دعوة للتفكير!

◾ لماذا لم يؤسس رسول الله منظمة حقوقية لإعتاق العبيد رغم أن رسالته تسعى لتحريرهم ؟
◾ ولماذا لم ينشغل بعقد تحالفات سياسية تساعد في نشر العدالة الاجتماعية داخل المجتمع القرشي رغم أن رسالته تقوم على العدل وإلغاء كافة أشكال التمييز والعنصرية ؟
◾ ولماذا لم ينضم لعمل خيري يساعد الفقراء ويكسب قلوبهم، رغم أن رسالته تشجع على كل أنواع البر وتُحارب الفقر؟
◾ ولماذا لم يتفرغ لعمل اجتماعي يساهم في حل بعض المشكلات الحياتية أو المعاشية التي يعاني منها المجتمع رغم أن رسالته تؤسس لإصلاح الفساد والنهي عنه؟

☑ الجواب: لأنه كان له عمل واضح، ,وطريقة محكمة، منعته من تسريب المجهودات والتضحيات والموارد في أي مسار آخر، وضمنت له في النهاية الوصول إلى النتائج المرجوة ..
هذا العمل هو (الدعوة)، والدعوة ليست كما نفهم أو كما تم إشاعته في الخطاب الوعظي بمعنى الالتزام الفردي أو الحفاظ على الاوراد أو المظاهر، ولكن الدعوة بمعنى تصنيع الكتلة البشرية التي تحمل الرسالة والانتقال بها من مرحلة إلى مرحلة كلما استكلمت إعدادها النفسي والمادي اللازم لذلك.

☑ لقد كان العمل الوحيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أول دعوته هو صناعة البشر المنحازين إلى الله، وإعادة إحياء النفوس وتزيكتها واستنقاذها من ظلماتها ويأسها وإحباطاتها، وصناعة شبكاتها الاجتماعية واستشراف آفاق جديدة لتطويرها وتقويتها، ومن ثم التحرك بها من أجل خلق المجتمع المستقل الذي يمكن أن ينصر هذه الرسالة ويحميها، ليقوم هو بعد ذلك بكل تلك الفروض الكفائية ( تحقيق العدل - اعتاق العبيد - محاربة الفقر - التمثيل السياسي .. إلخ )، ولذلك كانت فكرته تكسب كل يوم أرضا، ولم تزدها الضربات والمحن إلا تقدما وتطورا.

وهو معكوس مايحصل معنا اليوم .. فالدعوة الإسلامية اليوم - إلا من رحم الله - كما يلي:
❌ إما عمل فردي رهباني يُشغل الأفراد في خاصة أنفسهم فقط، ويقنعهم أنهم على خير، بينما هو يُفقد الأمة جوهر رساليتها وخيريتها ..
❌ أوعمل سياسي مقطوع الصلة بحقائق الرسالة ومقاصدها وأخلاقياتها .. يلهث وراء الفراغ ويتلمس الاعتراف حتى من عدوه.
❌ أوعمل اجتماعي خيري يملأ جيوب الناس ولا يملأ نفوسهم وقلوبهم بشيء ..
❌ أوعمل علمي او معرفي، يحمل الناس كثيرا من المعلومات والتفاصيل، دون أن يحملهم الامانة أو يبصرهم السبيل.
❌أوعمل جه |دي مبني على حطام من الأفكار والعلاقات، لايرى مشكلة في عداء الناس جميعا، وحرق المراحل كلها، مادام يتمسح بمُسوح "الدولة" ويتغنى باسمها!

🔴 لقد وصل الهجوم المضاد على الاسلام اليوم إلى أبسط حقائق الإسلام وصار يقصف بلا رحمة قلاع الفطرة الإنسانية، ولقد أعد كل الناس مشاريعهم، ورصدوا لها الميزانيات والقنوات وأعدوا لها الكوادر وحشدوا لها الطاقات، ومالم نكن صادقين في مراجعة أنفسنا جميعا - كمسلمين عاديين لاينتسبون إلا للنبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم - فإن المستقبل سيكون صعبا جدا على جيلنا وعلى الأجيال القادمة.

هذه دعوة للمراجعة .. وإعادة التفكير من جديد فيما حصل وماقد يحصل.

🔸للتعرف على برنامج أين الطريق، وأخد جولة في مواضيعه، أو دعوة صديق للتعرف عليه، يمكنكم مراجعة قائمة التشغيل التالية
https://youtube.com/playlist?list=PLKd_OPEHWrqjT7MXpNGEaH3TuBrxMtchZ

قناة أين الطريق على التليغرام:
https://t.me/s/WhereIsTheRoad

🔵 كيف ضاعت الدعوة الإسلامية ؟ | كلام ثقيل من حازم صلاح أبو إسماعيل | #سنحيا_كراما

قناة إعلامية لخدمة طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته في إخراج النفوس والمجتمعات من الظلمات إلى النور

🔵 كيف ضاعت الدعوة الإسلامية ؟ | كلام ثقيل من حازم صلاح أبو إسماعيل | #سنحيا_كراما

keramncom-sound