حاد كالشعرة ...
منذ بحيرة وقفت أرقب القمر
لا أخفيك سراً .. بادتله شعوره
كان يطل من ثقوب الغيم كل حين
إلا أنها تعود لتغطيه لينتنظر الثقب التالي
أو أنتظره أنا
خفت أن أكتبه
ما أثار فضولاً بشدة هو ذلك التساؤل الذي لن يفارقني لبحر
ماذا كان يدور بينهم
في تلك المحيطات بين القمر و السحب؟

.................

أنا من سكان الليل
أقطن بعد المنتصف بناصية أو اثنتين 
تحديدا قبل الفجر و بعده
أقابل رفاقي من الموتى و الأحياء
نجتمع ثم أجلس وحيدا
أشرب القهوة و أدخن التبغ
و أستمع قليلا لموسيقى رفاقي في قبورهم
و أقرأ بضع أحرف لآخرين
لا أعرف أحدا تقريبا من سكان الغسق
ولا أدري تحديدا أين يكون
لكنني أذكر أن قابلت أحدهم من حي الأمس
في مقهى يومي
كان يتجرع الشمس بأنبوب
كما أذكر أني رأيت بعض كلمات تخرج من أحد ثغراته
عن حادثة اغتصاب ربما لحي أو لمال في الغسق
لا أعرف أحدا من سكان الغسق
أو ربما لا أذكرهم
كما لا أذكر متى انتقلت لحي الليل
و أين كنت قبلا
لكن ما أدركه أنه ربما كان السبب في ذلك
أنه منذ انتقالي أو قبله بناصية
قد منعت و صودرت جميع صحفنا المسائية
نحن سكان الليل .. تمنع عنا خدمات تصاعديا
من هو شيخ الحارة أو حاكم مقاطعتي
ربما رأيته خلسة في حديقة الصباح
ربما لأن القمر يتلاشى و يتبدل باستمرار
فلم إذن كل هذا الصمت أيتها الورود السوداء
و يا غانياتي الذابلات؟
كان علي أن أجيب أولا..
ربما كان في الكون أجوبة .. لو أني لم أسل

-بسام إيهاب

أنا من سكان الليل..!

BassamEhab