهي ..
وحنين قبرةٍ
ذكرتكِ يا أميرة
مكتظة بالأمس
اقلب الماضي
اختفاءكِ خلف رائحة الصنوبر
تزهرين كما بدايات البنفسج
والحكايات الصغيرة ..

كانت صلاة كل جارحة يضم قميصك الزهري
إلا موضعي كفر
وقد فلتا من اللزم القصيرة
ورسمت من قبلي زخارف من شباك الصيد
أصطاد الذي تتنفسين
ولست أكتم أن بعض ارتباكات جسمي
كانت غريرة
أتذكرين بباب توما قد كتبنا كل أسماء الرفاق
وأمس في صفد الزكام وضجة الأيام والعربات
كان ثمة أسماء على أسمائنا
جيل جديد كاد يمسحنا ولكن
نحن دونا على حجر الزمان إرادة العشق الجميلة
صلاتنا كانت على أرض نقدسها
وكان الآخرون صلاتهم ليست لوجه الله
بل وجه الحصيرة
مضت السنين حزينة حزينة 
لم يبق إلا حائط في باب توما
دون أسماء تليق بباب توما
كل شيء منهك والناس لا يتكلمون وإن هم لا يتكلمون
ويضحكون وإن هم لا يضحكون
وجاء صوتك يانعا وكأن صحوا قد أطل على السنابل
بعد أعوام مطيرة
ما ضر جسمك وهو شهد الشام
أن يشتاقه خبز العراق
وشاغل الخبز وإما تسألين بم اختمرت
وكان هذا الطيب في جسدي الحزين
أقول سيدتي العراق
فإنه وطن الخميرة

مطر عديم الذكريات
لم المظلة والشتاء قد اشترى كل الفصول
أرى كرات الثلج يقذفها الصغار
وأشتهي كرةً أسددها إليك
كم تحت هذا الثلج من قصصٍ
وما ثمّة.. وراء الثلج عشاقا..
ويخفت دفء حبك يا أميرة.

أميرة - مظفر النواب

مظفّر النوّاب - قصيدة البراءة

يجي يوم نرد لأهلنا - مظفر النواب

في الليل , يضيع النورس في الليل
القارب في الليل
وعيون حذائي تشتم خطى امرأة في الليل
امرأة , ليست أثر من زورق لعبور الليل
يا امرأة الليل , أنا رجل حاربت بجيش مهزوم
في قلبي صيحة بوم
وأخيرا...
صافح قادتنا الأعداء , ونحن نحارب
ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر , والجيش يحارب
والآن سأبحث عن مبتغى , أستأجر زورق
فالليل مع الجيل المكسور طويل
في مقت الزيتونة , شباك للغرباء
تبكي الموجة فيه
أهلي فيه
ورجال فيه يصيدون أصابع أطفال غرباء
مازلنا بشرا ضعفاء
نبحث عن شوق , ليتبعنا كالشوق
ونحب ونكره حد الشوق
ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر , والجيش يحارب
وبحثنا عنهم كالمبغي
يا شباك الزيتونة ... أبحث عن مبتغى
أبحث عن طين..
يا زهرة بيتي , يا وطني,
أأظل هنا حزنا مبعد!
أأظل على خرسي , تابوت قصاصات مجهد!
لا أعرف حتى خشبي...
لا أعرف أين سيتركني الجزر
وليل الماء على جرحي....
لا أعرف كيف يمر الإنسان بدرب الدمع
لا أعرف أيأس...
ألخضرة دبت في خشبي والمنفى
وسمعت شموعا تتلقح في قلبي
وصراخا أهمل أعواما لا يغضب... لا يبكي...
وتواطأت مع الأيام , نسيت , نسيت وفاجأني
أنت؟
وفي هذا الليل
أنت ! أنا لا أعرف وجهك , لا أعرف :"أنت"
أعواما بعدك , ما كان لبيتي باب
أعواما... ألهث.. ألقاك وراء النوم, وأنت سراب
فأنا أحببتك في زهرة بيتي , في وطني
وسمعت شموعا تتوهج في قلبي
ولماذا بعتم لغة البيت , وفيها "الشياح" وأهلي .. وأخي في
مطر الليل!
ولماذا استأجرتم لغة أخرى!
وأبحتم وجه مدينتنا لليل!
وتركتم في الهجر حروفي
كأصابع أيتام في الشباك
كزوايا فم طفل يبكي
من أقصى الحزن أتيت
كي أغلق أبواب بيوت المهزومين
وأبشر بالإنسان ... وبالإنسان... و "بالشياح"
وبمن لا يملك سقفا, سيكون له سقف, في هذي الدنيا....
وينام
لكن .. واخجلي من بيت مهزوم
وسيخجل من باعوا لغتي
فأنا مكتوب في الأرز وفي العسل الأخضر في التين
وأن أطعم بالسكر نخلات "الكوفة"
والأطفال على رابع جسر في " العشار"
أنا لا أمللك بيتا أنزع فيه تعبي
لكني كالبرق أبشر بالأرض
وأبشر أن الأمطار ستأتي
وستغسل من لوحتنا كل وجوه المهزومين
وستغسل من يبحث عن خيبته عن مبتغى
وستغسل بالمطر الدافئ جنح النورس
وبيوت أحبتنا....
والحرف الأول في لغتي
يا زهرة بيتي ,يا وطني ,أمطرني...
حزن بلادي فوق الماء
ماذا غير الزرقة تنمو فوق الماء
وخضار أصابع أطفال غرقى
تنمو في الطحلب أياما.... وتموت
الماء طريق للغرباء....
الماء طريقة عرسي
والزهرة... والرشاش..
وخبز الصمغ عشاء النجمة في الصمت....
وعشائي.....
الماء طريق للماء
وبيت, لا ندرس فيه
وننشف خديه إذا ابتلا...
ونرافق فانوس النوم
من أيام زهرة بيتي
فارقت نعاسي
وتواطأت مع الأنها وكل جسور الناس
إليك .. إليك..
ونسيت
نسيت بأنك ماء في وطني
اسمك في الليل يسيل الصمغ عن التفاح
نهر ينتاب الحر ليالي الصيف
ويواعد كل الأمطار
ويواعدني...
الصحو يواعدني ؟
وكذبت بقلبي
كذبت كنشرة أخبار
يكذب... يكذب... صحوك يكذب باستمرار
باستمرار
فكأنك غربة...
وكأنك كنت رصيفا في الغربة
وكأنك مألوف في الغربة
وكأنك ..لا أدري , .. غربة
بلل فيك , كماء الليل على الأشجار
اسمك لي بيت في الليل
ونسيت لسرعة قلبي, كل نوافذه مشرعة لليل
نسيت..نسيت..وأيقظني..
ريح الشباك على وطني
يا وطني , وكأنك غربة
وكأنك تبحث في قلبي عن وطن أنت
ليؤويك
نحن الاثنان بلا وطن ... يا وطني
كالبارحة اشتقت ومرت في قلبي
طرقات مدينتا تبكي
الدمع على أرصفتي يبكي... يبكي
ومدينة أيامي , باعوها , في الساحة تبكي
يا امرأة الليل أنا رجل, باعوا لليل مدينة أيامي
باعوني ككتاب يطبع ثانية, باعوا أحلامي
نامي يا امرأة الحزن , فمن يبحث عن إنسان؟
من يعرف جنديا في هذي الغربة
من ينصت للحزن المتأخر
من يعرف وجهي في السوق ؟
يوشك زيتك يطفئني !
ما زيتك من زيت ؟
يا قمحا يأتي
يشمس شباك البيت
لو كنت أعرف بأنا نملك بيتا خلف ظلام الدنيا
وصغارا مثلك في البيت
لو كنت عرفت سلاحا
لو كنت عرفت لماذا نتغطى الصمت وحزن الإصرار
لو كنت عرفت معسكرنا , وقبور الماء وصوت الليل
ورأيت وجوه رفاقي التسعة قبل النار
لو كنت عرفت لماذا يسكن جوع في الأهوار
جوع وثلاثة أنهار
لو كنت عرفت الخجل المر
على جبهة ثوري ينهار
لعرفت الثورة
لعرفت لماذا الثورة
لعرفت أن الثائر لا ييأس من دفع الصفر بوجه الليل
لعرفت , لماذا أبحث عن مبغي
لعرفت لماذا أبحث في وجه الناس عن الإنسان
في وجهك أبحث عن إنسان ... عن إنسان...
عن إنسان
أبحث في طرقات مدينتكم عن وجه يعرفني


قراءة في دفتر المطر مظفر النواب

مظفر النواب و قصيدة ترنيمات استيقظت ذات يوم

مظفر النواب - ثلاث أمنيات على بوّابة السنة الجديدة

زنزانته وما هم ولكنه العشق / مظفر النواب

مظفر النواب ــ نادر

ماذا ترى في هذا المدى الحالك منذ ساعات ؟
- وجه أمي يناديني ، و يبحث عن قميصي الذي طلبت كويه ..
أتريد اخباري بأنك قد ترى الأحياء رغم البعد و الأموات؟
- انظر أبي يمشي على مهل إلى أرض يحرقها الغزاة ..
- إنني أسألك و أنت لا تجيب ..
تلك حبيبتي وجه القمر الذي ما غاب عني ..
- أتسمعني أنت ؟؟
- صديقي ،، حارتي ،، ياسمينة جارنا ، قطة الدار ..انظر . انظر معي هناك ألا ترى الحياة بكل تفاصيلها ..


يآ دمشق المغلفة بأكياس من البلاستيك ..
بحقيبة ترتجف من برد اكتوبر ، ألم تسمعي حفيف أقدام أبي .. ؟
- عابر منذ سنوات يسكن البئر العميقة و يشتكي من غدر إخوته ..
ألم تري قطرة دم واحدة منه ؟ 
- ذلك الفرات البعيد ، و لا علم لي بالموت القادم من الشرق ؟ 
و ما حآل الحمام الذي كان يشغل ذهن أمي على سطح لم أعد أذكر طريقه ؟ 
- هي أمك للآن تبحث عنك و عن الحمام.. و للآن ما من جديد ...
أقريب لقائنا ؟
- أقرب من الموت .
و لكن أنت بعيدة !! 
- هو بحر يحتاج ﻷسبوع و بضع ساعات لتجدني ..
لماذا لم أعد أشعرك ؟
- ﻷن روحك فارقت تراب والدك ، و خبز أمك ، و ريح ياسميني

كيف حال الدفء عندك .؟
- قبل عشر سنوات كنت أجلس بجانب الموقد الذي كان يشعله أبي ..
كيف تشعر ، داخلك أقصد ..؟
- أخبرتني أمي ذات يوم أنني قبل أن أنطق حروفي كنت أرفض الابتسام إن لم تقبلني على خدي ..
لا زلت تعيد أجوبتك كل مرة .. عموما .. ما حالك ؟
- شجر الرمان الذي كان سورا لسنابل قمحنا قد مات عطشا !!!

كان يوما عاديا قبل ثلاث أعوام
علمت عصرا أنني فقدت من سماني وأشبهه
آخر صباح استيقظت فيه كان ذلك اليوم 
أحلم كل ليلة أنني نائم غارق في السعادة وأستيقظ من حلمي 
ثلاث سنوات كالحلم شوهتني بما فيه الكفاية, أحصي للآن ما ينقصني ولم أتوقف بعد,,, 
أولئك القتلة لا يعلمون أن الجسم تسقط معه عشرات الأرواح تلحق الجثة إلى القبر تاركة وارئها أجسادا تأكل ديدان الأيام ملامحها وتنهش وحوش البراري حاضرها ومستقبلها..
ثم أن لا تقتل لهو التحدي الأصعب من تلقي القتل..
ما أسهل القتل
ما أسهل القتل...
وما أصعب النسيان..


لم تكن أبي..
شعرة من شيبك كانت أنا...
لم تكن أبي..
كنت كل شئ ..
و لم أكن شئ...
و لم أعرفك إلا الآن..
إلا ههنا...
شعرة من شيبك كانت أنا..
لم تكن أبي..
كنت رسول الآباء..
و كنت أنت النبي...

رحيل - مظفر النواب

az.ma

Recent comments

آلاء

مقتدى

مقتدى

علي حسين

Related tracks