الساعةُ الرابعةُ فجراً
اتقدتُ وخيطُ الصباحِ الأول
بوجهي قفز نهارٌ متنكرٌ بعباءة الأمس،
الساعةُ الخامسةُ والربع..
عاصفةُ العصافيرِ
تقتحمُ قضبانَ زنزانتي،
تطلقُ سراحَ مهربٍ متقرحٍ،
بتهمةِ التعبير عن الحُلم،
باحثٍ بين زوايا بغداد
عن خبرٍ عاجلٍ تعفنَ ليلة البارحة
فوق طبقِ مقدم نشرة المساء
قبل انتحاره.

علّني أتجرعُ أرواحَ المدينةِ
دون اختناق..
وعينُ الربّ تطلُّ من شبابيكها
تشقُّ ستائرَ الأرض ليومٍ نكرة
خاملةً مُستسلمةً لـِ..:
"ليس ثمة وجهٌ يحتويها"
احدودبَ ظهر التورط!
لأن الصُبحَ والأمل مستحيلان
مع السلاسل التي تُزين الرقاب الطويلة؛
فلوِّحْ ببياضِ علمكَ! عند أول مراودة للنعاس.

تعرفُنا أجراسُ السابعة
أكثر بقليلٍ من الحُب،
وشروخ الإسفلت الذي ربّانا عن الأمهات
غارقون في حناجر الأحلام غير المُعبّدة
وطوابير الأمل الذي خيّطنا بهِ
أصدقاء "كانوا" مقاسَ الغيم
قبل أن يحولوا دون سمائنا..
في تابوتٍ إلكتروني
رُفاتاً مُعلّقاً من ياقةِ الأكفان
نُقلبهم كالأغنياتِ الرخيصة
بعدما تَفوت مستمعيها

مُتخمةٌ عيوننا بشاشات الحواسيب
ننتظرُ رَصاصةً مُرهقةً
ننتظر دورنا بالقانون،
ننتظر ترك الحُريةِ لساحتِها
لننغمسَ في ولوجِ أعمالٍ غير مثمرة
تُلهينا عن الحشيشة
والفاسدين

كانت رحلةً مُمتعة في سير النفق
لكن شُلَّتْ يدُ النور عن التلويح
دافنةً الوعيدَ في آخره
تحت ركام جُثثٍ..
اجتازتها ظُلمةُ الطريق!
علىٰ عشمِ خديعة الضوء
أكوام دماءٍ عارية
لها رؤوسٌ مبتورةٌ
وأطرافٌ وأعضاءٌ تناسلية
كما لو أنهم هربوا من حُطامٍ لحُطامٍ آخر!

-#هُدى_مُزهر

يسرقُ نفسه من رتابة الحُلم | شعر وإلقاء هُدى مُزهر

مزيجٌ من فلسفةٍ وفنّ، وبعض مُـوسيقا..
Twitter: @Huda_Mzher
Instagram: @Huda_Mzher

يسرقُ نفسه من رتابة الحُلم | شعر وإلقاء هُدى مُزهر

هاء