[ لماذا تخيب الآمال؟! ] لـ أ/بدر الثوعي⁦♥️⁩
[ تفريغ ]⁦ 
السلام عليكم ورحمة اللّٰه  
 مر على إنشاء هذا الحساب سنة ونصف تقريباً كُل المواضيع التي طرحتها كانت تنحى منحى المعلومات والمعارف، ولأول مرة هذه الليلة سأُحدث الإنسان الذي بداخلك وبداخلي أيضاً
 سبب هذا أنه قبل أيام إتصل بي صديق و أتوقع أنه يسمعني الآن ،و بعد شكوى طويلة
 قال: أشعر بخيبة أمل فأنا استنفذ يومي في قضاء واجباتي، ولا أنام إلا وأنا مُجهد مستهلك بالكامل، ومع هذا لا أحد راضٍ عني، لا أمي ولا زوجتي ولا رئيسي في العمل ولا أصدقائي
قلت له : ولا حتى نفسك؟
قال:نعم
أمثال صاحبي في الحياة كثير، يؤتون من غياب الفهم الصحيح لأربعة أشياءٍ برأيي ( بطبيعة الحياة، ولطبيعة أنفسهم، ولطبيعة الآخرين، وطبيعة الآمال التي يتمنونها )
[ لماذا تخيب الآمال؟! ]
أجزم أني لا أملك إجاباتٍ حاسمة عن السؤال لكني هنا سأُفكر بصوتٍ مرتفع ببعض القناعات التي آمنت بها
 أولاً: ربما لأننا نجهل طبيعة الحياة الدنيا وأنها دار زرعٍ لا دار حصاد، فلا عجب أن تعبَ الزارع ليَحسُن حصاده ،وأن هذه الحياة الدنيا أيضاً ليست درجة جزاء تام، فما ننتظره منها قد يُدَخر كاملاً للآخرة، ولأننا أحياناً نحاول أن نرفع أسهمنا عند الآخرين؛ فنكلفها ما لا تطيق، ولو عقلنا لما جعلنا رضا الناس مقياساً لرضانا عن أنفسنا، فالمفترض أن نفعل ما نراه حسناً لائقا ثم نمضي لشأن آخر
 وتخيب الآمال أيضاً لأننا ننظر للحياة وكأنها معادلة رياضية. فالعطاء عندنا لابد أن يكون مساوي للأخذ، مع أنك قد تعطي كثيراً وتأخذ قليلاً، وقد تعطي قليلاً وتأخذ كثيراً، وقد لا تعطي شيئاً وتأخذ كل شيء
القانون الوحيد المفهوم للحياة أن لا قانون فيها
وتخيب الآمال لأننا نخطئ في تقدير أنفسنا، فنظن مبالغين أننا نستحق دوماً فوق ما نحن عليه، وأن الناس لا يقدرون وجودنا بينهم وهذا وهمٌ كبير
 وتخيب الآمال أيضاً لأننا نُحمل هذه الآمال فوق ما تستحق؛  فنظن أن الوظيفة والزواج والشهادة لحظاتٍ ستقلب حياتنا بالكامل، لا توجد لحظات فرح فردوسية ولا توجد أيضاً مصائب صفرية جحيمة
 و تخيب الآمال أيضاً إذا أجلنا سعادتنا الصغيرة بانتظار لحظة التحول الكبرى، مع أن الفوز على البؤس دائماً في كل الحياة يكون بالنقاط لا بالضربة القاضية
وتخيب الآمال أحياناً عند من يَجبُن عن إتخاذ قرار الإبتعاد عن من يُكلفه روحياً، بعض العلاقات الصداقات حتى الجوار ،لا تستحق أن تستمر فيها لحظةً واحدة
وتخيب الآمال لأننا أحياناً أحياناً نفترض أننا مركز الكون، وأنها فواتنا مرصودةٌ لا تُنسى؛ فنعيش أيامنا حاملين عبء الأخطاء التي فعلناها في الماضي
وتخيب الآمال عندما لا نعرف أن جميع من حولنا يريدون حظهم منا، من وقتنا ومشاعرنا ومالنا وأن بعض الناس بعظهم فقط كمصاصي الدماء إذا اسقيته منك عطش أكثر
وتخيب الآمال لأننا حين نقترب نبالغ جداً في الإقتراب، حتى تعجن أرواحنا بأرواح من نُحب؛ فإذا افترقنا كنا مثل قطعتي صلصال لا تذهب إلا بذهاب بعضك مع الآخر
وتخيب الآمال أيضاً؛ لأننا لا نعلم أن قليلاً من حُبك لنفسك سيجعلك تتخفف من الضغوط ومن ثَمَّ سَتُحب الآخرين
وتخيب الآمال أخيراً؛ لأننا نَغفُل عن أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، والسجن وإن تزخرف فهو موطن البلاء وامتحان الصبر
ثم تصبحون على خير

لماذا تخيب الآمال؟! | أ. بدر الثوعي

لامية ابن عمر الضمدي

في الاستسقاء

=============

مناسبة هذه القصيدة :

أصيب المخلاف السليماني بجدب وقحط شديد عام 973هـ/1565م ،

فخرج الناس للاستسقاء وأمهم رجل مسن

وهو( ابن عمر الضمدي ) - رحمه الله -

فلما وقف أمام الناس حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله

ثم ترجل هذه القصيدة ،

فما انتهى منها إلا وقد انهمر المطر

وما استطاع الحراك من مكانه إلا محمولا على أكتاف الرجال من شدة المطر

ومما قاله في قصيدته :

إن مسَّنا الضُرُّ، أو ضاقت بنا الحِيَلُ
فلنْ يخَيبَ لنا في ربِّنا أملُ

وإن أناخت بنا البلوى فإن لنا
ربًّا يُحَوِّلُها عنّا فتنتقلُ

اللهُ في كلِّ خَطبٍ حسبنا وكفى
إليه نرفعُ شكوانا ونبتهلُ

من ذا نلوذُ به في كشف كربتنا
ومن عليه سوى الرحمن نتكلُ

وكيفَ يُرجى سوى الرحمن من أحدٍ
وفي حياضِ نداهُ النهلُ والعَللُ

لا يُرتجى الخيرُ إلا من لديه، ولا
لغيره يُتَوقّى الحادثُ الجللُ

خزائنُ اللهِ تُغني كلَّ مفتقرٍ
وفي يدِ الله للسُّؤَّال ما سألوا

وسائلُ اللهِ ما زالت مسائلُهُ
مقبولةٌ ما لها رَدٌّ ولا مَللُ

فافزع إلى الله واقرع بابَ رحمتهِ
فهو الرجاءُ لمن أعيت بهِ السُبلُ

وأحْسِنِ الظنَّ في مولاكَ وارضَ بما
أولاكَ يخل عنك البؤسُ والوجلُ

وإن أصابكَ عُسْرٌ فانتظرْ فرجًا
فالعسرُ باليسرِ مقرونٌ ومتصل ُ

وانظر إلى قولهِ:ادعوني استجبْ لكُمُ
فذاكَ قولٌ صحيحٌ مالهُ بدل ُ

كم أنقذَ اللهُ مضطراً برحمتهِ
وكم أنالَ ذوي الآمالَ ما أملوا

يامالكَ الملكِ فادفعْ ما ألمَّ بنا
فما لنا بِتَولِّي دفعهِ قِبَلُ

ضاقَ الخناقُ فنفسي ضيقةٌ عَجْلى

عنا فأنفعُ شيءٍ عندنا العَجَلُ

وَحُلَّ عُقدةَ مَحْلٍ، حَلَّ ساحتنا

بضرِّه عَمَّت الأمصارُ والحللُ

وقُطِّعت منه أرحامٌ لشدتهِ

فما لها اليومَ غيرُ الله من يصلُ

وأهملَ الخِلُّ فيه حق صاحبه ال

أدنى وضاقت على كلٍّ به السُبلُ

فربَّ طفلٍ وشيخٍ عاجزٍ هرمٍ

أمست مدامعُهُ في الخدِّ تنهملُ

وباتَ يرعى نجومَ الليل من قلقٍ

وقلبُه فيه نارُ الجوعِ تشتعلُ

أمسى يعجُّ منَ البلوى إليكَ، ومنْ

أحوالِهِ عندكَ التفصيلَ والجُملُ

فأنتَ أكرمُ مَنْ يُدعى، وأرحمُ مَنْ

يُرجى، وأمرُك فيما شئت ممتثَلُ

فلا ملاذَ ولا ملجا سواكَ ولا

إلا إليكَ لحيٍّ عنكَ مرْتحَلُ

فاشملْ عبادَكَ بالخيراتِ إنهمُ

على الضرورةِ والشكوى قدِ اشتملوا

واسقِ البلادَ بغيثٍ مسبلٍ غَدَقٍ

مباركٍ مُرجَحِن مزنُهُ هَطِلُ

سَحٍّ عميمٍ ملث القطر ملتعقٍ

لرعدهِ في هوامي سُحبِهِ زَجَلُ

تُكسى به الأرضُ ألوانًا مُنمنمةً

بها تعود بها أحوالُها الأُوَلُ

ويصبحُ الروضُ مُخْضَرًا ومبتسمًا

من النباتِ عليه الوَشْيُ والحُللُ

وتخصبُ الأرضُ في شامٍ وفي يمنٍ

به وتحيا سهولُ الأرضِ والجبلُ

ياربِّ عطفًا فإن المسلمين معًا

مما يقاسون في أكبادِهم شُعَلُ

وقد شكوا كلَّ ما لاقوهُ من ضررٍٍ

إليكَ يا مالكَ الأملاكِ وابتهلوا

فلا يردكَ عن تحويلِ ما طلبوا

جهلٌ لذاكَ ولا عجزٌ ولا بخلُ

ياربِّ وانصر جنودَ المسلمينَ على

أعدائهم وأعنهم أينما نزلوا

ياربَّ فارحم مسيئاً مذنبا عظُمت

منه المآثِمُ والعصيانُ والزللُ

قد أثقلَ الذنبُ والأوزارُ عاتقَهُ

وعن حميدِ المساعي عاقَهُ الكسلُ

ولا تسوِّدْ له وجهًا إذا غشيتْ

وجوهَ أهلِ المعاصي من لظى ظللُ

أستغفرُ اللهَ من قولي ومن عملي

إني امْرؤٌ ساءَ مني القولُ والعملُ

ولم أقدِّم لنفسي قطُّ صالحةً

يحطُّ عني من وزري بها الثقلُ

يا خجلتي من عتابِ اللهِ يومَ غدٍ

إن قال خالفتَ أمري أيها الرجلُ

علمتَ ما علمَ الناجونَ واتصلوا

به إليَّ ولم تعملْ بما عملوا

يارب فاغفر ذنوبي كلها كرماً

فإنني اليومَ منها خائفٌ وَجِلُ

واغفر لأهلِ ودادي كلَّ ما اكتسبوا

وحطَّ عنهم من الآثامِ ما احتملوا

واعمم بفضلكَ كلَّ المؤمنين وتُبْ

عليهم وتقبَّلْ كلَّ ما فعلوا

وصلِّ ربِّ على المختارِ من مضرٍ

محمدٍ خيرِ مَنْ يحفى وينتعلُ

وآلهِ الغُّرِّ, والأصحابِ عن طرفٍ

فإنهم غُررُ الإسلامِ والحجلِ

=================

المرجع :

كتاب " لامية ابن عمر الضمدي في الاستسقاء "

نظم القاضي محمد بن علي بن عمر الضمدي

(ت 990هـ)

..إن مسَّنا الضُرُّ، أو ضاقت بنا الحِيَلُ فلنْ يخَيبَ لنا في ربِّنا أملُ

جمـاليــات الفقه وتعزيز اليقين/ الشيخ بدر آل مرعي.

[2] نفثات - مجالس الموتى ومزارات النُهى

دورة شريك حياتي المحاضره الثانيه د. اسامه يحيي

خديجة رضي الله عنها امرأة لا كالنساء! | الشيخ: أحمد السيد

"ردَّت الروح على المضنى معك"
شعر/ أحمد شوقي
أداء د. أحمد الطبيب

"ردَّت الروح على المضنى معك" أداء د. أحمد الطبيب

هاجر منصور