بعد أن تزوجت في سن مبكر وتوقفت عن السعي وراء أحلامها، وجدت منيرة نواس نفسها عند مفترق طرق  في سن الأربعين: إما أن تستمر في العيش في ظل أحلامها الضائعة أو أن تغير واقعها وتحدد مصيرها. في صراع مع الزمن و في سباق معه تتحدى منيرة الصعاب، و تقرر أن تعود  إلى الجامعة  وهي أم  وامرأة عاملة. تحدثنا منيرة  عن الرحلة التي بحثت فيها عن  أنقاض ماضيها. 

بودكاست بحب من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز.

حلقة اليوم من إعداد دينا سالم٬ تحرير شهد بني عودة وألما عنتبلي، دعم تحريري من رند خضير وهبة عفيفي. التأليف الموسيقي و التصميم صوتي لمحمد خريزات وبول ألوف. فريق التسويق بيلا ابراهيم وسمية بوعبدالله. 

يمكنكم دعم هذا البرنامج عبر patreon.com/kerningcultures بمبلغ يبدأ من دولارين في الشهر.

أنْ يأتي مُتأخراً

هل لنا أن نستقلّ - بأي شكلٍ كان - عمّا حولنا، لنكوّن ذاتنا الخاصّة بما نراه، نحن، صحيحًا؟ وماذا لو اكتشفنا أن دوافعنا المكبوتة لكلّ فعل أو قرار نقوم به على مرّ السنوات تعود لكلمة لم ننسها منذ الطفولة؟ 



في هذه الحلقة، قصّة استقلال امرأة قررت أن تصبح النسخة الأفضل من نفسها، يومًا بيوم، بمفردها. 
بودكاست فاصلة من إنتاج شبكة كيرنينج كلتشرز.

هذا البودكاست من إعداد وتقديم محمد جعفر، تحرير زين البستكي و البحث عن القصص لمروة بوهيلة. الهوية البصرية من تصميم هاجر الدغيمي، التأليف الموسيقي لكوثر مصطفى والتصميم الصوتي لمحمد خريزات و بول ألوف. 

يمكنكم دعم هذا البرنامج عبر patreon.com/kerningcultures بمبلغ يبدأ من دولارين في الشهر.

أنا مُستقلّة

عهد الأصدقاء (cover)

عفوًا.. كانت الشمس تهرُب من منظرنا التراجيديّ ، لتسارع في إسدال الليل ستارًا على الفضيحة
الإنسانية التي تَمثُلُ أمامها ، واذا كان للشمسِ بعد الليلِ شروق , فإنَّ ليلَنا الذي جاء في اليوم التالي لم تُشرق من بعدِه شمس ، ولا حتى بزغ فيها أيُّ ضياءٍ .. لِنَجمٍ أو قمر ... ظل الليلُ يسكنُنا ..حتى نسينا من نحن.. وظل يُغلفُ قلوبَنا ..حتى ظننا أن النهارُ لا يطلُعُ إلا في الحياة الآخرة ، أو يطلُع أبدًا.. كنا منزوعين من الحياة ... من أبسطِ مظاهرها.. 



عفوًا .. ـــ أيمن العتوم

من أول ما شفت النور
عم فتش عليها
أنا بقطع كراملها بحور
واغفى على ايديها

هي حلمي والخلاص
ياناس .. ضووا لها شمعة
إن بكيوا أطفال الحرب .. 
اتحول ها الدمعة دمعة

مين .. مين  يتحمل عذاب .. عتاب .. نظرة عينيها 
مين راح يفتح لها الباب
للشمس تشرق عليها


ما بدها غير نقطة مي
حتى تزهر أرض الغور
بيكفي تفتح كفها شوي 
حتى القدس تشعش نور 
ببحرها مركب نجاة .. حياة ..لتعيشوا فيها
بيكفيها صوت الآهات 
ومحمد درة بيكفيها

مين .. مين يتحمل عذاب .. عتاب .. نظرة عينيها 
مين راح يفتح لها الباب
للشمس تشرق عليها

Ahmad Kaabour & Rim Banna - Meen

النص:

تغيَّرَ فيَّ الكثيرُ أجلْ
شابَ شَعري
الخطايا أقلُّ
وأما الخُطى فهيَ أقصر !!
قهوتي في المساءِ أخفُّ
وشايَي من دونِ سُكَّر !
أميلُ إلى الأغنياتِ البسيطةِ 
أكثرَ من أي يوم مضى
وأسيرُ على مهلٍ
وورائي عواءُ ذئابٍ وعشرونَ خنجر
أفكِّرُ في كلِّ ما مرَّ لكن
أُطيلُ تأمُّلَ ما ظلَّ أكثر !
وتكفي ثلاث دقائقَ حتى أنامَ وأصحو
وخمسُ دقائقَ كي أتذكَّر 
مروري على الأرضِ مثل الفراشةِ
حُلماً تجلَّى وحُلماً تَكسَّر
ويفتنني قمرٌ مطمئنٌ لعشّاقهِ
وسحابٌ فقيرُ إذا مرَّ أمطر
خسرتُ كثيراً لأكسبَ نفسي
ظلالي مملوءةٌ بالمياه
وقلبي لما يزل، بعُد، أخضر

أداء الصوت: زينب سليم

هندسة الصوت: إسلام عادل جابر

رُواة | تغير فيّ الكثيرُ - إبراهيم نصر الله

﴾ to lighten your burdens﴿

بصوت الراوية: رهام حمدي زيدان
هندسة صوتية: عبدالفتاح نوح
مراقبة لغوية: ضحى سليم

منشورات| كل يرى الناس بعين طبعه - كتابات ديك الجن

من رواية ماجدولين (تحت ظلال الزيزفون) لـ مصطفى لطفي المنفلوطي
سُجّلت 21 نيسان 2019...

ماجدولين - المنفلوطي (2)

لماذا أراك على كل شيء. فاروق جويدة.wav

(3)
تجمّعت وزميلاتي حول الجدة العجوز المرسوم على وجهها ابتسامةٌ حنونةٌ طيبة، كانت تجلس على السرير ما بها ألم ولا داء، من يراها من بعيد يحسب أنها جاءت لتحتلَّ سريرًا، أو لعلها تعدُّ لأمسية خاصة ستقص فيها حكايا البلاد والعباد على أطباء القسم، مع صينية الكعك وكاسات الشاي. 
السلام عليكِ خالتي، ما سبب زيارتك اليوم للطوارئ؟ أجابتنا بكل ما أوتيَتْ من طيبة قلب أنها استيقظت من نومها فوجدت نفسها صفراء! فأحضرَتها ابنتها ليراها طبيبٌ ما ليعرف علّتها فيداويها.
 حسب ما بدا لنا من النظرة الأولى وقبل الفحص، أن الصفار بالفعل كان يكسو وجهها، يديها، والعينين. 
كنتُ أعرف وزميلاتي أنّ صُفرةً سريعةً كهذه مع عمرٍ في بداية العقد السابع؛ لا تبشّر بالشيء الكثير، هي أصلًا لا تُبشّر بشيء، بل هي علامة النّعي والحزن. كانت الصفرة -في المقام هذا-  تعبيرَ الكبد عن آخر أيامه في منظومة العمل التي دامت سبعين عامًا، ها هو الكبد يلملم أشيائه نحو الرحيل، ولأن الكبد سيّدٌ في الجسد؛ فإنّه لن يرحل وحده، بل سيرحل معه الجسد كله، هذا يعني بالضرورة رحيل الجدة الطيبة وابتسامتها الحانية. 
كان جلوسنا مع الجدة لفترةٍ لا تزيد عن عشرة دقائق بين أخذ التاريخ المرضي وإجراء فحص سريري سريع، دعت لنا فيهنّ بالتوفيق والسعادة وأن يمدّنا الله بالقوة والعون، ضحِكت هي وضحكنا نحن معها بعد الدعوة النسوية الشهيرة: الله يستر عليكن، أكمل الطبيب ما تبقى من إجراءات طبية أخرى، وغادرنا.
(4)
 لكن ولسببٍ لا أعلمه، لم يغادر الوجه الأصفر من بالي، وبلا حزنٍ قبلتُ مكوثه. عرفتُ مرةً أن أهل الفنون يعرِّفون اللون الأصفر على أنّه أشد الألوان إيقاعًا في الذاكرة، إن أردت تذكر شيء اكتبه على ورقة صفراء، تمامًا كما سُجل لون الجدة في ذاكرتي، هكذا للأبد، بلا نسيان. لطالما أحببتُ اللون الأصفر، هو لون الإشراقة والبهجة، الباعثُ للأمل والمحرك نحو النشاط والخفة، تمامًا كما تفعل الشمس في كل صباحٍ تطلُّ فيه على الدنيا. يا زهرة تبّاع الشمس يا حلوة، تبحثين دومًا عن الشمس، تدورين نحوها، هي أمك التي تمدك بالجمال والقوة، وما لك حيلةٌ دونها، وأنا ما لي حيلة بجمالك ودلالك. قلبي الذي يريد أن يحب الدنيا يعيش مزيج الغضب والهروب، غضبٌ من الموت وهروبٌ من الوجه الأصفر، ثم قررت، لن أجعل نفسي ضحيةً لكل هذا، يعني خلص أنا أحب الأصفر، وكرهته لما كان في وجه الجدة، هذه تسوية مقبولة عندي.
(5)
في كشك الولادة، وقفتُ ذات مرة في مكانٍ يضعون فيه المواليد الجدد، أخذت أتأمل طفلاً بلغ من العمر عشرة دقائق، كأن عقلي كان يحاول أن يسترجع من خلال الطفل؛ معالم الحياة الأولى التي تسبق حياتي الآن، تلك الحياة التي لا أذكر منها شيء، بيد أني أجزم أنها كانت حياة نقية هانئة بلا متاعب أو عذابات. وبينا أنا في وقفتي تلك؛ مرّت بي طبيبة، وكنتُ أحسب أنني أخترق قانونًا ما بوقفتي هذه، سألتني: هل أعجبك الطفل؟ فأجبتها بسرعة بلهجة المتلبّس بجريمةٍ ما: لا.  جحظت عيناها وقالت "ليييش، بقولوا اللي بتأمل حياة جديدة بتتجدد حياته". ثم ذهبتْ، وبقيتُ أنا وحماقتي واقفتين، ثم ضحكت، تمنيتُ لو أنها تعود لأخبرها أنني ما قصدت ال "لا" الحمقاء تلك، وأنها قالت لتوِّها جملةً أذابت قلبي، فهي إن لم تقل جملةً غيرها في حياتها لكفتها هذه.
ومن بعدها عكفتُ على تأمل المواليد الجدد، مجددي الحيوات، إخوان المواطن القديمة في أرحام الأمهات، إخوان البلاد الحديثة في الحياة الدنيا.

(6)
شاعت طرفةٌ بيننا نحن البنات، فقيل: إذا أرادت صفاء أن تدلّ أحدًا على موقع مبنى النساء والولادة قالت: يقع بجانب مكان غسيل الموتى، فيضحك الجميع بعدها. أن سبحان الله! وهل نعرف أين تقع مغسلة الموتى لنعرف ما يقع بجوارها؟ وسبحان الله أكثر! أن ما وجدتِ وصفًا أكثر بؤسًا من هذا؟ 
وإجابتي التي لم تصل عتبات الشفاه كانت: أنني بشكلٍ لا واعٍ خلقتُ رابطًا بين مولد أطفال جُدد، وموت أفراد آخرين، ولستُ أقصد أنّ الأمر عددي بحت، أبدًا، من مات لن يُعوض أحدٌ مكانه، وإنما هذه قصة الإنسان من حيث بدأت وحيث ستنتهي، وهو توازن الحياة وبه تستقيم الدنيا.
 يضحك المبنى الأول، ثم يغمز للمبنى الثاني، فيضحكان معًا، وجدا مجنونةً تجاريهما، وأنا أنظر، أصرُّ على ما أقول، وأضيف: في الوقت الذي يهدأ فيه المشفى، كل المشفى، تجد هذان البناءان لا يهدأان، لا يعرفان حدود الزمان، في أي وقت يقع الموت، يأخذ أحدهم ويمضي، وفي أي وقت يولد طفل، يملأ الدنيا بصخبه، بكائه، ضحكه ومناغاته، لا زلت، نعم لا زلت أصرُّ على خلق رابطٍ بينهما.
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=2816749631947498&id=100008374665293

بين وداع ولقاء

تجربة صوتية متكاملة نقدمها لكل مستمع فضولي
Kerning Cultures makes immersive podcasts for the curious listener.

أنا مُستقلّة

Kerning Cultures Network | شبكة كيرنينج كلتشرز

Related tracks