{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (186)
من سورة البقرة - مشاري البغلي

وإذا سألك عبادي عني فإني قريب | مشاري البغلي

(توفني مسلماً وألحقني بالصالحين)

وَذَكِّر 
فَإِنَّ الذِّكرى تَنفَعُ المُؤمِنينَ
.
كل إنسان ينسى وكل قلب يتقلب ويتغير...ولذلك كلنا نحتاج تذكرة توقظ قلوبنا من غفلتها وتحيي عقولنا من سَكْرتها.
.
أي مشكلة في حياتنا منبعها الغفلة ونسيان ما لا يجب أن ننساه، لذلك 
كلنا نحتاج لاستمرار تذكرة أنفسنا ووعظها وتعليمها بالخير وضبط بوصلة قلوبنا تجاه قبلة معرفة الله ونيل رضاه ودخول جنته عبر متابعة رسوله الكريم والتخلق بأخلاقه الظاهرة والباطنة بقدر استطاعتنا، وكل ذلك عبر الصبر على طاعات نعملها بجوارحنا كالصلاة وتلاوة القرآن والذكر والدعاء والصوم والتصدق على الناس  بما أستخلفنا الله من نعمة علم فننصحهم أو مال فننفق عليهم أو صحة نساعدهم بها أو أي نعمة غير ذلك.
وكل عمل صالح يغرس في قلوبنا قوة إخلاص التوحيد والإيمان بالله وشكره تعالى على كل نعمه والصبر له على كل ضراء وعلى كل أمر وعن كل نهي والتوكل عليه في كل فعل وخاصة فيما سبق من أعمال ... فالقلب يؤثر في البدن والبدن يؤثر في القلب، وهدفنا هو تخلية قلوبنا من كل خلق ذميم مهلك مبعد عن الله وتحليته بكل خلق خير منجي ومقرب لله.
.
والمؤمن كالطائر الذي يطير في الدنيا بجسده ولكن قبلة قلبه وغايته الكبرى التي يدور حولها هي رضا الله تعالى، فيتوب من كل زلة وابتعاد عن طريقه وغايته التي لها قد خُلق ولها صدقا يريد، والطائر رأسه هو حب الله وتعظيمه والشوق إلى رؤيته والأنس بذكره، وله جناح خوف عقاب الله العادل، وله جناح رجاء رحمة الله وفضله الواسع.
وهذا المؤمن الذي تمكن الإيمان من قلبه تلقائيا يزهد ويقلل من كل ما لا يقربه من ربه أو يشغله عنه، ويبتعد تماما عن كل ما يبعده عنه... وإذا زل عن الطريق يعود فارا من الله إلى الله، محسنا ظنه به وغير آيس أو قانط من رحمته التي وسعت كل شيء، وفي نفس الوقت خائف من غناه وعزته وإحاطة علمه قدرته ونفاذ مشيئته.
.
وكل ما قلتله نحتاج لتعلمه والتفكر فيه ومراقبة أنفسنا ومحاسبتها على ما سبق ورؤية ما لها وما عليها ونزنها في الدنيا قبل توزن في الآخرة... الحياة الحقيقية
.
🔴
.
وحتى لو كل ما سبق نعلمه بدرجة ما فالتكرار يرسخ المعاني، والعبرة ليست في معرفة الطريق فقط بل بالسير فيه حتى نتخلق بما تعلمنا ويصير جزءا منا.

ولأننا ننسى دوما وتهبط عزيمتما ويقل إيماننا فنحن في كل وقت نحتاج لتذكرة تقوي إيماننا، وخاصة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الملهيات والشواغل التي تحرك الشهوات وتفسد الإرادة، وكثرة الأفكار الباطلة التي تفسد العلم.
ولذلك حاولت جعل هذا الحساب يدور حول هذه الفكرة : تذكرة بسماع كلام عن أهم معاني وأعمال الخير.

والخير كله في القرآن، وكلما اقترب أي كلام حق من كلام الله الحق كان هذا الكلام أقرب وأكثر نفعًا وصلاحًا.

ولذلك رأيت أن أجمع هنا في حسابي القوائم التالية: 

1_قرآن 
وهي قائمة بها مقاطع قصيرة بآيات عظيمة جدا يدور حولها كل خير.
 وطبعًا سماع السورة كاملة هذا هو الأصل وفيه خير أكثر. 

⭐2_تذكرة⭐ 
وهي 4 قوائم بها مقاطع إيمانية شديدة الجمال والأهمية لما بها من وعظ وتعليم يدور حول معاني ما سبق من كلام.

3_دروس 
وهي قوائم بها دروس طويلة فيها شرح لما سبق نتعلم منها تأصيلا أكثر تفصيلا.
.
.
4_دعاء وذكر ومناجاة 
نرقق بها قلوبنا 
5_أغاني وقصائد
نروح بها نفوسنا
.
وكل ما سبق سأحاول بإذن الله تجديده بالتنقيح والزيادة لما أرى فيه نفعا .... وأكثر ما أركز عليه غالبا هو قوائم تذكرة الأربعة
.
فهذا التنوع الكبير من اختلاف المتكلمين وأسلوبهم في الكلام وقصر المدة (في قوائم تذكرة خاصة) يجعل من السماع أكثر سهولة وجاذبية للنفس التي بطبيعتها تمل اللون الواحد المتكرر، وبهذا يكون السماع لهذه القوائم من أنسب الأعمال في وقت الفتور والكسل والزلل خاصة وستشعر بعدها بمزيد عزيمة وانشراح صدر بالأمل.
 وسواء اخترت ترتيبا أو السماع العشوائي فسوف تسمع كلاما نافعا بإذن الله وكله أصلا يدور حول معاني واحدة شديدة الأهمية والمركزية وهي معاني الخير والصراط المستقيم، وبإذن الله سيدخل قلبك معنىً قد كنت جائعًا له ولكنك لم تشعر بسلك بسبب نسيان الغفلة الإنهماك في الدنيا، وستشعر بعدها بامتلاء ورضا وطمأنينة.
.
فأنصحك -ومن تجربة شخصية- بجعل السماع لهذه القوائم عادة صغيرة يومية وسوف ترى بإذن الله أثرا طيبا جدا، وأنصحك بالتركيز فيما تسمع وتكرار المقطع الذي تأثرت به، ومحاولة العمل والتطبيق بقدر المستطاع، ومشاركة الخير الذي انتفعت به مع الناس.



وإذا سألك عبادي عني فإني قريب | مشاري البغلي

Enas Khazaleh