
إلى الذي يرسل إلي ويكتب
ويظن أني بقوله قد أغلب

نظم القوافي عنده مشقة
وأنا الذي بالنظم يلهو ويلعب

جعلت القوافي لي جاريات
يقمن على ما أشاء وأرغب

فظن أن فاتنات الشعر ببابي
وليس بالباب سوى حية تترقب

جاءت على رأس الهاجيات
يوحين بهجاء لمن يناله يرعب

والبعض ما عاد يرعبه الهجاء
إلا إذا كان على ما يؤلمهم يصوب

يتعللون بالبرد وضرب الشتاء
لكن ترى البرد ما ليس يضرب

ولو قالوا إنني قد أتكاذب
فسل أقفاءهم فإنها لا تكذب

نثرت حروفي فوق رؤوسهم
كمن إلى رضا أصنام يتقرب

فلا حروفي لاقت من يقرأ
ولا الأصنام تشاء وترغب

وكان لي في أعناقهم بيعة
فشرقوا عما بايعوا وغربوا

فصرت قدرا يسعى في أعقابهم
ومن مما قدر له قد يهرب

أصبغ الرؤوس لهم بالهجاء
فيمسي الشعر منها يشياب

وأسكب في أسماعهم السبابا
كمن على النار زيتا يسكب

إلى الذي يرسل إليا ويكتب

أُحِبُّ الشُّعَرَاءَ وَلَسْتُ مِنْهُمُ
وَأَهْوَى الشِّعْرَ وَلَسْتُ أَنْظُمُ
وَأَكْتُبُ هَاوِيًا بَعْضَ الشُّطُورِ
تَرْوِي الَّذِي أَشْعُرُ بِهِ وَتَرْسُمُ

إلى الذي يرسل إليا ويكتب

حانة الشعر